صابر معوض
2011-10-12, 08:10 AM
:بس:
:سل:
كتبت هذه القصيدة قبل الثورة بأيام قليلة والآن أهديها لشهداء الثورة فقد بدأنا هذه الثورة بأصواتنا وهم منحونا النصر بدمائهم .
الشاعر/ صابر معوض عكاشة
جَاشَ الفُؤادُ بِلحْنهِ فَشجَانِي=بقريْضِهِ حُرْرِتُ مِنْ كِتْمَانِي
نَطَقَتْ مَشَاعرنا بِلحْنِ قصيدةٍ=شعريةٍ أسْكنتها وجْداني
وحملتها تاجاً على رأْسي ، فلا=تدْنو بها يا مَنْ عَلِمْتَ مَكَانِي
أنا ما نظرتُ لقدْسنا كمدينةٍ=أكْرِمْ بها في صحبة الإيمانِ
فجهادُها عبرَ العصورُ وسامُها=وكفاحُها يعْلو على الطّغيانِ
فانْهُلْ عَبيرَ الحبِّ مِنْ جنباتِها=يا ليتَ لي جَلَدٌ على النسيانِ
يا ليتني أحيا بها في برهةٍ=معقودةٍ بالنصرِ والأعْوَانِ
وأعيشُ بعد النصرِ في أرجائها=وأكونُ بين الأهلِ والخلانِ
ليكنْ عزاؤكَ يا ( رشيدُ 1) بحبِهَا=وصمودِها للرقِّ والطّغيانِ
أرضُ الشهادةِ والشهادةُ تَاجُها=وشهيدُها في جَنّةِ الرّضْوانِ
هي جنةُ الدنيا بغيرِ منازعٍ=هي قبلةُ الشهداءِ والفرسانِ
لله أشْكو من تفرقِ أهلها=فالبعدُ أدْماها كما أدْماني
في مِصْرَ أهلي قد تركتُ مجاهدا=أسعى إلى نصري ورفعةُ شاني
لأذودَ عن وطني الكبيرِ .وخالقي=أدعوهُ في سِرّي وفي إِعْلاني
كابدتُ ويلاتَ الحروبِ وسرّني=أنّي أجاهدُ في دُنَا الرحمنِ
ولقد شعرتُ بغربةٍ في سَفْرَتِي=فالعُرْبُ والأعرابُ مختلفانِ
وسألتُ أينَ رجالُ غزةَ ؟جاوبوا:=في الحيّ مُنْشغلونَ بالبهتانِ
( فتحٌ ) تورّط سَعْيُها في غيَّها=و( حماسُ ) قِلّةُ صَبْرِهَا أَعْيَانِي
لا يطلقونَ النارَ صَوْبَ عَدوِّنا=وعَجِبْتُ كيف تخاصمَ الجمعانِ
فالغدرُ غايةُ كلِّ مندسٍ بهمْ=أولوهُ كلّ عنايةٍ وجَنَانِ
بالمالِ أغروهمْ بقطعِ صِلاتهمْ=وهما بقطعِ الوُد مرتهنانِ
قد أضْعفا ركني بذبحِ جهودهم=والآن لا يَعْنِيهُمَا فُقْدَانِي
حَجَبَ الصهاينةُ اللئامُ شموسَنا=وتمسكوا بشريعةِ القرصانِ
سَلْ عن قرود العصرِ كلَّ مصيبةٍ=هم للوغى مددٌ مع الأزمانِ
مَنْ غَيْرهُمْ قتلَ النبيَّ برقصةٍ=يحيى المُعَمِّدُ فارسُ الميدانِ
غدروا بموسى ، زيّفوا توراتَهم=جهلاً وما كانوا على الإحسانِ
خانوا المسيح وشكّكوا بكتابهِ=وَرَمَوْهُ بالأحقادِ والبهتانِ
هَمّوا بقتلِ نبينا طه الذي=دَمَهُ بصيْصٌ مِنْ هُدَى الرحمنِ
هو آخر الرُسْلِ الكرام وخَاتمٌ=للرُسْل لا يحتاج للبرهَانِ
صلّوا عليه وسلّموا بكرامةٍ=منه الندى والحبّ يلتقيانِ
إنّ الصهاينةَ اللئامَ تمردوا=خانوا العهودَ وما وفوا بضمانِ
خانوا وقد شَهِدَ الزمانُ بنفسهِ=وتعانوا في الإثمِ والعدوانِ
زَمَنٌ به الإسلامُ أصبحَ تهمةً=بادي الشرورِ بذلةٍ وهوانِ
نمنا ونامتْ عينُ كلِّ مُقَصِّرٍ=متواطئٍ ، يسْطو على أوْطانِي
والخائنونَ يُثبّطونَ عزيمتي=ونسوا الجهادَ وصولةُ الفرسانِ
وأرى الجهاد بممكنٍ لو أننا=نمحو دُجى الظلماتِ بالإيمانِ
لا ما تركتُ كتابَ ربي مِنْ يدي=آياتُهُ بالقلبِ والشريانِ
أدعو إلى نبْذِ الخلاف بأمتي=وبأنْ يكونَ الحكمُ بالقرآنِ
إنّي أرى تلك المصائب محنتي=إذْ باعَدَتْ عنْ مجلسي إخْوانِي
ووجدتُ أنّ حياتَنا قد أقفرتْ=مِنْ كلِّ خيرٍ كان بالإمكانِ
الناسُ في الفوضى تعيشُ بذلةٍ=وتساقُ نحو البَغْيِ كالقطعانِ
فمتى الخلاصُ مِنَ الهوانِ وبيننا=ظلمٌ يسودُ على مدى الأزمانِ
في كلّ شبرٍ مِنْ بلادي جائعٌ=شبحُ البطالةِ باتَ كالسرطانِ
وأرى الفقيرَ يباتُ مهموماً هنا=وأرى الطغاةَ تبيعُ في الأوطانِ
هذا هو المحتاجُ يحرقُ نفسَهُ=ويرى الخلاصُ بجانبِ النيرانِ2
مَنْ ذا الذي يرضى بظلمٍ فادحٍ=من ذا الذي يحيا مع الطغيانِ ؟
الزيفُ أصبحَ قائماً في ساحتي=والحقُ مصلوبٌ على الجدرانِ
والشعب يزأرُ والحياةُ كئيبةٌ=أرأيتَ كيف تباعُ للشيطانِ ؟
إني أرى شعباً ذليلاً صاغراً=بالقهرِ يلقى الظلمَ بالإذعانِ
كم مِنْ جبانٍ خائفٍ قد ناله=من ضعفهِ ما ليس في الحسبانِ
ما زال في قلبي الصدى لحديثهِ=إذْ عاشَ في الدنيا حليفَ هوانِ
البؤس أرقهُ وبدّدَ نومَهُ=ذاقَ العذابَ على يدِ السّجانِ
تلك الحكاياتُ التي سطرتُها=هي في صميمِ الحالِ للأوطانِ
ولسوف يذكرني الجميع لأنني=عبّرتُ بالأشعارِ عن أشجانِي
نوّهتُ عن رأيي بما يجري هنا=فالموجُ يسبقُ ثورةَ الطوفانِ
هذا الكلامُ الحرُ مِنْ فكري أنا=والذكرياتُ تثور كالبركانِ
بالصدقِ والإحسانِ أوصاني أبي=جدي (عكاشة3) بالندى أوصانِي
أنا (صابرٌ) والصبر ليس بمانعي=مِنْ أنْ أقدمُ ها هنا قربانِي
فالطهرُ بين مشاعري وعواطفي=ينساب في حَدَبٍ يهز كيانِي
دمعي جرى وأرى الورى في خاطري=لا يقبلونَ بشاعة العُدوانِ
إنّ الحياةَ مع الطهارةِ جنةٌ=والعدلُ يبني المجدَ للأوطانِ
وغداً نرى الوطنَ الحبيبَ محرراً=ونرى نهايةَ دولةِ الطّغيانِ
___________
1- رشيد = الصديق وزميل النضال الشاعر والأديب الفلسطيني رشيد الجشيّ
2- إشارة للشباب المصري اللذين أقبلوا على الإنتحار
3- عكاشة = جد الشاعر الصحابي الجليل عكاشة بن محصن
:سل:
كتبت هذه القصيدة قبل الثورة بأيام قليلة والآن أهديها لشهداء الثورة فقد بدأنا هذه الثورة بأصواتنا وهم منحونا النصر بدمائهم .
الشاعر/ صابر معوض عكاشة
جَاشَ الفُؤادُ بِلحْنهِ فَشجَانِي=بقريْضِهِ حُرْرِتُ مِنْ كِتْمَانِي
نَطَقَتْ مَشَاعرنا بِلحْنِ قصيدةٍ=شعريةٍ أسْكنتها وجْداني
وحملتها تاجاً على رأْسي ، فلا=تدْنو بها يا مَنْ عَلِمْتَ مَكَانِي
أنا ما نظرتُ لقدْسنا كمدينةٍ=أكْرِمْ بها في صحبة الإيمانِ
فجهادُها عبرَ العصورُ وسامُها=وكفاحُها يعْلو على الطّغيانِ
فانْهُلْ عَبيرَ الحبِّ مِنْ جنباتِها=يا ليتَ لي جَلَدٌ على النسيانِ
يا ليتني أحيا بها في برهةٍ=معقودةٍ بالنصرِ والأعْوَانِ
وأعيشُ بعد النصرِ في أرجائها=وأكونُ بين الأهلِ والخلانِ
ليكنْ عزاؤكَ يا ( رشيدُ 1) بحبِهَا=وصمودِها للرقِّ والطّغيانِ
أرضُ الشهادةِ والشهادةُ تَاجُها=وشهيدُها في جَنّةِ الرّضْوانِ
هي جنةُ الدنيا بغيرِ منازعٍ=هي قبلةُ الشهداءِ والفرسانِ
لله أشْكو من تفرقِ أهلها=فالبعدُ أدْماها كما أدْماني
في مِصْرَ أهلي قد تركتُ مجاهدا=أسعى إلى نصري ورفعةُ شاني
لأذودَ عن وطني الكبيرِ .وخالقي=أدعوهُ في سِرّي وفي إِعْلاني
كابدتُ ويلاتَ الحروبِ وسرّني=أنّي أجاهدُ في دُنَا الرحمنِ
ولقد شعرتُ بغربةٍ في سَفْرَتِي=فالعُرْبُ والأعرابُ مختلفانِ
وسألتُ أينَ رجالُ غزةَ ؟جاوبوا:=في الحيّ مُنْشغلونَ بالبهتانِ
( فتحٌ ) تورّط سَعْيُها في غيَّها=و( حماسُ ) قِلّةُ صَبْرِهَا أَعْيَانِي
لا يطلقونَ النارَ صَوْبَ عَدوِّنا=وعَجِبْتُ كيف تخاصمَ الجمعانِ
فالغدرُ غايةُ كلِّ مندسٍ بهمْ=أولوهُ كلّ عنايةٍ وجَنَانِ
بالمالِ أغروهمْ بقطعِ صِلاتهمْ=وهما بقطعِ الوُد مرتهنانِ
قد أضْعفا ركني بذبحِ جهودهم=والآن لا يَعْنِيهُمَا فُقْدَانِي
حَجَبَ الصهاينةُ اللئامُ شموسَنا=وتمسكوا بشريعةِ القرصانِ
سَلْ عن قرود العصرِ كلَّ مصيبةٍ=هم للوغى مددٌ مع الأزمانِ
مَنْ غَيْرهُمْ قتلَ النبيَّ برقصةٍ=يحيى المُعَمِّدُ فارسُ الميدانِ
غدروا بموسى ، زيّفوا توراتَهم=جهلاً وما كانوا على الإحسانِ
خانوا المسيح وشكّكوا بكتابهِ=وَرَمَوْهُ بالأحقادِ والبهتانِ
هَمّوا بقتلِ نبينا طه الذي=دَمَهُ بصيْصٌ مِنْ هُدَى الرحمنِ
هو آخر الرُسْلِ الكرام وخَاتمٌ=للرُسْل لا يحتاج للبرهَانِ
صلّوا عليه وسلّموا بكرامةٍ=منه الندى والحبّ يلتقيانِ
إنّ الصهاينةَ اللئامَ تمردوا=خانوا العهودَ وما وفوا بضمانِ
خانوا وقد شَهِدَ الزمانُ بنفسهِ=وتعانوا في الإثمِ والعدوانِ
زَمَنٌ به الإسلامُ أصبحَ تهمةً=بادي الشرورِ بذلةٍ وهوانِ
نمنا ونامتْ عينُ كلِّ مُقَصِّرٍ=متواطئٍ ، يسْطو على أوْطانِي
والخائنونَ يُثبّطونَ عزيمتي=ونسوا الجهادَ وصولةُ الفرسانِ
وأرى الجهاد بممكنٍ لو أننا=نمحو دُجى الظلماتِ بالإيمانِ
لا ما تركتُ كتابَ ربي مِنْ يدي=آياتُهُ بالقلبِ والشريانِ
أدعو إلى نبْذِ الخلاف بأمتي=وبأنْ يكونَ الحكمُ بالقرآنِ
إنّي أرى تلك المصائب محنتي=إذْ باعَدَتْ عنْ مجلسي إخْوانِي
ووجدتُ أنّ حياتَنا قد أقفرتْ=مِنْ كلِّ خيرٍ كان بالإمكانِ
الناسُ في الفوضى تعيشُ بذلةٍ=وتساقُ نحو البَغْيِ كالقطعانِ
فمتى الخلاصُ مِنَ الهوانِ وبيننا=ظلمٌ يسودُ على مدى الأزمانِ
في كلّ شبرٍ مِنْ بلادي جائعٌ=شبحُ البطالةِ باتَ كالسرطانِ
وأرى الفقيرَ يباتُ مهموماً هنا=وأرى الطغاةَ تبيعُ في الأوطانِ
هذا هو المحتاجُ يحرقُ نفسَهُ=ويرى الخلاصُ بجانبِ النيرانِ2
مَنْ ذا الذي يرضى بظلمٍ فادحٍ=من ذا الذي يحيا مع الطغيانِ ؟
الزيفُ أصبحَ قائماً في ساحتي=والحقُ مصلوبٌ على الجدرانِ
والشعب يزأرُ والحياةُ كئيبةٌ=أرأيتَ كيف تباعُ للشيطانِ ؟
إني أرى شعباً ذليلاً صاغراً=بالقهرِ يلقى الظلمَ بالإذعانِ
كم مِنْ جبانٍ خائفٍ قد ناله=من ضعفهِ ما ليس في الحسبانِ
ما زال في قلبي الصدى لحديثهِ=إذْ عاشَ في الدنيا حليفَ هوانِ
البؤس أرقهُ وبدّدَ نومَهُ=ذاقَ العذابَ على يدِ السّجانِ
تلك الحكاياتُ التي سطرتُها=هي في صميمِ الحالِ للأوطانِ
ولسوف يذكرني الجميع لأنني=عبّرتُ بالأشعارِ عن أشجانِي
نوّهتُ عن رأيي بما يجري هنا=فالموجُ يسبقُ ثورةَ الطوفانِ
هذا الكلامُ الحرُ مِنْ فكري أنا=والذكرياتُ تثور كالبركانِ
بالصدقِ والإحسانِ أوصاني أبي=جدي (عكاشة3) بالندى أوصانِي
أنا (صابرٌ) والصبر ليس بمانعي=مِنْ أنْ أقدمُ ها هنا قربانِي
فالطهرُ بين مشاعري وعواطفي=ينساب في حَدَبٍ يهز كيانِي
دمعي جرى وأرى الورى في خاطري=لا يقبلونَ بشاعة العُدوانِ
إنّ الحياةَ مع الطهارةِ جنةٌ=والعدلُ يبني المجدَ للأوطانِ
وغداً نرى الوطنَ الحبيبَ محرراً=ونرى نهايةَ دولةِ الطّغيانِ
___________
1- رشيد = الصديق وزميل النضال الشاعر والأديب الفلسطيني رشيد الجشيّ
2- إشارة للشباب المصري اللذين أقبلوا على الإنتحار
3- عكاشة = جد الشاعر الصحابي الجليل عكاشة بن محصن