المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خواطـر في أنماط التفكيــر


ابو اسامة
2007-12-02, 06:40 PM
الفكـر هو جوهـر الإنسان ، وقـد تفكرت في أنماط التفكيـر عند الناس فوجـدت العجـب :

فمن الناس من يقصر تفكيره على ما يحقّقه في يومه ، ومنهم من يقصر تفكيره على ما يحققّه لنفسه في عمره ، ومنهم يمتـد فكره إلى مـا يريد أن يعطيه للجيـل ، وأعظمهم من تعلّقت همّته بعطـاءٍ لأمـّته ، وهؤلاء هم أعظم الناس عقـلا ، وهم الخلَّص الأئمة ،

أمـّا الذين اصطفاهم الله تعالى فوق الناس جميعـا ، فعطاؤهم للبشريـّة جمعـاء ، كإبراهيم ونبّينا صلى الله عليهما وسلّم ، ولهذا كانت أعظم قمة في التاريخ ، تلك التي جمعتهمـا في علوّ السـماء في ليلة المعـراج ، وكان موضوعها : الهدف الأسمى من الوجود ، الفوزُ بالقـرب من الله تعالى ، قال ابراهيم عليه السلام لنبينا صلى الله عليه وسلم : ( أ قرأ أمتك مني السلام ، وأخبرهم أن الجنة قيعان ، وأن غراسها ، سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ،والله أكبر ) .

ومن الناس من فكره في دنياه لايريد سواها ، ومنهـم من يفكّر في دنياه وآخرته ، ومنهم من استحوذ على فكره حياة الخلود فكلّ ما سواها من أمر الدنيا ساقط من عينه بالكليـّة ، وهؤلاء هم أتمّ الناس عقـلا ، وأكملهم لبـّا ، وأكمل منهم من استولى على تفكيـره أن يكون أقـرب الناس إلى الله تعالى في الدنيا والآخـرة ، لايسـبقه أحـد إلى هذه المنـزلة ، وهؤلاء هم صفوة الصفوة .

ومن جهة أخرى من العاملين من همُّ فكره النهوض بنفسِهِ لايريدُ سوى ذلك ، ومنهم من يكدح لتعلو جماعتُه أو حزبه ، يشحُّ بعطاء فكره عمَّا وراء ذلك ، ومنهم من يبذل فكـره لكلَّ أمـته ، يريد نهضتها ، ولا يبالي إنْ جهـل مكانُه ، أو لم يزدد الإنتماء إلى جهةٍ ينتمي إليها ، فسعادته إذا علم أن أمـّته انتفعت به ، وهذا هو نمط تفكير القادة المخلصين.

أبو جهاد الأنصاري
2008-06-28, 12:40 PM
وكلما تعلق الفكر بأكبر عدد من الناس ، ولأطول فترة زمانية ، وبأكبر قدر من الإخلاص ، كانت عظمة ذلك الإنسان ، وأكمل الناس فى هذا هم الأنبياء ، وأكملهم نبينا صلى الله عليه وسلم ، الذى أرسله الله للناس كافة ، بشيراً ونذيراً ، منذ يوم بعثته إلى قيام الساعة ، وكان يقول عن نفسه : ( مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد نارا . فجعل الجنادب والفراش يقعن فيها . وهو بذبهن عنها . وأنا آخذ بحجزكم عن النار . وأنتم تفلتون من يدي ) (1).

فكان - صلى الله عليه وسلم - أرحم بنا من رحمة الأب بابنه ، ومن رحمة الأم برضيعها ، وأرحم بنا منا ، وصدق الله حين قال فيه : ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) .

====================
(1) أخرجه مسلم فى صحيحه ( 2285 ) عن جابر بن عبد الله.