المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرد على المخذول العقلاني الذي أنكر الحديث الذي فيه (امصص بظر اللات)


حمزة
2013-06-06, 08:59 PM
يقول المخذول وضّاح:
((هذا التبرير غير منسجم مع أخلاق الإسلام ، فهل تعض الكلب إذا عضك؟
ثم إن عروة بن مسعود الكافر -حينها- لم يكن كلامه مقذعاً إلى هذه الدرجة، فالتعبير شيء، والبذاءة شيء آخر، فالمسلم لا يضطر للبذاءة أبداً، وليست مبررة ، ثم هذا القرآن يقول [ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم] ، افرض أن عروة بن مسعود رد بنفس الطريقة؟ حينها سيقول أن ابن أبي قحافة هو من بدأ! )) انتهى قوله

قلتُ: أخلاق المسلم واضحة وضوح الشمس، وهي أنّه سليم اللسان، وفي دعوته ليّن القول، ولكن في حالات شاذة وقليلة يتعرض المسلم لوقحَنَة وكلَبنَة من الكفرة لا مثيل لها، فيحق له هنا ليسَ من عندي، ولكنْ من عند الله عزّ وجلَّ، يحق له أنْ يرد الإساءة بمثلها، وكونه دفِعَ إلى هذا فلا تعد إساءته محرّمة ولا مذمومة، لقوله تعالى: "وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ "، فاستثنى الذين ظلموا منهم، وهذا من باب أولى بالمشركين، أمّا قولك "أنّ قول عروة بن مسعود لم يكن كلامه مقذعاً إلى هذه الدرجة"؛ فلأنّ عقيدتك فاسدة؛ إذ إنّ التنقّص من الرسول –صلّى الله عليه وسلّم- ولو بلفظ غير صريح أشد من التنقّص من كافر بلفظ صريح، وقد أدرك سيّدنا أبو بكر هذه القاعدة الإيمانيّة الابتدائيّة التي لم يستطع عقل وضّاح ولا إيمانه إدراكها، فراح يدافع عنها ويقول ليستْ بذاءة وليستْ مقذعة إلى تلكَ الدرجة !!! وراح يكتب السطور، وكأنّه علامة زمانه ؟!!!

ثانيا: أمّا قوله تعالى: [ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم]
ففيه أقول:
1-إمّا أنّه نزل بعد هذه الحادثة، وهذا تؤكده بعض الروايات وأحاديث السيرة .
2-ثانيا: أبو بكر التزم بصريح الآية فلم نسمعه يسبهم ويسب آلهتهم ورموزهم، أمّا في هذه القصّة فقد صدر من عروة سب للرسول وللصحابة –صلّى الله عليه وسلّم- فكان ظلما واضحا من عروة، فاستثني الإحسان بحقّه بقوله تعالى " إلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ " .
3-الحكمة من عدم سبهم هو سد الذريعة من سبهم لله، وفي القصة سبوا الرسول –صلّى الله عليه وسلّم- ومن سبّ الرسول –صلّى الله عليه وسلّم- فقد سبّ الله؛ لأنّ الله هو مصطفاه، فالطعن بالمُصطَفى هو طعن بالمُصطَفِي، فلم يبقَ سد ذريعة عن شيء، حتّى يمتنع أبو بكر عن التعريض بآلهتهم والانتقاص منها .

وقول أبي بكر لا يُعدُّ من الكلبَنة والعضعضة؛ لأنّه جاء في محلّه، والكلبَنة هي الاستهانةُ بالرسول –صلّى الله عليه وسلّم- إلى حد اعتبار شتم كافر له "ليسَ مقذعا إلى تلك الدرجة" !، مع أنّ شتم الرسول –كما بيّنا- مقذع إلى أبعد الحدود، فكل من تنقّص من الرسول –صلّى الله عليه وسلّم- ولو بألفاظ يحسبها "وضّاح" وغير وضّاح من الألفاظ الهيّنة- فقد أقذع ودخل في أكبر درجات البذاءة !! وهذه آية تنطبق على وضّاح وأمثاله (وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ) .

فكما بيّنا سابقا لا يعد الرد على مثل هؤلاء بهذا الكلام إقذاعا وشتما مذموما كما يزعم المخذول (وضّاح)، قال العلامة ابن بطّال: " وهكذا يجب أن يجاوب من جفا على سروات الناس وأفاضلهم ورماهم بالفرار"، وقال ابن حجر ((وحمله على ذلك ما أغضبه به من نسبة المسلمين إلى الفرار وفيه جواز النطق بما يستبشع من الألفاظ لإرادة زجر من بدا منه ما يستحق به ذلك))، وهذا لا يتنافي مع دين الإسلام، نعم هو دين الأخلاق، لكن ليسَ دين الذل والركون والسخافة، إنّه دين الأخلاق، إنّه دين العقيدة التي تجعل التحسين والتقبيح لله عزّ وجلَّ فقط، وهو القائل (إلا الذين ظلموا منهم) فلم يُقبّح مجادلتهم بغير الحسنى إذا هم ظلموا، وبذلك لا يجوز ضرب الآيات ببعضها، أو أخذ آية وترك آية كما يفعل المخذول وضّاح، وإنّما يجب التوفيق بين الآيات –كما فعلنا- والأمر واضح، ولكنْ المخذول قد يعاند، ولا غرابة في معاندة المخذولين !!!

أمّا قولك: ((أما الآية التي استشهدت بها [وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ] ، فهذا لا يعني البذاءة، بل يعني مثلاً ترك التلطف والابتسام واستعمال الشدة بالقول والصراحة دون إخلال بالأدب والذوق))

فالرد عليه من جهتين:
الجهة الأولى: أنّ الآية تقول من ظلمكم في جداله فلستم مأمورين بالإحسان إليه.
الجهة الثانية: وإذا أجاز الله –عزّ وجلَّ- عدم الإحسان إلى هؤلاء، فيصير كل ما يرتكب بحقّهم من الجدال بغير الحسنى جائزا، ولا يُسمّى "شتما" عند بعض العلماء، وحتّى لو سمّيَ شتما فهو شتم ممدوح، كالقتل الممدوح، والصلب الممدوح، وقطع يد السارق، وغيرها من العقوبات الثابتة بالقرآن والسنة، ومن تقزّز من أحكام الله عزَّ وجلَّ الواردة في السنّة، فهو ملزم بأنْ يتقزّز من الأحكام الواردة في القرآن، ومن المعلوم بأنّ قطع اليد أفظع عند العوام وأمثال وضّاح من الشتم، فإذا أراد أمثال هؤلاء رد الأحاديث؛ بالزعم بأنّ فيها (فظاعة) فليردّوا كتاب الله ...

والإسلام دين الأدب والنظافة، وبصاق النبي أنظف من وضّاح ومن عدنان الإبراهيم ومن عروة وأمثال عروة، ونهي الرسول –صلّى الله عليه وسلّم- عن تعظيمه المشابه لليهود والنصارى المؤلّهِ له، وليسَ عن تعظيمه المخالف لذلك، قال تعالى: "َالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ"، وقال تعالى: "لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا"، أمّ القيام له فهو فقد منعهم منه لمشابهته بتعظيم اليهود والنصارى لرموزهم، لقد حثّت كثير من الآيات والأحاديث على تعظيم الرسول –صلّى الله عليه وسلّم- وكان بصاقه أطهر بمليون مرّة من عدنان الإبراهيم، ولذلك كان هو نفسه يعالج به، وكان الصحابة يتعالجون به، ويتبركون به؛ ويأتي العلمانيّون والزاعمون بأنّهم يفهمون "وسطيّة الإسلام" اليوم، ويقومون بتضعيف الأحاديث؛ بحجّة أنّهم يدافعون عن الرسول –صلّى الله عليه وسلّم- وفي الوقت نفسه يستبشعون بصاق الرسول –صلّى الله عليه وسلّم- فما هذا التناقض الواضح ؟!!! يا كَذّبَةَ العصر ...
والواحد منهم يستطيع أنْ يشرب بصاق زوجته؛ ولكنّه لا يستطيع أنْ يشرب بصاق رسوله –صلّى الله عليه وسلّم- بزعمه بأنّه "مستقذر" !!

أمّا قوله –صلّى الله عليه وسلّم- : (لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم إنما أنا عبد الله ورسوله)، فهو ردٌّ على وضّاح وأمثاله كما سبق وأنْ ذكرنا؛ لأنّ النبي –صلّى الله عليه وسلّم- استخدم كاف التشبيه، فهو ينهى عن إطرائه كإطراء النصارى لعيسى ابن مريم، ومن المعلوم بأنّ إطراءهم لعيسى أعطاه صفات الربوبيّة، وهذا لا نجده في أخذهم لبصاق الرسول –صلّى الله عليه وسلّم- ومسحه بوجوههم، فهذا لا يعطي الربوبيّة للرسول –صلّى الله عليه وسلّم- بل يؤكّد إنسانيّة وأنّ له بصاق، ولكنّ بصاقه معجزة من معجزات الله له ...

وأمّا تضعيفك الحديث بزعمك بأنّه يطعن بعلم أبي بكر عندما يستخدم البظر مع (اللات) الذكر، ففقد ردَّ عليه العلماء من قبل، فبيّنوا سبب استعماله –وهي بلاغته كما قلنا سابقا- حيث قال ابن حجر –رحمه الله-: "فأراد أبو بكر المبالغة في سب عروة بإقامة من كان يعبد مقام أمه "


أمّا فرعون الذي طغى، فلم يسبه موسى وهارون؛ لأنّه لم يشتم ولم يسب، وأمّا ظلمه (شركه) فقد كانَ ظلما لنفسه، ولم يكن ظلما على موسى وهارون فلم يذكر القرآن أنّه شتم موسى وهارون، والدعوة دائما تكون بالحكمة والموعظة الحسنة، ولكنْ عندما يستكبر المشركون وأهل الكتاب ويشتمون الله ورسوله أمام المسلمين، فالله يقول "وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ " فهؤلاء ظلموا في جدالهم فلا يستحقون التي هي أحسن، بل يستحقون ما أجاب به أبو بكر الصديق في حالة عروة ...

والإسلام ظاهر بأخلاقه الحسنى، مليء بحوارات الأنبياء مع ظلمة ومعاندين، بل قتلة أنبياء، ولكنّه لا يجوّز الحوار مع من يشتم كما فعل عروة، وهذا ليسَ من البذاءة بل هو تشريع الله الحق العدل .

أمّا قولك: ((ثم افرض أن امرأة كانت موجودة وسمعت هذا الكلام المنسوب إلى أبي بكر؟ فسوف تشعر بالإحراج والخجل، بموجب تشريعك للبذاءة بهذا الشكل بمجرد أن يظلم أحد))

فجوابه: أنّ نسوان المسلمين قد يخجلنَ من هذه العبارات، ولكنْ لا يخجلنَ من رد الصديق على عروة الكافر الساب للرسول وللصحابة؛ لأنّ الله مشرّع ذلك وليسَ أنا، قال تعالى: " وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ" فاستثنى الذين ظلموا منهم، وهذا من باب أولى بالمشركين .

الوجه الثاني للرد: أنّ الله شرّع (القتل والصلب من خلاف) والنسوان قد يتألّمنَ داخليّا من مناظر القتل والصلب، ولكنْ لا يتألّمنَ على السارق وقطاع الطرق؛ لأنّهم يستحقون ذلك، قال تعالى: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً }النساء65، فلا يجوز لمسلمة أنْ تجد في نفسها حرجا من حكم الله ورسوله .


أمّا قول الرسول –صلّى الله عليه وسلّم- (لا تكوني فاحشة)، فالفحش هنا (عُدْوانُ الجَوابِ) كما جاء في القاموس المحيط، وليسَ هو ببذاءة كما تصف، ولو كان الفحش هنا هو البذاءة فأنتَ تصف زوج الرسول عائشة بالبذاءة !! وتزعم بأنّك تدافع عن الرسول –صلّى الله عليه وسلّم- !!
ولا تعارض بين نهي الرسول –صلّى الله عليه وسلّم- هنا مع استثناء الذين ظلموا منهم في الآية وقول أبي بكر؛ لوجوه:
الأوّل: في الحديث صلح الحديبية ظهر للرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بأنّ كلام عروة سبٌّ، في حين لم يظهر له كلام الرهط اليهود بأنّه سب؛ لذلك نهى عائشة عن شتمهم؛ على أنّه لم يتبيّن له ظلمهم .

الثاني: أنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- عندما لم يشرع في مثل هذه التحية تعزيرا و نهى من أغلظ عليهم لأجلها؛ عُلِمَ أن ذلك ليس من السب الظاهر لكونهم أخفوه كما يخفي المنافقون نفاقهم و يعرفون في لحن القول فلا يعاقبون بمثل ذلك .

هذا، وأعتذر عن شدّتي مع هذا المخذول، فقد ظننته أوّل الأمر جاهلا يسمع، ولكنّه طغى، واستكبر وتطاول، فحرقته هنا مع من استكبر؛ ثلاثة طواغيت: عروة واليهود وعدنان الإبراهيم، ولا عدوان إلا على الظالمين، والحمدُ لله ربِّ العالمين.

احمد عامر
2013-06-07, 05:26 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير

حمزة
2013-06-07, 09:15 PM
وجزاك خيرا ...

حمزة
2013-06-07, 09:16 PM
اللهم إنّا نعوذ بك من الخذلان

حمزة
2013-06-07, 09:17 PM
وهؤلاء المخذولين انتشروا انتشارا واسعا، ولكن خذلان الله لهم يقللهم، فالحمدُ لله ...

حمزة
2013-06-07, 09:19 PM
والمركز على شبههم يجدها من جنس شبه اليهود والنصارى؛ ولكنْ بصيغة إسلاميّة !!!

حمزة
2013-06-07, 09:20 PM
والواحد منهم يلقي بنفسه إلى نار جهنم، ويملأ الدنيا صياحا؛ على أنّه ردّ على مفسري الأمّة !!!

حمزة
2013-06-07, 09:22 PM
وأحيانا ينتسبون إلى مذهب سني؛ ليروجوا بضاعتهم العقديّة على العوام ! فيقول الواحد منهم أنا شافعي !

حمزة
2013-06-07, 09:24 PM
وهم في كل العصور موجودون؛ وبنصر الأعداء مستمرون !

حمزة
2013-06-07, 09:25 PM
وهم بضررهم أشد من ضرر دعاة الفسوق؛ لأنّهم يدعون إلى فساد العقيدة ...