المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل القدرة قديمة ام حادثة ؟ ....(حل بسيط لمشكلة قدم العالم)


ابن النعمان
2012-04-26, 03:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الله اكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة واصيلا
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه وسلم اللهم اغفر لى ولوالدى وللمومنين والمؤمنات يوم يقوم الحساب

هل القدرة قديمة ام حادثة ؟


بعد لحظات من تفكير سطحي ظن احد الملحدين انه قد وجد ضالته المنشودة الشبهة التى يمكن ان تقنن الالحاد وتضحد الايمان , وتنشر السرطان, وتجعله لا يتحسر على ما فاته .
لا بد أن يخلق الله العالم بقدرة

فهل هذه القدرة قديمة أم محدثة

فأن قلتم قديمة أثبتم قدم العالم و كفيتم أنفسكم


و إن قلتم أنها حادثة فكيف حدثت له : يعني هل كان عاجزا ثم حدثت له قدرة ؟؟؟؟؟

قبل الرد


قبل الرد يجب ان نفرق بين الصفة القديمة والصفة المكتسبة الصفة القديمة يشترط فيها عدم التقدم على الموصوف فى الوجود شرط يوجب الاقتران وعدم الانفكاك اى انها يجب ان تكون ملازمة له من لحظة وجوده بينما الصفة المكتسبة لا يشترط فيها ذلك ولسنا فى حاجة الى ان نذكر بان صفات الله قديمة كذاته.

الرد


لو نظرنا فى الطبيعة نجد ان الله قد خلق حجر المغناطيس واودع فيه من الخصائص ما يدحض هذه الشبهة سواء من ناحية الصفة القديمة او المكتسبة , فالحجر يتصف بالقدرة على التاثير على معدن الحديد سواء بالتحريك اوالجذب, ونظرا لكون هذه المقدرة ملازمة للحجر منذ لحظة وجوده تكون قديمة بالنسبة للحجر وغير مكتسبة اى انها خلقت معه ..
وبعنى اخر لم يتقدم عليها الحجر فى الوجود ولم يكتسبها بعد الخلق ..
ومع كل الاعتبارات السابقة , عندما يحدث جذب لبرادة الحديد يستنتج اى عاقل عدم حدوث اى تغير على جوهر الحجر ..انما حدث التغير للحديد .
فهل هذا الاستنتاج صحيح ؟
نعم استنتاج صحيح !
لكون المقدرة على الجذب موجودة سواء كان هناك برادة للحديد ام لا , وكل ما حدث ان برادة الحديد اظهرت لنا هذه القوة الموجودة به فى الاساس كما تظهر لنا ذرات الدخان اشعة الليزر او الاجهزة الكهربائية والالكترونية وجود التيار ..
وبالتالى لا يمكن لمن يعرف هذه الخصائص البسيطة ان يقول ان القدرة لم تكن موجودة فى الحجر ثم وجدت فى حال وجود البرادة بناء على الجذب ..او ان التيار لم يكون موجودا ووجد بعد انارة المصباح ..
واخيراالمشاهدة وما ذكر فى السطور السابقة يظهر لنا ان حجر المغناطيس :
اثر على البرادة دون ان يتاثر .. وبالتالى كيف لا يدخل ففى عقولنا ان يكون هناك خالق يغير ولا يتغير يظهر قدرته القديمة بخلق كون حادث بمشيئة لها نفس قدم هذه القدرة؟
هذا تفسير فى اطار عقلنا المحدود يجدر بعده الانتباه الى ان ذات الله وصفاته فوق هذا الاطار ..

تفكير بصوت عال
يحركها دون ان يتحرك ..
يغيرها دون ان يتغير ..
هذا فى اطار الزمان والمكان
فكيف لا يكون هناك خالق يغير ولا يتغير ؟

فوق هذا الاطار

الصفات المكتسبة


سوف تتضح لنا الرؤيا أكثر بمناقشة ما ذكرناه سالفا فى اطار الصفات المكتسبة فمن المعروف أن المغناطيسية صفة يمكن ان تكتسب أيضا بالإضافة لكونها صفة طبيعية فتصبح قطعة من الحديد مغناطيس بدعكها بقطعة من الحجر ..
وبالتالي عندما تقوم تلك القطعة بجذب برادة الحديد ونحلل المعطيات السابقة , يمكننا ان نقول بان العنصر لم يكن قادرا على التاثير على برادة الحديد, ثم اصبح قادر , اى ان حاله قد تغير من حال الى حال , ومتى حدث ذلك ؟ بعد اكتساب الصفة ..الصفة التى يمكن يقال عنها قد طرأت عليه

ابن النعمان
2012-04-29, 09:12 AM
الرد على النصارى
الموضوع السابق لا يرد على الملحدين في مشكلة قدم العالم فقط بل يرد أيضا على النصارى الذين يعتقدون أن اتحاد الناسوت مع اللاهوت أعطى للناسوت لا محدودية تجعله يفى بمتطلبات الكفارة ..
فبصرف النظر عن كون تلك اللامحدودية سوف تجعل الناسوت اله يعبد , فالفرق بين القديم والمكتسب كافى وحده بالرد على هذه الجزئية , لكونه لا يقتصر على عدم التغير فقط بل يشمل ايضا المناعة الكاملة ضد الانتفاء و الإقصاء , فبصرف النظر عن الصفة والذات شيء واحد (راجع الفرق بين الصافات القديمة والصفات المكتسبة)..اللامحدود محال عليه الفناء وسوف تتضح هذه النقطة اكثر فى السطور المقبلة.

ابن النعمان
2012-04-29, 09:14 AM
ماذا لو أصبح الناسوت لا محدود ؟!

لو أصبح الناسوت لا محدود فلابد ان يتصف بهذه الصفات
- عدم التغير .. اللامحدود قديم والقديم لا يتغير ..
- عدم الفناء .. اللامحدود قديم و من ثبت قدمه استحال عدمه ..
- عدم الانتهاء .. اللامحدود ليس له بداية وبالتالي لا ينتظر ان تكون له نهاية ..
- عدم محدودية الصفات.. فصفاته لابد هي الأخرى ان تتصف بالصفات السابقة فتصبح خارج إطار الفناء و الانتهاء و التغير..
المهم أن من ضمن هذه الصفات صفة الحياة التى سوف تتحول بتحول الناسوت (المحدود) إلى (لا محدود) الى صفة غير محدودة لا تنتهى ولا تنتفى وبالتالي لن يكون هناك اى مجال أمام الناسوت للموت , ونرجع للسؤال مرة اخرى لكن بشكل اخر .. من الذى مات على الصليب ؟ , الناسوت المحدود الذى لن يفى بمتطلبات الكفارة ام الناسوت اللامحدود الغير قابل للموت ؟

ابن النعمان
2012-04-29, 09:17 AM
هل يمكن لاتحاد الناسوت مع اللاهوت ان يعطيه صفة اللامحدودية؟
بالطبع لا !!
من اين جاءت هذه الاجابة ؟!
دائما تثار هذه الشبهة من الملحدين هل يستطيع الله ان يخلق اله مثله والرد عليها موجز وبسيط !!
ليس هناك اله مخلوق لان الإله لابد ان يتمتع بصفة القدم ..
وبالتالى اى مخلوق ليس باله ..
هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [الحديد:3]
" وقد روي عن ابن عباس أن الشياطين ، قالوا لإبليس : يا سيدنا ، ما لنا نراك تفرح بموت العالِم ، ما لا تفرح بموت العابد ؟ ! والعالِم لا نُصيب منه ، والعابد نُصيب منه ؟ !
قال : انطلقوا ، فانطلقوا إلى عابد ، فأتوه في عبادته ، فقالوا : إنا نريد أن نسألك ، فانصرف ، فقال إبليس : هل يقدر ربك أن يخلق مثل نفسه ؟ فقال : لا أدري ؛ فقال : أترونه لم تنفعه عبادته مع جهله ؟ !
فسألوا عالماً عن ذلك ؟ فقال : هذه المسألة محال ، لأنه لو كان مثله ، لم يكن مخلوقاً ، فكونه مخلوقاً وهو مثل نفسه مستحيل ، فإذا كان مخلوقاً لم يكن مثله ، بل كان عبداً من عبيده ؛ فقال : أترون هذا يهدم في ساعة ما أبنيه في سنين ؟ !
وبناء على الكلام السابق ..
لا يمكن لاتحاد الناسوت باللاهوت ان يمتع الناسوت باللامحدودية ..
لان اللامحدود ليس له بداية و الناسوت له بداية ..
وكل من له بداية لا يمكن ان يلبس ثوب اللامحدودية ..
كما ان المخلوق لا يستطيع ان يلبس ثوب الالوهية ..
ولو تمتع بها فرضا فلابد ان تحظى ذاته وصفاته بالابدية ..
فلا ينتظر لهما انتهاء او انتفاء ..
واذا لبست صفة حياة الناسوت ثوب اللامحدودية فلا موت ..
والان نرجو من النصارى ان يفسروا لنا كيف مات الناسوت اللامحدود ذو صفة الحياة غير المحدودة على الصليب ؟

ابن النعمان
2012-04-29, 09:18 AM
واخيرا
هم اعترفوا بان الذى مات على الصليب الناسوت وهذا الاعتراف وحده كافى لنسف كافة المعتقدات النصرانية واظهار ما هم فيه من ضلال ..
فالناسوت لن يخرج عن شيئين ..
اما ان يكون محدود فلا يفى بمتطلبات الكفارة ..
واما ان يكون غير محدود فلا يموت ..