الأثري
2015-05-01, 08:46 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العجز أمام اعجاز القرآن: كأنما يصعد في السماء
من المعروف أن الاعجاز لا يكون كاملا الا اذا ثبت العجز أمامه لذلك لننقل محاولة زنديق عامي يحاول بذل المجهود واستخدام التدليس اللغوي للتغلب على اعجاز القرآن الكريم
قال الملحد مشككا
{فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ}....(الأنعام: 125)
حيث يدعي الاعجازيون ان هذه الاية قد اخبرت بالحقيقة العلمية أنه كلما ارتفع الإنسان في السماء انخفض الضغط الجوي وقلّت كمية الأكسجين مما يتسبب في حدوث ضيق في الصدر وصعوبة في التنفس...حيث
أن التغير الهائل في ضغط الجو الذي يحدث عند التصاعد السريع في السماء، يسبب للإنسان ضيقاً في الصدر وحرجاً ...
تعالوا لنرى حقيقة ما تقوله الكلمة محل الادعاء :
(يَـصّـَـعّــَدُ فِي السَّمَاءِ)
هل فعلا تعني الصعود الى اعلى؟
الحقيقة هي ان (يَـصّـَـعّــَدُ فِي) معناها ليس ما يحاول ان يلصقها بها العالم الكبير..... يصعد بتشديد الصاد --ملحقة ب :"في كذا" -- تعني محاولة -على مشقة- في عمل شيء صعب أو مستحيل ...و لك ان تطالع ما تقوله المعاجم في ذلك :
(تَصَعَّدَ) يتصعَّد، ويَصَّعَّد: تَصاعدَ. و- في الشيءِ: مضى فيه على مشقة. وفي التنزيل العزيز:كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ في السَّمَاءِ . و- النَّفَسُ: صَعُبَ مَخْرَجُهُ. و- الشيءُ الرَّجلَ: جَهَده وبلغ منه
الجواب العلمي
الحمد لله الذي أعجز بكتابه الأولين والمتأخرين....
فحوى الموضوع أن الزنديق ينفي أن يكون معنى "يصعد" معناه " الصعود الى أعلى " ولاقامة الحجة على كلامه استعان بمعجم واحد ولم ينقل ما تقوله عشرات المعاجم الأخرى فلا شك أن صاحب هذا الهراء شخص عامي لا علاقة له باللغة العربية لأن معنى "يصعد" في معاجم اللغة العربية "الارتقاء الى أعلى" أو أنه أراد التدليس العمدي ليقنع أخوانه في الدين من باب قوله تعالى " لا تسمعوا الى هذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون" قرآن كريم .
لنرى ماذا قال لسان العرب لابن منظور في هذا الموضوع:
"صعد: صَعِدَ المكانَ وفيه صُعُوداً وأَصْعَدَ وصَعَّدَ: ارتقى مُشْرِفا"... ثم ". قال الأَزهري:والاصِّعَّادُ عندي مثل الصُّعُود. قال الله تعالى: كأَنما يَصَّعِّد في السماء. يقال: صَعِدَ واصَّعَّدَ واصَّاعَدَ بمعنى واحد.".
كما أن الزبيدي في تاج العروس أقتبس نفس كلام الأزهري " قال الأزهري: والاصعاد عندي مثل الصعد، قال الله تعالى: كأنما يصعد في السماء يقال: صعد، واصعد، واصاعد، بمعنى واحد.".
هذان المعجمان يُعدّان من أمهات معاجم اللغة، وقد استخدما "يصّعّد في السماء" كمثال من القرآن على أن المعنى الارتقاء لأعلى...
ونستمر في سرد باقي المعاجم اللغوية
وصعَّدَ في الجبل وعليه وعلى الدرجة: رقي (المحكم والمحيط الأعظم، ابن سيده، 1/285أبواب العين مع الصاد)
" صعد السطح، وصعد إلى السطح، وصعد في السلم وفي السماء، وتصَّعَّد وتصاعد، وصَّعَّد في الجبل، وطال في الأرض تصويبي وتصعيدي. وأصَّعَّدَ في الأرض: ذهب مستقبل أرض أرفع من الأخرى " ( المصدر أساس البلاغة، الزمخشري، 2/92 ص ع د.)
الى هنا تكون دعوى الزنديق قد أسقطتها عشرات المعاجم .......
والآن لنتثقف في اللغة العربية التي تتعرض من طرف الزنادقة للحرب الى جانب القرآن الكريم
العرب استعاروا معنى الصعود ليدل على المشقة (لازمُ الصعودِ). وهذا من الأساليب المعهودة في العربية وهي استعارة لازم الصفة للدلالة على معانٍ تشبهها.
فالمشقة لازمة لصعود الجبال، فأحدهما مسبَّب عن الآخر، والثاني أصل له.
فالأصل: الصعود، ولازمه: المشقة.
جاء في معجم مقاييس اللغة: " الصاد والعين والدال أصلٌ صحيحٌ، يدلُّ على ارتفاعٍ ومشقّة. من ذلك الصَّعُود ـ خلاف الحَدُور ـ ويقال صَعِدَ يَصْعَد.
"استعارت العرب لفظ يَصَّعَّد ليدل على المشقة، ولا يمنع من أن يكون على المعنى الأصلي للصعود وهو الارتقاء، وهذا مما تعرفه العرب. خذ مثلاً كلمة المجد فأصلها: امتلاء بطن الدابة بالعلف، ثم استعير ليدل على الرِّفعة.. لأنه دليل على امتلاء الإنسان بالخصال الحميدة، فأخذت الاستعارة لازم المجد وهو الامتلاء، ولا يُخطئ من عبَّر به عن امتلاء بطن الدابة؛ لأنه ذكر أصلها.". انظر: المعرب في القرآن الكريم، د. محمد بلاسي، ص13.
الخلاصة
صاحب هاته الشبهة زنديق عامي قرأ وجه الاعجاز في الآية الكريمة فضاق صدره كأنما يصعد في السماء فأحضر معنى واحدا لكلمة " يصعد" وأخفى عن أصدقائه ما تقوله باقي معاجم اللغة من أجل التدليس ثم اتهم علماء المسلمين بالتدليس.
ونختم بتفسير الثعالبي للآية الكريمة
يقول الثعالبي في تفسيره (الجواهر الحسان في تفسير القرآن) في هذه الآية " وقوله سبحانه إذاً يصعد في السماء أي كأن هذا الضيّقُ الصدرِ متى حاول الإيمان أو فكر فيه يجد صعوبته عليه والعياذ بالله كصعوبة الصعود في السماء قاله ابن جريج وغيره وفي السماء يريد من سفل إلى علو وتحتمل الآية أن يكون التشبيه بالصاعد في عقبة كؤود كأنه يصعد بها في الهواء ويصعد معناه يعلو ويصعد معناه يتكلف من ذلك ما يشق عليه".
العجز أمام اعجاز القرآن: كأنما يصعد في السماء
من المعروف أن الاعجاز لا يكون كاملا الا اذا ثبت العجز أمامه لذلك لننقل محاولة زنديق عامي يحاول بذل المجهود واستخدام التدليس اللغوي للتغلب على اعجاز القرآن الكريم
قال الملحد مشككا
{فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ}....(الأنعام: 125)
حيث يدعي الاعجازيون ان هذه الاية قد اخبرت بالحقيقة العلمية أنه كلما ارتفع الإنسان في السماء انخفض الضغط الجوي وقلّت كمية الأكسجين مما يتسبب في حدوث ضيق في الصدر وصعوبة في التنفس...حيث
أن التغير الهائل في ضغط الجو الذي يحدث عند التصاعد السريع في السماء، يسبب للإنسان ضيقاً في الصدر وحرجاً ...
تعالوا لنرى حقيقة ما تقوله الكلمة محل الادعاء :
(يَـصّـَـعّــَدُ فِي السَّمَاءِ)
هل فعلا تعني الصعود الى اعلى؟
الحقيقة هي ان (يَـصّـَـعّــَدُ فِي) معناها ليس ما يحاول ان يلصقها بها العالم الكبير..... يصعد بتشديد الصاد --ملحقة ب :"في كذا" -- تعني محاولة -على مشقة- في عمل شيء صعب أو مستحيل ...و لك ان تطالع ما تقوله المعاجم في ذلك :
(تَصَعَّدَ) يتصعَّد، ويَصَّعَّد: تَصاعدَ. و- في الشيءِ: مضى فيه على مشقة. وفي التنزيل العزيز:كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ في السَّمَاءِ . و- النَّفَسُ: صَعُبَ مَخْرَجُهُ. و- الشيءُ الرَّجلَ: جَهَده وبلغ منه
الجواب العلمي
الحمد لله الذي أعجز بكتابه الأولين والمتأخرين....
فحوى الموضوع أن الزنديق ينفي أن يكون معنى "يصعد" معناه " الصعود الى أعلى " ولاقامة الحجة على كلامه استعان بمعجم واحد ولم ينقل ما تقوله عشرات المعاجم الأخرى فلا شك أن صاحب هذا الهراء شخص عامي لا علاقة له باللغة العربية لأن معنى "يصعد" في معاجم اللغة العربية "الارتقاء الى أعلى" أو أنه أراد التدليس العمدي ليقنع أخوانه في الدين من باب قوله تعالى " لا تسمعوا الى هذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون" قرآن كريم .
لنرى ماذا قال لسان العرب لابن منظور في هذا الموضوع:
"صعد: صَعِدَ المكانَ وفيه صُعُوداً وأَصْعَدَ وصَعَّدَ: ارتقى مُشْرِفا"... ثم ". قال الأَزهري:والاصِّعَّادُ عندي مثل الصُّعُود. قال الله تعالى: كأَنما يَصَّعِّد في السماء. يقال: صَعِدَ واصَّعَّدَ واصَّاعَدَ بمعنى واحد.".
كما أن الزبيدي في تاج العروس أقتبس نفس كلام الأزهري " قال الأزهري: والاصعاد عندي مثل الصعد، قال الله تعالى: كأنما يصعد في السماء يقال: صعد، واصعد، واصاعد، بمعنى واحد.".
هذان المعجمان يُعدّان من أمهات معاجم اللغة، وقد استخدما "يصّعّد في السماء" كمثال من القرآن على أن المعنى الارتقاء لأعلى...
ونستمر في سرد باقي المعاجم اللغوية
وصعَّدَ في الجبل وعليه وعلى الدرجة: رقي (المحكم والمحيط الأعظم، ابن سيده، 1/285أبواب العين مع الصاد)
" صعد السطح، وصعد إلى السطح، وصعد في السلم وفي السماء، وتصَّعَّد وتصاعد، وصَّعَّد في الجبل، وطال في الأرض تصويبي وتصعيدي. وأصَّعَّدَ في الأرض: ذهب مستقبل أرض أرفع من الأخرى " ( المصدر أساس البلاغة، الزمخشري، 2/92 ص ع د.)
الى هنا تكون دعوى الزنديق قد أسقطتها عشرات المعاجم .......
والآن لنتثقف في اللغة العربية التي تتعرض من طرف الزنادقة للحرب الى جانب القرآن الكريم
العرب استعاروا معنى الصعود ليدل على المشقة (لازمُ الصعودِ). وهذا من الأساليب المعهودة في العربية وهي استعارة لازم الصفة للدلالة على معانٍ تشبهها.
فالمشقة لازمة لصعود الجبال، فأحدهما مسبَّب عن الآخر، والثاني أصل له.
فالأصل: الصعود، ولازمه: المشقة.
جاء في معجم مقاييس اللغة: " الصاد والعين والدال أصلٌ صحيحٌ، يدلُّ على ارتفاعٍ ومشقّة. من ذلك الصَّعُود ـ خلاف الحَدُور ـ ويقال صَعِدَ يَصْعَد.
"استعارت العرب لفظ يَصَّعَّد ليدل على المشقة، ولا يمنع من أن يكون على المعنى الأصلي للصعود وهو الارتقاء، وهذا مما تعرفه العرب. خذ مثلاً كلمة المجد فأصلها: امتلاء بطن الدابة بالعلف، ثم استعير ليدل على الرِّفعة.. لأنه دليل على امتلاء الإنسان بالخصال الحميدة، فأخذت الاستعارة لازم المجد وهو الامتلاء، ولا يُخطئ من عبَّر به عن امتلاء بطن الدابة؛ لأنه ذكر أصلها.". انظر: المعرب في القرآن الكريم، د. محمد بلاسي، ص13.
الخلاصة
صاحب هاته الشبهة زنديق عامي قرأ وجه الاعجاز في الآية الكريمة فضاق صدره كأنما يصعد في السماء فأحضر معنى واحدا لكلمة " يصعد" وأخفى عن أصدقائه ما تقوله باقي معاجم اللغة من أجل التدليس ثم اتهم علماء المسلمين بالتدليس.
ونختم بتفسير الثعالبي للآية الكريمة
يقول الثعالبي في تفسيره (الجواهر الحسان في تفسير القرآن) في هذه الآية " وقوله سبحانه إذاً يصعد في السماء أي كأن هذا الضيّقُ الصدرِ متى حاول الإيمان أو فكر فيه يجد صعوبته عليه والعياذ بالله كصعوبة الصعود في السماء قاله ابن جريج وغيره وفي السماء يريد من سفل إلى علو وتحتمل الآية أن يكون التشبيه بالصاعد في عقبة كؤود كأنه يصعد بها في الهواء ويصعد معناه يعلو ويصعد معناه يتكلف من ذلك ما يشق عليه".