المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : النصوص الإنجيلية والتوراتية المؤكدة لوحدانية الله


ابن النعمان
2012-06-01, 06:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
اللهم اغفر لى ولوالى وللمؤمنين والمؤمنات يوم يقوم الحساب

النصوص الإنجيلية والتوراتية المؤكدة لوحدانية الله
رب واحد و إله واحد لا يشاركه في ربوبيته و لا ألوهـيته أحد و لا تجوز العبادة إلا له وحده فقط .
لقد تضافرت النصوص الإنجيلية والتوراتية على إثبات تلك العقيدة : أي توحيد الذات و توحيد الربوبية و الألوهية ،
و التي هي أساس جميع الرسالات السماوية ، نصوص العهد الجديد و العهد القديم ، و
فيما يلي بيان بعض هذه النصوص :
أ ـ من العهد الجديد :
(1) جاء في إنجيل مرقس (12 / 28 ـ 32) أن أحد اليهود الكتبة سأل المسيح فقال : ” أيةُ وصيَّةٍ هي أوّل الكلّ ؟ فأجابه يسوع : إن أول كل الوصايا هي : اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد ، و تحب الرب إلهك من كل قلبك و من كل نفسك و من كل فكرك و من كل قدرتك، و هذه هي الوصية الأولى . و الثانية مثلها و هي : تحب قريبك كنفسك . ليس وصية أخرى أعظم من هاتين . فقال له الكاتب : جيدا يا معلم قلت : لأن الـلـه واحـد و ليـس آخـر سواه ..“
ومثل هذا أيضا جاء في إنجيل لوقا و إنجيل متى ، و فيه قال عيسى عليه السلام بعد بيانه لهاتين الوصيتين : ” بهاتين الوصيتين يتعلق الناموس كلـه و الأنبياء “ .
و هذا يؤكد أن توحيد الربوبية و الألوهية أساس الشريعة و أساس دعوة جميع الأنبياء عليهم السلام، و هذا ما صدقه القرآن في قوله عز وجل: { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ } سورة النحل .. الأية 36 .
و قوله سبحانه: { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25) } سورة الأنبياء .
و مما يجدر بالذكر التنبيه إليه أن سيدنا عيسى عليه السلام بين أنه لا وصية أعظم من هاتين الوصيتين ، و أنهما أساس الناموس و أساس جميع دعوات الأنبياء ، و بناء عليه ، فلو كانت ألوهية عيسى عليه السلام و مشاركة الابن لله في ألوهيته ، عقيدة حقة و الإيمان بها شرط ضروري للنجاة و الخلاص الأخروي ـ كما نص عليه دستور الإيمان الذي تقرر بمجمع نيقية ـ لبيـَّن عيسى عليه السلام ضرورة الإيمان بذلك و لم يكتمه ، خاصة في هذا المقام الذي سئل فيه عن أهم الوصايا، فلما لم يذكر ذلك في هذا المقام ، علم أن ألوهية عيسى ليست من وصايا الله عز و جل أصلا .
(2) و جاء في إنجيل يوحنا (17 / 1ـ 3) :
” تكلم يسوع بهذا و رفع عينيه نحو السماء و قال : أيها الآب قد أتـت الساعة … و هذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإلـه الحقيقي وحدك و يسوع المسيح الذي أرسلته “.
قلت : ففي هذه الآية بين عيسى عليه السلام أن النجاة الأخروية تكمن في الإيمان بأن الآب هو الإلـه الحقيقي وحده، فلفظة وحدك صريحة قاطعة في انفراد الآب بالألوهية ، و عدم مشاركة أي أحد آخر ـ و منهم المسيح الابن ـ له فيها . و يؤكد هذه أكثر عطف المسيح، كرسولٍ لله تعالى ، فيما يجب معرفته و الإيمان به . و هذا هو عين ما قاله القرآن الكريم و هو وجوب الإيمان بالله وحده لا شريك له ، و بأن المسيح رسول الله ، على نبينا و عليه الصلاة و السلام .
(3) و جاء في إنجيل متى (4 / 8 ـ10) قصة امتحان الشيطان للمسيح : ” ثم أخذه أيضا إبليس إلى جبل عال جدا و أراه جميع ممالك العالم و مجدها . و قال له : أعطيك هذه جميعها إن خررت و سجدت لي ! حينئذ قال له يسـوع : اذهب يا شيـطان .
لأنه مكتوب : للرب إلـهك تسجد و إياه وحده تعبد “ .
قلت : فسيدنا المسيح عليه السلام يؤكد على ما هو منصوص في التوراة بأن الرب الإله وحده فقط الذي ينبغي و يصح السجود له و عبادته ، و بالتالي فلا تجوز العبادة و لا السجود لأي شيء آخر غيره ، سواء كان المسيح الابن أو العذراء الأم أو الصليب أو أي كائن آخر سوى الله تعالى .
ثم إن نفس امتحان الشيطان لعيسى عليه السلام و وسوسته له و محاولته إضلاله لأكبر دليل ، في حد ذاته ، على بشرية عيسى المحضة و عدم إلـهيته ، إذ ما معنى امتحان الشيطان لله خالقه و ربه ؟ و متى و كيف يكون الله تعالى في حاجة للامتحان و الاختبار ؟ وما هو الغرض او الغاية من هذا الاختبار ؟
(4) و في إنجيل متى (19 / 16 ـ 17) :
” و إذا واحد تقدم و قال : أيها المعلم الصالح أي صلاح أعمل لتكون لي الحيوة الأبدية ؟ فقال (المسيح) له : و لماذا تدعوني صالحا ؟ ليس أحد صالحا إلا واحد و هو الله . و لكن إذا أردت أن تدخل الحياة فاحفظ الوصايا “ .
قلت : لقد نفى سيدنا عيسى عليه السلام بكل صراحة عن نفسه الصلاح
، و لعل المقصود به الصلاح الذاتي المطلق أي القداسة الذاتية المطلقة ، و أثبته لله الواحد الأحد فقط .
و لا أدل من هذا على نفيه الإلوهية عن نفسه ، و ليت شعري ، إذا كان عليه السلام لم يرض بأن يوصَفَ حتى بالصالح فقط ، فكيف يمكن أن يرضى بأن يوصَف بأنه إلـهنا و ربنا ؟
(5) و في إنجيل متى (23 / 8 ـ 10) يقول المسيح عليه السلام لأتباعه : ” و أما أنتم فلا تدعوا سيدي ، لأن معلمكم واحد المسيح و أنتم جميعا أخوة ، و لا تدعوا لكم أبـاً على الأرض ، لأن أباكم واحد الذي في السماوات “.
قلت : المعروف أنه في لغة الإنجيل، كثيرا ما يعبر عن الله بالآب ، و هنا كذلك ، فقول عيسى عليه السلام ” لا تدعوا لكم أبـا على الأرض لأن أباكم واحد الذي في السماوات “ يعنى ليس لكم إله إلا الله وحده الذي في السماوات، و هذا صريح في نفي ألوهية كل أحد ممن هو على الأرض، و يدخل في هذا النفي المسيح كذلك لكونه على الأرض .
و يؤكد ذلك أيضا الاقتصار على وصف المسيح بالسيد و المعلم و عدم وصفه بالإلـه .
هذا و فيما يلي نورد عبارتين للقديس بولس الذي يحتل مكانة عظيمة لدى إخواننا النصارى حيث تعتبر رسائله من إلهام الله تعالى و بالتالي لها منزلة الوحي المعصوم عندهم ، لذا ألحقت رسائله الأربعة عشر بالأناجيل و اعتبرت جزءا من كتاب العهد الجديد .
(6) جاء في رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس (الإصحاح الثامن / 4 ـ 6) : ”… فمن جهة أكل ما ذبح للأوثان نعلم أن ليس وثن في العالم و أن ليس إله آخر إلا واحدا . لأنه و إن وجد ما يسمى آلـهة سواء كان في السماء أو على الأرض ، كما يوجد آلهة كثيرة و أرباب كثيرون . لكن لنا إلـه واحد : الآب الذي منه جميع الأشياء و نحن به . و رب واحد يسوع المسيح الذي به جميع الأشياء و نحن به “.
قلت : فقوله ” ليس إله آخر إلا واحداً “ هو نفس الكلمة الطيبة و شعار التوحيد الخالد الذي بعث به جميع الأنبياء : ” لا إله إلا الله “. و قوله ” و لكن لنا إلـه واحد : الآب الذي منه جميع الأشياء “ في غاية الصراحة و الوضوح في إفراد الآب وحده بالإلـوهية و أن كل ما سواه ـ بما فيهم المسيح ـ مخلوق منه.
و يزيد هذا الإفراد للآب بالألوهية ، تأكيداً ، ذكر يسوع المسيح بعده بصفة الرب فقط ، و لا شك أنه لا يريد بالرب هنا الألوهية و إلا عاد مناقضا لنفسه إذ يكون قد أثبت لنا إلـهين اثنين بعد أن أكد أنه ليس لنا إلا إله واحد ، لذلك لابد أن يكون مراده بالرب معنى غير الله ، و هذا المعنى هو السيد المعلم ، كما تدل عليه رسائله الأخرى .
و كما هو مصرح به في إنجيل يوحنا من أن لفظة الرب ـ عندما تطلق على المسيح ـ يقصد بها المعلم ، ففي الإصحاح الأول من إنجيل يوحنا ( الآية 38 ) : ” فقالا ربي ! ـ الذي تفسيره : يا معلم! ـ أين تمكث ؟ “
و كذلك في إنجيل يوحنا (الإصحاح 20 / آية 16) : ” قال لها يسوع : يا مريم ! فالتفتت تلك و قالت له ربّوني ! الذي تفسيره يا معلم “
(7) و أخيراً في رسالة بولس إلى أهل أفسس (4 / 6) :
” ربٌّ واحد ، إيمان واحد ، معمودية واحدة . إلـه و آب واحد للكل ، الذي على الكل و بالكل و في كلكم “ .
ب ـ من العهد القديم :
(1) أول وصية من الوصايا العشر التي أوحاها الله تعالى لسيدنا موسى عليه السلام و كتبها له في الألواح ، كما جاءت في سفر الخروج (20 / 1ـ 4) من التـوراة الحالية :
” أنا الرب إلـهك الذي أخرجك من أرض مصر من بيت العبودية . لا يكن لك آلـهة أخرى أمامي . لا تصنع لك تمثالا منحوتا و لا صورة مما في السماء من فوق و ما في الأرض من تحت و ما في الماء من تحت الأرض . و لا تسجد لهن و لا تعبدهن “ .
(2) و في سفر الخروج أيضا (23 / 13) :
” و لا تذكروا اسم آلهة أخرى و لا يسمع من فمك “.
(3) و في سفر التثنية من التوراة (6 / 4 ـ 5 ثم 14 ـ 16) يوحي الله تعالى إلى موسى عليه السلام أن يقول لبني إسرائيل :
” اسمع يا إسرائيل! الرب إلهنا رب واحد . فتحب الرب إلـهك من كل قلبك و من كل نفسك و من كل قوتك … الرب إلـهك تتقي ، و إياه تعبد ، و باسمه تحلف ، لا تسيروا وراء آلهة أخرى من آلهة الأمم التي حولكم ، لأن الرب إلـهكم إلـه غيور في وسطكم ، لئلا يحمى غضب الرب إلـهكم عليكم فيبيدكم عن وجه الأرض “ .
منقول

الهذلي
2014-07-14, 11:20 PM
:جز:

بن السنُنّة
2014-07-15, 10:59 PM
جزاك الله خير أخي بن النعمان !!!
والقية والتي يقررها كل كتاب ورسالة سماوية هي وحدانية الله عز وجل !!!
وفي االنصوص والتي أوردتها من أناجيل النصارى !!! فمع التأكيد على التوحيد ! ولكننا نرى أحيانا فيها (النصوص الموردة ) التحريف !!!
والكلمة المخزية التي أدخلها وحرفهل الضالون !!! هي كلمة الآب !!!
والإنجيل أصله باللغة العبرية !!! لأن المسيح أرسل لبني إسرائيل !!!!
فهم حرفوا كلمة مولاي !!! لكلمة الآب !!!!!!!!
فضح الله كل كاذب عليه وعلى رسالاته !!!
وهدى الله عباده للحق ودينه الحق -الإسلام - !!!

أبو جهاد الأنصاري
2014-07-31, 11:37 AM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

فاطمة الزهراء أم عبدالله
2015-08-06, 02:44 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية