المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة إسلام عالم البحار جاك كوستو


Nabil
2010-09-15, 09:41 AM
قصة إسلام عالم البحار جاك كوستو

جاك كوستو عالم البحار والمحيطات الفرنسي الشهير، ولد سنة 1910 وشهد مآسي الحربين العظميين اللتين شهدتهما أوروبا في عز غطرستها وعدوانها على الحق والعدل والسلام، حين تلبسها الشيطان، ولا يزال، بروح الاستعباد والاستعمار، حيث انتقلت تلك اللوثة عبر المحيط الأطلسي إلى أميركا.
لقد عمل هذا العالم في مجال علم البحار والمحيطات والأحياء البحرية والتقنيات الاستكشافية والتصويرية لهذا العالم الذي كان مجهولا، ثم أصبح واضحاً مشهودا تحت الشمس بفضل هذا العالم الجسور، ولقد استغرقت رحلة كوستو مع البحر ستين عاماً، ولم تكن مجرد مغامرة استكشاف،حيث ساهم في أعمال علمية عديدة تخص عالم البحار والمحيطات واستكشافاته، منها المساهمة في اختراع كاميرا حديثة متطورة تصور تحت ماء البحر بعمق 350 متراً ثم 500 متر، وقام بإنتاج العديد من الأفلام الوثائقية العلمية، أشهرها برنامج عالم البحار والعالم الصامت، ولم يتوقف عن عمله البحثي العلمي رغم تجاوزه 86 عاماً، ولم توقفه إلا بارجة صدمت سفينته (كالبسو) وأغرقتها في أواخر عمره، فمرض بعدها بأشهر وأصيب بنوبة قلبية أودت بحياته.. لكنه كان قد شرع مع ابنه ومساعديه في إنشاء سفينته الثانية الأكثر تطورا، فيما يخص أبحاث عالم البحار، وهي كالبسو.

لقد ترجم هذا العالم الفذ مقولة (القرآن يقوم وحده) أجمل ترجمة، حين وقف على منصة المؤتمر العلمي البحري العالمي في أكاديمية العلوم بمدينة باريس، وأمام حشد كبير من العلماء والباحثين من كل دول العالم عام 1977م، وهو في قمة مجده وتألقه وشهرته التي امتدت في الآفاق، حتى شملت كل الأصقاع والأقطار، ليعلنها مدوية، خالدة في سماء الزمن، شاهدة على عمق إيمان وشجاعة هذا الرجل العظيم، ويملأ بها آذانا وعقولا، طالما جحدت النور والحق في القرون التي خلت، وما زالت تحجب النور الإلهي ورسالة السماء، بحجة التفوق العلمي وسيادة الرجل الأبيض ونهاية التاريخ وتوقفه المفترض في محطة الأمركة والعولمة الحالية.

لقد قالها كلمة ثقيلة تملأ الميزان، بجرأة وشجاعة فائقة ونادرة: أشهد أن لا اله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله، قالها بلسان عربي مبين وتمتم بها بلسانه المؤمن عبر المايكروفون، ولم يفهمها أكثر الحاضرين، لأنها كانت باللغة التي اختارها جاك لتكون لغته المقدسة( لغة القرآن).

وما أن ترجم المترجم الشهادة إلى اللغة الفرنسية حتى ضج الحاضرون وبهتوا وقالوا متسائلين: لماذا يا جاك يا عالم أوروبا وسبب فخرها وعزها وتألقها؟ لماذا تريد أن تهب كل ذلك الفخر والعز إلى الإسلام وتتجه صوب الشرق ؟.. ونسوا أن أوروبا كانت ولا تزال عالة على الشرق وتراثه وفكره وحضارته، وهي مهما كبرت وعظمت في أعين أهلها، ثمرة الشرق ونتاجه، وهي تجسد غروب شمس الشرق، كما قال أحد مفكريها معرفاً الغرب ممثلاً بأوروبا وحضارتها، فالنور جاء من الشرق حين أشرقت منه حضارة الأنبياء.
قال لهم جاك: لقد أسلمت لأني جبت البحار والمحيطات، أستكشف هذا العالم المجهول العجيب فوجدت آيات الله الباهرة فيه، لأنه أبدعه الخالق سبحانه، ثم وجدت في القرآن ما يؤكد هذه الآيات والمكتشفات التي لا يعلمها إلا الله، والتي كشف العلم الحديث عن بعضها الآن، فكيف لرجل مثل محمد أن يعرف تلك الآيات ويدونها في كتابه، إن كان قولكم في القرآن صحيحا؟ وأضاف: من تلك الحقائق العلمية التي جاء ذكرها في القرآن والتي أبهرتني: أنني اكتشفت وجود برزخ وحاجز بين البحرين حين يلتقيان في نقاط التماس، في كل بحار العالم ومحيطاته، وهو عبارة عن بحر ثالث يختلف عن البحرين الملتقيين، فمثلا في مضيق جبل طارق ملتقى البحر المتوسط بالمحيط الأطلسي وفي مضيق باب المندب ملتقى البحر الأحمر بالبحر العربي والمحيط الهندي، وجدت وشاهدت ذلك البرزخ والفاصل والحاجز بين البحرين شاهدته بنفسي وصورته وتفحصته وتجولت في أطرافه وأعماقه، انه بحر آخر متفرد ومنفصل عن البحرين ببيئته وجوه ومائه وملوحته وأسماكه وحيواناته ونباتاته البحرية، وحرارته وضغطه وصفاته الفيزيائية والكيميائية، لا يشابه أيا من البحرين.
إن هذا البحر الذي أشار إليه القرآن بوضوح، له خصائصه التي يتفرد بها عن البحرين، وهذا التفرد الذي قدّره الله سبحانه في كل شيء، في الملوحة والكثافة وفي الأسماك وفي درجة الحرارة، بل الأمواج والأسماك لا تدخل هذا الفاصل أبداً.
وكان من المتوقع أن نجد اختلاط البحرين وامتزاجهما وتشابههما، حسب نظرية الأواني المستطرقة المعروفة، ولكننا وجدنا الحقيقة غير ذلك.. فمن علم محمدا (صلى الله عليه وسلم) تلك الحقيقة العلمية الحديثة التي تعرفنا عليها واكتشفناها اليوم.. انه الله.. الله سبحانه. لقد أرشدني أحد البحارة العرب من اليمن، وأنا أبحر في باب المندب إلى نص في القرآن يشير إلى تلك الحقائق العلمية المذهلة، ومنها الآيات التالية: { مرج البحرين يلتقيان * بينهما برزخ لا يبغيان }، [ الرحمن: 19ـ20].

منقول