حسين شوشة
2015-05-02, 12:26 PM
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أقول وبالله التوفيق
بأن الله واحد أحد فرد صمد وهو سبحانه لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك والعقل والنقل يدلان على ذلك
ولأن غير المسلمين لا يؤمنون بالقرآن والسنة لذلك فنحن نخاطبهم بالعقل
أعجبي ما قال الامام النسفي في تفسير سورة الاخلاص في الاستدلال على وحدانية الله فقد قال رحمه الله ما يلي ؛-
والدليل على أنه واحد من جهة العقل ان الواحد اما أن يكون في تدبير العالم وتخليقه كافيا أو لا فإن كان كافيا كان الآخر ضائعا غيرمحتاج اليه وذلك نقص والناقص لا يكون الها وان لم يكن كافيا فهو ناقص ولان العقل يقتضي احتياج المفعول إلى فاعل والفاعل الواحد كاف وما وراء الواحد فليس عدد أولى من عدد فيقضى ذلك إلى وجود أعداد لا نهاية لها وذا محال فالقول بوجود الهين محال
ولأن أحدهما أما ان يقدر على ان يستر شيئا من افعاله عن الآخر ولا يقدر فان قدر لزم كون المستور عنه جاهلا وان لم يقدر لزم كونه عاجزا
ولأنا لو فرضنا معدوما ممكن الوجود فان لم يقدر واحد منهما على ايجاده كان كل واحد منهما عاجزا والعاجز لا يكون الها وان قدر احدهما دون الآخر فالآخر لايكون الها وان قدرا جميعا فاما ان يوجداه بالتعاون فيكون كل واحد منهما محتاجا إلى إعانة الآخر فيكون كل واحد منهما عاجزا وان قدر كل واحد منهما على ايجاده بالاستقلال فإذا أوجده أحدهما فأما أن يبقي الثاني قادرا عليه وهو محال لان ايجاد الموجود محال وان لم يبق فحينئذ يكون الاول مزيلا قدرة الثاني فيكون عاجزا ومقهورا تحت تصرفه فلا يكون الها فان قلت الواحد إذا أو وجد مقدور نفسه فقد زالت قدرته فيلزمكم أن يكون هذا الواحد قد جعل نفسه عاجزا قلنا الواحد اذا اوجد مقدور نفسه فقد نفذت قدرته ومن نفذت قدرته لا يكون عاجزا واما الشريك فما نفذت قدرته بل زالت قدرته بسبب قدرة الآخرفكان ذلك تعجيزا الله الصمد هو فعل بعنى مفعول من صمد اليه اذاقصده وهو السيد المصمود اليه في الحوائج والمعنى هو الله الذي تعرفونه وتقرون بأنه خالق السموات والأرض وخالقكم وهو واحد لا شريك له وهو الذي يصمد اليه كل مخلوق لا يستغنون عنه وهو الغني عنهم لم يلد لأنه لا يجانس حتى تكون له من جنسه صاحبة فيتوالدا وقد دل على هذا المعنى بقوله أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبه ولم يولد
لأن كل مولود
محدث وجسم وهو قديم لا أول لوجوده أذ لو لم يكن قديما لكان حادثا لعدم الواسطة بينهما ولو كان حادثا لافتقر الى محدث وكذا الثانى والثالث فيؤدى الى التسلسل وهو باطل وليس بجسم لأنه اسم للمتركب ولا يخلو حينئذ من ان يتصف كل جزء منه بصفات الكمال فيكون كل جزء الها فيفسد القول به كما فسد بالهين أو غير متصف بها بل بأضدادها من سمات الحدوث وهو محال ولم يكن له كفوا أحد ولم يكافئه أحد أى لم يماثله سالوه أن يصفه لهم فأوحى اليه ما يحتوى على صفاته تعالى فقوله هو الله إشارة إلى أنه خالق الاشياء وفاطرها وفى طى ذلك وصفه بانه قادر عالم لأن الخالق يستدعى القدرة والعلم لكونه واقعا على غاية احكام واتساق وانتظام وفى ذلك وصفه بأنه حى لأن المتصف بالقدرة والعلم لا بدو أن يكون حيا وفى ذلك وصفه بأنه سميع بصير مريد متكلم إلى غير ذلك من صفات الكمال اذلو لم يكن موصوفا بها لكان مرصوفا بأضدادها وهى نقائص وذا من أمارات الحدوث فيستحيل اتصاف القديم بها وقوله أحد وصف بالوحدانية ونفى الشريك وبانه المتفرد بايجاد المعدومات والمتوحد بعلم الخفيات وقوله الصمد وصف بأنه ليس إلا محتاجا اليه واذا لم يكن الا محتاجا فهو غنى لا يحتاج الى أحد ويحتاج اليه كل أحد وقوله لم يلد نفى للشبه والمجانسة وقوله ولم يولد نفى للحدوث ووصف بالقدم والاولية وقوله ولم يكن له كفوا أحد نفى ان يماثلة شئ ومن زعم أن نفى الكفء وهو المثل فى الماضى لا يدل على نفيه للحال والكفار يدعونه فى الحال فقدتاه فى غيه لأنه اذا لم يكن فيما مضى لم يكن فى الحال ضرورة اذ الحادث لا يكون كفؤا للقديم وحاصل كلام الكفرة يؤل الى الاشراك والتشبيه والتعطيل
انتهى كلام الامام
أرجو قراءته أكثر من مرة لأن الكلام يحتاج الى تفكر وتدبر
هذا والله أعلم
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أقول وبالله التوفيق
بأن الله واحد أحد فرد صمد وهو سبحانه لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك والعقل والنقل يدلان على ذلك
ولأن غير المسلمين لا يؤمنون بالقرآن والسنة لذلك فنحن نخاطبهم بالعقل
أعجبي ما قال الامام النسفي في تفسير سورة الاخلاص في الاستدلال على وحدانية الله فقد قال رحمه الله ما يلي ؛-
والدليل على أنه واحد من جهة العقل ان الواحد اما أن يكون في تدبير العالم وتخليقه كافيا أو لا فإن كان كافيا كان الآخر ضائعا غيرمحتاج اليه وذلك نقص والناقص لا يكون الها وان لم يكن كافيا فهو ناقص ولان العقل يقتضي احتياج المفعول إلى فاعل والفاعل الواحد كاف وما وراء الواحد فليس عدد أولى من عدد فيقضى ذلك إلى وجود أعداد لا نهاية لها وذا محال فالقول بوجود الهين محال
ولأن أحدهما أما ان يقدر على ان يستر شيئا من افعاله عن الآخر ولا يقدر فان قدر لزم كون المستور عنه جاهلا وان لم يقدر لزم كونه عاجزا
ولأنا لو فرضنا معدوما ممكن الوجود فان لم يقدر واحد منهما على ايجاده كان كل واحد منهما عاجزا والعاجز لا يكون الها وان قدر احدهما دون الآخر فالآخر لايكون الها وان قدرا جميعا فاما ان يوجداه بالتعاون فيكون كل واحد منهما محتاجا إلى إعانة الآخر فيكون كل واحد منهما عاجزا وان قدر كل واحد منهما على ايجاده بالاستقلال فإذا أوجده أحدهما فأما أن يبقي الثاني قادرا عليه وهو محال لان ايجاد الموجود محال وان لم يبق فحينئذ يكون الاول مزيلا قدرة الثاني فيكون عاجزا ومقهورا تحت تصرفه فلا يكون الها فان قلت الواحد إذا أو وجد مقدور نفسه فقد زالت قدرته فيلزمكم أن يكون هذا الواحد قد جعل نفسه عاجزا قلنا الواحد اذا اوجد مقدور نفسه فقد نفذت قدرته ومن نفذت قدرته لا يكون عاجزا واما الشريك فما نفذت قدرته بل زالت قدرته بسبب قدرة الآخرفكان ذلك تعجيزا الله الصمد هو فعل بعنى مفعول من صمد اليه اذاقصده وهو السيد المصمود اليه في الحوائج والمعنى هو الله الذي تعرفونه وتقرون بأنه خالق السموات والأرض وخالقكم وهو واحد لا شريك له وهو الذي يصمد اليه كل مخلوق لا يستغنون عنه وهو الغني عنهم لم يلد لأنه لا يجانس حتى تكون له من جنسه صاحبة فيتوالدا وقد دل على هذا المعنى بقوله أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبه ولم يولد
لأن كل مولود
محدث وجسم وهو قديم لا أول لوجوده أذ لو لم يكن قديما لكان حادثا لعدم الواسطة بينهما ولو كان حادثا لافتقر الى محدث وكذا الثانى والثالث فيؤدى الى التسلسل وهو باطل وليس بجسم لأنه اسم للمتركب ولا يخلو حينئذ من ان يتصف كل جزء منه بصفات الكمال فيكون كل جزء الها فيفسد القول به كما فسد بالهين أو غير متصف بها بل بأضدادها من سمات الحدوث وهو محال ولم يكن له كفوا أحد ولم يكافئه أحد أى لم يماثله سالوه أن يصفه لهم فأوحى اليه ما يحتوى على صفاته تعالى فقوله هو الله إشارة إلى أنه خالق الاشياء وفاطرها وفى طى ذلك وصفه بانه قادر عالم لأن الخالق يستدعى القدرة والعلم لكونه واقعا على غاية احكام واتساق وانتظام وفى ذلك وصفه بأنه حى لأن المتصف بالقدرة والعلم لا بدو أن يكون حيا وفى ذلك وصفه بأنه سميع بصير مريد متكلم إلى غير ذلك من صفات الكمال اذلو لم يكن موصوفا بها لكان مرصوفا بأضدادها وهى نقائص وذا من أمارات الحدوث فيستحيل اتصاف القديم بها وقوله أحد وصف بالوحدانية ونفى الشريك وبانه المتفرد بايجاد المعدومات والمتوحد بعلم الخفيات وقوله الصمد وصف بأنه ليس إلا محتاجا اليه واذا لم يكن الا محتاجا فهو غنى لا يحتاج الى أحد ويحتاج اليه كل أحد وقوله لم يلد نفى للشبه والمجانسة وقوله ولم يولد نفى للحدوث ووصف بالقدم والاولية وقوله ولم يكن له كفوا أحد نفى ان يماثلة شئ ومن زعم أن نفى الكفء وهو المثل فى الماضى لا يدل على نفيه للحال والكفار يدعونه فى الحال فقدتاه فى غيه لأنه اذا لم يكن فيما مضى لم يكن فى الحال ضرورة اذ الحادث لا يكون كفؤا للقديم وحاصل كلام الكفرة يؤل الى الاشراك والتشبيه والتعطيل
انتهى كلام الامام
أرجو قراءته أكثر من مرة لأن الكلام يحتاج الى تفكر وتدبر
هذا والله أعلم
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم