المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سبيل العلم و الادب


ايوب نصر
2018-03-25, 10:13 PM
كنت اناقش مع احد الاحبة ، ممن يجمعني بهم حب الادب ، و خاصة منه ما كتبه المحافظون ، بعض المقالات التي جادت بها قريحته ، و افاء علينا بها قلمه ، ثم قال لي : التعبير الفلاني اخذته منك .

فقلت له : هكذا هو العلم ، فهو ذو طبيعة تراكمية ، فكل واحد يأخذ من الاخر ، و يضيف شيئا الى ما اخذ ، و انت عندك من الادب و التواضع و الشجاعة ، ما يجعلك تقول هذا ، و هذا من جميل خلقك ، و حسن ادبك ، و اما غيرك ، فمنهم من ياخذ جملا ينتزعها انتزاعا من كلام غيره ، ليسكنها ما يخط من خواطر ، و مثل هذه التصرفات لا تسوؤني ، بل على النقيض من ذلك ، بل تفرحني ، لان في تصرفه هذا اعترافا بي و بما اكتبه و انشره .
و قلت : انت لك اسلوب خاص و جميل ، لا يفسده كلمة او جملة اخذتها ، و اضفت اليها شيئا من قريحتك ، و كلنا هكذا ، نأتي بافكار نستنبطها من افكار غيرنا ، و نصوغها في كلمات نولدها من كلام من سبقونا ، و نبث فيها شيئا من ذات انفسنا ، و هذا هو العلم .

قال : انا لازلت اكبو و اقع ، و لكني لا اقنع ، بل دائما انظر بعين الاستصغار لما اكتبه ، و هذا من اوجه الشبه بيني و بين الرافعي _ رحمه الله _ .

قلت : هذا هو طالب العلم يجمع بين الخوف و الرجاء ، و كلامك تجد معانيه في قوله _ صل الله عليه و سلم _ حين سأله رجل : اي الصدقة اعظم ، فقال _ صل الله عليه و سلم _ : (( أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر وتأمل الغنى )) فافضل شيء ستكتبه هو ما تكتبه و انت على هذه الحالة (( تخشى الفقر و تأمل الغنى )) ، تخشى من الكبوات و تتجنب العثرات ، و ترجو الرضى من نفسك على ما يجود به ذهنك .
و مادمت على هذه الحال ، فانت على الطريق ، و ابذل لك نصيحة ، نصحني بها حبيب ، فقال : ( اعتبر نفسك في فترة تدريب ) نعم فالمتدرب دئما يأمل الاستمرار في عمله ، و يخاف الاقالة منه ، و مادام على هذا الحال ، فلن يجود الا بالدرر و الجواهر .

كتب : الاحد 7 رجب 1439 (25/03/2018)

معاوية فهمي إبراهيم مصطفى
2018-03-26, 10:15 AM
سلمت يداك و جزاك الله خيراً.

ايوب نصر
2018-03-26, 06:43 PM
سلمت يداك و جزاك الله خيراً.

امين و اياك اخي الحبيب