عثمان القطعاني
2010-03-22, 01:13 PM
–الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:فهذا حوار يتسم بالهدوء والموضوعية تم طرحه فى منتدى صوفى أشعرى –يسمى – منتدى الحوار الاسلامى-قسم الطرح والردود العلمية على شبهات الوهابية- فعندما اشتركت فى هذا المنتدى وقرأت العنوان : غرنى هذا العنوان وظننت أن القوم عندهم استعداد للمناقشة الموضوعية 00فاخترت موضوع: بعنوان-تقسيم التوحيد –بدعة فى الدين- للشيخ الازهرى الصوفى-يوسف الدجوى- منقول بواسطة- مشرف الموقع المدعو-محب على- واترك القارئ مع مقالهم ثم ردنا عليه بكل هدو ء واحترام 00واما ردهم العلمى !علينا فسوف اجعله-مفاجئة للقارئ الكريم-
8 Mar 2010, 06:01 PM
#1 (http://al7ewar.net/forum/showpost.php?p=99474&postcount=1)
محب الحبيب علي (http://al7ewar.net/forum/member.php?u=91)
مشرف عام
(http://al7ewar.net/forum/member.php?u=91)
تاريخ التسجيل: Feb 2006
الدولة: ملكوت الله
المشاركات: 11,770
معدل تقييم المستوى: 0
تقسيم التوحيد إلى ألوهية وربوبية بدعة في الدين
قال العلامة يوسف بن أحمد الدِّجوي المالكي الأزهري المتوفى سنة 1365هـ:
جاءتنا رسائل كثيرة يسأل مرسلوها عن توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية ما معناهما؟ وما الذي يترتب عليهما؟ ومن ذا الذي فرق بينهما؟ وما هو البرهان على صحة ذلك أو بطلانه؟
فنقول وبالله التوفيق:
إن صاحب هذا الرأي هو ابن تيمية الذي شاد بذكره، قال: "إن الرسل لم يبعثوا إلا لتوحيد الألوهية وهو إفراد الله بالعبادة، وأما توحيد الربوبية وهو اعتقاد أن الله رب العالمين المتصرف في أمورهم فلم يخالف فيه أحد من المشركين والمسلمين بدليل قوله تعالى: (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله)". اهـ.
ثم قالوا: إن الذين يتوسلون بالأنبياء والأولياء ويتشفعون بهم وينادونهم عند الشدائد هم عابدون لهم قد كفروا باعتقادهم الربوبية في تلك الأوثان والملائكة والمسيح سواء بسواء، فإنهم لم يكفروا باعتقادهم الربوبية في تلك الأوثان وما معها بل بتركهم توحيد الألوهية بعبادتها، وهذا ينطبق على زوار القبور المتوسلين بالأولياء المنادين لهم المستغيثين بهم الطالبين منهم ما لا يقدر عليه إلا الله تعالى...
بل قال محمد بن عبد الوهاب: "إن كفرهم أشنع من كفر عباد الأوثان.اهـ وإن شئت ذكرت لك عبارته المحزنة الجريئة، فهذا ملخص مذهبهم مع الإيضاح، وفيه عدة دعاوى، فلنعرض لها على سبيل الاختصار، ولنجعل الكلام في مقامين فنتحاكم إلى العقل ثم نتحاكم إلى النقل، فنقول:
قولهم: "إن التوحيد ينقسم إلى توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية" تقسيم غير معروف لأحد قبل ابن تيمية، وغير معقول أيضا كما ستعرفه، وما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأحد دخل في الإسلام: إن هناك توحيدين وإنك لا تكون مسلما حتى توحد توحيد الألوهية، ولا أشار إلى ذلك بكلمة واحدة، ولا سُمِع ذلك عن أحد من السلف الذين يتبجحون باتباعهم في كل شيء، ولا معنى لهذا التقسيم، فإن الإله الحق هو الرب الحق، والإله الباطل هو الرب الباطل، ولا يستحق العبادة والتأليه إلا من كان ربا، ولا معنى لأن نعبد من لا نعتقد فيه أنه رب ينفع ويضر، فهذا مرتب على ذلك كما قال تعالى: (رب السموات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته)؛ فرتب العبادة على الربوبية، فإننا إذا لم نعتقد أنه رب ينفع ويضر فلا معنى لأن نعبده ـ كما قلنا ـ ويقول تعالى: ( ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السموات والأرض ) يشير إلى أنه لا ينبغي السجود إلا لمن ثبت اقتداره التام، ولا معنى لأن نسجد لغيره.هذا هو المعقول، ويدل عليه القرآن والسنة.
أما القرآن فقد قال: (ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا)، فصرح بتعدد الأرباب عندهم، وعلى الرغم من تصريح القرآن بأنهم جعلوا الملائكة أربابا يقول ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب: إنهم موحدون توحيد الربوبية وليس عندهم إلا رب واحد وإنما أشركوا في توحيد الألوهية! ويقول يوسف عليه السلام لصاحبي السجن وهو يدعوهما إلى التوحيد: (أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار)، ويقول الله تعالى أيضا: (وهم يكفرون بالرحمن قل هو ربي)، وأما هم فلم يجعلوه ربا.
ومثل ذلك قوله تعالى: (لكنا هو الله ربي) خطابا لمن أنكر ربوبيته تعالى، وانظر إلى قولهم يوم القيامة: (تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين)، أي في جعلكم أربابا كما هو ظاهر ـ وانظر إلى قوله تعالى: (وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا)، فهل ترى صاحب هذا الكلام موحدا أو معترفا ؟؟!!.ثم انظر إلى قوله تعالى: (وهم يجادلون في الله)، إلى غير ذلك وهو كثير لا نطيل بذكره.
فإذا ليس عند هؤلاء الكفار توحيد الربوبية ـ كما قال ابن تيمية، وما كان يوسف عليه السلام يدعوهم إلا إلى توحيد الربوبية، لأنه ليس هناك شيء يسمى توحيد الربوبية وشيء آخر يسمى توحيد الألوهية عند يوسف عليه السلام، فهل هم أعرف بالتوحيد منه ويجعلونه مخطئا في التعبير بالأرباب دون الآلهة ؟! ويقول الله في أخذ الميثاق: (ألست بربكم قالوا بلى)، فلو كان الإقرار بالربوبية غير كاف وكان متحققا عند المشركين ولكنه لا ينفعهم ـ كما يقول ابن تيمية، ما صح أن يؤخذ عليهم الميثاق بهذا، ولا صح أن يقولوا يوم القيامة: (إنا كنا عن هذا غافلين)، وكان الواجب أن يغير الله عبارة الميثاق إلى ما يوجب اعترافهم بتوحيد الألوهية حيث إن توحيد الربوبية غير كاف كما يقول هؤلاء، إلى آخر ما يمكننا أن نتوسع فيه، وهو لا يخفى عليك، وعلى كل حال فقد اكتفى منهم بتوحيد الربوبية، ولو لم يكونا متلازمين لطلب إقرارهم بتوحيد الألوهية أيضا.
ومن ذلك قوله تعالى: (وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله)، فإنه إله في الأرض ولو لم يكن فيها من يعبده كما في آخر الزمان، فإن قالوا: إنه معبود فيها أي مستحق للعبادة، قلنا: إذن لا فرق بين الإله والرب، فإن المستحق للعبادة هو الرب لا غير، وما كانت محاورة فرعون لموسى عليه الصلاة والسلام إلا في الربوبية وقد قال: (أنا ربكم الأعلى) ثم قال: (لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين) ولا داعي للتطويل في هذا.
وأما السنة فسؤال الملكين للميت عن ربه لا عن إلهه، لأنهم لا يفرقون بين الرب والإله، فإنهم ليسوا بتيميين ولا متخبطين، وكان الواجب على مذهب هؤلاء أن يقولوا للميت: من إلهك لا من ربك !! أو يسألوه عن هذا وذاك.
وأما قوله: (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله)، فهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم إجابة لحكم الوقت مضطرين لذلك بالحجج القاطعات والآيات البينات، ولعلهم نطقوا بما لا يكاد يستقر في قلوبهم أو يصل إلى نفوسهم، بدليل أنهم يقرنون ذلك القول بما يدل على كذبهم، وأنهم ينسبون الضر والنفع إلى غيره، وبدليل أنهم يجهلون الله تمام الجهل ويقدمون غيره عليه حتى في صغائر الأمور، وإن شئت فانظر إلى قولهم لهود عليه الصلاة والسلام: (إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء) فكيف يقول ابن تيمية: إنهم معتقدون أن الأصنام لا تضر ولا تنفع إلى آخر ما يقول ؟
ثم انظر بعد ذلك في زرعهم وأنعامهم: (هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم)، فقدموا شركاءهم على الله تعالى في أصغر الأمور وأحقرها.
وقال تعالى في بيان اعتقادهم في الأصنام: (وما نرى معكم من شفعائكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء)، فذكر أنهم يعتقدون أنهم شركاء فيهم، ومن ذلك قول أبي سفيان يوم أحد: (أُعلُ هبَل)، فأجابه صلى الله عليه وسلم بقوله: (الله أعلى وأجل)، فانظر إلى هذا ثم قل لي ماذا ترى في ذلك من التوحيد الذي ينسبه إليهم ابن تيمية ويقول: إنهم فيه مثل المسلمين سواء بسواء وإنما افترقوا بتوحيد الألوهية ؟
وأدل من ذلك كله قوله تعالى: (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم)، إلى غير ذلك مما يطول شرحه، فهل ترى لهم توحيدا بعد ذلك يصح أن يقال فيه إنه عقيدة ؟
أما التيميون فيقولون بعد هذا كله: إنهم موحدون توحيد الربوبية، وإن الرسل لم يقاتلوهم إلا على توحيد الألوهية الذي لم يكفروا إلا بتركه! ولا أدري ما معنى هذا الحصر مع أنهم كذبوا الأنبياء وردوا ما أنزل عليهم واستحلوا المحرمات وأنكروا البعث واليوم الآخر وزعموا أن لله صاحبة وولدا وأن الملائكة بنات الله (ألا إنهم من إفكهم ليقولون ولد الله وإنهم لكاذبون)، وذلك كله لم يقاتلهم عليه الرسل في رأي هؤلاء ـ وإنما قاتلوهم على عدم توحيد الألوهية كما يزعمون ـ وهم بعد ذلك مثل المسلمين سواء بسواء! أو المسلمون أكفر منهم في رأي ابن عبد الوهاب!.
وما علينا من ذلك كله، ولكن نقول لهم بعد هذا: على فرض أن هناك فرقا بين توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية كما يزعمون فالتوسل لا ينافي توحيد الألوهية فإنه ليس من العبادة في شيء لا لغة ولا شرعا ولا عرفا، ولم يقل أحد إن النداء أو التوسل بالصالحين عبادة، ولا أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك، ولو كان عبادة أو شبه عبادة لم يجز بالحي ولا بالميت.
فإن تشبث متشبث بأن الله أقرب إلينا من حبل الوريد فلا يحتاج إلى واسطة، قلنا له: (حفظت شيئا وغابت عنك أشياء...)، فإن رأيك هذا يلزمه ترك الأسباب والوسائط في كل شيء، مع أن العالم مبني على الحكمة التي وضعت الأسباب والمسببات في كل شيء، ويلزمه عدم الشفاعة يوم القيامة ـ وهي معلومة من الدين بالضرورة ـ فإنها على هذا الرأي لا حاجة إليها، إذ لا يحتاج سبحانه وتعالى إلى واسطة فإنه أقرب من الواسطة. ويلزم خطأ عمر بن الخطاب في قوله: ( إنا نتوسل إليك بعم نبيك العباس الخ...)، وعلى الجملة يلزم سد باب الأسباب والمسببات والوسائل والوسائط، وهذا خلاف السنة الإلهية التي قام عليها بناء هذه العوالم كلها من أولها إلى آخرها، ولزمهم على هذا التقدير أن يكونوا داخلين فيما حكموا به على المسلمين، فإنه لا يمكنهم أن يَدَعوا الأسباب أو يتركوا الوسائط بل هم أشد الناس تعلقا بها واعتمادا عليها. ولا يفوتنا أن نقول: إن التفرقة بين الحي والميت في هذا المقام لا معنى لها فإن المتوسل لم يطلب شيئا من الميت أصلا، وإنما طلب من الله متوسلا إليه بكرامة هذا الميت عنده أو محبته له أو نحو ذلك، فهل في هذا كله تأليه للميت أو عبادة له ؟ أم هو حق لا مرية فيه ؟، ولكنهم قوم يجازفون ولا يحققون، كيف وجواز التوسل بل حسنه معلوم عند جميع المسلمين.
وانظر كتب المذاهب الأربعة، حتى مذهب الحنابلة في آداب زيارته صلى الله عليه وسلم تجدهم قد استحبوا التوسل به إلى الله تعالى، حتى جاء ابن تيمية فخرق الإجماع وصادم المركوز في الفطر مخالفا في ذلك العقل والنقل اهـ.
انتهى جواب العلامة شيخ الإسلام يوسف الدجوي المالكي
الأزهري رحمه الله تعالى.
مدونة الفقير إلى الله
http://al7ewar.maktoobblog.com (http://al7ewar.maktoobblog.com/)
(http://al7ewar.net/forum/reputation.php?p=99474) (http://al7ewar.net/forum/report.php?p=99474)
(http://al7ewar.net/forum/newreply.php?do=newreply&p=99474) (http://al7ewar.net/forum/newreply.php?do=newreply&p=99474) (http://al7ewar.net/forum/newreply.php?do=newreply&p=99474)
محب الحبيب علي
مشاهدة ملفه الشخصي (http://al7ewar.net/forum/member.php?u=91)
إرسال رسالة خاصة إلى محب الحبيب علي (http://al7ewar.net/forum/private.php?do=newpm&u=91)
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى محب الحبيب علي (http://al7ewar.net/forum/sendmessage.php?do=mailmember&u=91)
زيارة موقع محب الحبيب علي المفضل (http://www.alhabibali.com/)
البحث عن المزيد من المشاركات المكتوبة بواسطة محب الحبيب علي (http://al7ewar.net/forum/search.php?do=finduser&u=91)
أضف محب الحبيب علي إلى قائمة الأصدقاء (http://al7ewar.net/forum/profile.php?do=addlist&userlist=buddy&u=91)
اليوم, 09:35 PM
#2 (http://al7ewar.net/forum/showpost.php?p=99562&postcount=2)
عثمان القطعانى (http://al7ewar.net/forum/member.php?u=4106)
عضو مسجل
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1
معدل تقييم المستوى: 0
هل تقسيم التوحيد إلى ألوهية وربوبية بدعة في الدين ؟ الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:فالعبد الفقير منذ عرف طريق المنتديات كان شغله الشاغل00 الرد على شبهات النصارى فى اثبات نبوة سيد المرسلين وعلى الروافض فىالد فاع عن الصحابة الغر الميامين لكن عند دخولى لهذا الموقع لفت نظرى مقال نقله الأخ مراقب الموقع عن الشيخ
يوسف بن أحمد الدِّجوي المالكي 0الأزهري المتوفى سنة 1365هـ: تحت عنوان- تقسيم التوحيد إلى ألوهية وربوبية بدعة في الدين- انتهى فيه الشيخ الدجوى الى تبديع من يقول بهذا التقسيم-والحقيقة أنه من المتفق عليه بين اهل السنة وجوب احترام العلماء وتبجيلهم مع عدم عصمتهم من الخطأ كما قال الامام مالك-يرحمه الله – كل يؤخذ من قوله ويرد الا رسول الله –ص- وحيث تبين لى حسب اطلاعى على أقوال لبعض العلماء أن الشيخ الد جوى –يرحمه الله- قد جانبه الصواب فيما انتهى اليه 00وهاأنا أضع بين يدى طالب الحقيقة الأدلة التى رأيناها قاطعة فى تأييد وجهة نظر القائلين بمشروعية هذا التقسيم ورأها أنصار الشيخ الدجوى شبهات وللقارئ أن يختار الرأى الذى يعتقدأنه يرضى وجه الله بدون عصبية ولاتحيز0 والمقال ورد فى شكل رسائل يسأل مرسلوها عن توحيدالألوهية وتوحيد الربوبية ما معناهما؟ وما الذي يترتب عليهما؟ ومن ذا الذي فرق 0بينهما؟ وما هو البرهان على صحة ذلك أو بطلانه؟فنقول: وبالله 0التوفيق- أما مايدل على بطلان هذا التقسيم فقد أوردها الشيخ –الدجوى- فى مقاله المذكور وأما مايدل على صحته 0فهاك مايأتى: أولا- عن معناهما اللغوى: حيث تكلم علماء اللغة- قبل ابن تيمية وبعده -بمايفيد أن كلا من التوحيدين له معنى مختلف عن الاخر- فيقول الرازي صاحب الصحاح في بيان معنى الإله: أله يأله بالفتح فهما إلاهة، أي 0عباده، ومنه قرأ ابن عباس رضي الله عنهما: ويذرك وإلاهتك. بكسر الهمزة، أي وعبادتك، وكان يقول إن فرعون كان يعبد، ومنه قولنا الله وأصله إلاه على فعال بمعنى مفعول، لأنه مألوه أي معبود كقولنا إمام بمعنى مؤتم به.... والآلهة الأصنام، سموا بذلك لاعتقادهم أن العبادة تحق لها، وأسماؤهم تتبع اعتقادهم لا ما عليه الشيء في نفسه، والتأليه التعبيد والتأله التنسك والتعبد. ا.هـ
وأما الرب فيقول في تعريفها: رب كل شيء مالكه، والرب اسم من أسماء الله تعالى، ولا يقال في غيره إلا بالإضافة، وقد قالوه في الجاهلية للملك والرباني المتأله العارف بالله تعالى، ومنه قوله تعالى: وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ(آل عمران: من الآية79).ا.هـ
فلفظ الرب دل على توحيد الربوبية المتضمن أنه وحده الرب الخالق 0الفاطر، ولفظ الله دل على توحيد الإلهية المتضمن أنه وحده الإله المعبود المحبوب 0الذي لا تصلح العبادة، والذل والخضوع والحب إلا له فهما معنيان متغايران.-- يقول ابن الأثير : " الرب يطلق في اللغة على المالك، والسيد، والمدبر ، والمربي ، والقيم والمنعم- وأما الاله- فقال الزمخشري الإله من أسماء الأجناس كالرجل والفرس - يقع على كل معبود بحق أو باطل ثم غلب على المعبود بحق )- هذا من ناحية المعنى اللغوى –واما قول السائل: وما الذي يترتب عليهما؟ فنقول :يترب على معرفة توحيد الألوهية أو توحيد العبادة- أن يعرف العبد حق الله عليه وأن العباد ات ومنها –الدعاء- حق خالص لله وحده كما قال النبى-ص- لمعاذ:أتدرى ماحق الله على العباد؟ قال معاذ: الله0 ورسوله 0اعلم-فقال النبى –ص-حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا-ويترتب على معرفة تو حيد الربوبية أن يعرف العبد سبب استحقاق الله للعبادة وحده دون سواه- لأ ن 0توحيد الربوبية :*
*هو حجة الرسل على توحيد العبادة أو الألوهية *
حيث كان الرسل عليهم السلام يتخذون من إقرار المشركين بأن الله هو الخالق والرازق ومدبر الأمور حجة على المشركين في توحيد العبادة – أي – يقولون لهم ما دمتم أقررتم بأن الله هو الذي بيده كل شيء وهو صاحب الرزق والنعمة فلماذا تدعون غيره وتعبدون غيره ؟ فليجأ المشركون إلى الاحتجاج بالوساطة والشفاعة .كمثل قوله أ
تعالى: -ويعبدون من دون الله مالاينفعهم ولايضرهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند لله- وقوله تعالى- النمل-62
- (وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مّنْ خَلَقَ السّمَاوَاتِ وَالأرْضَ لَيَقُولُنّ اللّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ) [لقمان : 25]
- ( وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مّنْ خَلَقَ السّمَاوَاتِ وَالأرْضَ لَيَقُولُنّ اللّهُ قُلْ أَفَرَأيْتُم مّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللّهُ بِضُرّ هَلْ هُنّ كَاشِفَاتُ ضُرّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكّـلُ الْمُتَوَكّلُونَ) [الزمر : 38]
- ( قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مّنَ السّمَآءِ وَالأرْضِ أَمّن يَمْلِكُ السّمْعَ والأبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيّ مِنَ الْمَيّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيّتَ مِنَ الْحَيّ وَمَن يُدَبّرُ الأمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتّقُونَ ، فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبّكُمُ الْحَقّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقّ إِلاّ الضّلاَلُ فَأَنّىَ تُصْرَفُونَ ) [يونس: 31 ، 32]
قال بن كثير رحمه الله : يحتج تعالى على المشركين باعترافهم بوحدانية وربوبيته على وحدانية إلاهيته وساق الآيات المذكورة من سورة يونس ثم قال : لذلك ( يقولون الله ) – أي – وهم يعلمون ويعترفون به : ( فَقُلْ أَفَلاَ تَتّقُونَ) أي أفلا تخافون منه أن تعبدون معه غيره بأرائكم وجهلكم أ هـ ح ص 416 وهكذا كان الأنبياء يقيمون عليهم الحجة بهذا الاعتراف بالربوبية على وجوب توحيده الألوهية والعبادة . قلت: وعلى هذا فتوحيد الربوبية هو أفعال الله النازلة من أعلى الى أدنى- مثل الخلق والرزق وتدبير أمور الخليقة الخ- يدبر الآمر من السماء الى الأرض- السجدة-5-
*توحيد العبادة حق لتوحيد الربوبية *
وأما توحيد العبادة فهو عبارة عن أفعال العباد الصاعدة من الأدنى الى ا لأعلى –مثل الصلاة والدعاء والذكر وغيرها-اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه-فاطر-10- قل ان صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين لاشريك له- الانعام-162- واستحقها سبحانه بأفعاله التى أسداها لهم فهو خلقهم ورزقهم وسخر لهم ما في السماوات والأرض فكان من حقه عليهم أن يوحدوه بأفعالهم وهو ثمرة الاعتراف بالربوبية وأما مجرد الاعتراف بأنه وحده الخالق والموجد من العدم وصاحب الرزق ومالك النفع والضر ومع هذا الاعتراف يدعى غيره ويرجى سواه ممن لم يفعلوا لهم شيئاً ولا يملكون لهم شيئاً فهذا هو سبب ضلال المشركين – وبين الله تعالى هذه المعاني بقوله تعالى: أرأ يتم ما تدعون من دون الله أرونى ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك فى السماوات اتونى بكتاب من قبل هذا أو اثارة من علم ان كنتم صادقين- الأحقاف-4- وقوله تعالى- ( يَاأَيّهَا النّاسُ اعْبُدُواْ رَبّكُمُ ) هذا الجزء هو توحيد العبادة ثم يبين سبحانه سبب استحقاقه للعبادة وحده – فيقول : (الّذِي خَلَقَكُمْ وَالّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلّكُمْ تَتّقُونَ ) [البقرة : 21] ثم يعدد سبحانه أفعاله الربوبية التى استحق بها العبادة على خلقه فيقول : (الّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأرْضَ فِرَاشاً وَالسّمَاءَ بِنَآءً وَأَنزَلَ مِنَ السّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثّمَرَاتِ رِزْقاً لّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ للّهِ أَندَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [ البقرة : 22] ثم نهاهم عن إعطاء حق الله لغيره واتخاذ أنداداً له يدعونهم كما يدعوه ويخافون منهم كما يخافون منه سبحانه ويحبونهم كما يحبوه ويعظمونهم كما يعظموه فقال سبحانه : ( فَلاَ تَجْعَلُواْ للّهِ أَندَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) .
قال ابن كثير رحمه الله : ومضمونه أنه الخالق الرازق مالك الدار وساكنيها ورازقهم فهذا يستحق أن يعبد وحده ولا يشرك به غيره ولهذا قال : ( فَلاَ تَجْعَلُواْ للّهِ أَندَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) وفي الصحيحين عن ابن مسعود قال : قلت يا رسول الله أي الذنب أعظم ؟ قال : ( أن تجعل لله نداً وهو خلقك ) ثم ساق رواية محمد بن اسحاق عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى ( فَلاَ تَجْعَلُواْ للّهِ أَندَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) قال : أي لا تشركوا به غيره من الأنداد التى لا تنفع ولا تضر وأنتم تعلمون أنه لا رب لكم يرزقكم غيره [ أ هـ ح 2 57 ] - وقال ابن جرير: (… ولكن الله جل ثناؤه قد أخبر في كتابه عنها (أي عن العرب) أنها كانت تقر بالوحدانية غير أنها كانت تشرك في عبادته ، فقال جل ثناؤه: } وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ –وأماقول السائل : ومن ذا الذي فرق بينهما؟ وما هو البرهان على صحة ذلك أو بطلانه؟ فنقول: فرقت بينهما النصوص القرانية التى ذكرناها والمعانى اللغوية التى قررها علماء اللغة التى نزل بها القران الكريم و التى بينت
ان لكل من كلمة الرب والاله معنى مستقل كما سبق بيانه0وأما البرهان على صحة ذلك: فالأد لة السابقة تصلح برهانا واضحا بالاضافة الى قوله تعالى –قل أعوذ برب النا س ملك الناس اله الناس- فهو الذى رب الناس بنعمته وهو المستحق لصفة المك لجميع الكون وهو وحده صاحب الحق فى اولوهية الناس لذلك:نجد أن كفار قريش – وهم اهل المعرفة باللغة – لما سئلوا عن توحيد الربوبية مثل الخلق والرزق وتدبير امور الكون –كما فى سورة يونس-31-32-أقروا بذلك واعترفوا –وأما لما طلب منهم توحيد الألوهية 0تعجبوا وانكروا- أجعل الالهة الها واحدا ان هذا لشئ عجاب-ص-5- قال ابن إسحاق : فحدثني العباس بن عبد الله بن معبد عن بعض أهله عن ابن عباس ، قال مشوا إلى أبي طالب فكلموه وهم أشراف قومه عتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، وأبو جهل بن هشام وأمية بن خلف ، وأبو سفيان بن حرب في رجال من أشرافهم فقالوا : يا أبا طالب إنك منا حيث قد علمت ، وقد حضرك ما ترى ، وتخوفنا عليك ، وقد علمت الذي بيننا وبين ابن أخيك ، فادعه فخذ له منا ، وخذ لنا منه ليكف عنا ، ونكف عنه وليدعنا وديننا ، وندعه ودينه فبعث إليه أبو طالب فجاءه فقال يا ابن أخي : هؤلاء أشراف قومك ، قد اجتمعوا لك ، ليعطوك ، وليأخذوا منك . قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم كلمة واحدة تعطونيها تملكون بها العرب ، وتدين لكم بها العجم . قال فقال أبو جهل نعم وأبيك ، وعشر كلمات قال تقولون لا إله إلا الله وتخلعون ما تعبدون من دونه . قال فصفقوا بأيديهم ثم قالوا : أتريد يا محمد أن تجعل الإلهة إلها واحدا . إن أمرك لعجب ثم قال بعضهم لبعض إنه والله ما هذا الرجل بمعطيكم شيئا مما تريدون فانطلقوا ، وامضوا على دين آبائكم حتى يحكم الله بينكم وبينه .-أريت حرصهم الشديد على موادعةالنبى-ص-واستعدادهم لقبول0 كل الحلول الا هذه الكلمة التى يعرفون معناها جيدا لذلك: رفضوها رفضا قاطعا! مع أنهم يقرون أن الله وحده هو ربهم وخالقهم حتى أنهم قالوا: حتى يحكم الله بينكم وبينه-لجزمهم أنالأمر بيد الله-!! واما عن قول القائل: وما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأحد دخل في الإسلام: إن هناك توحيدين وإنك لا تكون مسلما حتى توحد توحيد الألوهية، ولا أشار إلى ذلك بكلمة واحدة، ولا سُمِع ذلك عن أحد من السلف 00الخ- فنقول: سبحان الله!أما كان النبى-ص- يقررهم بالآعتراف بالربوبية بأسلوب الاستفها التقريرى0 كبرهان على حق الله فى العبادة وحده؟ كما جاء فى القران-مثل قوله تعالى-ياأيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لااله الاهو فأنى تؤفكون-فاطر-3- وقوله تعالى- أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ) ه –فنراه –ص- يذكرهم بتوحيد الربوبية المتفق عليه ليقيم عليهم الحجة بتوحيد الالوهية المختلف فيه بينه وبينهم- ثم كيف يقول المخالفون أن الالوهية والربوبية معناهما واحد مع أن كلمة التوحيد التى كان يشترطها النبى –ص- لدخول الاسلام-لااله الا الله محمد رسول الله- ولم يأتى ولامرة –فيما نعلم- ان طلب من أحد أو قبل من أحد ان يقول:-لارب الا الله-محمد رسول الله-! وأما قوله: ولا سُمِع ذلك عن أحد من السلف 00الخ- فنقول:روى محمد بن اسحاق عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى ( فَلاَ تَجْعَلُواْ للّهِ أَندَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) قال : أي لا تشركوا به غيره من الأنداد التى لا تنفع ولا تضر وأنتم تعلمون أنه لا رب لكم يرزقكم غيره – فنرى حبر الأمه 0يقرر ان المشركين كانوا يقرون بتوحيد الربوبية مع أنهم يجعلون له أندادا فى العبادة لايملكون نفعا ولاضرا-وقال ابن جرير: (… ولكن الله جل ثناؤه قد أخبر في كتابه عنها (أي عن العرب) أنها كانت تقر بالوحدانية غير أنها كانت تشرك في عبادته ، فقال جل ثناؤه: } وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ – وقال يرحمه الله- : في تفسير قوله تعالى { ذ َلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ } أي فاعبدوا ربكم الذي هذه صفته وأفردوا له الربوبية والألوهية" (وكذلك قوله تعالى { ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَّا إِلَهَ إِلا هُوَ } أي الذي فعل هذه الأفعال وأنعم عليكم هذه النعم هو الله الذي لا تنبغي الألوهية إلا له وربكم الذي لا تصلح الربوبية لغيره ".
و فى قوله تعالى { وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ } " قال: وإيمانهم بالله هو قولهم: الله خالقنا ورازقنا ومميتنا ومحيينا ، وإشراكهم هو جعلهم لله شريكاً في عبادته ودعائه ، فلا يخلصون له في الطلب منه وحده، وبنحو هذا قال أهل التأويل " ثم روى مثل ذلك عن ابن عباس وعكرمة ومجاهد وعامر وقتادة وعطاء وجمع . قال قتادة " لا تسأل أحدا من المشركين من ربك ؟ إلا ويقول ربي الله وهو يشرك في ذلك" وقال ابن زيد " ليس أحد يعبد مع الله غيره إلا وهو مؤمن بالله ويعرف أن الله ربه و خالقه ورازقه وهو يشرك به… ألا ترى كيف كانت العرب تلبي تقول: لبيك اللهم لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك تملكه وما ملك : المشركون كانوا يقولون هذا " - واما قوله: إن التوحيد ينقسم إلى توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية" تقسيم غير معروف الخ00فنقول:قد أجبنا على براهين هذا التقسيم وأنه معروف عند أقوال اهل التفسير واللغة من قبل ابن تيمية ومن بعده00ولكن لو افترضنا جدلا 0أننا لم نقدم ادلة على وجود هذا التقسيم باللفظ الصريح00 وانما استنبطه علماؤنا بالاستقراء من النصوص القرانية00 فاننا نجد المخالفين يقرون تقسيمات للتوحيد ومسميات لم يأت بها القران ولا سنة النبى-ص- ولا عرفها الصحابة ولا التابعون ولا أحد من ائئمة المذاهب السنية- فمثلا: يقول الشيخ أبوحامد الغزالى: م-505هج –يرحمه الله-للتوحيد أربع مراتب ...
0أن يصدق بمعنى اللفظ قلبه، كما صدق به عموم المسلمين، وهو اعتقاد العوام!! "
0 أن يشاهد ذلك بطريق الكشف بواسطة نور الحق، وهو مقام المقربين
0: ألا يرى في الوجود إلا واحداً "
" وهي مشاهدة الصديقين، وتسميه الصوفية: الفناء في التوحيد- وقال الغزالى:لااله إلا الله توحيد العوام! ولا هو إلا هو توحيد الخواص ": من كتاب الإحياء للغزالي جـ4 من ص 212 وما بعدها ط دار الكتب العربية
-ولنا ان نقول: أن النبى ص –لمم يثبت عنه أنه كان يعلم الناس شيئا يسمى-توحيد العامة –وشيئا يسمى توحيد الخاصة واخرا يسمى توحيد المقربين واخر ا- يسمى توحيد الصدقين! –فان قيل :هذا التقسيم الصوفى 0تم استنباطه بالاستقراء من النصوص القرانية والسنة النبوية 00أجيب:كيف أجزتم الاستنباط الاستقرائ لعلمائكم وحرمتموه على غيركم؟! –مع العلم أن العلماء الذين قالوا بتقسيم التوحيد الى ربوبية والوهية ذكروا أدلتهم الواضحة من النصوص القرانية والنبوية وتفسيرات علماء التفسير واللغة 00واما المخالفون فقد قسموا التوحيد واعتمدوا فقط على الاذواق والمواجيد!-أضف الى ذلك:اقرار الخصوم لتعلم وتعليم العقائد عن طريق مايسمى –بعلم الكلام المنقول عن فلاسفة اليونان ومن خلاله يسمون الله-سبحانه- بواجب الوجود ويقررون علوم التوحيد بالقواعد الفلسفية –مثل- العرض- والجوهر- بل يقولون انه اشرف العلوم على الاطلاق!-راجع شرح الجوهرة للبيجورى-ج2ص15-مع 0ان هذا الكلام ماعرفه النبى ولااصحابه ولا التابعون بل وردذمه على 0لسان الائئمة –رحمهم الله- من ذلك ما نقل عن الشعبي وأبي يوسف وروي عن مالك: "من طلب الدين بالكلام تزندق، ، ". وقال الإمام الشافعي: "صاحب الكلام لا يفلح" وقال أيضاً : "لأن يبتلى المرء بكل ما نهي عنه سوى الشرك خير له من الكلام. ". وقال أيضاً: "لو علم الناس ما في الكلام من الأهواء لفروا منه كما يفرون من الأسد". وقال: "رأيي في أهله بأن يضربوا بالجريد، وأن يطاف بهم في العشائر ويقال هذا جزاء من ترك كتاب الله والسنة—وأما قوله:
وما كانت محاورة فرعون لموسى عليه الصلاة والسلام إلا في الربوبية وقد قال: (أنا ربكم الأعلى) ثم قال: (لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين)الجواب: لكى يكون المذهب صحيحا خاليا من التعارض والتناقض00 يجب سرد الأدلة الواردة فى الموضوع كلها والجمع بينها وليس ذكر جانبا منها واغفال اخر! فانكار فرعون لربوبية الله فى هذا المقام وكذلك قوله لموسى –ومارب العالمين؟- كان من باب العناد والتكبر ولكنه فىداخليته كان يقر بها لله كما فى قوله تعالى على لسان موسى عليه السلام- لقد علمت ماأنزل هؤلاء الارب السماوات والارض بصائر وانى لأظنك يافرعون مثبورا-الاسراء-102- وليس فى قوله-لأن اتخذت الها غيرى لأجعلنك من المسجونين تناقضا مع مذهبنا 00لأن فرعون كا ن يدعو لربوبيته باعتباره صاحب الامر والنهى الوحيد فى مملكته –اليس لى ملك مصر وهذه الانهار تجرى من تحتى؟- - وبالتالى :كان يجبر الرعية على عبادته- ما علمت لكم من اله غيرى-وتلك نعمة تمنها على أن عبدت بنى اسرائيل- واما قوله: وأما السنة فسؤال الملكين للميت عن ربه لا عن إلهه، لأنهم لا يفرقون بين الرب والإله، فإنهم ليسوا بتيميين ولا متخبطين، وكان الواجب على مذهب هؤلاء أن يقولوا للميت: من إلهك لا من ربك !! أو يسألوه عن هذا وذاك. الجواب: الربوبية والألوهية يجتمعان ويفترقان فاذا اجتمعا فى نص واحد صار لكل منهما معنى خاص، كما قي قوله تعالى (( قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس ))
وعند الإفراد يجتمعان كما في قول الملكين للرجل في القبر من ربك ؟ والمعنى : من ربك الذى تعبده؟ ؛ وهذا مثل الايمان والاسلام اذا اجتمعا فى نص واحد-مثل حديث جبريل-وقوله للنبى –ص-اخبرنى عن الاسلام ؟_فأخبر أنه أعمال الجوارح الظاهرة –مثل الصلاة والزكاة00الخ-ولماسأله عن الايمان00أخبره انه أعمال القلب الباطنه –الايمان بالله وملائكته وكتبه00الخ- وكذلك قوله تعالى عن الاعراب—قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا- الحجرات-17-فأثبت لهم الاسلام ونفى عنهم الايمان-وأما اذا جاء الخطاب القرانى-بيايها الذين امنوا دخل فيه الجميع وصار المعنى واحد-المؤمنون هم المسلمون والمسلمون هم المؤمنون-ومن هنا: فان نوافق صاحب_المقالة على قوله:_ فإن الإله الحق هو الرب الحق، والإله الباطل هو الرب الباطل، ولا يستحق العبادة والتأليه إلا من كان ربا، -
نقول:نعم الاله الحق الذى يستحق العبادة لايكون الاربا خالقا رازقا يتصف بصفات الكمال والجلال ولأجل هذا كان القران يوبخ المشركين على صرفهم للعبادات لمخلوقين مايقدرون على شئ من أفعال الربوبية- كما سبق بيانه- وهذا لاينفى أن للاله معنى وللرب معنى 00ومن هنا أيضا :يسمى كل من صرفت له العباده الها ولوكان حجرا أوشجرا لاعلى أساس أنه الها حقيقيا ولكن لكونهم اعطوه حق لايجب أن يعطى الا للخالق –سبحانه- فيقول الرازي صاحب الصحاح في بيان معنى الإله.... والآلهة الأصنام، سموا بذلك لاعتقادهم أن العبادة تحق لها، وأسماؤهم تتبع اعتقادهم لا ما عليه الشيء في نفسه، والتأليه التعبيد والتأله التنسك والتعبد. ا.هـ قلت: وكذلك اطلاق القران بأنهم سموهم أربابا كما فى قوله تعالى-اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله-التوبة- 31 - وعن عدي بن حاتم: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية (اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) التوبة31 فقلت: له إنا لسنا نعبدهم قال: أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلون ما حرم الله فتحلونه فقلت: بلى قال: ”تلك عبادتهم“. رواه أحمد والترمذي وحسنه –ومن المعلوم أن هؤلاء لايعتقدون أن علمائهم خلقوهم ولا خلقوا شيئا من الكون بل ولا اعتقدوا أنهم يستحقون العبادة وأنما كانوا يطيعونهم فى التشريع عن جهل منهم بأن هذا حق الربوبية فسجلها القران عليهم -اتخاذ ارباب من دون الله-
واما قول المخالف: ويقول الله في أخذ الميثاق: (ألست بربكم قالوا بلى)، فلو كان الإقرار بالربوبية غير كاف وكان متحققا عند المشركين ولكنه لا ينفعهم ـ كما يقول ابن تيمية، ما صح أن يؤخذ عليهم الميثاق بهذا، ولا صح أن يقولوا يوم القيامة: (إنا كنا عن هذا غافلين)، وكان الواجب أن يغير الله عبارة الميثاق إلى ما يوجب اعترافهم بتوحيد الألوهية حيث إن توحيد الربوبية غير كاف كما يقول هؤلاء- الجواب: لابد من العلم أن نصوص القران والسنة يفسر بعضها بعضا ولايناقض بعضها بعضا فما أجمل فى موضع فصل فى موضع اخر-ومن هنا: فاية الميثاق لاتناقض ماذهبنا اليه لأن الله تعالى أخذ عليهم الميثاق أنه هو ربهم وخالقهم ورازقهم ومن ثم يتعين عليهم الايعبدوا غيره ويحتجوا بتقليد الاكابر ويعطوا حقوق الربوبية –وهى الالوهية- لمن لايتصف بها ويوضح هذا رواية ابن جرير عن ابن عباس-وفيها فأخذ منهم الميثاق أن يعبدوه ولايشركوا به شيئا- قال المخالف: وأما قوله: (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله)، فهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم إجابة لحكم الوقت مضطرين لذلك بالحجج القاطعات والآيات البينات، ولعلهم نطقوا بما لا يكاد يستقر في قلوبهم أو يصل إلى نفوسهم، بدليل أنهم يقرنون ذلك القول بما يدل على كذبهم، وأنهم ينسبون الضر والنفع إلى غيره، وبدليل أنهم يجهلون الله تمام الجهل ويقدمون غيره عليه حتى في صغائر الأمور، وإن شئت فانظر إلى قولهم لهود عليه الصلاة والسلام: (إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء) فكيف يقول ابن تيمية: إنهم معتقدون أن الأصنام لا تضر ولا تنفع إلى آخر ما يقول0-الجواب: لامعنى لقول المخالف: ولعلهم نطقوا بما لا يكاد يستقر في قلوبهم أو يصل إلى نفوسهم، - لأن القران الكريم أثبت أنهم عند الاضطرار حيث لامجال للكذب والهزل لايدعون الا الله وحده مخلصين له الدين لاعتقادهم انه لايقدر على فك الكربات الا الله-فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ. [العنكبوت:65] ...
بل ينسون أصنامهم لعلمهم أنها عاجزة عن دفع الضر عنهم-وإذا مسّكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه}
{قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين ، بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون}( (http://www.ansar.org/books/alwasyah/tkono.htm#_ftn10#_ftn10) فهل يصح أن يقال لهؤلاء أنهم- نطقوا بما لا يكاد يستقر في قلوبهم أو يصل إلى نفوسهم، ؟!وأما قول المخالف : بدليل أنهم يقرنون ذلك القول بما يدل على كذبهم، وأنهم ينسبون الضر والنفع إلى غيره، وبدليل أنهم يجهلون الله تمام الجهل ويقدمون غيره عليه حتى في صغائر الأمور، وإن شئت فانظر إلى قولهم لهود عليه الصلاة والسلام: (إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء) الجواب: هذا الكلام هو الذى غير صادقين فيه وانما يقولونه فى جدالهم مع الرسل من باب العناد والدليل أنهم عند الجد يعلمون أن أصنامهم لاتملك شيئا لذلك يدعون الله مخلصين له الدين وينسونها نهائيا- وقد يقولون هذا فى حالة الرخاء - فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ. [العنكبوت:65]- وذلك من باب التوسط والتشفع – لأن هذه الاصنام ماهى الا تماثيل لرجال صالحين مثل-ود-وسواع- الذين ذكروا فى سورة نوح-حسب ما جاء فى البخارى-او قبور لرجال صالحين مثل –اللات- ويعبدون من دون الله مالا ينفعهم ولا يضرهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله- ولم يكن ذلك اعتقادا منهم
أن أصنامهم تفعل شيئا على سبيل الاستقلال وانما عندهم الذى يدبرالامر وبيده كل شئ هو الله وحده-ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون " يونس آيه 31
)قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (88)سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (89) [سورة المؤمنون]-وأما قول المخالف: وأدل من ذلك كله قوله تعالى: (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم)، إلى غير ذلك مما يطول شرحه، فهل ترى لهم توحيدا بعد ذلك يصح أن يقال فيه إنه عقيدة ؟ الجواب:أولا – لم نقل أن لهم توحيدا ينفعهم عند الله بل اقرارهم هذا بأن الخالق والرازق ومدبر الامور هو الله مع اشراكهم غيره فى حقوقه –هذا لاينفعهم بل يضرهم لأنه هو ميثاق الله وحجة الرسل عليهم و ثانيا: ليس السب المقصود أنهم يسبوا الله بالاسم وانما اذا سب المسلمون الهة الكفار يرد عليهم الكفار بسب اله المسلمين –فيترتب على ذلك :سب الله بطريق غير مباشر-قال ابن كثير- يقول تعالى ناهيا لرسوله صلى الله عليه وسلم 0والمؤمنين عن 0سب آلهة المشركين، وإن كان فيه مصلحة ، إلا أنه يترتب عليه مفسدة أعظممنها ، وهي مقابلة المشركين بسب إله المؤمنين ، وهو الله لا إله إلا هو .- وقال أيضا- ومن هذا القبيل - وهوتركالمصلحة لمفسدة أرجح منها - ما جاء في الصحيح أن رسول الله صلىالله عليه وسلم قال : " ملعون من سب والديه " قالوا : يا رسول الله ، وكيف يسب 0الرجل والديه؟ قال : " يسب أبا الرجل فيسب أباه ، ويسب أمه فيسب أمه " – قلت: ويحدث هذا أحيانا من أصحاب العقول الضيقة من المسلمين اذ عند شدة الغضب قد يسبون دين الله!-والعياذ بالله- وليس معنى هذا انكاره لربوبية الله ولا دين الاسلام 00لأنه اذا ذهب عنه الغضب0ندم وصار يسأل عن التوبة والكفارة!- ونحن لانقول هذا الكلام دفاعا عن مشركى قريش 00ولكن تحذيرا للمسلمين أن يدعون غير الله فى الشدائد تحت ذريعة أنهم ماداموا مقرين بأن الذى خلقهم هو الله وأن الذى بيده كل شئ هوالله لايضرهم دعاء غير الله-وأما قول المخالف: ثم قالوا: إن الذين يتوسلون بالأنبياء والأولياء ويتشفعون بهم وينادونهم عند الشدائد هم عابدون لهم – الجواب: هذا المقطع فيه خلط-أما التوسل –وهو قول القائل- اللهم بجاه نبيك أو وليك- أوحتى قول القائل: يارسول الله ادع لى-فهذا لم يقل أإحد من علمائنا-فيما أعلم انه شرك وانما يرون عدم جوازه سدا للذرائع لأن كثيرا من عوام المسلمين لايفرقون بين التوسل بالصيغة التى ذكرناها وبين الدعاء المباشر الذى هو مخ العبادة- واما دعاء المضطر فيما لايقدر عليه الا الله0 فلا شك أنه عبادة لايجوز صرفها الا لله وحده- لقوله تعالى-أمن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض أاله مع الله- - ولا يملك المخالفون مثقال ذرة من دليل واضح يجيز عند الاضطرار دعاء الميت أو الغائب مباشرة- ومن وجد شيئا فنحن مستعدون للرجوع للحق – ونسأل الله الهداية والتوفيق لنا ولسائر المسلمين –والحمد لله رب العالمين- وهذا هو الرد العلمى!!!!!!
رسالة إدارية
لقد تم حظرك للسبب التالي:
مكرر العضو
التاريخ الذي سيتم رفع الحظر عنده: لا يوجد
قلت:كذبوا والله00ماكررت عضويتى 00ولكن هذا هو الدليل العلمى التعسفى 00عند الافلاس!
8 Mar 2010, 06:01 PM
#1 (http://al7ewar.net/forum/showpost.php?p=99474&postcount=1)
محب الحبيب علي (http://al7ewar.net/forum/member.php?u=91)
مشرف عام
(http://al7ewar.net/forum/member.php?u=91)
تاريخ التسجيل: Feb 2006
الدولة: ملكوت الله
المشاركات: 11,770
معدل تقييم المستوى: 0
تقسيم التوحيد إلى ألوهية وربوبية بدعة في الدين
قال العلامة يوسف بن أحمد الدِّجوي المالكي الأزهري المتوفى سنة 1365هـ:
جاءتنا رسائل كثيرة يسأل مرسلوها عن توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية ما معناهما؟ وما الذي يترتب عليهما؟ ومن ذا الذي فرق بينهما؟ وما هو البرهان على صحة ذلك أو بطلانه؟
فنقول وبالله التوفيق:
إن صاحب هذا الرأي هو ابن تيمية الذي شاد بذكره، قال: "إن الرسل لم يبعثوا إلا لتوحيد الألوهية وهو إفراد الله بالعبادة، وأما توحيد الربوبية وهو اعتقاد أن الله رب العالمين المتصرف في أمورهم فلم يخالف فيه أحد من المشركين والمسلمين بدليل قوله تعالى: (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله)". اهـ.
ثم قالوا: إن الذين يتوسلون بالأنبياء والأولياء ويتشفعون بهم وينادونهم عند الشدائد هم عابدون لهم قد كفروا باعتقادهم الربوبية في تلك الأوثان والملائكة والمسيح سواء بسواء، فإنهم لم يكفروا باعتقادهم الربوبية في تلك الأوثان وما معها بل بتركهم توحيد الألوهية بعبادتها، وهذا ينطبق على زوار القبور المتوسلين بالأولياء المنادين لهم المستغيثين بهم الطالبين منهم ما لا يقدر عليه إلا الله تعالى...
بل قال محمد بن عبد الوهاب: "إن كفرهم أشنع من كفر عباد الأوثان.اهـ وإن شئت ذكرت لك عبارته المحزنة الجريئة، فهذا ملخص مذهبهم مع الإيضاح، وفيه عدة دعاوى، فلنعرض لها على سبيل الاختصار، ولنجعل الكلام في مقامين فنتحاكم إلى العقل ثم نتحاكم إلى النقل، فنقول:
قولهم: "إن التوحيد ينقسم إلى توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية" تقسيم غير معروف لأحد قبل ابن تيمية، وغير معقول أيضا كما ستعرفه، وما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأحد دخل في الإسلام: إن هناك توحيدين وإنك لا تكون مسلما حتى توحد توحيد الألوهية، ولا أشار إلى ذلك بكلمة واحدة، ولا سُمِع ذلك عن أحد من السلف الذين يتبجحون باتباعهم في كل شيء، ولا معنى لهذا التقسيم، فإن الإله الحق هو الرب الحق، والإله الباطل هو الرب الباطل، ولا يستحق العبادة والتأليه إلا من كان ربا، ولا معنى لأن نعبد من لا نعتقد فيه أنه رب ينفع ويضر، فهذا مرتب على ذلك كما قال تعالى: (رب السموات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته)؛ فرتب العبادة على الربوبية، فإننا إذا لم نعتقد أنه رب ينفع ويضر فلا معنى لأن نعبده ـ كما قلنا ـ ويقول تعالى: ( ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السموات والأرض ) يشير إلى أنه لا ينبغي السجود إلا لمن ثبت اقتداره التام، ولا معنى لأن نسجد لغيره.هذا هو المعقول، ويدل عليه القرآن والسنة.
أما القرآن فقد قال: (ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا)، فصرح بتعدد الأرباب عندهم، وعلى الرغم من تصريح القرآن بأنهم جعلوا الملائكة أربابا يقول ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب: إنهم موحدون توحيد الربوبية وليس عندهم إلا رب واحد وإنما أشركوا في توحيد الألوهية! ويقول يوسف عليه السلام لصاحبي السجن وهو يدعوهما إلى التوحيد: (أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار)، ويقول الله تعالى أيضا: (وهم يكفرون بالرحمن قل هو ربي)، وأما هم فلم يجعلوه ربا.
ومثل ذلك قوله تعالى: (لكنا هو الله ربي) خطابا لمن أنكر ربوبيته تعالى، وانظر إلى قولهم يوم القيامة: (تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين)، أي في جعلكم أربابا كما هو ظاهر ـ وانظر إلى قوله تعالى: (وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا)، فهل ترى صاحب هذا الكلام موحدا أو معترفا ؟؟!!.ثم انظر إلى قوله تعالى: (وهم يجادلون في الله)، إلى غير ذلك وهو كثير لا نطيل بذكره.
فإذا ليس عند هؤلاء الكفار توحيد الربوبية ـ كما قال ابن تيمية، وما كان يوسف عليه السلام يدعوهم إلا إلى توحيد الربوبية، لأنه ليس هناك شيء يسمى توحيد الربوبية وشيء آخر يسمى توحيد الألوهية عند يوسف عليه السلام، فهل هم أعرف بالتوحيد منه ويجعلونه مخطئا في التعبير بالأرباب دون الآلهة ؟! ويقول الله في أخذ الميثاق: (ألست بربكم قالوا بلى)، فلو كان الإقرار بالربوبية غير كاف وكان متحققا عند المشركين ولكنه لا ينفعهم ـ كما يقول ابن تيمية، ما صح أن يؤخذ عليهم الميثاق بهذا، ولا صح أن يقولوا يوم القيامة: (إنا كنا عن هذا غافلين)، وكان الواجب أن يغير الله عبارة الميثاق إلى ما يوجب اعترافهم بتوحيد الألوهية حيث إن توحيد الربوبية غير كاف كما يقول هؤلاء، إلى آخر ما يمكننا أن نتوسع فيه، وهو لا يخفى عليك، وعلى كل حال فقد اكتفى منهم بتوحيد الربوبية، ولو لم يكونا متلازمين لطلب إقرارهم بتوحيد الألوهية أيضا.
ومن ذلك قوله تعالى: (وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله)، فإنه إله في الأرض ولو لم يكن فيها من يعبده كما في آخر الزمان، فإن قالوا: إنه معبود فيها أي مستحق للعبادة، قلنا: إذن لا فرق بين الإله والرب، فإن المستحق للعبادة هو الرب لا غير، وما كانت محاورة فرعون لموسى عليه الصلاة والسلام إلا في الربوبية وقد قال: (أنا ربكم الأعلى) ثم قال: (لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين) ولا داعي للتطويل في هذا.
وأما السنة فسؤال الملكين للميت عن ربه لا عن إلهه، لأنهم لا يفرقون بين الرب والإله، فإنهم ليسوا بتيميين ولا متخبطين، وكان الواجب على مذهب هؤلاء أن يقولوا للميت: من إلهك لا من ربك !! أو يسألوه عن هذا وذاك.
وأما قوله: (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله)، فهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم إجابة لحكم الوقت مضطرين لذلك بالحجج القاطعات والآيات البينات، ولعلهم نطقوا بما لا يكاد يستقر في قلوبهم أو يصل إلى نفوسهم، بدليل أنهم يقرنون ذلك القول بما يدل على كذبهم، وأنهم ينسبون الضر والنفع إلى غيره، وبدليل أنهم يجهلون الله تمام الجهل ويقدمون غيره عليه حتى في صغائر الأمور، وإن شئت فانظر إلى قولهم لهود عليه الصلاة والسلام: (إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء) فكيف يقول ابن تيمية: إنهم معتقدون أن الأصنام لا تضر ولا تنفع إلى آخر ما يقول ؟
ثم انظر بعد ذلك في زرعهم وأنعامهم: (هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم)، فقدموا شركاءهم على الله تعالى في أصغر الأمور وأحقرها.
وقال تعالى في بيان اعتقادهم في الأصنام: (وما نرى معكم من شفعائكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء)، فذكر أنهم يعتقدون أنهم شركاء فيهم، ومن ذلك قول أبي سفيان يوم أحد: (أُعلُ هبَل)، فأجابه صلى الله عليه وسلم بقوله: (الله أعلى وأجل)، فانظر إلى هذا ثم قل لي ماذا ترى في ذلك من التوحيد الذي ينسبه إليهم ابن تيمية ويقول: إنهم فيه مثل المسلمين سواء بسواء وإنما افترقوا بتوحيد الألوهية ؟
وأدل من ذلك كله قوله تعالى: (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم)، إلى غير ذلك مما يطول شرحه، فهل ترى لهم توحيدا بعد ذلك يصح أن يقال فيه إنه عقيدة ؟
أما التيميون فيقولون بعد هذا كله: إنهم موحدون توحيد الربوبية، وإن الرسل لم يقاتلوهم إلا على توحيد الألوهية الذي لم يكفروا إلا بتركه! ولا أدري ما معنى هذا الحصر مع أنهم كذبوا الأنبياء وردوا ما أنزل عليهم واستحلوا المحرمات وأنكروا البعث واليوم الآخر وزعموا أن لله صاحبة وولدا وأن الملائكة بنات الله (ألا إنهم من إفكهم ليقولون ولد الله وإنهم لكاذبون)، وذلك كله لم يقاتلهم عليه الرسل في رأي هؤلاء ـ وإنما قاتلوهم على عدم توحيد الألوهية كما يزعمون ـ وهم بعد ذلك مثل المسلمين سواء بسواء! أو المسلمون أكفر منهم في رأي ابن عبد الوهاب!.
وما علينا من ذلك كله، ولكن نقول لهم بعد هذا: على فرض أن هناك فرقا بين توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية كما يزعمون فالتوسل لا ينافي توحيد الألوهية فإنه ليس من العبادة في شيء لا لغة ولا شرعا ولا عرفا، ولم يقل أحد إن النداء أو التوسل بالصالحين عبادة، ولا أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك، ولو كان عبادة أو شبه عبادة لم يجز بالحي ولا بالميت.
فإن تشبث متشبث بأن الله أقرب إلينا من حبل الوريد فلا يحتاج إلى واسطة، قلنا له: (حفظت شيئا وغابت عنك أشياء...)، فإن رأيك هذا يلزمه ترك الأسباب والوسائط في كل شيء، مع أن العالم مبني على الحكمة التي وضعت الأسباب والمسببات في كل شيء، ويلزمه عدم الشفاعة يوم القيامة ـ وهي معلومة من الدين بالضرورة ـ فإنها على هذا الرأي لا حاجة إليها، إذ لا يحتاج سبحانه وتعالى إلى واسطة فإنه أقرب من الواسطة. ويلزم خطأ عمر بن الخطاب في قوله: ( إنا نتوسل إليك بعم نبيك العباس الخ...)، وعلى الجملة يلزم سد باب الأسباب والمسببات والوسائل والوسائط، وهذا خلاف السنة الإلهية التي قام عليها بناء هذه العوالم كلها من أولها إلى آخرها، ولزمهم على هذا التقدير أن يكونوا داخلين فيما حكموا به على المسلمين، فإنه لا يمكنهم أن يَدَعوا الأسباب أو يتركوا الوسائط بل هم أشد الناس تعلقا بها واعتمادا عليها. ولا يفوتنا أن نقول: إن التفرقة بين الحي والميت في هذا المقام لا معنى لها فإن المتوسل لم يطلب شيئا من الميت أصلا، وإنما طلب من الله متوسلا إليه بكرامة هذا الميت عنده أو محبته له أو نحو ذلك، فهل في هذا كله تأليه للميت أو عبادة له ؟ أم هو حق لا مرية فيه ؟، ولكنهم قوم يجازفون ولا يحققون، كيف وجواز التوسل بل حسنه معلوم عند جميع المسلمين.
وانظر كتب المذاهب الأربعة، حتى مذهب الحنابلة في آداب زيارته صلى الله عليه وسلم تجدهم قد استحبوا التوسل به إلى الله تعالى، حتى جاء ابن تيمية فخرق الإجماع وصادم المركوز في الفطر مخالفا في ذلك العقل والنقل اهـ.
انتهى جواب العلامة شيخ الإسلام يوسف الدجوي المالكي
الأزهري رحمه الله تعالى.
مدونة الفقير إلى الله
http://al7ewar.maktoobblog.com (http://al7ewar.maktoobblog.com/)
(http://al7ewar.net/forum/reputation.php?p=99474) (http://al7ewar.net/forum/report.php?p=99474)
(http://al7ewar.net/forum/newreply.php?do=newreply&p=99474) (http://al7ewar.net/forum/newreply.php?do=newreply&p=99474) (http://al7ewar.net/forum/newreply.php?do=newreply&p=99474)
محب الحبيب علي
مشاهدة ملفه الشخصي (http://al7ewar.net/forum/member.php?u=91)
إرسال رسالة خاصة إلى محب الحبيب علي (http://al7ewar.net/forum/private.php?do=newpm&u=91)
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى محب الحبيب علي (http://al7ewar.net/forum/sendmessage.php?do=mailmember&u=91)
زيارة موقع محب الحبيب علي المفضل (http://www.alhabibali.com/)
البحث عن المزيد من المشاركات المكتوبة بواسطة محب الحبيب علي (http://al7ewar.net/forum/search.php?do=finduser&u=91)
أضف محب الحبيب علي إلى قائمة الأصدقاء (http://al7ewar.net/forum/profile.php?do=addlist&userlist=buddy&u=91)
اليوم, 09:35 PM
#2 (http://al7ewar.net/forum/showpost.php?p=99562&postcount=2)
عثمان القطعانى (http://al7ewar.net/forum/member.php?u=4106)
عضو مسجل
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 1
معدل تقييم المستوى: 0
هل تقسيم التوحيد إلى ألوهية وربوبية بدعة في الدين ؟ الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:فالعبد الفقير منذ عرف طريق المنتديات كان شغله الشاغل00 الرد على شبهات النصارى فى اثبات نبوة سيد المرسلين وعلى الروافض فىالد فاع عن الصحابة الغر الميامين لكن عند دخولى لهذا الموقع لفت نظرى مقال نقله الأخ مراقب الموقع عن الشيخ
يوسف بن أحمد الدِّجوي المالكي 0الأزهري المتوفى سنة 1365هـ: تحت عنوان- تقسيم التوحيد إلى ألوهية وربوبية بدعة في الدين- انتهى فيه الشيخ الدجوى الى تبديع من يقول بهذا التقسيم-والحقيقة أنه من المتفق عليه بين اهل السنة وجوب احترام العلماء وتبجيلهم مع عدم عصمتهم من الخطأ كما قال الامام مالك-يرحمه الله – كل يؤخذ من قوله ويرد الا رسول الله –ص- وحيث تبين لى حسب اطلاعى على أقوال لبعض العلماء أن الشيخ الد جوى –يرحمه الله- قد جانبه الصواب فيما انتهى اليه 00وهاأنا أضع بين يدى طالب الحقيقة الأدلة التى رأيناها قاطعة فى تأييد وجهة نظر القائلين بمشروعية هذا التقسيم ورأها أنصار الشيخ الدجوى شبهات وللقارئ أن يختار الرأى الذى يعتقدأنه يرضى وجه الله بدون عصبية ولاتحيز0 والمقال ورد فى شكل رسائل يسأل مرسلوها عن توحيدالألوهية وتوحيد الربوبية ما معناهما؟ وما الذي يترتب عليهما؟ ومن ذا الذي فرق 0بينهما؟ وما هو البرهان على صحة ذلك أو بطلانه؟فنقول: وبالله 0التوفيق- أما مايدل على بطلان هذا التقسيم فقد أوردها الشيخ –الدجوى- فى مقاله المذكور وأما مايدل على صحته 0فهاك مايأتى: أولا- عن معناهما اللغوى: حيث تكلم علماء اللغة- قبل ابن تيمية وبعده -بمايفيد أن كلا من التوحيدين له معنى مختلف عن الاخر- فيقول الرازي صاحب الصحاح في بيان معنى الإله: أله يأله بالفتح فهما إلاهة، أي 0عباده، ومنه قرأ ابن عباس رضي الله عنهما: ويذرك وإلاهتك. بكسر الهمزة، أي وعبادتك، وكان يقول إن فرعون كان يعبد، ومنه قولنا الله وأصله إلاه على فعال بمعنى مفعول، لأنه مألوه أي معبود كقولنا إمام بمعنى مؤتم به.... والآلهة الأصنام، سموا بذلك لاعتقادهم أن العبادة تحق لها، وأسماؤهم تتبع اعتقادهم لا ما عليه الشيء في نفسه، والتأليه التعبيد والتأله التنسك والتعبد. ا.هـ
وأما الرب فيقول في تعريفها: رب كل شيء مالكه، والرب اسم من أسماء الله تعالى، ولا يقال في غيره إلا بالإضافة، وقد قالوه في الجاهلية للملك والرباني المتأله العارف بالله تعالى، ومنه قوله تعالى: وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ(آل عمران: من الآية79).ا.هـ
فلفظ الرب دل على توحيد الربوبية المتضمن أنه وحده الرب الخالق 0الفاطر، ولفظ الله دل على توحيد الإلهية المتضمن أنه وحده الإله المعبود المحبوب 0الذي لا تصلح العبادة، والذل والخضوع والحب إلا له فهما معنيان متغايران.-- يقول ابن الأثير : " الرب يطلق في اللغة على المالك، والسيد، والمدبر ، والمربي ، والقيم والمنعم- وأما الاله- فقال الزمخشري الإله من أسماء الأجناس كالرجل والفرس - يقع على كل معبود بحق أو باطل ثم غلب على المعبود بحق )- هذا من ناحية المعنى اللغوى –واما قول السائل: وما الذي يترتب عليهما؟ فنقول :يترب على معرفة توحيد الألوهية أو توحيد العبادة- أن يعرف العبد حق الله عليه وأن العباد ات ومنها –الدعاء- حق خالص لله وحده كما قال النبى-ص- لمعاذ:أتدرى ماحق الله على العباد؟ قال معاذ: الله0 ورسوله 0اعلم-فقال النبى –ص-حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا-ويترتب على معرفة تو حيد الربوبية أن يعرف العبد سبب استحقاق الله للعبادة وحده دون سواه- لأ ن 0توحيد الربوبية :*
*هو حجة الرسل على توحيد العبادة أو الألوهية *
حيث كان الرسل عليهم السلام يتخذون من إقرار المشركين بأن الله هو الخالق والرازق ومدبر الأمور حجة على المشركين في توحيد العبادة – أي – يقولون لهم ما دمتم أقررتم بأن الله هو الذي بيده كل شيء وهو صاحب الرزق والنعمة فلماذا تدعون غيره وتعبدون غيره ؟ فليجأ المشركون إلى الاحتجاج بالوساطة والشفاعة .كمثل قوله أ
تعالى: -ويعبدون من دون الله مالاينفعهم ولايضرهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند لله- وقوله تعالى- النمل-62
- (وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مّنْ خَلَقَ السّمَاوَاتِ وَالأرْضَ لَيَقُولُنّ اللّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ) [لقمان : 25]
- ( وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مّنْ خَلَقَ السّمَاوَاتِ وَالأرْضَ لَيَقُولُنّ اللّهُ قُلْ أَفَرَأيْتُم مّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللّهُ بِضُرّ هَلْ هُنّ كَاشِفَاتُ ضُرّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكّـلُ الْمُتَوَكّلُونَ) [الزمر : 38]
- ( قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مّنَ السّمَآءِ وَالأرْضِ أَمّن يَمْلِكُ السّمْعَ والأبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيّ مِنَ الْمَيّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيّتَ مِنَ الْحَيّ وَمَن يُدَبّرُ الأمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتّقُونَ ، فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبّكُمُ الْحَقّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقّ إِلاّ الضّلاَلُ فَأَنّىَ تُصْرَفُونَ ) [يونس: 31 ، 32]
قال بن كثير رحمه الله : يحتج تعالى على المشركين باعترافهم بوحدانية وربوبيته على وحدانية إلاهيته وساق الآيات المذكورة من سورة يونس ثم قال : لذلك ( يقولون الله ) – أي – وهم يعلمون ويعترفون به : ( فَقُلْ أَفَلاَ تَتّقُونَ) أي أفلا تخافون منه أن تعبدون معه غيره بأرائكم وجهلكم أ هـ ح ص 416 وهكذا كان الأنبياء يقيمون عليهم الحجة بهذا الاعتراف بالربوبية على وجوب توحيده الألوهية والعبادة . قلت: وعلى هذا فتوحيد الربوبية هو أفعال الله النازلة من أعلى الى أدنى- مثل الخلق والرزق وتدبير أمور الخليقة الخ- يدبر الآمر من السماء الى الأرض- السجدة-5-
*توحيد العبادة حق لتوحيد الربوبية *
وأما توحيد العبادة فهو عبارة عن أفعال العباد الصاعدة من الأدنى الى ا لأعلى –مثل الصلاة والدعاء والذكر وغيرها-اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه-فاطر-10- قل ان صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين لاشريك له- الانعام-162- واستحقها سبحانه بأفعاله التى أسداها لهم فهو خلقهم ورزقهم وسخر لهم ما في السماوات والأرض فكان من حقه عليهم أن يوحدوه بأفعالهم وهو ثمرة الاعتراف بالربوبية وأما مجرد الاعتراف بأنه وحده الخالق والموجد من العدم وصاحب الرزق ومالك النفع والضر ومع هذا الاعتراف يدعى غيره ويرجى سواه ممن لم يفعلوا لهم شيئاً ولا يملكون لهم شيئاً فهذا هو سبب ضلال المشركين – وبين الله تعالى هذه المعاني بقوله تعالى: أرأ يتم ما تدعون من دون الله أرونى ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك فى السماوات اتونى بكتاب من قبل هذا أو اثارة من علم ان كنتم صادقين- الأحقاف-4- وقوله تعالى- ( يَاأَيّهَا النّاسُ اعْبُدُواْ رَبّكُمُ ) هذا الجزء هو توحيد العبادة ثم يبين سبحانه سبب استحقاقه للعبادة وحده – فيقول : (الّذِي خَلَقَكُمْ وَالّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلّكُمْ تَتّقُونَ ) [البقرة : 21] ثم يعدد سبحانه أفعاله الربوبية التى استحق بها العبادة على خلقه فيقول : (الّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأرْضَ فِرَاشاً وَالسّمَاءَ بِنَآءً وَأَنزَلَ مِنَ السّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثّمَرَاتِ رِزْقاً لّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ للّهِ أَندَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) [ البقرة : 22] ثم نهاهم عن إعطاء حق الله لغيره واتخاذ أنداداً له يدعونهم كما يدعوه ويخافون منهم كما يخافون منه سبحانه ويحبونهم كما يحبوه ويعظمونهم كما يعظموه فقال سبحانه : ( فَلاَ تَجْعَلُواْ للّهِ أَندَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) .
قال ابن كثير رحمه الله : ومضمونه أنه الخالق الرازق مالك الدار وساكنيها ورازقهم فهذا يستحق أن يعبد وحده ولا يشرك به غيره ولهذا قال : ( فَلاَ تَجْعَلُواْ للّهِ أَندَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) وفي الصحيحين عن ابن مسعود قال : قلت يا رسول الله أي الذنب أعظم ؟ قال : ( أن تجعل لله نداً وهو خلقك ) ثم ساق رواية محمد بن اسحاق عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى ( فَلاَ تَجْعَلُواْ للّهِ أَندَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) قال : أي لا تشركوا به غيره من الأنداد التى لا تنفع ولا تضر وأنتم تعلمون أنه لا رب لكم يرزقكم غيره [ أ هـ ح 2 57 ] - وقال ابن جرير: (… ولكن الله جل ثناؤه قد أخبر في كتابه عنها (أي عن العرب) أنها كانت تقر بالوحدانية غير أنها كانت تشرك في عبادته ، فقال جل ثناؤه: } وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ –وأماقول السائل : ومن ذا الذي فرق بينهما؟ وما هو البرهان على صحة ذلك أو بطلانه؟ فنقول: فرقت بينهما النصوص القرانية التى ذكرناها والمعانى اللغوية التى قررها علماء اللغة التى نزل بها القران الكريم و التى بينت
ان لكل من كلمة الرب والاله معنى مستقل كما سبق بيانه0وأما البرهان على صحة ذلك: فالأد لة السابقة تصلح برهانا واضحا بالاضافة الى قوله تعالى –قل أعوذ برب النا س ملك الناس اله الناس- فهو الذى رب الناس بنعمته وهو المستحق لصفة المك لجميع الكون وهو وحده صاحب الحق فى اولوهية الناس لذلك:نجد أن كفار قريش – وهم اهل المعرفة باللغة – لما سئلوا عن توحيد الربوبية مثل الخلق والرزق وتدبير امور الكون –كما فى سورة يونس-31-32-أقروا بذلك واعترفوا –وأما لما طلب منهم توحيد الألوهية 0تعجبوا وانكروا- أجعل الالهة الها واحدا ان هذا لشئ عجاب-ص-5- قال ابن إسحاق : فحدثني العباس بن عبد الله بن معبد عن بعض أهله عن ابن عباس ، قال مشوا إلى أبي طالب فكلموه وهم أشراف قومه عتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، وأبو جهل بن هشام وأمية بن خلف ، وأبو سفيان بن حرب في رجال من أشرافهم فقالوا : يا أبا طالب إنك منا حيث قد علمت ، وقد حضرك ما ترى ، وتخوفنا عليك ، وقد علمت الذي بيننا وبين ابن أخيك ، فادعه فخذ له منا ، وخذ لنا منه ليكف عنا ، ونكف عنه وليدعنا وديننا ، وندعه ودينه فبعث إليه أبو طالب فجاءه فقال يا ابن أخي : هؤلاء أشراف قومك ، قد اجتمعوا لك ، ليعطوك ، وليأخذوا منك . قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم كلمة واحدة تعطونيها تملكون بها العرب ، وتدين لكم بها العجم . قال فقال أبو جهل نعم وأبيك ، وعشر كلمات قال تقولون لا إله إلا الله وتخلعون ما تعبدون من دونه . قال فصفقوا بأيديهم ثم قالوا : أتريد يا محمد أن تجعل الإلهة إلها واحدا . إن أمرك لعجب ثم قال بعضهم لبعض إنه والله ما هذا الرجل بمعطيكم شيئا مما تريدون فانطلقوا ، وامضوا على دين آبائكم حتى يحكم الله بينكم وبينه .-أريت حرصهم الشديد على موادعةالنبى-ص-واستعدادهم لقبول0 كل الحلول الا هذه الكلمة التى يعرفون معناها جيدا لذلك: رفضوها رفضا قاطعا! مع أنهم يقرون أن الله وحده هو ربهم وخالقهم حتى أنهم قالوا: حتى يحكم الله بينكم وبينه-لجزمهم أنالأمر بيد الله-!! واما عن قول القائل: وما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأحد دخل في الإسلام: إن هناك توحيدين وإنك لا تكون مسلما حتى توحد توحيد الألوهية، ولا أشار إلى ذلك بكلمة واحدة، ولا سُمِع ذلك عن أحد من السلف 00الخ- فنقول: سبحان الله!أما كان النبى-ص- يقررهم بالآعتراف بالربوبية بأسلوب الاستفها التقريرى0 كبرهان على حق الله فى العبادة وحده؟ كما جاء فى القران-مثل قوله تعالى-ياأيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لااله الاهو فأنى تؤفكون-فاطر-3- وقوله تعالى- أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ) ه –فنراه –ص- يذكرهم بتوحيد الربوبية المتفق عليه ليقيم عليهم الحجة بتوحيد الالوهية المختلف فيه بينه وبينهم- ثم كيف يقول المخالفون أن الالوهية والربوبية معناهما واحد مع أن كلمة التوحيد التى كان يشترطها النبى –ص- لدخول الاسلام-لااله الا الله محمد رسول الله- ولم يأتى ولامرة –فيما نعلم- ان طلب من أحد أو قبل من أحد ان يقول:-لارب الا الله-محمد رسول الله-! وأما قوله: ولا سُمِع ذلك عن أحد من السلف 00الخ- فنقول:روى محمد بن اسحاق عن ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى ( فَلاَ تَجْعَلُواْ للّهِ أَندَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) قال : أي لا تشركوا به غيره من الأنداد التى لا تنفع ولا تضر وأنتم تعلمون أنه لا رب لكم يرزقكم غيره – فنرى حبر الأمه 0يقرر ان المشركين كانوا يقرون بتوحيد الربوبية مع أنهم يجعلون له أندادا فى العبادة لايملكون نفعا ولاضرا-وقال ابن جرير: (… ولكن الله جل ثناؤه قد أخبر في كتابه عنها (أي عن العرب) أنها كانت تقر بالوحدانية غير أنها كانت تشرك في عبادته ، فقال جل ثناؤه: } وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ – وقال يرحمه الله- : في تفسير قوله تعالى { ذ َلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ } أي فاعبدوا ربكم الذي هذه صفته وأفردوا له الربوبية والألوهية" (وكذلك قوله تعالى { ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَّا إِلَهَ إِلا هُوَ } أي الذي فعل هذه الأفعال وأنعم عليكم هذه النعم هو الله الذي لا تنبغي الألوهية إلا له وربكم الذي لا تصلح الربوبية لغيره ".
و فى قوله تعالى { وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ } " قال: وإيمانهم بالله هو قولهم: الله خالقنا ورازقنا ومميتنا ومحيينا ، وإشراكهم هو جعلهم لله شريكاً في عبادته ودعائه ، فلا يخلصون له في الطلب منه وحده، وبنحو هذا قال أهل التأويل " ثم روى مثل ذلك عن ابن عباس وعكرمة ومجاهد وعامر وقتادة وعطاء وجمع . قال قتادة " لا تسأل أحدا من المشركين من ربك ؟ إلا ويقول ربي الله وهو يشرك في ذلك" وقال ابن زيد " ليس أحد يعبد مع الله غيره إلا وهو مؤمن بالله ويعرف أن الله ربه و خالقه ورازقه وهو يشرك به… ألا ترى كيف كانت العرب تلبي تقول: لبيك اللهم لبيك لا شريك لك إلا شريك هو لك تملكه وما ملك : المشركون كانوا يقولون هذا " - واما قوله: إن التوحيد ينقسم إلى توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية" تقسيم غير معروف الخ00فنقول:قد أجبنا على براهين هذا التقسيم وأنه معروف عند أقوال اهل التفسير واللغة من قبل ابن تيمية ومن بعده00ولكن لو افترضنا جدلا 0أننا لم نقدم ادلة على وجود هذا التقسيم باللفظ الصريح00 وانما استنبطه علماؤنا بالاستقراء من النصوص القرانية00 فاننا نجد المخالفين يقرون تقسيمات للتوحيد ومسميات لم يأت بها القران ولا سنة النبى-ص- ولا عرفها الصحابة ولا التابعون ولا أحد من ائئمة المذاهب السنية- فمثلا: يقول الشيخ أبوحامد الغزالى: م-505هج –يرحمه الله-للتوحيد أربع مراتب ...
0أن يصدق بمعنى اللفظ قلبه، كما صدق به عموم المسلمين، وهو اعتقاد العوام!! "
0 أن يشاهد ذلك بطريق الكشف بواسطة نور الحق، وهو مقام المقربين
0: ألا يرى في الوجود إلا واحداً "
" وهي مشاهدة الصديقين، وتسميه الصوفية: الفناء في التوحيد- وقال الغزالى:لااله إلا الله توحيد العوام! ولا هو إلا هو توحيد الخواص ": من كتاب الإحياء للغزالي جـ4 من ص 212 وما بعدها ط دار الكتب العربية
-ولنا ان نقول: أن النبى ص –لمم يثبت عنه أنه كان يعلم الناس شيئا يسمى-توحيد العامة –وشيئا يسمى توحيد الخاصة واخرا يسمى توحيد المقربين واخر ا- يسمى توحيد الصدقين! –فان قيل :هذا التقسيم الصوفى 0تم استنباطه بالاستقراء من النصوص القرانية والسنة النبوية 00أجيب:كيف أجزتم الاستنباط الاستقرائ لعلمائكم وحرمتموه على غيركم؟! –مع العلم أن العلماء الذين قالوا بتقسيم التوحيد الى ربوبية والوهية ذكروا أدلتهم الواضحة من النصوص القرانية والنبوية وتفسيرات علماء التفسير واللغة 00واما المخالفون فقد قسموا التوحيد واعتمدوا فقط على الاذواق والمواجيد!-أضف الى ذلك:اقرار الخصوم لتعلم وتعليم العقائد عن طريق مايسمى –بعلم الكلام المنقول عن فلاسفة اليونان ومن خلاله يسمون الله-سبحانه- بواجب الوجود ويقررون علوم التوحيد بالقواعد الفلسفية –مثل- العرض- والجوهر- بل يقولون انه اشرف العلوم على الاطلاق!-راجع شرح الجوهرة للبيجورى-ج2ص15-مع 0ان هذا الكلام ماعرفه النبى ولااصحابه ولا التابعون بل وردذمه على 0لسان الائئمة –رحمهم الله- من ذلك ما نقل عن الشعبي وأبي يوسف وروي عن مالك: "من طلب الدين بالكلام تزندق، ، ". وقال الإمام الشافعي: "صاحب الكلام لا يفلح" وقال أيضاً : "لأن يبتلى المرء بكل ما نهي عنه سوى الشرك خير له من الكلام. ". وقال أيضاً: "لو علم الناس ما في الكلام من الأهواء لفروا منه كما يفرون من الأسد". وقال: "رأيي في أهله بأن يضربوا بالجريد، وأن يطاف بهم في العشائر ويقال هذا جزاء من ترك كتاب الله والسنة—وأما قوله:
وما كانت محاورة فرعون لموسى عليه الصلاة والسلام إلا في الربوبية وقد قال: (أنا ربكم الأعلى) ثم قال: (لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين)الجواب: لكى يكون المذهب صحيحا خاليا من التعارض والتناقض00 يجب سرد الأدلة الواردة فى الموضوع كلها والجمع بينها وليس ذكر جانبا منها واغفال اخر! فانكار فرعون لربوبية الله فى هذا المقام وكذلك قوله لموسى –ومارب العالمين؟- كان من باب العناد والتكبر ولكنه فىداخليته كان يقر بها لله كما فى قوله تعالى على لسان موسى عليه السلام- لقد علمت ماأنزل هؤلاء الارب السماوات والارض بصائر وانى لأظنك يافرعون مثبورا-الاسراء-102- وليس فى قوله-لأن اتخذت الها غيرى لأجعلنك من المسجونين تناقضا مع مذهبنا 00لأن فرعون كا ن يدعو لربوبيته باعتباره صاحب الامر والنهى الوحيد فى مملكته –اليس لى ملك مصر وهذه الانهار تجرى من تحتى؟- - وبالتالى :كان يجبر الرعية على عبادته- ما علمت لكم من اله غيرى-وتلك نعمة تمنها على أن عبدت بنى اسرائيل- واما قوله: وأما السنة فسؤال الملكين للميت عن ربه لا عن إلهه، لأنهم لا يفرقون بين الرب والإله، فإنهم ليسوا بتيميين ولا متخبطين، وكان الواجب على مذهب هؤلاء أن يقولوا للميت: من إلهك لا من ربك !! أو يسألوه عن هذا وذاك. الجواب: الربوبية والألوهية يجتمعان ويفترقان فاذا اجتمعا فى نص واحد صار لكل منهما معنى خاص، كما قي قوله تعالى (( قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس ))
وعند الإفراد يجتمعان كما في قول الملكين للرجل في القبر من ربك ؟ والمعنى : من ربك الذى تعبده؟ ؛ وهذا مثل الايمان والاسلام اذا اجتمعا فى نص واحد-مثل حديث جبريل-وقوله للنبى –ص-اخبرنى عن الاسلام ؟_فأخبر أنه أعمال الجوارح الظاهرة –مثل الصلاة والزكاة00الخ-ولماسأله عن الايمان00أخبره انه أعمال القلب الباطنه –الايمان بالله وملائكته وكتبه00الخ- وكذلك قوله تعالى عن الاعراب—قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا- الحجرات-17-فأثبت لهم الاسلام ونفى عنهم الايمان-وأما اذا جاء الخطاب القرانى-بيايها الذين امنوا دخل فيه الجميع وصار المعنى واحد-المؤمنون هم المسلمون والمسلمون هم المؤمنون-ومن هنا: فان نوافق صاحب_المقالة على قوله:_ فإن الإله الحق هو الرب الحق، والإله الباطل هو الرب الباطل، ولا يستحق العبادة والتأليه إلا من كان ربا، -
نقول:نعم الاله الحق الذى يستحق العبادة لايكون الاربا خالقا رازقا يتصف بصفات الكمال والجلال ولأجل هذا كان القران يوبخ المشركين على صرفهم للعبادات لمخلوقين مايقدرون على شئ من أفعال الربوبية- كما سبق بيانه- وهذا لاينفى أن للاله معنى وللرب معنى 00ومن هنا أيضا :يسمى كل من صرفت له العباده الها ولوكان حجرا أوشجرا لاعلى أساس أنه الها حقيقيا ولكن لكونهم اعطوه حق لايجب أن يعطى الا للخالق –سبحانه- فيقول الرازي صاحب الصحاح في بيان معنى الإله.... والآلهة الأصنام، سموا بذلك لاعتقادهم أن العبادة تحق لها، وأسماؤهم تتبع اعتقادهم لا ما عليه الشيء في نفسه، والتأليه التعبيد والتأله التنسك والتعبد. ا.هـ قلت: وكذلك اطلاق القران بأنهم سموهم أربابا كما فى قوله تعالى-اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله-التوبة- 31 - وعن عدي بن حاتم: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ هذه الآية (اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) التوبة31 فقلت: له إنا لسنا نعبدهم قال: أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلون ما حرم الله فتحلونه فقلت: بلى قال: ”تلك عبادتهم“. رواه أحمد والترمذي وحسنه –ومن المعلوم أن هؤلاء لايعتقدون أن علمائهم خلقوهم ولا خلقوا شيئا من الكون بل ولا اعتقدوا أنهم يستحقون العبادة وأنما كانوا يطيعونهم فى التشريع عن جهل منهم بأن هذا حق الربوبية فسجلها القران عليهم -اتخاذ ارباب من دون الله-
واما قول المخالف: ويقول الله في أخذ الميثاق: (ألست بربكم قالوا بلى)، فلو كان الإقرار بالربوبية غير كاف وكان متحققا عند المشركين ولكنه لا ينفعهم ـ كما يقول ابن تيمية، ما صح أن يؤخذ عليهم الميثاق بهذا، ولا صح أن يقولوا يوم القيامة: (إنا كنا عن هذا غافلين)، وكان الواجب أن يغير الله عبارة الميثاق إلى ما يوجب اعترافهم بتوحيد الألوهية حيث إن توحيد الربوبية غير كاف كما يقول هؤلاء- الجواب: لابد من العلم أن نصوص القران والسنة يفسر بعضها بعضا ولايناقض بعضها بعضا فما أجمل فى موضع فصل فى موضع اخر-ومن هنا: فاية الميثاق لاتناقض ماذهبنا اليه لأن الله تعالى أخذ عليهم الميثاق أنه هو ربهم وخالقهم ورازقهم ومن ثم يتعين عليهم الايعبدوا غيره ويحتجوا بتقليد الاكابر ويعطوا حقوق الربوبية –وهى الالوهية- لمن لايتصف بها ويوضح هذا رواية ابن جرير عن ابن عباس-وفيها فأخذ منهم الميثاق أن يعبدوه ولايشركوا به شيئا- قال المخالف: وأما قوله: (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله)، فهم يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم إجابة لحكم الوقت مضطرين لذلك بالحجج القاطعات والآيات البينات، ولعلهم نطقوا بما لا يكاد يستقر في قلوبهم أو يصل إلى نفوسهم، بدليل أنهم يقرنون ذلك القول بما يدل على كذبهم، وأنهم ينسبون الضر والنفع إلى غيره، وبدليل أنهم يجهلون الله تمام الجهل ويقدمون غيره عليه حتى في صغائر الأمور، وإن شئت فانظر إلى قولهم لهود عليه الصلاة والسلام: (إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء) فكيف يقول ابن تيمية: إنهم معتقدون أن الأصنام لا تضر ولا تنفع إلى آخر ما يقول0-الجواب: لامعنى لقول المخالف: ولعلهم نطقوا بما لا يكاد يستقر في قلوبهم أو يصل إلى نفوسهم، - لأن القران الكريم أثبت أنهم عند الاضطرار حيث لامجال للكذب والهزل لايدعون الا الله وحده مخلصين له الدين لاعتقادهم انه لايقدر على فك الكربات الا الله-فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوْا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ. [العنكبوت:65] ...
بل ينسون أصنامهم لعلمهم أنها عاجزة عن دفع الضر عنهم-وإذا مسّكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه}
{قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين ، بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون}( (http://www.ansar.org/books/alwasyah/tkono.htm#_ftn10#_ftn10) فهل يصح أن يقال لهؤلاء أنهم- نطقوا بما لا يكاد يستقر في قلوبهم أو يصل إلى نفوسهم، ؟!وأما قول المخالف : بدليل أنهم يقرنون ذلك القول بما يدل على كذبهم، وأنهم ينسبون الضر والنفع إلى غيره، وبدليل أنهم يجهلون الله تمام الجهل ويقدمون غيره عليه حتى في صغائر الأمور، وإن شئت فانظر إلى قولهم لهود عليه الصلاة والسلام: (إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء) الجواب: هذا الكلام هو الذى غير صادقين فيه وانما يقولونه فى جدالهم مع الرسل من باب العناد والدليل أنهم عند الجد يعلمون أن أصنامهم لاتملك شيئا لذلك يدعون الله مخلصين له الدين وينسونها نهائيا- وقد يقولون هذا فى حالة الرخاء - فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ. [العنكبوت:65]- وذلك من باب التوسط والتشفع – لأن هذه الاصنام ماهى الا تماثيل لرجال صالحين مثل-ود-وسواع- الذين ذكروا فى سورة نوح-حسب ما جاء فى البخارى-او قبور لرجال صالحين مثل –اللات- ويعبدون من دون الله مالا ينفعهم ولا يضرهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله- ولم يكن ذلك اعتقادا منهم
أن أصنامهم تفعل شيئا على سبيل الاستقلال وانما عندهم الذى يدبرالامر وبيده كل شئ هو الله وحده-ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون " يونس آيه 31
)قُلْ مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (88)سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (89) [سورة المؤمنون]-وأما قول المخالف: وأدل من ذلك كله قوله تعالى: (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم)، إلى غير ذلك مما يطول شرحه، فهل ترى لهم توحيدا بعد ذلك يصح أن يقال فيه إنه عقيدة ؟ الجواب:أولا – لم نقل أن لهم توحيدا ينفعهم عند الله بل اقرارهم هذا بأن الخالق والرازق ومدبر الامور هو الله مع اشراكهم غيره فى حقوقه –هذا لاينفعهم بل يضرهم لأنه هو ميثاق الله وحجة الرسل عليهم و ثانيا: ليس السب المقصود أنهم يسبوا الله بالاسم وانما اذا سب المسلمون الهة الكفار يرد عليهم الكفار بسب اله المسلمين –فيترتب على ذلك :سب الله بطريق غير مباشر-قال ابن كثير- يقول تعالى ناهيا لرسوله صلى الله عليه وسلم 0والمؤمنين عن 0سب آلهة المشركين، وإن كان فيه مصلحة ، إلا أنه يترتب عليه مفسدة أعظممنها ، وهي مقابلة المشركين بسب إله المؤمنين ، وهو الله لا إله إلا هو .- وقال أيضا- ومن هذا القبيل - وهوتركالمصلحة لمفسدة أرجح منها - ما جاء في الصحيح أن رسول الله صلىالله عليه وسلم قال : " ملعون من سب والديه " قالوا : يا رسول الله ، وكيف يسب 0الرجل والديه؟ قال : " يسب أبا الرجل فيسب أباه ، ويسب أمه فيسب أمه " – قلت: ويحدث هذا أحيانا من أصحاب العقول الضيقة من المسلمين اذ عند شدة الغضب قد يسبون دين الله!-والعياذ بالله- وليس معنى هذا انكاره لربوبية الله ولا دين الاسلام 00لأنه اذا ذهب عنه الغضب0ندم وصار يسأل عن التوبة والكفارة!- ونحن لانقول هذا الكلام دفاعا عن مشركى قريش 00ولكن تحذيرا للمسلمين أن يدعون غير الله فى الشدائد تحت ذريعة أنهم ماداموا مقرين بأن الذى خلقهم هو الله وأن الذى بيده كل شئ هوالله لايضرهم دعاء غير الله-وأما قول المخالف: ثم قالوا: إن الذين يتوسلون بالأنبياء والأولياء ويتشفعون بهم وينادونهم عند الشدائد هم عابدون لهم – الجواب: هذا المقطع فيه خلط-أما التوسل –وهو قول القائل- اللهم بجاه نبيك أو وليك- أوحتى قول القائل: يارسول الله ادع لى-فهذا لم يقل أإحد من علمائنا-فيما أعلم انه شرك وانما يرون عدم جوازه سدا للذرائع لأن كثيرا من عوام المسلمين لايفرقون بين التوسل بالصيغة التى ذكرناها وبين الدعاء المباشر الذى هو مخ العبادة- واما دعاء المضطر فيما لايقدر عليه الا الله0 فلا شك أنه عبادة لايجوز صرفها الا لله وحده- لقوله تعالى-أمن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض أاله مع الله- - ولا يملك المخالفون مثقال ذرة من دليل واضح يجيز عند الاضطرار دعاء الميت أو الغائب مباشرة- ومن وجد شيئا فنحن مستعدون للرجوع للحق – ونسأل الله الهداية والتوفيق لنا ولسائر المسلمين –والحمد لله رب العالمين- وهذا هو الرد العلمى!!!!!!
رسالة إدارية
لقد تم حظرك للسبب التالي:
مكرر العضو
التاريخ الذي سيتم رفع الحظر عنده: لا يوجد
قلت:كذبوا والله00ماكررت عضويتى 00ولكن هذا هو الدليل العلمى التعسفى 00عند الافلاس!