أبو-ذر-الغفارى
2012-09-18, 06:32 PM
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
فمن فضل الله عز وجل أنه لا يكلف نفسا إلا وسعها ولما كان تحقيق الإيمان مكلف به كل عاقل كان يجب أن يكون فى وسع كل عاقل مهما كان ضعيف العقل بسيط التعليم فسبحان الكريم الحليم ولذلك جعل الله الأدلة على الإيمان فطرية يعلمها الإنسان كأسس لأى علم فلا يمكن أن يعلم الإنسان شيء إلا وهو قد علم تلك الأسس التى هى فى ذاتها أدلة على الإيمان فيبقى كل عاقل بين أمرين إما ان ينكر كل علم علمه قبل أن ينكر أدلة الإيمان وفى هذه الحالة لا يسعه أن يزعم أن رأيه هذا له قيمة وإما أن يقبل بتلك الأسس عندما يتكلم فى أى علم ويرفضها نفسها عندما يتكلم عن قضية الإيمان فيعلم أنه مكابر معاند وإما أن يكون عاقلا فعلا ويختار الإيمان
وفائدة أخرى أيضا فى ذلك أنك لا يضرك أنك خالفت من علمت أنه أكثر منك ذكاء من الكفار لأن ذكاءه ينفعه فى تحصيل فروع لا تستطيعها ولا ينفعه فى تغير الأصول فالكل مستوى فى الأصول فمعلومة 1+1=2 يستوى فى علمها أبلد الناس وأكبر العباقرة فلا يعلق البليد علمه بها بموافقة العبقرى عليها وإنما يوقن بها ولا يحتاج فى ذلك رأى أحد
وهذه الفوائد جاءت من الإشارة القرآنية فى قوله تعالى ( قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إن كُنتُم مُّوقِنِينَ)
تفسير فتح القدير:
إن كنتم موقنين" أي إن كنتم موقنين بشيء من الأشياء فهذا أولى بالإيقان.
تفسير الكشاف:
أن كنتم موقنين بشيء قط فذا أولى ما توقنون به لطهوره وإنارة دليله
تفسير الطبرى:
.( إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ ) يقول: إن كنتم موقنين أن ما تعاينونه كما تعاينونه, فكذلك فأيقنوا أن ربنا هو ربّ السموات والأرض وما بينهما.
تفسير روح المعانى:
إن كنتم موقنين بالأشياء محققين لها علمتم ذلك أو إن كنتم موقنين بشيء من الأشياء فهذا أولى بالإيقان لظهوره وإنارة دليله
فيا من تدعى العلم بأى شيء على ماذا أسست علمك أليس على قانون السببية اليس على أن الشيء يعرف صفاته بآثار تلك الصفات ؟
فتلك الأسس تدل أول ما تدل على حقائق الإيمان ولذلك كان الإيمان بالله أول اليقينيات وأصلها
والأمر الآخر الذى أود بيانه فى هذا الموضوع هو أنه كما أن الشيء تعرف صفاته بمعرفة آثار تلك الصفات فأيضا الأثر يكون من جنس الشيء المعلوم فأثر الشيء المحسوس يكون شيء محسوس وأثر الشيء المعنوى يكون شيء معنوى ولا يمكن لعاقل القبول ببعض أنواع الآثار واعتبارها علم ورفض أنواع أخرى من الآثار أو اشتراط أثر مسموع لشيء مرئى ولا أثر مرئى لشيء مسموع ولا أثر مادى لشيء معنوى ولا أثر معنوى لشيء مادى فكل أثر يكون من جنس معلومه و اللازم للفكرة المعنوية هو بمنزلة أثرها ولذلك كانت الحجة العقلية مختلفة عن الظن وعن الباطل بمعرفة لوازمها التى هى آثارها ومعرفة أن هذه اللوازم صحيحة وليست متناقضة وقد بين لنا ربنا أن العقل والحواس كلها طرق للعلم فقال تعالى:
(وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصَارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون )
(وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
والحمد لله رب العالمين
فمن فضل الله عز وجل أنه لا يكلف نفسا إلا وسعها ولما كان تحقيق الإيمان مكلف به كل عاقل كان يجب أن يكون فى وسع كل عاقل مهما كان ضعيف العقل بسيط التعليم فسبحان الكريم الحليم ولذلك جعل الله الأدلة على الإيمان فطرية يعلمها الإنسان كأسس لأى علم فلا يمكن أن يعلم الإنسان شيء إلا وهو قد علم تلك الأسس التى هى فى ذاتها أدلة على الإيمان فيبقى كل عاقل بين أمرين إما ان ينكر كل علم علمه قبل أن ينكر أدلة الإيمان وفى هذه الحالة لا يسعه أن يزعم أن رأيه هذا له قيمة وإما أن يقبل بتلك الأسس عندما يتكلم فى أى علم ويرفضها نفسها عندما يتكلم عن قضية الإيمان فيعلم أنه مكابر معاند وإما أن يكون عاقلا فعلا ويختار الإيمان
وفائدة أخرى أيضا فى ذلك أنك لا يضرك أنك خالفت من علمت أنه أكثر منك ذكاء من الكفار لأن ذكاءه ينفعه فى تحصيل فروع لا تستطيعها ولا ينفعه فى تغير الأصول فالكل مستوى فى الأصول فمعلومة 1+1=2 يستوى فى علمها أبلد الناس وأكبر العباقرة فلا يعلق البليد علمه بها بموافقة العبقرى عليها وإنما يوقن بها ولا يحتاج فى ذلك رأى أحد
وهذه الفوائد جاءت من الإشارة القرآنية فى قوله تعالى ( قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إن كُنتُم مُّوقِنِينَ)
تفسير فتح القدير:
إن كنتم موقنين" أي إن كنتم موقنين بشيء من الأشياء فهذا أولى بالإيقان.
تفسير الكشاف:
أن كنتم موقنين بشيء قط فذا أولى ما توقنون به لطهوره وإنارة دليله
تفسير الطبرى:
.( إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ ) يقول: إن كنتم موقنين أن ما تعاينونه كما تعاينونه, فكذلك فأيقنوا أن ربنا هو ربّ السموات والأرض وما بينهما.
تفسير روح المعانى:
إن كنتم موقنين بالأشياء محققين لها علمتم ذلك أو إن كنتم موقنين بشيء من الأشياء فهذا أولى بالإيقان لظهوره وإنارة دليله
فيا من تدعى العلم بأى شيء على ماذا أسست علمك أليس على قانون السببية اليس على أن الشيء يعرف صفاته بآثار تلك الصفات ؟
فتلك الأسس تدل أول ما تدل على حقائق الإيمان ولذلك كان الإيمان بالله أول اليقينيات وأصلها
والأمر الآخر الذى أود بيانه فى هذا الموضوع هو أنه كما أن الشيء تعرف صفاته بمعرفة آثار تلك الصفات فأيضا الأثر يكون من جنس الشيء المعلوم فأثر الشيء المحسوس يكون شيء محسوس وأثر الشيء المعنوى يكون شيء معنوى ولا يمكن لعاقل القبول ببعض أنواع الآثار واعتبارها علم ورفض أنواع أخرى من الآثار أو اشتراط أثر مسموع لشيء مرئى ولا أثر مرئى لشيء مسموع ولا أثر مادى لشيء معنوى ولا أثر معنوى لشيء مادى فكل أثر يكون من جنس معلومه و اللازم للفكرة المعنوية هو بمنزلة أثرها ولذلك كانت الحجة العقلية مختلفة عن الظن وعن الباطل بمعرفة لوازمها التى هى آثارها ومعرفة أن هذه اللوازم صحيحة وليست متناقضة وقد بين لنا ربنا أن العقل والحواس كلها طرق للعلم فقال تعالى:
(وَجَعَلْنَا لَهُمْ سَمْعًا وَأَبْصَارًا وَأَفْئِدَةً فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلا أَبْصَارُهُمْ وَلا أَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ إِذْ كَانُوا يَجْحَدُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون )
(وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
والحمد لله رب العالمين