المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرد على مسألة الملحدين "تعاقب الفصول".


الشاهنيار تامر الزغاري
2015-02-24, 12:52 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

ارشاد 14-2015: الرد على مسألة الملحدين "تعاقب الفصول".

ان الحمد لله به نستنير وبه نهتدي وبه نستعين وبه نقتدي وبه نستنصر وبه نكتفي.
ان الحمد لله له الشكر وله الحمد وله الطاعة وله العهد وله العزة وله المجد.
ان الحمد لله به نعتصم وبه نعتضد وبه نقتدر وبه نستند وعليه نتوكل وعليه نعتمد.
وصل الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

اما بعد:
من المسائل التي طرحها الملحدين مسألة انه يوجد خطأ في تفسير ظاهرة تعاقب الفصول ويرفقون هذا الادعاء بالحديث التالي: ((اشتكت النار إلى ربها، فقالت: رب أكل بعضي بعضا، فأذن لي بنفسين: نفس في الشتاء ونفس في الصيف، فأشد ما تجدون من الحر، وأشد ما تجدون من الزمهرير)).

وملخص ما قاله احد الملحدين في ذلك:

""" اشتكت النار الى الله ان حرهاً شديد وانها تريد ان تنفس عن بعض ما لديها من حرارة, فسمح لها الله ان يكون لها نفسان كل سنة, وهذان النفسان يسببان حر الصيف وبرد الشتاء لكن التفسير العلمي الصحيح لظاهرة حدوث الفصول هو نتيجة لميل محور الأرض أثناء دورانها حول الشمس فتختلف زاوية سقوط أشعة الشمس على المكان الواحد من الأرض بين شهر وآخر، ويتبع ذلك اختلاف درجات الحرارة والأحوال المناخية من شهر إلى شهر.
ايضا النار لا تتكلم... يوجد في هذا الحديث ان النار فيها برد فهل من المعقول ان نار جهنم فيها برد""".

اما الجواب الذي قهر هذا الملحد:
""" من المسلمات القطعية مسلمة عصمة النبي محمد (ص) من أي خطأ, وانت اعتمدت اسلوبين الاول التلفيق في التفسير, والثاني الاعتماد على معلومات صحيحة وتوظيفها بطريقة خاطئة, اما بخصوص كلامك فأقول:
1) القسم الأول من الحديث هو: " اشتكت النار إلى ربها، فقالت: رب أكل بعضي بعضا، فأذن لي بنفسين : نفس في الشتاء ونفس في الصيف", وهذا القسم يعتبر من الغيبيات التي لا يجوز لنا ان نتدخل بها لانها غير خاضعة لمداركنا وقوانيننا حيث في عالمنا النار لا تتكلم لكن في عالم الغيب كل شيء ممكن, فلا يجوز اخضاع عالم الغيب لقوانيننا, وبما ان هذا القسم من الغيبيات فلا نستطيع القول ان فيه أي شبهة او مخالفة للواقع.
2) لا يجوز القول ان تكلم النار امر مستحيل, لان الذي منح الانسان نعمة الكلام يستطيع ان يجعل النار تتكلم.
3) في التفسير العلمي الذي انت اوردته قلت ان الحر مصدره الشمس, وهذا التفسير العلمي لم يناقضه رسول الله (ص) حيث قال: (( تدنو الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل ... فتكون الناس على قدر أعمالهم في العرق فمنهم من يكون إلى كعبيه ومنهم من يكون إلى ركبتيه ومنهم من يكون إلى حقويه ومنهم من يلجمه العرق إلجاما وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى فيه)).
4) القسم الثاني من الحديث: "فأشد ما تجدون من الحر، وأشد ما تجدون من الزمهرير", يؤكد ان ديننا يعطينا معلومات غيبية غير مدركة تحصل خلف المعلومات الحسية المدركة.
5) كذلك لا يوجد تعارض بين هذا الحديث وبين ظاهرة بعد وقرب الشمس, فما الذي يمنع ان تقوم النار باخراج حرها في اثناء قرب الشمس وما الذي يمنعها من اخراج زمهريرها في اثناء بعده الشمس, ولا يوجد في الحديث ما يعارض ذلك, لانه من الممكن ان يكون خلف الامر الحسي الذي ندركه شيء غير حسي لا نستطيع ان ندركه وكل هذا يحدث بأمر الله عز وجل.
6) سألتني هل من المعقول ان نار جهنم فيها برد؟ وهنا اقول نعم يوجد عذاب الزمهرير –البرد- في جهنم حيث قال تعالى: "هذا فليذوقوه حميم وغساق", قال ابن عباس: الغساق : الزمهرير البارد الذي يحرق من برده و قال مجاهد : هو الذي لا يستطيعون أن يذوقوه من برده و قيل : إن الغساق : البارد المنتن.
وبهذا تم تفسير الحديث""".

الشاهنيار تامر الزغاري
حامي الدولة العباسية