الحنبلي العماني
2015-02-22, 07:49 PM
نقولات من كتاب العرى الوثيقة لـ شيخ فرقة الخوارج الإباضية سالم السيابي
طعن السيابي في سيدنا عثمان رضي الله عنه :
[إلَّا أن قتل عثمان كان بعد ثورة من المسلمين ، وبعد حصار دام مدة شاع فيها الأمر و اتضح السَرُّ ، و بَرَحَ الخفاءُ ، حتى عرف بعدما عرف موجب القتل و قد سمعت ما يَعُدُّ على عثمان من الأحداث ، و علمت مراجعة المسلمين له؛ ليرجع عَمَّا كان عليه ، و يلتزم سيرة صاحبيه أبي بكر و عمر بن الخطاب - رحمه الله- ، و أنت خبير أن المسلمين القاتلين لعثمان هم حجة الله في أرضه ، و أهل الغيرة على حُرُمِهِ ، و هم سور الإيمان ، و هم أعمدة الإسلام ، رهبان الليل، أسود النهار ، مات عنهم رسول الله - صلى الله عليه و آله وسلم - و هو عنهم راضٍ.. ]
طعن السيابي بمعاوية رضي الله عنه:
[حتى إذا تحرك من معاوية عرق الرئاسة ، و ثار به ثائر الملك و السلطان ، قام يَتَذَّرعُ لمقصده ، و غدا يخادع المسلمين بذلك ، و يتخذ لنفسه حجة يتوصل بها إلى الدخول في ذلك المضيق الخطر ، فبعث الفتنة و هي نائمة ، و أَوْقَدَ نار الشر وهي خامدة ، حتى أشعلها بين المسلمين جحيماً تتلظى ، ليحرق بها ريف العدل ، و لا يبالي في قضى غرضه و أي ظلم أعظم من ذلك ؟؟!، و أي جرم أكبر من شق عصى المسلمين ؟!، و الاستيلاء على أمرهم بالسيف و العصا ، و العهد بالنبوة قريب ، و بمنهج أبي بكر و عمر - رضي الله عنهما - أقرب ، و تمزيق عُرَى المسلمين من أكبر الذنوب ، و سفك قطرة من دماء المسلمين يَهْتَزُّ لها عرش الحقِّ ، و تظلم لها الدنيا بأسرها و لكن طالب الدنيا لا يبالي بما يلاقي ، و لا يتبرم من الدماء التي تراق ، لقد جعل هذا الفريق القدح في قاتلي عثمان وسيلة لجلب قلوب الناس البسطاء ، و الضعفاء من المسلمين ، و الجهلاء الذين هم أتباع كل ناعق ، و من لا بصيرة لهم ، و هم السواد الأعظم في الأمة ، و خصوصاً أهل الشام ، الذين كانوا لمعاوية بن أبي سفيان ، كون الشيعة لعلي بن أبي طالب ]
السيابي ينقل تكفير مفسّر الاباضية اطفيش لسيدنا عثمان رضي الله عنه :
[و قد عَدَّ المسلمون على عثمان أحداث ذكر بعضها الإمام البرادي - رحمه الله- في جواهره(2) ، و ذكرها الإمام عبدالله بن إباض في كتابه لعبد الملك بن مروان
قال القطب - رحمه الله و رضي عنه - : " أول من جَحَدَ النعمة، و كَفَرَهَا عثمان ، جعله المسلمون إماماً لهم ، و حكموه على أنفسهم ، و دينهم فخانهم في كل ذلك ".و نسبة الكُفْرِ لعثمان مع خيانة المسلمين من مثل هذا العالم الجليل لأمر عظيم تَلَبَّسَ به عثمان بن عفان ، فإن المسلمين أحسنوا به الظن ، و تأملوا فيه الخير لدينهم و دنياهم ، حتى ظهر منه استدعاء أهل الإيمان من المسلمين على قتله ]
السيابي ينقل تكفير مفسّر الاباضية اطفيش لسيدنا عثمان رضي الله عنه :
[ قال القطب - رحمه الله- :." زاد عثمان في مسجد رسول الله - صلى الله عليه و آله وسلم - وَ وَسَّعَهُ ، و ابتاع من قومٍ أراضيهم، و أبى آخرون فَغَصَبَهُمْ ، فصاحوا به ، فسيرهم إلى الحبس ، وقال قد فعل بكم عمر هذا الفعل فلم تصيحوا به "، قلت : ليته لم يفعل إذا كان التوسيع بِغَصْبِ أموال النَّاس ، فيكون كطاعمة الأيتام من كسب فرجها الحرام ، فكان عثمان بذلك واقعٌ في كبائر متعددة منها:. غصب الناس أموالهم ، و هو من أكبر الكبائر ، و الثانية حبسهم بغير حَقٍّ ، و هو هَتْكٌ لأعراضهم ، و إهانة لهم ، فإن إنزال العقاب عليهم بغير موِجب من أفحش المعاصي ، ليته لم يفعل شيئاً من ذلك ، و وَفَّى بما عهده إليه المسلمون ، و بَرَّ اليمين التي حلّفه إيَّاها عبد الرحمن بن عوف رئيس الشورى أنه إذا وَلَّاُه الخلافة أن يسير بها سيرة صاحبيه أبي بكر و عمر - رضي الله عنهما - لكن خواتم الأعمال، و منتهى الأمور دليل على ما يؤول إليه أمر الإنسان ، وَ سْبقُ الكتاب على الإنسان وَرَدَ به الحديث عن النبي - عليه الصلاة والسلام (1)- ، و الأشياء كلها بيد الله عز و جل ، و قد ثبت أن الأعمال بخواتمها ، و أجمع على ذلك المسلمون
و الثالثة : قَذْفُهُ عمر - رضي الله عنه - بذلك الفعل الذي أنكره عليه المسلمون ، و لم يكن ذلك و لا مثله من عمر ، بل و لا قريب منه ، بل كان عمر رضياً عند النبي - عليه الصلاة والسلام - ، و عند أبي بكر ، و عند المسلمين أجمع ، و لو كان كما يقول عثمان لاشتهر ذلك عند المسلمين ، و نقل إلى من بعدهم كما نقل عن غيره ]
السيابي يطعن في سيدنا عثمان رضي الله عنه ويتهمه بتعطيل الحدود :
[و مقام عمر أنزه المقامات في الإسلام ، وَ أَعزُّ الأعمال الدينية أعماله ، و أشرف أيام الخلفاء الراشدين في الإسلام أيام عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ، إذ كان عمر يقيم الحدود على أولاده ، و كان عثمان يسترها ، و يناضل عنها حين تبدوا من أقاربه و أرحامه ]
طعن السيابي في سيدنا عثمان رضي الله عنه :
[وقد اتفق أهل العلم من المسلمين أن عثمان عدل عن الطريقة الصحيحة ،والسيرة الرجيحة ، فكان يبني دولة بني أمية على كواهل المسلمين ، و يهدم دولة المسلمين بذلك ، مع علمه بأحوال بني أمية ، و سوء أعمالهم ولم يزل يستغل الأيام في مصالحهم ، و يعمل على إعلاء شأنهم ، فكان يئوى طريد رسول الله - صلى الله عليه و آله وسلم - و هذا كبير في الإسلام ، فإنه رَدٌّ لحكم الرسول - صلى الله عليه وسلم-ويمنح آل أمية المنح الطائلة ، و يبذل لهم الأموال الجسيمة ، فاستنكر المسلمون ذلك ، واشمئزوا منه أَيَّما اشمئزاز ، و نفروا عنه حتى نزلت الوحشة بعد الطمأنينة ، و تَكَدَّرَ الصَفْوُ ، و اندلع في المسلمين ما أوري بينهم نيران الحقد ،وبدأ بذر الشقاق في أرض الدولة الإسلامية ينبت ، ليكون بأسهم بينهم]
السيابي يتّهم الامام علي بأنّه ممّن شاركوا في قتل عثمان رضي الله عنه :
[واعلم أن معاوية بن أبي سفيان جعل الطلب بدم عثمان السُّلَمَ الذي يعرج عليه إلى إثارة الفتنة ، و شَقَّ العصا بين المسلمين ، ذلك لأن معاوية يعلم أن المسلمين اشتركوا في قتل عثمان ، وعليه فهيهات الثأر لعثمان و قاتله المسلمون معاً ، و علي بن أبي طالب من جملتهم ، و هو إمامهم ، و بهذا لا يحصل انقياد القاتلين لعثمان ، فيكون سبباً لفتح باب الفتنة ، ذلك لأن معاوية يطلب بدم عثمان ، و علي لا يعترف له بدم ؛ لأن عثمان قتله المسلمون حين رأوه استوجب القتل ، فأين الطلب بدمه ؟! ]
ثناء السيابي على أسلافه الخوارج , ووضعه لحديث مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم بأن حرقوص
الخارجي من المبشّرين بالجنة !!
[قال :" و عرضوها على حرقوص بن زهير السعدي فأبى " قلت : و حرقوص بن زهير هذا هو الذي قالت فيه عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها -:. " أَشْهَدُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آَلهِ وسَلَّمَ - لَمَّا جاءها خبر قتله ، قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - :. " أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ مِنْ هَذَا البَابِ مِنْ أَهْلِ الجَنَّة فَدَخَلَ حُرْقُوصُ بْنُ زُهَيْرِ ، ثُمَّ قَالَ فِي اليَوْمِ الثَّانِي- أي تلك المقالة- ، فَدَخَلَ حُرْقُوصُ ثُمَّ قَالَهَا أَيْضاً فِي اليَوْمِ الثَّالثِ فَدَخَلَ حُرْقُوصُ ."]
ثناء السيابي على أسلافه الخوارج :
[قال العالم الهمام محمد على دبوز في تحقيق الواقع إلى أن قال:. " و كان عبدالله بن وهب الراسبي من الصحابة الزاهدين ، و من العلماء في الدِّين ، و كان ذكي الفؤاد ، حاز ما في الأمور ، قوي الشخصية ، شجاعاً صارماً في مواطن الصرامة ، صلباً في الأماكن التي تجب فيها الصلابة ، داهية، حكيماً ، يتوج هذه الصفات العقلية والخلقية كلها ، ورعه و تقواه وإخلاصه ، و نزهاته [232] و تمسكه كل التمسك بالدِّين ، و عمله لآخرته لا لدنياه ، وتفانيه لمصلحة المسلمين ، و اجتهاده في خدمتهم ، وكان يلقب بذي الثفنات لكثرة عبادته، و اجتهاده في صلاته ، حتى أَثَّرَ ذلك في جبهته لكثرة سجوده لله . "]
ثناء السيابي على أسلافه الخوارج :
[و قد قلنا عنهم في غير موضع مما كتبناه عن أولئك السادة الكرام ، و القادة الغر الميامين ، و هم حجة الله في أرضه ، و هم مرجع عباده علماً و زهداً و طاعة و نزاهة ، و ناهيك بإمامهم المعروف بذي الثفنات ، و يزيد بن حصين الطائي ، و حرقوص بن زهير السعدي و المرداس بن حيدر و من على شاكلتهم من خيار صحابة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، و هم كالنجوم وصفهم بذلك رسول الله - صلى الله عليه و آله وسلم (1)- ، و إن كان أكثر الناس يجهلون حقائقهم ، فكم من ذي طمرين لا يعبأ به لو أقسم على الله لأبره .]
ثناء السيابي على أسلافه الخوارج :
[ و هكذا فلا غِرْوَى إن درست مكارم المخلصين لله كعبدالله بن وهب الراسبي و أصحابه ، و هم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه و آله وسلم - ، و خيرة رجاله ، و فيهم من شهد له - الرسول صلى الله عليه وسلم - بالجنة ، فإنهم لم يرضوا إلا الحقَّ ، و لم يخضعوا إلا له ، و لم يطلبوا غيره ، و لو أرادوا غير الحق لكان لهم ميسوراً ، ولم يحوجهم الحال إلى الخروج عن دائرة الباطل ، و لم ينفصلوا عن السواد الأعظم الذي عليه معاوية و أتباعه ، و لم يتركوا إمامهم علي وهم المعتمدون عنده و المقربون لديه .]
طعن السيابي في الامام الحافظ ابن حجر العسقلاني:
[ أما النقل عن المؤرخين فمتباين و متناقض ، و عند كل قوم ما يوافق غرضهم ، و يلائم دعوتهم ، و لا تلتفت إلى ما ذكره صاحب فتح الباري(1) و أمثاله ، فإنه مختلطٌ، مضطربٌ، يجمع الغَثَّ و السمين ، و إذا تتبعه الإنسان رآه متناقضاً من جميع نواحيه .و العجب من مثل هؤلاء العلماء الذين لا يستعملون عقولهم ، و لا يشغلون أفكارهم بالنظر إلى ما جاء في أخبارهم ، فتراهم كمن يحتطب بالليل و يجمع كل ما يلاقي .وقد حاولت تمحيص ما ذكر و مقابلة ما نقل ، فرأيته ضياع وقت لا غير ، و على كل حال إنا نعتبر الرجال بالحقِّ و تأييد كل محق ، و إذا كان صاحب الفتح يكتفي بتلك الأقوال في العقيدة ويعتمد في الرؤية ذلك الضلال ، فماذا نقول في حق غيره ؟؟.
ـــــــــــــــ
الهامش (1)
(1) فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني (12/351-384) ]
السيابي يُثني على فرقته ويطعن في سيدنا عثمان رضي الله عنه :
[و الإباضية هم جمال الإسلام ، و إذا خلا منهم فعليه العَفَاء ، و على الدنيا كذلك ؛ لأنَّ الإباضية هم حُمَاةُ الحقِّ بالأقلام و الحُسَام ، و غيرهم حُمَاة الباطل بالأفعال ، و الكلام غير الحقِّ ؛ لأنَّ الإباضية لا ينهجون منهج عثمان في إيثار الأقارب ، و لا يبدلون مناهج الأحكام بغيرها ، و إن شَطَّ بهم الدَّهر ، و لا يَرَوْنَ جعل السيرة على غير سيرة النبي - عليه الصلاة والسلام - و سيرة صاحبيه أبي بكر ، وعمر بن الخطَّاب - رضي الله عنهما - ، و لا يُخَادِعُون المسلمين ، و لا يُمَاكِرُون في الدِّين ، و لا يغتالون ، و لا يغدرون ، و لا يرون بعد حكم محمد - صلى الله عليه و سلم - حكماً ]
السيابي "طاعة عثمان كطاعة ابليس وقتلوه بحكم الله " !!
[و عَلَمَ المسلمون أنَّ طاعة عثمان على ذلك طاعة إبليس ، فساروا إلى عثمان في أطراف الأرض ، و اجتمعوا إليه في ملءٍ من المهاجرين والأنصار ، و عامة أزواج النبي - عليه الصلاة والسلام - ، فأتوه فذكَّروه بالله ، و أخبروه بالذي أتى من معاصى الله ، فزعم أنَّه يعرف الذي يقولون ، و أنَّه يتوب إلى الله عز و جل منه، و يراجع الحقَّ ، و قَبِلُوا منه الذي أتاهم به من الاعتراف بالذَّنْبِ ،[79] و التَّوبة إلى الله عزَّ و جلَّ ، و مراجعة الحقِّ ، و كان حقَّاً على أهل الإسلام إذا التقوا بالحقِّ أن يَقْبَلُوه ، و يجامعوه ما استقام على الحقِّ ، فلمَّا تفرَّقوا عنه ، نكث الذي عاهدهم عليه ، و عاد إلى أعظم من الذي تاب منه ، فكتب إلى عماله في أدبارهم أن تقطع أيديهم و أرجلهم من خِلاف ، فلمَّا ظهر المؤمنون على كتابه و نكثه العهود رجعوا إليه و قتلوه بحكم الله]
السيابي "عثمان مراوغ , ومخالفوا أهل النهروان حسدة " !!
[فنحن في الأصول و الفروع على طريق السلف الرفيع و المراد بالسلف الرفيع أبو بكر الصديق و عمر بن الخطاب الفاروق الحقيق
، لا يراوغون الأمة مراوغة عثمان ، و لا يصرون على خلاف الحق إصرار حسدة النهروان ]
من مفتريات السيابي التي رفعها إلى النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – قولهإن عثمان فرعون هذه الأمة)
[و قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم - " عثمان فرعون هذه الأمة " و كذلك قالت عائشة - رضي الله عنها - ، و نفى عثمان أبا ذر بلا وطاء على جمل ، و عن ابن مسعود - رضي الله عنه - ما يوزن لعثمان يوم القيامة وزن ذباب ، وقال رجل وزن جناح بعوضة ، و لا جناح ذباب]
السيابي يحكم على سيدنا عثمان بالضلال وينقل إجماعهم على ذلك !
[و على كل حال إن عثمان بن عفان اتفق المسلمون كلهم على ضلاله ، و نعني بأهل الحق الذين تجردوا لله من أمة الإجابة الذين هم الإباضية ، فلا مقال فيه]
كتبه : سالم السهلي.
ونقله: الحنبلي العماني.
طعن السيابي في سيدنا عثمان رضي الله عنه :
[إلَّا أن قتل عثمان كان بعد ثورة من المسلمين ، وبعد حصار دام مدة شاع فيها الأمر و اتضح السَرُّ ، و بَرَحَ الخفاءُ ، حتى عرف بعدما عرف موجب القتل و قد سمعت ما يَعُدُّ على عثمان من الأحداث ، و علمت مراجعة المسلمين له؛ ليرجع عَمَّا كان عليه ، و يلتزم سيرة صاحبيه أبي بكر و عمر بن الخطاب - رحمه الله- ، و أنت خبير أن المسلمين القاتلين لعثمان هم حجة الله في أرضه ، و أهل الغيرة على حُرُمِهِ ، و هم سور الإيمان ، و هم أعمدة الإسلام ، رهبان الليل، أسود النهار ، مات عنهم رسول الله - صلى الله عليه و آله وسلم - و هو عنهم راضٍ.. ]
طعن السيابي بمعاوية رضي الله عنه:
[حتى إذا تحرك من معاوية عرق الرئاسة ، و ثار به ثائر الملك و السلطان ، قام يَتَذَّرعُ لمقصده ، و غدا يخادع المسلمين بذلك ، و يتخذ لنفسه حجة يتوصل بها إلى الدخول في ذلك المضيق الخطر ، فبعث الفتنة و هي نائمة ، و أَوْقَدَ نار الشر وهي خامدة ، حتى أشعلها بين المسلمين جحيماً تتلظى ، ليحرق بها ريف العدل ، و لا يبالي في قضى غرضه و أي ظلم أعظم من ذلك ؟؟!، و أي جرم أكبر من شق عصى المسلمين ؟!، و الاستيلاء على أمرهم بالسيف و العصا ، و العهد بالنبوة قريب ، و بمنهج أبي بكر و عمر - رضي الله عنهما - أقرب ، و تمزيق عُرَى المسلمين من أكبر الذنوب ، و سفك قطرة من دماء المسلمين يَهْتَزُّ لها عرش الحقِّ ، و تظلم لها الدنيا بأسرها و لكن طالب الدنيا لا يبالي بما يلاقي ، و لا يتبرم من الدماء التي تراق ، لقد جعل هذا الفريق القدح في قاتلي عثمان وسيلة لجلب قلوب الناس البسطاء ، و الضعفاء من المسلمين ، و الجهلاء الذين هم أتباع كل ناعق ، و من لا بصيرة لهم ، و هم السواد الأعظم في الأمة ، و خصوصاً أهل الشام ، الذين كانوا لمعاوية بن أبي سفيان ، كون الشيعة لعلي بن أبي طالب ]
السيابي ينقل تكفير مفسّر الاباضية اطفيش لسيدنا عثمان رضي الله عنه :
[و قد عَدَّ المسلمون على عثمان أحداث ذكر بعضها الإمام البرادي - رحمه الله- في جواهره(2) ، و ذكرها الإمام عبدالله بن إباض في كتابه لعبد الملك بن مروان
قال القطب - رحمه الله و رضي عنه - : " أول من جَحَدَ النعمة، و كَفَرَهَا عثمان ، جعله المسلمون إماماً لهم ، و حكموه على أنفسهم ، و دينهم فخانهم في كل ذلك ".و نسبة الكُفْرِ لعثمان مع خيانة المسلمين من مثل هذا العالم الجليل لأمر عظيم تَلَبَّسَ به عثمان بن عفان ، فإن المسلمين أحسنوا به الظن ، و تأملوا فيه الخير لدينهم و دنياهم ، حتى ظهر منه استدعاء أهل الإيمان من المسلمين على قتله ]
السيابي ينقل تكفير مفسّر الاباضية اطفيش لسيدنا عثمان رضي الله عنه :
[ قال القطب - رحمه الله- :." زاد عثمان في مسجد رسول الله - صلى الله عليه و آله وسلم - وَ وَسَّعَهُ ، و ابتاع من قومٍ أراضيهم، و أبى آخرون فَغَصَبَهُمْ ، فصاحوا به ، فسيرهم إلى الحبس ، وقال قد فعل بكم عمر هذا الفعل فلم تصيحوا به "، قلت : ليته لم يفعل إذا كان التوسيع بِغَصْبِ أموال النَّاس ، فيكون كطاعمة الأيتام من كسب فرجها الحرام ، فكان عثمان بذلك واقعٌ في كبائر متعددة منها:. غصب الناس أموالهم ، و هو من أكبر الكبائر ، و الثانية حبسهم بغير حَقٍّ ، و هو هَتْكٌ لأعراضهم ، و إهانة لهم ، فإن إنزال العقاب عليهم بغير موِجب من أفحش المعاصي ، ليته لم يفعل شيئاً من ذلك ، و وَفَّى بما عهده إليه المسلمون ، و بَرَّ اليمين التي حلّفه إيَّاها عبد الرحمن بن عوف رئيس الشورى أنه إذا وَلَّاُه الخلافة أن يسير بها سيرة صاحبيه أبي بكر و عمر - رضي الله عنهما - لكن خواتم الأعمال، و منتهى الأمور دليل على ما يؤول إليه أمر الإنسان ، وَ سْبقُ الكتاب على الإنسان وَرَدَ به الحديث عن النبي - عليه الصلاة والسلام (1)- ، و الأشياء كلها بيد الله عز و جل ، و قد ثبت أن الأعمال بخواتمها ، و أجمع على ذلك المسلمون
و الثالثة : قَذْفُهُ عمر - رضي الله عنه - بذلك الفعل الذي أنكره عليه المسلمون ، و لم يكن ذلك و لا مثله من عمر ، بل و لا قريب منه ، بل كان عمر رضياً عند النبي - عليه الصلاة والسلام - ، و عند أبي بكر ، و عند المسلمين أجمع ، و لو كان كما يقول عثمان لاشتهر ذلك عند المسلمين ، و نقل إلى من بعدهم كما نقل عن غيره ]
السيابي يطعن في سيدنا عثمان رضي الله عنه ويتهمه بتعطيل الحدود :
[و مقام عمر أنزه المقامات في الإسلام ، وَ أَعزُّ الأعمال الدينية أعماله ، و أشرف أيام الخلفاء الراشدين في الإسلام أيام عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ، إذ كان عمر يقيم الحدود على أولاده ، و كان عثمان يسترها ، و يناضل عنها حين تبدوا من أقاربه و أرحامه ]
طعن السيابي في سيدنا عثمان رضي الله عنه :
[وقد اتفق أهل العلم من المسلمين أن عثمان عدل عن الطريقة الصحيحة ،والسيرة الرجيحة ، فكان يبني دولة بني أمية على كواهل المسلمين ، و يهدم دولة المسلمين بذلك ، مع علمه بأحوال بني أمية ، و سوء أعمالهم ولم يزل يستغل الأيام في مصالحهم ، و يعمل على إعلاء شأنهم ، فكان يئوى طريد رسول الله - صلى الله عليه و آله وسلم - و هذا كبير في الإسلام ، فإنه رَدٌّ لحكم الرسول - صلى الله عليه وسلم-ويمنح آل أمية المنح الطائلة ، و يبذل لهم الأموال الجسيمة ، فاستنكر المسلمون ذلك ، واشمئزوا منه أَيَّما اشمئزاز ، و نفروا عنه حتى نزلت الوحشة بعد الطمأنينة ، و تَكَدَّرَ الصَفْوُ ، و اندلع في المسلمين ما أوري بينهم نيران الحقد ،وبدأ بذر الشقاق في أرض الدولة الإسلامية ينبت ، ليكون بأسهم بينهم]
السيابي يتّهم الامام علي بأنّه ممّن شاركوا في قتل عثمان رضي الله عنه :
[واعلم أن معاوية بن أبي سفيان جعل الطلب بدم عثمان السُّلَمَ الذي يعرج عليه إلى إثارة الفتنة ، و شَقَّ العصا بين المسلمين ، ذلك لأن معاوية يعلم أن المسلمين اشتركوا في قتل عثمان ، وعليه فهيهات الثأر لعثمان و قاتله المسلمون معاً ، و علي بن أبي طالب من جملتهم ، و هو إمامهم ، و بهذا لا يحصل انقياد القاتلين لعثمان ، فيكون سبباً لفتح باب الفتنة ، ذلك لأن معاوية يطلب بدم عثمان ، و علي لا يعترف له بدم ؛ لأن عثمان قتله المسلمون حين رأوه استوجب القتل ، فأين الطلب بدمه ؟! ]
ثناء السيابي على أسلافه الخوارج , ووضعه لحديث مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم بأن حرقوص
الخارجي من المبشّرين بالجنة !!
[قال :" و عرضوها على حرقوص بن زهير السعدي فأبى " قلت : و حرقوص بن زهير هذا هو الذي قالت فيه عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها -:. " أَشْهَدُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آَلهِ وسَلَّمَ - لَمَّا جاءها خبر قتله ، قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - :. " أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ مِنْ هَذَا البَابِ مِنْ أَهْلِ الجَنَّة فَدَخَلَ حُرْقُوصُ بْنُ زُهَيْرِ ، ثُمَّ قَالَ فِي اليَوْمِ الثَّانِي- أي تلك المقالة- ، فَدَخَلَ حُرْقُوصُ ثُمَّ قَالَهَا أَيْضاً فِي اليَوْمِ الثَّالثِ فَدَخَلَ حُرْقُوصُ ."]
ثناء السيابي على أسلافه الخوارج :
[قال العالم الهمام محمد على دبوز في تحقيق الواقع إلى أن قال:. " و كان عبدالله بن وهب الراسبي من الصحابة الزاهدين ، و من العلماء في الدِّين ، و كان ذكي الفؤاد ، حاز ما في الأمور ، قوي الشخصية ، شجاعاً صارماً في مواطن الصرامة ، صلباً في الأماكن التي تجب فيها الصلابة ، داهية، حكيماً ، يتوج هذه الصفات العقلية والخلقية كلها ، ورعه و تقواه وإخلاصه ، و نزهاته [232] و تمسكه كل التمسك بالدِّين ، و عمله لآخرته لا لدنياه ، وتفانيه لمصلحة المسلمين ، و اجتهاده في خدمتهم ، وكان يلقب بذي الثفنات لكثرة عبادته، و اجتهاده في صلاته ، حتى أَثَّرَ ذلك في جبهته لكثرة سجوده لله . "]
ثناء السيابي على أسلافه الخوارج :
[و قد قلنا عنهم في غير موضع مما كتبناه عن أولئك السادة الكرام ، و القادة الغر الميامين ، و هم حجة الله في أرضه ، و هم مرجع عباده علماً و زهداً و طاعة و نزاهة ، و ناهيك بإمامهم المعروف بذي الثفنات ، و يزيد بن حصين الطائي ، و حرقوص بن زهير السعدي و المرداس بن حيدر و من على شاكلتهم من خيار صحابة رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، و هم كالنجوم وصفهم بذلك رسول الله - صلى الله عليه و آله وسلم (1)- ، و إن كان أكثر الناس يجهلون حقائقهم ، فكم من ذي طمرين لا يعبأ به لو أقسم على الله لأبره .]
ثناء السيابي على أسلافه الخوارج :
[ و هكذا فلا غِرْوَى إن درست مكارم المخلصين لله كعبدالله بن وهب الراسبي و أصحابه ، و هم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه و آله وسلم - ، و خيرة رجاله ، و فيهم من شهد له - الرسول صلى الله عليه وسلم - بالجنة ، فإنهم لم يرضوا إلا الحقَّ ، و لم يخضعوا إلا له ، و لم يطلبوا غيره ، و لو أرادوا غير الحق لكان لهم ميسوراً ، ولم يحوجهم الحال إلى الخروج عن دائرة الباطل ، و لم ينفصلوا عن السواد الأعظم الذي عليه معاوية و أتباعه ، و لم يتركوا إمامهم علي وهم المعتمدون عنده و المقربون لديه .]
طعن السيابي في الامام الحافظ ابن حجر العسقلاني:
[ أما النقل عن المؤرخين فمتباين و متناقض ، و عند كل قوم ما يوافق غرضهم ، و يلائم دعوتهم ، و لا تلتفت إلى ما ذكره صاحب فتح الباري(1) و أمثاله ، فإنه مختلطٌ، مضطربٌ، يجمع الغَثَّ و السمين ، و إذا تتبعه الإنسان رآه متناقضاً من جميع نواحيه .و العجب من مثل هؤلاء العلماء الذين لا يستعملون عقولهم ، و لا يشغلون أفكارهم بالنظر إلى ما جاء في أخبارهم ، فتراهم كمن يحتطب بالليل و يجمع كل ما يلاقي .وقد حاولت تمحيص ما ذكر و مقابلة ما نقل ، فرأيته ضياع وقت لا غير ، و على كل حال إنا نعتبر الرجال بالحقِّ و تأييد كل محق ، و إذا كان صاحب الفتح يكتفي بتلك الأقوال في العقيدة ويعتمد في الرؤية ذلك الضلال ، فماذا نقول في حق غيره ؟؟.
ـــــــــــــــ
الهامش (1)
(1) فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني (12/351-384) ]
السيابي يُثني على فرقته ويطعن في سيدنا عثمان رضي الله عنه :
[و الإباضية هم جمال الإسلام ، و إذا خلا منهم فعليه العَفَاء ، و على الدنيا كذلك ؛ لأنَّ الإباضية هم حُمَاةُ الحقِّ بالأقلام و الحُسَام ، و غيرهم حُمَاة الباطل بالأفعال ، و الكلام غير الحقِّ ؛ لأنَّ الإباضية لا ينهجون منهج عثمان في إيثار الأقارب ، و لا يبدلون مناهج الأحكام بغيرها ، و إن شَطَّ بهم الدَّهر ، و لا يَرَوْنَ جعل السيرة على غير سيرة النبي - عليه الصلاة والسلام - و سيرة صاحبيه أبي بكر ، وعمر بن الخطَّاب - رضي الله عنهما - ، و لا يُخَادِعُون المسلمين ، و لا يُمَاكِرُون في الدِّين ، و لا يغتالون ، و لا يغدرون ، و لا يرون بعد حكم محمد - صلى الله عليه و سلم - حكماً ]
السيابي "طاعة عثمان كطاعة ابليس وقتلوه بحكم الله " !!
[و عَلَمَ المسلمون أنَّ طاعة عثمان على ذلك طاعة إبليس ، فساروا إلى عثمان في أطراف الأرض ، و اجتمعوا إليه في ملءٍ من المهاجرين والأنصار ، و عامة أزواج النبي - عليه الصلاة والسلام - ، فأتوه فذكَّروه بالله ، و أخبروه بالذي أتى من معاصى الله ، فزعم أنَّه يعرف الذي يقولون ، و أنَّه يتوب إلى الله عز و جل منه، و يراجع الحقَّ ، و قَبِلُوا منه الذي أتاهم به من الاعتراف بالذَّنْبِ ،[79] و التَّوبة إلى الله عزَّ و جلَّ ، و مراجعة الحقِّ ، و كان حقَّاً على أهل الإسلام إذا التقوا بالحقِّ أن يَقْبَلُوه ، و يجامعوه ما استقام على الحقِّ ، فلمَّا تفرَّقوا عنه ، نكث الذي عاهدهم عليه ، و عاد إلى أعظم من الذي تاب منه ، فكتب إلى عماله في أدبارهم أن تقطع أيديهم و أرجلهم من خِلاف ، فلمَّا ظهر المؤمنون على كتابه و نكثه العهود رجعوا إليه و قتلوه بحكم الله]
السيابي "عثمان مراوغ , ومخالفوا أهل النهروان حسدة " !!
[فنحن في الأصول و الفروع على طريق السلف الرفيع و المراد بالسلف الرفيع أبو بكر الصديق و عمر بن الخطاب الفاروق الحقيق
، لا يراوغون الأمة مراوغة عثمان ، و لا يصرون على خلاف الحق إصرار حسدة النهروان ]
من مفتريات السيابي التي رفعها إلى النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – قولهإن عثمان فرعون هذه الأمة)
[و قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم - " عثمان فرعون هذه الأمة " و كذلك قالت عائشة - رضي الله عنها - ، و نفى عثمان أبا ذر بلا وطاء على جمل ، و عن ابن مسعود - رضي الله عنه - ما يوزن لعثمان يوم القيامة وزن ذباب ، وقال رجل وزن جناح بعوضة ، و لا جناح ذباب]
السيابي يحكم على سيدنا عثمان بالضلال وينقل إجماعهم على ذلك !
[و على كل حال إن عثمان بن عفان اتفق المسلمون كلهم على ضلاله ، و نعني بأهل الحق الذين تجردوا لله من أمة الإجابة الذين هم الإباضية ، فلا مقال فيه]
كتبه : سالم السهلي.
ونقله: الحنبلي العماني.