المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما صحة هذا الأثر؟


المراقب العام
2008-12-08, 01:52 AM
الأخوة الأفاضل
:سل:
ورد إلى شبكة أنصار السنة استفسار عن مدى صحة الأثر التالى :

روي أن امرأة من بني إسرائيل جاءت إلى موسى عليه السلام فقالت : يا رسول الله إني أذنبت ذنباً عظيماً و قد تبت منه إلى الله تعالى ، فادع الله أن يغفر لي ذنبي و يتوب علي : فقال لها موسى عليه السلام : و ما ذنبك ؟ قالت : يا نبي الله إني زنيت وولدت ولداً فقتلته فقال لها موسى عليه السلام : اخرجي يا فاجرة لا تنزل نار من السماء فتحرقنا بشؤمك ، فخرجت من عنده منكسرة القلب ، فنزل جبريل عليه السلام و قال : يا موسى الرب تعالى يقول لك لما رددت التائبة يا موسى ، أما وجدت شراً منها ، قال موسى : يا جبريل و من هو شر منها ؟ قال : تارك الصلاة عامداً متعمداً...

برجاء الإفادة.
وجزاكم الله خيراً.

أبو جهاد الأنصاري
2008-12-08, 02:09 AM
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ،،
هذا الأثر أورده الإمام الحافظ شمس الدين الذهبى - رحمه الله تعالى - فى كتاب الكبائر فى حكم تارك الصلاة ، وقد ساقه بلا إسناد ، ودون ذكر لمصدره ، ولقد بحثت عنه فلم أجده ، فى أى من دواوين السنة ولكن من الواضح أن الإمام الذهبى - رحمه الله تعالى - قد أشار إلى ضعف هذا الأثر حيث أنه قد صدره بصيغة التمريض ( رُوى ) وهى صيغة يعلم أهل الحديث أنه يراد بها التضعيف.

فهذا الأثر لا أصل له.

ويزيد من تضعيفه عندى أن به نكارة بالمتن فى موضعين :

الأول : رد سيدنا موسى :ص: للمرأة التائبة - حسب الرواية - ونبى الله موسى :ص: - لا شك - يعلم تمام العلم أن الله سبحانه يغفر الذنوب جميعاً إلا أن يُشرك به. وهو يعلم جيداً - وهو الذى كان يدعو فرعون إلى التوحيد - أن ذنب هذه المرأة أقل مما اقترفه فرعون من ذنوب.

الثانى : وهو قول موسى :ص: للمرأة : ( يا فاجرة ) وهذا لا يجوز لإنسان عادى ناهيك عن نبى ، وكان رسول الله :ص: يقول : ( ليس المؤمن بالسباب واللعان ولا الفاحش ولا البذئ ). ونبى الله موسى :ص: لا يخفى عليه هذا وهو من أولىالعزم من الرسل وهو كليم الله وهو الذىتأدب بأدب الله.

وعليه فإن هذا الأثر يُعد من الأخبار الباطلة الواردة عن بنى إسرائيل ولا يجوز روايتها ولا الاعتداد بها.
وأما عن الاستشهاد بها لزجر تارك الصلاة ، فعندنا فى الصحيح غنية ويكفينا ما قاله النبى :ص: : ( العهد الذى بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ). فهل بعد وصف الكفر من وعيد وتهديد؟!
والحمد لله رب العالمين.

أبو جهاد الأنصاري
2014-12-10, 08:36 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته