المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من عاداتي السيئة


ايوب نصر
2018-02-26, 08:34 PM
البارحة فتحت كتاب " معرفة انواع علوم الحديث " لابن الصلاح ، و المعروف اختصارا ب " مقدمة ابن الصلاح " ، لاستشهد ببعض ما ادرجه مصنفه فيه ، و من عادتي ان اكتب في بداية كل كتاب ، التاريخ الذي بدات القراءة فيه ، و في نهايته اضع التاريخ الذي انهيته فيه ، فوجدت اني استغرقت في قرائته ، ما يقارب ثلاث سنوات ، و الكتاب عبارة عن مجلد واحد .

ثم فتحت بعده بعض الكتب ، التي قضيت وطري منها ، فوجدت الامر نفسه ، فأقلها مرافقة لي ، قضى في احضاني سنة ، و كانت هذه العادة السيئة التي ابتليت بها سببا في عدم اطلاعي على كتب كثيرة .

صحيح اني لم اترك بابا من ابواب العلم الا و طرقته ، و قرات فيه ، و لكن لم يكن همي الاستكثار من العلوم ، و قراءة الكتب و حرص على بلوغ نهايتها ، بقدر ما كان همي الروية في القراءة بغية اطالة النظر و اعمال الفكر فيما اقرا ، غير راض ، بما اجده في ظواهر الكلام و الالفاظ ، و مرد ذلك ، هو ان الدر لا يوجد الا في اعماق المحيطات ، و لالتمس درر المعاني و جواهرها فلابد من ركوب بحر الصبر و الروية على ما اقراه من كلمات و ألفاظ ، فكنت اجلس لمذاكرة احدهم في باب من ابواب العلم فيظن اني لم اترك كتابا في ذلك باب الا و قراته ، فيجعلني في عليين اعجابا بي و مدحا لي ، و انا لم اقرا الا كتابا واحدا ، فاذا كشفت له حالي ، و اظهرت له ما ينطوي عليه قلبي ، نزل بي الى اسفل سافلين !!! .

و في هذا المعنى ، ما قاله سلفنا قديما : (( ليس العلم بكثرة الرواية و انما العلم الخشية )) ، فالخشية لا تكون الا بالعلم ، و العلم لا يكون بكثرة الرواية ، انما العلم يكون باطالة النظر في الرواية ، و البحث في دقائها ، و ما اراده صاحبها مما اظهره و اخفاه ، و بهذا تبلغ الخشية ، و ان لم تكثر من الرواية ، فالخشية لا تستقيم لك بجمع العلوم ، و انما باعمال نظرك و فكرك في تلك العلوم .

و هذه المدة الطويلة ، التي استغرقها في قراءة كتاب معين ، تجعل بيني و بين الكتاب مودة و صحبة ، فينزل مني منزلة الرفيق الحميم ، فاذا شارفت على نهايته ، حزنت النفس على فراقه .

كتب: الثلاثاء 9 جمادى الثانية 1439 (26/02/2018)

أبو جهاد الأنصاري
2018-02-27, 12:31 AM
وخير جليس فى الزمان كتابُ.
أراها علامة من علامات حب الله.

ايوب نصر
2018-02-27, 03:01 PM
وخير جليس فى الزمان كتابُ.
أراها علامة من علامات حب الله.

:جز: شيخنا الحبيب

ايوب نصر
2018-03-05, 09:47 PM
التتمة
http://www.ansarsunna.com/vb/showthread.php?t=91828