سلمة ابن الاكوع
2012-08-13, 03:48 AM
لا يخفى على احد منّا مدى تعصّب الملاحدة و اللّادينين لمذهبهم العكر و استماتتهم دفاعا عنه و عن اركانه و أصوله الهشة و لا يهمهم في ذلك شيئ مهما كان و لو كان على حساب ابسط البديهيات , المهم أن يستبرؤا لكفرهم و يبجِّلوه و يقدِّسوه و أن لا يسمحوا للمجاهيل المتخلّفين و الرجعيين من المتديين للطعن فيه ! , لسان حال احدهم : نحري دون نحرك يا مادة ! فداكِ ابي و أمي يا صدفة ! السواد الاعظم منهم على هذه الشاكلة إلا ما ندر و حتى هذه الندرة تؤدي بمجموع طُرقها الى النتيجة ذاتها (( دوغمائية عمياء !)) .
مُسلمات لا يُجادل حولها إلا مجنون , ترى هذا الملحد العربي ينبري لها و يبدأ بالتشكيك بها و كأنّه عالم زمانه , فيدلي بفتاوى و إجابات جريئة و تعسفية لا يجترئ عليها حتى شيوخه و مُعلميه الغربيين , ملحد النت هذا مستعد بأن يجادلك في صحة وجود الشمس و القمر إذا ما تعارض وجودهما مع عقيدته , بل ستراه يكتب لك في عشرات الصفحات أدلة مادّية تنسف خرافة الشّمس و القمر و أنهما غير موجودتان و ما نراه فوقنا مجرّد ظل زائل !
هؤلاء هم عباقرة التّلاعب بالمصطلحات و تحويرها بما يخدم إلحادهم ,فقبل فترة برز منهم جيل جديد يستنكر على من يقول بالصدفة ! و هذا تبعا لما رأوهُ من تنافر العقول من هذه الكلمة , فاستبدلوها ب( العشوائية المنظمة) ! يا إلهي ! و لا تظنوا بأني أتقول عليهم , بل هذا قول اخذْته من اكثر من عضو مستلحد , هؤلاء الابطال فنّدوا مزاعم الجيل القديم القائل بأن التّطور عبارة عن عملية ( صدفوية ) بحتة بل هي عمليات عشوائية تتم بصورة منظمة ! هل سمعتم بهذا في آبائكم الاولين ؟ أو حتى الآخرين ؟
وهذا دأبهم مع كل فكرة قد تقدح بتطورهم المزعوم , و أبسط و أوضح مثالين يمكن الاستشهاد بهما : نشأة الحياة و نشأة الكون اللذان هما من أغمض المواضيع التي تدور حولهما رحى الحرب بين الملاحدة و المؤمنين , أما أصل الحياة فقصته معروفة و كيف كانوا يزعمون بأن الحياة و بكل سهولة ممكن أن تنشأ من التربة أو الحوم العفنة و غيرها من الخرافات التي دحضا باستور في بداية القرن العشرين ثم لجؤا بعدها الى الرعد و الكهرباء لإثبات إمكانية توليد الحياة منها و لكن كل التجارب باءت بالفشل على الرغم من تسخير الأجواء و الظروف المثالية القياسية الشبه مستحيلة , فكان الوكر الاخير الذي تهربوا له ((( الكائنات الفضائية))) !! و هذا كلام تبنّوه عن جد و صرح به غير واحد من أئمتهم و هذه الخرافة لا تحتاج إلى تعليق .
و أما نشأة الكون فقد تساقطت آرائهم تدريجيا مع تقدم العلم و فضحه لهم , قبل اكثر من قرن كان القول بالكون المستقر هو الذي يخدم عقيدتهم و يتماشى مع فكرة إنكار الخالق فهرعوا إليه و اخذوا به و ملؤا الدنيا نباحا و عويلا على الرغم من عدم وجود أدلة عليه إلا أنه القول الافضل إيديولوجيا , وللعلم : (حتى لو كان الكون مستقرا فهذا لا علاقة له أصلا بوجود الخالق من عدمه ! أي منطق سخيف هذا الذي يربط بين الخالق و استقرار مخلوقاته ؟ فربما كانت مشيئة الخالق هي خلق الكون بصورته المستقرة فمتى كان استقرار الشيء دليلا على أزليته ؟ بل لا علاقة بينهما مطلقا , إلا في حالة واحدة و هي إنقاذ الملحد نفسه من ورطة ما , حينها ترى العجب من الفرضيات و النظريات التي لن تراها و لن تتخيلها بل و يصعب أن تحلم بها حتى) .
و لكن فكرة الكون المستقر تم نسفها كليّا مع بداية القرن العشرين و اثبتوا عمليا بأن الكون حادث و أن عمره كذا و يتسع بسرعة كذا و كانت هذه القاصمة لظهور الملاحدة و فعلا تراجع الكثير من علمائهم عن اقوالهم في الكون و أذعن العديد منهم لفكرة وجود خالق او مصمم للكون على حد تعبيرهم , لكن كعادة المتعصبين المتحجّرة عقولهم لعقيدة معينة عن سبق إصرار هرب قسم من هؤلاء الى حل آخر لتلافي الصدام مع النتيجة الحتمية لحدوث الكون الذي يثبت وجود الخالق , يعني ( عنزة و لو طارت !) فلا إله و لا خالق مهما كان الامر و لو رأيناه عيانا , فزعموا وجود الأكوان المتوازية كحل بديل عن التساؤلات و الإشكالات التي أحدثها الانفجار الكبير على الرغم بأن الأكوان المتوازية هي فرضيّة من الغيب المحض الذي يقوّض المبدأ الأول الذي يقوم عليه الإلحاد و هو ( الدليل المادي ) فليس هناك و لا أثر دليلٍ على هذه الفرضية بل هي مجرّد تهرّبات من واقع الأدلة و البراهين التي تثبت احتياج الكون الى خالق .
ملخص الأمر بأنك مهما قدّمت للجاحد ادلة على بطلان معتقده ( لا صحة معتقدك أنت ) فلن يتقبلها بل هو مستعد بأن يخلق لك الفرضيّات الخيالية و هُوَ هو الملحد الفذ صاحب العقل المستنير الذي لا يرضى إلا بالدليل المادي البحت لا غيره و لكنه لا يأبه لعقله المستنير حين يعزو اصل الحياة الى كائنات فضائية لم يرها , و لا يأبه لعقله حين يدّعي وجود احد عشر كونا متداخلا ببعضه البعض و هو لا يرى إلا كونا واحدا .
و نضيف للملحد العربي ميّزة أخرى لا تجدها عند عتاد ملاحدة الغرب و هي قيامه بتنزيه عقيدتهم من الشوائب و (لربما قام بالتهميش عليها قليلا ) و تنقيحها من الضربات العلمية المبرحة التي تنهال عليها فلا يقبل المساومة على أي جزئية من جزئيات العقيدة الالحادية فضلا عن ثوابته مهما كانت هذه الجزئية ثوابتا علمية لا يماري فيها أحد .. هو مستعد بأن يشُك في وجود أبويه لكن لا يساوره أدنى شك في إلحاده و دليل هذا تشكيك الكثير منهم بوجود ذواتهم !! لك أن تشك في كل شيئ إن كان هذا الشك يصبّ في صالح التطور لكن إياك أن تلمز الإلحاد ! و هكذا صار الملحد العربي أعمى البصيرة مرتين , مرة حين كفر بالله و مرة حين نصّب نفسه بوقا للحضارة الغربية و لم يكتف بذلك بل اصبح محررا لعقيدتهم , و بهذه الدوغمائية المفرطة الممزوجة بنرجسية فواحة تشمّها في الكثير من مشاركاتهم تكاد تفقد بصيص الأمل الذي ربما تجده عن البعض منهم , خذ سبعين موضوعا خلافيا بين اهل التطور أنفسهم و اطرحه أمامه تجده و خلال بضعة اسطر يجعل تلك الخلافات هي من البديهيات و المسلمات التي لا مراء فيها ,قبل فترة كان هناك نقاش حول التناظر في الكائنات و لمّا سُئل الملحد عن سبب وجود التناظر البديع في الكائنات أجاب بأنها بسبب جينات التناظر ! عجبا لهذه الإجابة! و هل تظن بأنها بسبب أمواج البحر مثلا ؟ السؤال هو لماذا وُجد التناظر من أصله في كل الكائنات تقريبا و في كل شيئ فيها حتى في الألوان ؟ و بعد إلحاح شديد من الأخ و حصره للملحد الذي بدأ يماطل و يسفسط لجئ إلى الركن الشديد لديهم و طلب العون من كلمتهم السحرية التي هي كالبطاقة الذهبية التي هي دواء لكل داء و جواب لكل سؤال لا جواب له ,أجاب ب( صدفة ) و أنهى النقاش , أيها الذكي هل تظن بأن الناس سكارى ليصدقوك ؟ أولئك الكفار في بلادهم بذلوا الغالي و النفيس و الملايين المملينة لأبحاثهم و أتوا بنتائج و إن كانت ممزوجة بالتحايل الذي يخدم واقعهم إلا أن الكثير منها غير محسومة و لا مقطوعة بها فضلا عن تركهم العديد من المسائل في دائرة المجهول حفاظا على سمعتهم و احتراما لعقول الناس فلم يصرّحوا بالخرافات و الترهات بل التزموا بالسكوت او تكلموا بربّما و لعلَّ .. فألزم لسانك يا صاحبي و لا تظن بأن الناس يقنعون بالباطل بهذه السهولة .
مُسلمات لا يُجادل حولها إلا مجنون , ترى هذا الملحد العربي ينبري لها و يبدأ بالتشكيك بها و كأنّه عالم زمانه , فيدلي بفتاوى و إجابات جريئة و تعسفية لا يجترئ عليها حتى شيوخه و مُعلميه الغربيين , ملحد النت هذا مستعد بأن يجادلك في صحة وجود الشمس و القمر إذا ما تعارض وجودهما مع عقيدته , بل ستراه يكتب لك في عشرات الصفحات أدلة مادّية تنسف خرافة الشّمس و القمر و أنهما غير موجودتان و ما نراه فوقنا مجرّد ظل زائل !
هؤلاء هم عباقرة التّلاعب بالمصطلحات و تحويرها بما يخدم إلحادهم ,فقبل فترة برز منهم جيل جديد يستنكر على من يقول بالصدفة ! و هذا تبعا لما رأوهُ من تنافر العقول من هذه الكلمة , فاستبدلوها ب( العشوائية المنظمة) ! يا إلهي ! و لا تظنوا بأني أتقول عليهم , بل هذا قول اخذْته من اكثر من عضو مستلحد , هؤلاء الابطال فنّدوا مزاعم الجيل القديم القائل بأن التّطور عبارة عن عملية ( صدفوية ) بحتة بل هي عمليات عشوائية تتم بصورة منظمة ! هل سمعتم بهذا في آبائكم الاولين ؟ أو حتى الآخرين ؟
وهذا دأبهم مع كل فكرة قد تقدح بتطورهم المزعوم , و أبسط و أوضح مثالين يمكن الاستشهاد بهما : نشأة الحياة و نشأة الكون اللذان هما من أغمض المواضيع التي تدور حولهما رحى الحرب بين الملاحدة و المؤمنين , أما أصل الحياة فقصته معروفة و كيف كانوا يزعمون بأن الحياة و بكل سهولة ممكن أن تنشأ من التربة أو الحوم العفنة و غيرها من الخرافات التي دحضا باستور في بداية القرن العشرين ثم لجؤا بعدها الى الرعد و الكهرباء لإثبات إمكانية توليد الحياة منها و لكن كل التجارب باءت بالفشل على الرغم من تسخير الأجواء و الظروف المثالية القياسية الشبه مستحيلة , فكان الوكر الاخير الذي تهربوا له ((( الكائنات الفضائية))) !! و هذا كلام تبنّوه عن جد و صرح به غير واحد من أئمتهم و هذه الخرافة لا تحتاج إلى تعليق .
و أما نشأة الكون فقد تساقطت آرائهم تدريجيا مع تقدم العلم و فضحه لهم , قبل اكثر من قرن كان القول بالكون المستقر هو الذي يخدم عقيدتهم و يتماشى مع فكرة إنكار الخالق فهرعوا إليه و اخذوا به و ملؤا الدنيا نباحا و عويلا على الرغم من عدم وجود أدلة عليه إلا أنه القول الافضل إيديولوجيا , وللعلم : (حتى لو كان الكون مستقرا فهذا لا علاقة له أصلا بوجود الخالق من عدمه ! أي منطق سخيف هذا الذي يربط بين الخالق و استقرار مخلوقاته ؟ فربما كانت مشيئة الخالق هي خلق الكون بصورته المستقرة فمتى كان استقرار الشيء دليلا على أزليته ؟ بل لا علاقة بينهما مطلقا , إلا في حالة واحدة و هي إنقاذ الملحد نفسه من ورطة ما , حينها ترى العجب من الفرضيات و النظريات التي لن تراها و لن تتخيلها بل و يصعب أن تحلم بها حتى) .
و لكن فكرة الكون المستقر تم نسفها كليّا مع بداية القرن العشرين و اثبتوا عمليا بأن الكون حادث و أن عمره كذا و يتسع بسرعة كذا و كانت هذه القاصمة لظهور الملاحدة و فعلا تراجع الكثير من علمائهم عن اقوالهم في الكون و أذعن العديد منهم لفكرة وجود خالق او مصمم للكون على حد تعبيرهم , لكن كعادة المتعصبين المتحجّرة عقولهم لعقيدة معينة عن سبق إصرار هرب قسم من هؤلاء الى حل آخر لتلافي الصدام مع النتيجة الحتمية لحدوث الكون الذي يثبت وجود الخالق , يعني ( عنزة و لو طارت !) فلا إله و لا خالق مهما كان الامر و لو رأيناه عيانا , فزعموا وجود الأكوان المتوازية كحل بديل عن التساؤلات و الإشكالات التي أحدثها الانفجار الكبير على الرغم بأن الأكوان المتوازية هي فرضيّة من الغيب المحض الذي يقوّض المبدأ الأول الذي يقوم عليه الإلحاد و هو ( الدليل المادي ) فليس هناك و لا أثر دليلٍ على هذه الفرضية بل هي مجرّد تهرّبات من واقع الأدلة و البراهين التي تثبت احتياج الكون الى خالق .
ملخص الأمر بأنك مهما قدّمت للجاحد ادلة على بطلان معتقده ( لا صحة معتقدك أنت ) فلن يتقبلها بل هو مستعد بأن يخلق لك الفرضيّات الخيالية و هُوَ هو الملحد الفذ صاحب العقل المستنير الذي لا يرضى إلا بالدليل المادي البحت لا غيره و لكنه لا يأبه لعقله المستنير حين يعزو اصل الحياة الى كائنات فضائية لم يرها , و لا يأبه لعقله حين يدّعي وجود احد عشر كونا متداخلا ببعضه البعض و هو لا يرى إلا كونا واحدا .
و نضيف للملحد العربي ميّزة أخرى لا تجدها عند عتاد ملاحدة الغرب و هي قيامه بتنزيه عقيدتهم من الشوائب و (لربما قام بالتهميش عليها قليلا ) و تنقيحها من الضربات العلمية المبرحة التي تنهال عليها فلا يقبل المساومة على أي جزئية من جزئيات العقيدة الالحادية فضلا عن ثوابته مهما كانت هذه الجزئية ثوابتا علمية لا يماري فيها أحد .. هو مستعد بأن يشُك في وجود أبويه لكن لا يساوره أدنى شك في إلحاده و دليل هذا تشكيك الكثير منهم بوجود ذواتهم !! لك أن تشك في كل شيئ إن كان هذا الشك يصبّ في صالح التطور لكن إياك أن تلمز الإلحاد ! و هكذا صار الملحد العربي أعمى البصيرة مرتين , مرة حين كفر بالله و مرة حين نصّب نفسه بوقا للحضارة الغربية و لم يكتف بذلك بل اصبح محررا لعقيدتهم , و بهذه الدوغمائية المفرطة الممزوجة بنرجسية فواحة تشمّها في الكثير من مشاركاتهم تكاد تفقد بصيص الأمل الذي ربما تجده عن البعض منهم , خذ سبعين موضوعا خلافيا بين اهل التطور أنفسهم و اطرحه أمامه تجده و خلال بضعة اسطر يجعل تلك الخلافات هي من البديهيات و المسلمات التي لا مراء فيها ,قبل فترة كان هناك نقاش حول التناظر في الكائنات و لمّا سُئل الملحد عن سبب وجود التناظر البديع في الكائنات أجاب بأنها بسبب جينات التناظر ! عجبا لهذه الإجابة! و هل تظن بأنها بسبب أمواج البحر مثلا ؟ السؤال هو لماذا وُجد التناظر من أصله في كل الكائنات تقريبا و في كل شيئ فيها حتى في الألوان ؟ و بعد إلحاح شديد من الأخ و حصره للملحد الذي بدأ يماطل و يسفسط لجئ إلى الركن الشديد لديهم و طلب العون من كلمتهم السحرية التي هي كالبطاقة الذهبية التي هي دواء لكل داء و جواب لكل سؤال لا جواب له ,أجاب ب( صدفة ) و أنهى النقاش , أيها الذكي هل تظن بأن الناس سكارى ليصدقوك ؟ أولئك الكفار في بلادهم بذلوا الغالي و النفيس و الملايين المملينة لأبحاثهم و أتوا بنتائج و إن كانت ممزوجة بالتحايل الذي يخدم واقعهم إلا أن الكثير منها غير محسومة و لا مقطوعة بها فضلا عن تركهم العديد من المسائل في دائرة المجهول حفاظا على سمعتهم و احتراما لعقول الناس فلم يصرّحوا بالخرافات و الترهات بل التزموا بالسكوت او تكلموا بربّما و لعلَّ .. فألزم لسانك يا صاحبي و لا تظن بأن الناس يقنعون بالباطل بهذه السهولة .