ابوحفص بن احمدآل هلال
2010-12-25, 01:29 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه . وبعد :
لا شك أن الإسلام واهله يواجهون المصاعب والمتاعب من الداخل والخارج ، فمنذ أن بذغ فجر الإسلام العظيم وهو مستهدفاً من قبل أعدائه الذين يشنون عليه حروب ضارية ، ومن حروبهم المعلنة - حرب إسقاط الرموز إبتدائاً من الصحابة رضي الله عنهم وانتهائاً بأهل العلم والدعاة ، فهم يريدون أن يشككوا أبناء الأمة الإسلامية في دينهم حينما يشككون في نقلت الدين .
أيها الأخوة الأفاضل والأخوات الفضليات :
لا يجوز البتة للرجل زائغ العقيدة مريض القلب مشوش الفكر أن يتحدث عن أصحاب النبي إذ الحديث عن الصحب الكرام يتطلب صفائاً في العقيدة وإخلاص في النية ودقتاً في الفهم ، إن الصحابة رضوان الله عليهم هم صفوة الخلق بعد الأنبياء - هم الجيل القرآني الفريد - الجيل الذي تربى على يدي المصطفى وكفى ، فتأمل كيف يكون الطابع إذا كان المنهج التربوي الذي تربى عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هو القرآن والسنة .
لم يختلف أحد من العلماء لا في شرق الأرض ولا في غربها أن عدالة الصحابة من القرآن والسنة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم وإخباره عن طهارتهم واختياره لهم بنص القرآن الكريم قال تعالى : ( كنتم خير أمةٍ أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ... ) والمخاطب إبتدائاً في هذه الاية الكريمة هم أصحاب النبي عليه السلام - الذين حملوا دعوة النبي المختار وصدقوا ما عاهدوا عليه العزيز الغفار .
وهذا الأمر لا يحتاج إلى دليل وتعليل لأنه معلوم لأي جليل بالاضطرار من الدين بالصريح المعقول والصحيح المنقول .
قال الله تعالى : ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه ... ) الآية . والأدلة من القرآن كثيرة في ذلك .
وفي الحديث الصحيح في وصف الفرقة الناجية التي أخبرنا عنها النبي عليه السلام : ( ... ما أنا عليه وأصحابي ... ) الحديث . ( أصحابي أمنة أمتي ... ) ( لا تسبوا أصحابي ... ) وفي الباب الأدلة الكثيرة كلها ثابة صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم .
واعلم أننا إنما بسطنا الكلام في هذا الموضوع الكبير لحاجة الناس إلى معرفة هذا الأمر الذي تناوله كثير من الكٌتاب في وسائل متعددة ، فلقد قرأت مقالاً لكاتب حول عدم صحة عدالة الصحابة كلهم استدل بحديث ثابت صحيح رواه الإمام مسلم : ( في أصحابي اثنا عشر منافق ... الخ ) وقد خالف هذا الكاتب القواعد والأصول التي اتفق عليها علماء اللغة وفقهاء السنة وأهل الحديث ، وزعم أن الحديث ينفي عدالة الصحابة كلهم لما ذكر في الحديث أن فيهم اثنا عشر منافق .
قلت : وهذا من التكذيب للنصوص الصحيحة الثابة في القرآن والسنة الصريحة ، وهذا الاستدلال والتأويل لمعنى الحديث كما يراه الكاتب دليل على عدم عدالة الصحابة ؛ لم نجد مثله إلا عند أهل الشبهات والشهوات ليس فيه ضابط ولا منهج علمي صحيح ولم يقل بها أحد من العقلاء ، إنما مصدره وراء الأهواء ، فهو كلام يراد به الزيغ والتحريف فلا يصعب على أهل الحق ابطاله .
حديث : ( في أصحابي اثنا عشر منافقا ... الخ ) الحديث في صحيح مسلم .
قال شيخنا أبوالعباس بن أحمد آل هلال : (( أرى أن هذا الحديث دليل على عدالة الصحابة كلهم الذين ثبتت لهم الصحبة الشرعية فلا يٌتوهم خلاف ذلك فقد أثبت صلى الله عليه وسلم لهم الرتبة التي يٌغبطون عليها ألا وهي الصحبة التي جاءت النصوص بتعديلها وتشريفها وحمايتها من الطعن والتزييف كقوله عليه السلام : ( لا تسبوا أصحابي ... ) ( لو أنفق أحدكم ... ) ( أصحابي أمنة لأمتي ... ) وغير ذلك كما هو مبين في كتابي : (( القواعد الصولية )) فلم يقل عليه السلام من أصحابي بل في أصحابي و (( من )) كما تعلمنا في لغتنا العربية ونبه على ذلك بعض من رد من الأفاضل من معانيها التبعيض و ((في )) من معانيها الوعاء ، فمعنى الحديث : في أصحابي من غيرهم ممن يٌُنسب إلى صحبيتي اثنا ... ، ثم لو قال عليه السلام : من أصحابي ، لما كان ذلك دليلاً على عدم تعديل من ثبتت له الصحبة الاصطلاحية ، وكان التقدير حينئذٍ : ممن ينسب إلى صحبتي ، جمعاً بينه وبين النصوص التي أثبتت عدالة الصحابة عموماً لو سلمنا بالتعارض ، فهل تعقل أن النبي الأمين أفصح من نطق بالضاد تارة يٌعدّل أصحابه عموماً ، وتارة يقول نصاً خاصاً دون تسمية يٌشكّ به في عدالة من لم تثبت عدالته بنص خاص ، بحيث لا نعلم من أراد بذلك ، فعٌلم بالضرورة أن المراد : من ينسب إلى صحبته صلى الله عليه وسلم من غيرهم ممن لم يؤمن به ، أما من آمن به ومات على الإسلام فهو أطهر القوم وهم المؤمنون الذين أمرنا باتباع سبيلهم )) . فتدبر هداك الله . هذا ما أجاب به شيخنا أبوالعباس حول سؤالنا لفضيلته عن الحديث الذي في صحيح مسلم ، وقد قرأها بعض طلبة العلم عن طريق الجوال على شيخنا المحدث (( علي الحلبي )) فاستحسنها ونصح بنشرها على شبكة المعلومات وطلبة العلم .
قلت : لو تجرد هذا الكاتب من هواه لما ذهب إلى مثل هذا التاويل الباطل لهذا الحديث ، لكنه لما لم يستطيع أن يأتي بدليل واحد على صحة ما كتب في مقاله عن عدم ثبوت عدالة الصحابة ؛ حمله اعتقاده على تحريف معنى الحديث فتقول عليه الأقاويل وأدخل فيه من المعاني والتحريف ما لا مكان لها في عقول العقلاء ولا تندرج تحت المناهج العلمية والقواعد الأصولية التي منها يكون التفصيل والتأصيل للأحاديث النبوية فلا يعتبر الاستدلال لمجرد فهم العقل للحديث والقرآن ، وألا لكان لكل صاحب عقل منهجاً خاصاً به ، يقرر الأحكام ويأول الآيات والأحاديث كيف شاء ، لذلك قال العلماء : ينبغي أن يٌستدل قبل أن يٌعتقد ليكون اعتقاده تبعاً للدليل .
ولقد رأينا ورأى غيرنا ضرر استباع الدليل للاعتقاد حيث حمل صاحبه على رد النصوص الصحيح التي أثبتت عدالة الصحابة ، وأخذ يعتقد ويستدل وأوصله هواه إلى هذا الفهم الغريب جداً والعجيب حقاً فكان فهمه للحديث الذي رواه مسلم تبعاً لهوى النفس، فانظر كيف حمله اعتقاده على التشكيك بعدالة الصحابة التي أثبتها القرآن بالآيات الصريحة وأثبتتها السنة المطهرة ، فلو أنك تجرد من هواك لعلمت في قرارة نفسك أن الذي رددنا به ما جاء في مقالك حول حديث مسلم هو الحق ، وأن الذي ناديت به هو الباطل ، فلا تطاوع نفسك على الباطل فتهلك والرجوع عن الخطأ فضيلة .
كانت هذه رسالتنا في الرد على مقال لكاتب في احدى الصحف الكويتية .
والله من وراء القصد .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه . وبعد :
لا شك أن الإسلام واهله يواجهون المصاعب والمتاعب من الداخل والخارج ، فمنذ أن بذغ فجر الإسلام العظيم وهو مستهدفاً من قبل أعدائه الذين يشنون عليه حروب ضارية ، ومن حروبهم المعلنة - حرب إسقاط الرموز إبتدائاً من الصحابة رضي الله عنهم وانتهائاً بأهل العلم والدعاة ، فهم يريدون أن يشككوا أبناء الأمة الإسلامية في دينهم حينما يشككون في نقلت الدين .
أيها الأخوة الأفاضل والأخوات الفضليات :
لا يجوز البتة للرجل زائغ العقيدة مريض القلب مشوش الفكر أن يتحدث عن أصحاب النبي إذ الحديث عن الصحب الكرام يتطلب صفائاً في العقيدة وإخلاص في النية ودقتاً في الفهم ، إن الصحابة رضوان الله عليهم هم صفوة الخلق بعد الأنبياء - هم الجيل القرآني الفريد - الجيل الذي تربى على يدي المصطفى وكفى ، فتأمل كيف يكون الطابع إذا كان المنهج التربوي الذي تربى عليه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هو القرآن والسنة .
لم يختلف أحد من العلماء لا في شرق الأرض ولا في غربها أن عدالة الصحابة من القرآن والسنة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم وإخباره عن طهارتهم واختياره لهم بنص القرآن الكريم قال تعالى : ( كنتم خير أمةٍ أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ... ) والمخاطب إبتدائاً في هذه الاية الكريمة هم أصحاب النبي عليه السلام - الذين حملوا دعوة النبي المختار وصدقوا ما عاهدوا عليه العزيز الغفار .
وهذا الأمر لا يحتاج إلى دليل وتعليل لأنه معلوم لأي جليل بالاضطرار من الدين بالصريح المعقول والصحيح المنقول .
قال الله تعالى : ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه ... ) الآية . والأدلة من القرآن كثيرة في ذلك .
وفي الحديث الصحيح في وصف الفرقة الناجية التي أخبرنا عنها النبي عليه السلام : ( ... ما أنا عليه وأصحابي ... ) الحديث . ( أصحابي أمنة أمتي ... ) ( لا تسبوا أصحابي ... ) وفي الباب الأدلة الكثيرة كلها ثابة صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم .
واعلم أننا إنما بسطنا الكلام في هذا الموضوع الكبير لحاجة الناس إلى معرفة هذا الأمر الذي تناوله كثير من الكٌتاب في وسائل متعددة ، فلقد قرأت مقالاً لكاتب حول عدم صحة عدالة الصحابة كلهم استدل بحديث ثابت صحيح رواه الإمام مسلم : ( في أصحابي اثنا عشر منافق ... الخ ) وقد خالف هذا الكاتب القواعد والأصول التي اتفق عليها علماء اللغة وفقهاء السنة وأهل الحديث ، وزعم أن الحديث ينفي عدالة الصحابة كلهم لما ذكر في الحديث أن فيهم اثنا عشر منافق .
قلت : وهذا من التكذيب للنصوص الصحيحة الثابة في القرآن والسنة الصريحة ، وهذا الاستدلال والتأويل لمعنى الحديث كما يراه الكاتب دليل على عدم عدالة الصحابة ؛ لم نجد مثله إلا عند أهل الشبهات والشهوات ليس فيه ضابط ولا منهج علمي صحيح ولم يقل بها أحد من العقلاء ، إنما مصدره وراء الأهواء ، فهو كلام يراد به الزيغ والتحريف فلا يصعب على أهل الحق ابطاله .
حديث : ( في أصحابي اثنا عشر منافقا ... الخ ) الحديث في صحيح مسلم .
قال شيخنا أبوالعباس بن أحمد آل هلال : (( أرى أن هذا الحديث دليل على عدالة الصحابة كلهم الذين ثبتت لهم الصحبة الشرعية فلا يٌتوهم خلاف ذلك فقد أثبت صلى الله عليه وسلم لهم الرتبة التي يٌغبطون عليها ألا وهي الصحبة التي جاءت النصوص بتعديلها وتشريفها وحمايتها من الطعن والتزييف كقوله عليه السلام : ( لا تسبوا أصحابي ... ) ( لو أنفق أحدكم ... ) ( أصحابي أمنة لأمتي ... ) وغير ذلك كما هو مبين في كتابي : (( القواعد الصولية )) فلم يقل عليه السلام من أصحابي بل في أصحابي و (( من )) كما تعلمنا في لغتنا العربية ونبه على ذلك بعض من رد من الأفاضل من معانيها التبعيض و ((في )) من معانيها الوعاء ، فمعنى الحديث : في أصحابي من غيرهم ممن يٌُنسب إلى صحبيتي اثنا ... ، ثم لو قال عليه السلام : من أصحابي ، لما كان ذلك دليلاً على عدم تعديل من ثبتت له الصحبة الاصطلاحية ، وكان التقدير حينئذٍ : ممن ينسب إلى صحبتي ، جمعاً بينه وبين النصوص التي أثبتت عدالة الصحابة عموماً لو سلمنا بالتعارض ، فهل تعقل أن النبي الأمين أفصح من نطق بالضاد تارة يٌعدّل أصحابه عموماً ، وتارة يقول نصاً خاصاً دون تسمية يٌشكّ به في عدالة من لم تثبت عدالته بنص خاص ، بحيث لا نعلم من أراد بذلك ، فعٌلم بالضرورة أن المراد : من ينسب إلى صحبته صلى الله عليه وسلم من غيرهم ممن لم يؤمن به ، أما من آمن به ومات على الإسلام فهو أطهر القوم وهم المؤمنون الذين أمرنا باتباع سبيلهم )) . فتدبر هداك الله . هذا ما أجاب به شيخنا أبوالعباس حول سؤالنا لفضيلته عن الحديث الذي في صحيح مسلم ، وقد قرأها بعض طلبة العلم عن طريق الجوال على شيخنا المحدث (( علي الحلبي )) فاستحسنها ونصح بنشرها على شبكة المعلومات وطلبة العلم .
قلت : لو تجرد هذا الكاتب من هواه لما ذهب إلى مثل هذا التاويل الباطل لهذا الحديث ، لكنه لما لم يستطيع أن يأتي بدليل واحد على صحة ما كتب في مقاله عن عدم ثبوت عدالة الصحابة ؛ حمله اعتقاده على تحريف معنى الحديث فتقول عليه الأقاويل وأدخل فيه من المعاني والتحريف ما لا مكان لها في عقول العقلاء ولا تندرج تحت المناهج العلمية والقواعد الأصولية التي منها يكون التفصيل والتأصيل للأحاديث النبوية فلا يعتبر الاستدلال لمجرد فهم العقل للحديث والقرآن ، وألا لكان لكل صاحب عقل منهجاً خاصاً به ، يقرر الأحكام ويأول الآيات والأحاديث كيف شاء ، لذلك قال العلماء : ينبغي أن يٌستدل قبل أن يٌعتقد ليكون اعتقاده تبعاً للدليل .
ولقد رأينا ورأى غيرنا ضرر استباع الدليل للاعتقاد حيث حمل صاحبه على رد النصوص الصحيح التي أثبتت عدالة الصحابة ، وأخذ يعتقد ويستدل وأوصله هواه إلى هذا الفهم الغريب جداً والعجيب حقاً فكان فهمه للحديث الذي رواه مسلم تبعاً لهوى النفس، فانظر كيف حمله اعتقاده على التشكيك بعدالة الصحابة التي أثبتها القرآن بالآيات الصريحة وأثبتتها السنة المطهرة ، فلو أنك تجرد من هواك لعلمت في قرارة نفسك أن الذي رددنا به ما جاء في مقالك حول حديث مسلم هو الحق ، وأن الذي ناديت به هو الباطل ، فلا تطاوع نفسك على الباطل فتهلك والرجوع عن الخطأ فضيلة .
كانت هذه رسالتنا في الرد على مقال لكاتب في احدى الصحف الكويتية .
والله من وراء القصد .
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .