المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصيام في المسيحية إسلامي محرف


طالب عفو ربي
2010-09-12, 10:58 PM
الصيام في المسيحية إسلامي محرف

لا يعني عدم تناول النبي محمد صلى الله عليه وسلم للحم الضب أنه حرام .. بل لأن نفسه عافته لأن قومه لم يكونوا يأكلونه.. ولا يعني تحريم الأستاذ أنيس منصور للحوم على نفسه أن اللحوم حرام .. إنما هو رأي أن راحة جسده في الأكل النباتي .. كما لا يعنى عدم حبي لشراب الشعير الشهير الخالي من الكحول وتحريمه على نفسي أنه حرام .. بل لأنه شديد المرارة.



وبعد تفتيش الكتب المسيحية للبحث عن أصل النصوص في الصيام لم أجد أي نص يشير ولو مجرد إشارة إلي أن الصيام النباتي المسيحي يستند إلي نص.. إنما هو اجتهاد شخصي كالاجتهادات السابقة ولا ندري من ألفه ولا أول من نادي به إنما تم تأليفه لتخفيف الصيام من صيام الانقطاع إلي الصيام النباتي خصوصاً إذا علمنا أن الصيام اليهودي كان من الليل إلي الليل.



فالصوم معروف أنه انقطاع عن الأكل والشرب مع اختلاف المدة .. مثلاً كان الصوم في العهد القديم انقطاعاً عن الأكل والشرب والجنس من غروب الشمس إلي غروبها ومن فاته الإفطار يواصل لليوم التالي.. لذلك نسمع عن صيام ثلاثة أيام وعشرة أيام متصلة وشهر متصل وأربعين يوماً متصلة كما فعل سيدنا موسي والمسيح وإيليا عليهم جميعاً السلام.. واستمر هذا الوضع في الإسلام إلي أن جاء تفصيل الصوم من الفجر إلي الليل في سورة البقرة 187.. وليصدق قول الله " وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ" الأعراف157 الأعراف157 " ففعلوا كلهم و تضرعوا الى الرب الرحيم بالبكاء والصوم و السجود مدة ثلاثة أيام بلا انقطاع " المكابيين الثتني 13-12



- شرح العهد القديم أن الصيام هو تذليل للنفس.. وورد في القرآن أن ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون ,البقرة184 ويشمل هذا أنه تذليل للنفس وأشياء أخري..!!!



- ورد في العهد القديم أن الصيام كان يؤديه الجماعة مثل شعب موسي في يوم الغفران وما تلاه من أيام.. كذكري حصار أورشليم وسقوطها وخراب الهيكل وخلافه.. وكذلك شعب نينوي .. وكان يؤديه أيضاً الأفراد لإعلان توبتهم وأداء نذورهم.. وورد في القرآن صيام الأمة في شهر واحد وصيام الأفراد ككفارات للتوبة من ظِهار وقتل خطأ وأيمان..!!!



- كان صيام الأنبياء في العهد القديم مثل موسي واشعياء ونحميا ودانيال وكذلك المسيح ليس تكفيراً عن ذنب فعلوه إنما لابتغاء مرضات الله .. وكذلك فعل محمد صلي الله علية وسلم حيث يُسن عنه صيام الاثنين والخميس والأصح ما ورد من أنهم كانوا يرونه يصوم حتى يقولوا لا يفطر ويرونه يفطر حتى يقولوا لا يصوم.



- حدد العهد القديم مواعيد جماعية للصوم مثل أيام موسي وإن قيل إن الصوم لم يكن مفروضاً فنقول ها هي النصوص:

"وَيَكُونُ لَكُمْ فَرِيضَةً دَهْرِيَّةً، أَنَّكُمْ فِي الشَّهْرِ السَّابعِ فِي عَاشِرِ الشَّهْرِ تُذَلِّلُونَ نُفُوسَكُمْ" لاويين 16-29

وكما في سفر زكريا:

"هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: إِنَّ صَوْمَ الشَّهْرِ الرَّابِعِ وَصَوْمَ الْخَامِسِ وَصَوْمَ السَّابعِ وَصَوْمَ الْعَاشِرِ يَكُونُ لِبَيْتِ يَهُوذَا ابْتِهَاجًا وَفَرَحًا وَأَعْيَادًا طَيِّبَةً. فَأَحِبُّوا الْحَقَّ وَالسَّلاَمَ" ‏زكريا 8-

19.. وحدد الإسلام الصوم الجماعي في شهر رمضان دون غيره.



إذن الصيام في العهد القديم والجديد والإسلام ينقسم إلي:

1- صيام جماعي مفروض في اليهودية والمسيحية والإسلام .

2- صيام تطوعي فردي صامه الأنبياء جميعاً ونحذو حذوهم.

3- صيام كفاره صامه عامة الشعب والمؤمنين.



كانت هناك عادات خاطئة مصاحبة للصيام في العهد القديم ولا نراها الآن لا في اليهودية ولا المسيحية ولا الإسلام مثل لبس المسح على الأجساد ونثر الرماد على الرؤوس والصراخ والبكاء.. ونحمد الله أن القوم اقتنعوا أن ذلك من عادات الجاهلية.

وَفِي الْيَوْمِ الرَّابعِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ هذَا الشَّهْرِ اجْتَمَعَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بالصوم، وَعَلَيْهِمْ مُسُوحٌ وَتُرَابٌ. نحميا 9-1

وَفِي كُلِّ كُورَةٍ حَيْثُمَا وَصَلَ إِلَيْهَا أَمْرُ الْمَلِكِ وَسُنَّتُهُ، كَانَتْ مَنَاحَةٌ عَظِيمَةٌ عِنْدَ الْيَهُودِ، وصوم وَبُكَاءٌ وَنَحِيبٌ. وَانْفَرَشَ مِسْحٌ وَرَمَادٌ لِكَثِيرِينَ. أستير 4-3



والأناجيل لم تصنف الصيام إلي نوعين بل هو صيام واحد ذكره السيد المسيح من أعراضه التعب والإجهاد والعبوس: "وَمَتَى صُمْتُمْ فَلاَ تَكُونُوا عَابِسِينَ كَالْمُرَائِينَ، فَإِنَّهُمْ يُغَيِّرُونَ وُجُوهَهُمْ لِكَيْ يَظْهَرُوا لِلنَّاسِ صَائِمِينَ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ.‏ 17وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صُمْتَ فَادْهُنْ رَأْسَكَ وَاغْسِلْ وَجْهَكَ،‏ 18لِكَيْ لاَ تَظْهَرَ لِلنَّاسِ صَائِمًا، بَلْ لأَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً.‏ متى اصحاح 6..



وهذا النص الإنجيلي يعني أن الصيام كان انقطاعاً عن الأكل والشرب بدليل ظهور الصائم عابس الوجه .. وهو ما يحدث فعلاً في حالة صيام الانقطاع .. لأن الصيام النباتي لا يكون من نتيجته العبوس.. كما كان للصيام توقيت بدليل وجود كلمة متى للزمن ويمكن الرجوع والبحث عن التوقيت الذي صام فيه المسيح..والمدة كانت أربعون يوماً صامها كل السابقين وخففها الإسلام إلي ثلاثين.. كما كان الرياء بالصيام واضحاً في أيام المسيح لذلك نهي عنه عليه السلام .. وهو نفس المعنى الذي قاله النبي محمد صلى الله عليه وسلم " رب صائم لم ينل من صيامه إلا الجوع والعطش "

--------------

أما الصوم النباتي فهو صوم لم يعرفه أحد في العهد القديم ولم يصمه ولم يأمر به السيد المسيح.. إنما هو مبتكر ابتدعه المسيحيون متوارثاً بالتسليم كاذباً عن كاذب إمعاناً في إذلال النفس تقرباً لله بغير هدي من الله على غرار الرهبانية المبتدعة أيضاً.. وتم استخراج هذا الصوم من بعض الأحداث المشابهة والتي لم يكن هدفها الصوم كما نعرفه وقالوا أنها ترمز إليه:

" أنى قد أعطيتكم كل بقل يبذر بذراً على وجه كل الأرض وكل شجرة فيه ثمر وشجر يبذر بذراً لكى يكون لكم طعاماً " تك 1 " 29

" ملعونة الأرض بسببك بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك وشوكاً وحسكاً تنبت لك وتأكل عشب الأرض " تك 3 : 18

والنصين السابقين موجهان من الله لآدم واجتهد المسيحيون في اعتبار أن ذلك أمراً من الله لأكل النبات وليس اللحوم واستدلوا بأن الله لم يعط لأدم لحماً ليأكله وأن أكل اللحم لم يحل إلا بعد فلك نوح علية السلام.. وقيل أن السلوى لم يتوفر إلا بعد صراخ بني إسرائيل من أكل المن وحده .. ويستشهدون بما حدث مع النبي إيليا أن اللحم كان مسموحاً به في حين "ملوك أول 17-6" ولم يسمح له إلا بكعكة وكوز ماء عاش عليهما أربعون يوماً في "ملوك أول 19-5".. وأيضاً يستندون على ما أمر به الله النبي حزقيال "وَخُذْ أَنْتَ لِنَفْسِكَ قَمْحًا وَشَعِيرًا وَفُولاً وَعَدَسًا وَدُخْنًا وَكَرْسَنَّةَ وَضَعْهَا فِي وِعَاءٍ وَاحِدٍ، وَاصْنَعْهَا لِنَفْسِكَ خُبْزًا كَعَدَدِ الأَيَّامِ الَّتِي تَتَّكِئُ فِيهَا عَلَى جَنْبِكَ. ثَلاَثَ مِئَةِ يَوْمٍ وَتِسْعِينَ يَوْمًا تَأْكُلُهُ."‏ حزقيال 4-9.. وابتكروا على ذلك الصوم النباتي.



ولا بأس في ذلك لأننا نري كثير من النباتيين الذين حرَّموا على أنفسهم اللحوم ويتمتعون بصحة جيدة .. بل ممتازة .. ومسألة الابتكار أعنى بها السُنة التي يسنها الأقدمون ولم يفرضها الله .. مثل ما سنه عمر بن الخطاب في إنشاء حداً لم يكن موجوداً للخمر وما سنه معاوية بن أبي سفيان في جعل صلاة الجمعة بعد الخطبة بعد أن كانت العكس أيام النبي .. وما سنته الملل والنحل في كل الديانات من أجل التخفيف أو التبديل أو التعديل.



وإذا أردنا أن نقلد الأنبياء في الصوم .. ونتبع النصوص الصحيحة ولا نتبع الهوى ولا المشكوك فيه.. فإن الصوم انقطاع وليس الصوم النباتي الذي لم يفرضه ولم يسنه السيد المسيح بل كان أغلب أكله خبزاً وسمكاً .. ويوحنا المعمدان أشهر الزاهدين في المسيحية كان أكله كله جراداً وعسلاً..!!!



وصيام الانقطاع فطري بدليل صيام بعض الحيوانات.. ولقد رأيت بأم عيني في عام 1984 في قريتي الأصلية في جنوب مصر جملاً صائماً أدركه أصحابه بالنحر قبل أن يضمر وبعد أن أضناهم التحايل عليه للإفطار.. كما رأيت في الجزيرة الوثائقية حلقة عن الخفافيش وصيامهم الجماعي داخل الكهوف الذي يمتد لخمسة أشهر فينجو منهم القليل.. وهذا رابط لمقال عن صيام الحيوانات ويمكنكم العثور على المزيد إذا بحثتم.

http://www.shorouknews.com/ContentData.aspx?id=282560



وعلى ذلك .. يكون الصيام في الطبيعة والكتاب المقدس والقرآن هو صيام انقطاع كامل عن الأكل والشرب والجنس من الفجر إلي الليل وتزيد عند الحيوان ومن استطاع أن يواصل فليفعل.. أما الصيام النباتي فهو من قبيل البدعة المسيحية التي وردت إلينا باجتهاد كاذب شخصي بلا نصوص.



أخيراً:

الصيام المسيحي الحالي هو الصيام المحرف للصيام الأصلي ( الانقطاع ) الذي ورد في العهد القديم( التوراة ) والذي أقره الإسلام مع تحديد وقته وفترته وإزالة البدع منه .. ولا غرابة في ابتداع المسيحيين للصوم النباتي لأنه صنو لصلاة الاسترخاء (الدعاء) المحرفة أيضاً من الصلاة الأصلية من سجود وركوع والمذكورة في العهد القديم والأناجيل.. وأيضاً زواج الأبد وتحويل الزكاة إلى صدقة اختيارية وإلغاء الحج ووضع الكثير من التحريفات والتخريفات حتى يخالفوا دين الله وتنسجم الفروض مع الهوى.




ياسر الجرزاوي

ابو انس العتيبي
2010-12-06, 04:12 PM
جزاك الله خير اخي طالب عفو ربي

الثوري
2011-08-18, 03:37 PM
مقال رائع يناسب القسم ويناسب رمضان كذلك.