أحمد جميل مسعد
2012-08-31, 05:11 AM
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله ربّ العالمين ، و الصلاة و السلام على سيّدنا محمّد ، و على آله و أصحابه أجمعين .
تحيّة عطرة لكلّ سويّ فطرة :
مقدّمة للموضوع :
{ أو كظلمات في بحر لجّيّ يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ، ظلمات بعضها فوق بعض ، إذا أخرج يده لم يكد يراها ، و من لم يجعل الله له نوراً فما له من نور }
أوّلاً: بحر الظلمات و قصّة المغرّرين : ( مأخوذة من كتاب نزهة المشتاق في اختراق الآفاق للشريف الإدريسيّ )
" يروي الإدريسي في كتابه ( نزهة المشتاق ) قصّة ثمانية من الشباب العرب الأندلسيّين ، كلّهم أولاد عمّ ، غرّروا بأنفسهم ، فخرجوا من لشبونة فصنعوا مركباً ،و حملوا فيه من الماء و الزاد ما يكفيهم قرابة شهر ، ثمّ خاضوا المحيط الأطلسيّ الذي كان يسمّى ( بحر الظلمات ) ، فظلّوا يمخرون عباب البحر أحد عشر يوماً . ثمّ انطلقوا نحو الجنوب اثني عشر يوماً فواجهتهم جزيرة الغنم ، و فيها من الغنم ما يحصيه عدّ و لا حصر ! فلمّا ذبحوا واحدة منها وجدوا لحومها مرّة لا تؤكل ! فاستفادوا من جلودها . ثمّ تابعوا خوض البحر اثني عشر يوماً أخرى ، فلاحت لهم جزيرة فيها عمارة و حرث ، و إذا ببعض الزوارق تحيط بهم ، و فيها رجال شقر ، مسبلة شعورهم ، طوال القدود ، و لنسائهم جمال عجيب . فاقتادوهم إلى ملك الجزيرة ، فسألهم عن حالهم ، فأجابوه بأنّهم اقتحموا البحر ليروا ما فيه من الأخبار و العجائب . فضحك الملك و أخبرهم بأنّه لا جدوى من رحلتهم هذه ، لأنّ فئة من عبيده صبروا في عرض البحر شهراً كاملاً ، فانقطع عنهم الضوء ، و عادوا خائبين .
ثمّ حبسوا ثلاثة أيّام ، إلى أن جرت الريح الغربيّة ، فعصبت أعينهم ، و أركبوا زورقاً مضى بهم ثلاثة أيّام ، حتى وصلوا إلى البرّ ، فاجتمع حولهم قوم من البرابرة أخبروهم أنّ بينهم و بين بلدهم مسيرة شهر ، فقالوا : واأسفى !! فسمّي المكان إلى اليوم ( أسفى ) و هو المرسى الذي في أقصى المغرب . فقفلوا راجعين .
ثانياً : شجرة الظلمات و قصّة نزول آدم عليه السلام من الجنّة .
لا داعي لذكرها فهي معروفة .
ثالثاً : منطقة الظلمات الصغرى بين المدينة و مكّة قريباً من مكّة و قصّة المغرّرين .
قد تعجبون من هذه التسمية و لكنّها تمثّل تجربة حصلت في عمرتي مع الجامعة .
بداية سمّيتها منطقة الظلمات الصغرى احتراماً لقدسيّة ذلك المكان .
ما حصل أنّه في الطريق من المدينة إلى مكّة كان هناك مجموعة من المغرّرين بأنفسهم ، و عددهم ثمانية مثل القصّة الأولى ، أرادوا أن يجرّبوا المشي إلى مكّة من الاستراحة قبل الأخيرة ( و المسافة مشياً تبلغ أكثر من خمس ساعات و الله أعلم ) ليستشعروا ما استشعره محمّد صلّى الله عليه و سلّم و الصحابة رضوان الله عليهم ، فكانت النتيجة أن لاحقتهم الكلاب المسعورة لكنّ الله حفظهم ، و لقيناهم في الاستراحة الأخيرة و حصلت معاتبة قاسية لهم لخروجهم على المجموعة .
رابعاً : أحمد جميل مسعد الظلمات و قصّة الإرادة غير الصادقة .
هذه القصّة حصلت معي شخصيّا عندما كنت أتدرّب على الكاراتيه في طفولتي وطلب منّا المدرّب أن نقطع عهداً بالمحافظة على الصلاة فلم أقبل مخافة ألا ألتزم بالعهد .
صلب الموضوع : شبكة الظلمات .
للظلمات أوجه كثيرة ، فهناك ظلمات البرّ ، و هناك ظلمات البحر و هناك ظلمات في الفضاء ، و هناك ظلمات النفس كما بيّنت في رابعاً ، لكنّ العجيب أنّ الظلمات دخلت عالم الشبكة العالمية و هي مثل ظلمات الفضاء ، لكنّني لا أقصد بشبكة الظلمات الشبكة العالميّة ، إنّما أقصد كلّ شبكة ضمن الشبكة العالميّة تدعو إلى الفكر الإلحادي أو الثقافة الإباحيّة أو غير ذلك من الانحرافات .
و كون هذا القسم يحارب الإلحاد من ضمن ما يحارب ، فسأعتبر شبكة الظلمات هي تلك الشبكة التي ساهمت بأقصى قوّتها أن تنشر الفكر الإلحاديّ . سأتابع في صلب الموضوع و مقدّماته لاحقاً ، لكن أرجو منكم أن تسهموا في اقتراحات و نصائح تبيّن كيف يمكنني الاستفادة من حقيقة " أوّلاً " و " ثانياً " و " ثالثاً " و " رابعاً " و "صلب الموضوع "
دمتم بودّ إن شاء الله سبحانه و تعالى .
الحمد لله ربّ العالمين ، و الصلاة و السلام على سيّدنا محمّد ، و على آله و أصحابه أجمعين .
تحيّة عطرة لكلّ سويّ فطرة :
مقدّمة للموضوع :
{ أو كظلمات في بحر لجّيّ يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ، ظلمات بعضها فوق بعض ، إذا أخرج يده لم يكد يراها ، و من لم يجعل الله له نوراً فما له من نور }
أوّلاً: بحر الظلمات و قصّة المغرّرين : ( مأخوذة من كتاب نزهة المشتاق في اختراق الآفاق للشريف الإدريسيّ )
" يروي الإدريسي في كتابه ( نزهة المشتاق ) قصّة ثمانية من الشباب العرب الأندلسيّين ، كلّهم أولاد عمّ ، غرّروا بأنفسهم ، فخرجوا من لشبونة فصنعوا مركباً ،و حملوا فيه من الماء و الزاد ما يكفيهم قرابة شهر ، ثمّ خاضوا المحيط الأطلسيّ الذي كان يسمّى ( بحر الظلمات ) ، فظلّوا يمخرون عباب البحر أحد عشر يوماً . ثمّ انطلقوا نحو الجنوب اثني عشر يوماً فواجهتهم جزيرة الغنم ، و فيها من الغنم ما يحصيه عدّ و لا حصر ! فلمّا ذبحوا واحدة منها وجدوا لحومها مرّة لا تؤكل ! فاستفادوا من جلودها . ثمّ تابعوا خوض البحر اثني عشر يوماً أخرى ، فلاحت لهم جزيرة فيها عمارة و حرث ، و إذا ببعض الزوارق تحيط بهم ، و فيها رجال شقر ، مسبلة شعورهم ، طوال القدود ، و لنسائهم جمال عجيب . فاقتادوهم إلى ملك الجزيرة ، فسألهم عن حالهم ، فأجابوه بأنّهم اقتحموا البحر ليروا ما فيه من الأخبار و العجائب . فضحك الملك و أخبرهم بأنّه لا جدوى من رحلتهم هذه ، لأنّ فئة من عبيده صبروا في عرض البحر شهراً كاملاً ، فانقطع عنهم الضوء ، و عادوا خائبين .
ثمّ حبسوا ثلاثة أيّام ، إلى أن جرت الريح الغربيّة ، فعصبت أعينهم ، و أركبوا زورقاً مضى بهم ثلاثة أيّام ، حتى وصلوا إلى البرّ ، فاجتمع حولهم قوم من البرابرة أخبروهم أنّ بينهم و بين بلدهم مسيرة شهر ، فقالوا : واأسفى !! فسمّي المكان إلى اليوم ( أسفى ) و هو المرسى الذي في أقصى المغرب . فقفلوا راجعين .
ثانياً : شجرة الظلمات و قصّة نزول آدم عليه السلام من الجنّة .
لا داعي لذكرها فهي معروفة .
ثالثاً : منطقة الظلمات الصغرى بين المدينة و مكّة قريباً من مكّة و قصّة المغرّرين .
قد تعجبون من هذه التسمية و لكنّها تمثّل تجربة حصلت في عمرتي مع الجامعة .
بداية سمّيتها منطقة الظلمات الصغرى احتراماً لقدسيّة ذلك المكان .
ما حصل أنّه في الطريق من المدينة إلى مكّة كان هناك مجموعة من المغرّرين بأنفسهم ، و عددهم ثمانية مثل القصّة الأولى ، أرادوا أن يجرّبوا المشي إلى مكّة من الاستراحة قبل الأخيرة ( و المسافة مشياً تبلغ أكثر من خمس ساعات و الله أعلم ) ليستشعروا ما استشعره محمّد صلّى الله عليه و سلّم و الصحابة رضوان الله عليهم ، فكانت النتيجة أن لاحقتهم الكلاب المسعورة لكنّ الله حفظهم ، و لقيناهم في الاستراحة الأخيرة و حصلت معاتبة قاسية لهم لخروجهم على المجموعة .
رابعاً : أحمد جميل مسعد الظلمات و قصّة الإرادة غير الصادقة .
هذه القصّة حصلت معي شخصيّا عندما كنت أتدرّب على الكاراتيه في طفولتي وطلب منّا المدرّب أن نقطع عهداً بالمحافظة على الصلاة فلم أقبل مخافة ألا ألتزم بالعهد .
صلب الموضوع : شبكة الظلمات .
للظلمات أوجه كثيرة ، فهناك ظلمات البرّ ، و هناك ظلمات البحر و هناك ظلمات في الفضاء ، و هناك ظلمات النفس كما بيّنت في رابعاً ، لكنّ العجيب أنّ الظلمات دخلت عالم الشبكة العالمية و هي مثل ظلمات الفضاء ، لكنّني لا أقصد بشبكة الظلمات الشبكة العالميّة ، إنّما أقصد كلّ شبكة ضمن الشبكة العالميّة تدعو إلى الفكر الإلحادي أو الثقافة الإباحيّة أو غير ذلك من الانحرافات .
و كون هذا القسم يحارب الإلحاد من ضمن ما يحارب ، فسأعتبر شبكة الظلمات هي تلك الشبكة التي ساهمت بأقصى قوّتها أن تنشر الفكر الإلحاديّ . سأتابع في صلب الموضوع و مقدّماته لاحقاً ، لكن أرجو منكم أن تسهموا في اقتراحات و نصائح تبيّن كيف يمكنني الاستفادة من حقيقة " أوّلاً " و " ثانياً " و " ثالثاً " و " رابعاً " و "صلب الموضوع "
دمتم بودّ إن شاء الله سبحانه و تعالى .