ايوب نصر
2018-03-26, 08:31 PM
لعلك تذكر صديقي المحب للادب و العلم ، و الذي حدثك عنه و عن حواري معه اكثر من مرة ، و هو لي ليس مجرد صديق ، بل هو من القلة الذين استمد منهم الهامي ، فتجدني كلما كلمت احدهم ، الا و تحركت قريحتي ، و تنملت اصابعي ، و اصبح وزن القلم عندي مهملا .
هذا الصديق اختلف الي اليوم يكلمنى عن الرافعي و العقاد ، و المعركة بينهما ، و انه نظر في كتاب الرافعي " على السفود " ، ثم قال " يظهر لك العقاد رغم انه مكين كما قالها خليل الرافعي العريان ومن قدموا لكتاب الرافعي ..يظهر لك انه مجرد طويلب صغير "
فسالته : تعرف لماذا تراه طويلب صغير ؟؟؟
و قلت : لانك لم تنظر اليه بعينك بل نظرت اليه بعين الرافعي ، و العقاد امام الرافعي هو طويلب صغير ، فلو نظرت للعقاد بعينك وجدته من جبابرة الذهن و الطبع ، و لكن حين نظرت اليه بعين الرافعي وجدته لا شي .
و من قوة الامام الرافعي _ رحمه الله _ انه يحملك على النظر للاشياء كما يراها هو لا كما تراه انت ، فالرافعي يجعل النملة تنظر لحجم القط ، بنفس العين التي يرى بها الفيل القط، وما حجم القط اما حجم الفيل الا مهمل .
و اذا نظرت لجميع من سفدهم الرافعي ، و تاملت في نقده لهم ، و انت متجرد من هالة الالقاب ، لوجدت القوم اهون من جناح الذبابة .
و كل من عرض للعقاد ، مثل طه حسين و غيره ، تجدهم لم يعرضوا له الا لماما و على استحياء ، و ذلك لخوفهم من قلمه ، لما كانوا ينظرون اليه باعينهم ، و انا على يقين لو انهم نظروا اليه بعين الرافعي ، لعرضوا له و هم في حالة من خلع العذار و نزع ربقة الحياء ، و بدل ان يقول طه ، ببلاغته ، في حق العقاد انه : " امير الشعر " ، لكان اقتبس تعليق الرافعي الذي وصف فيه كلام طه بقوله : " انما اراد طه في سخريته أن يقول: فان لم تثبتوا ان فيكم من استطاع ان يخلف شوقي فاصغروا واصغروا حتى يكون العقاد اميركم "
و نقد الرافعي للعقاد ، كان من اقوى ما كتب في النقد ، لكن نبثت فينا نابثة لم ترى في الكتاب الا ما شابه من بعض الكلمات ، فحاولت حجب الشمس بالابهام ، لان الرافعي كان يترك نفسه على سجيتها و يطلق الكلام على عواهنه احيانا ، دون تنميق القول او تحيز الى صنعة ، و التعلق بهذه العلة يعتبر من الطوام ، لان القوم ينظرون فقط لردة الفعل ، و لم ينظروا للجريمة التي انتجت ردة الفعل ، و التي ارتكبت في حق عقيدة امة و لغتها و ادابها و تاريخها الطاعن في القدم .
كتب : الاثنين 8 رجب 1439 ( 26/03/2018)
هذا الصديق اختلف الي اليوم يكلمنى عن الرافعي و العقاد ، و المعركة بينهما ، و انه نظر في كتاب الرافعي " على السفود " ، ثم قال " يظهر لك العقاد رغم انه مكين كما قالها خليل الرافعي العريان ومن قدموا لكتاب الرافعي ..يظهر لك انه مجرد طويلب صغير "
فسالته : تعرف لماذا تراه طويلب صغير ؟؟؟
و قلت : لانك لم تنظر اليه بعينك بل نظرت اليه بعين الرافعي ، و العقاد امام الرافعي هو طويلب صغير ، فلو نظرت للعقاد بعينك وجدته من جبابرة الذهن و الطبع ، و لكن حين نظرت اليه بعين الرافعي وجدته لا شي .
و من قوة الامام الرافعي _ رحمه الله _ انه يحملك على النظر للاشياء كما يراها هو لا كما تراه انت ، فالرافعي يجعل النملة تنظر لحجم القط ، بنفس العين التي يرى بها الفيل القط، وما حجم القط اما حجم الفيل الا مهمل .
و اذا نظرت لجميع من سفدهم الرافعي ، و تاملت في نقده لهم ، و انت متجرد من هالة الالقاب ، لوجدت القوم اهون من جناح الذبابة .
و كل من عرض للعقاد ، مثل طه حسين و غيره ، تجدهم لم يعرضوا له الا لماما و على استحياء ، و ذلك لخوفهم من قلمه ، لما كانوا ينظرون اليه باعينهم ، و انا على يقين لو انهم نظروا اليه بعين الرافعي ، لعرضوا له و هم في حالة من خلع العذار و نزع ربقة الحياء ، و بدل ان يقول طه ، ببلاغته ، في حق العقاد انه : " امير الشعر " ، لكان اقتبس تعليق الرافعي الذي وصف فيه كلام طه بقوله : " انما اراد طه في سخريته أن يقول: فان لم تثبتوا ان فيكم من استطاع ان يخلف شوقي فاصغروا واصغروا حتى يكون العقاد اميركم "
و نقد الرافعي للعقاد ، كان من اقوى ما كتب في النقد ، لكن نبثت فينا نابثة لم ترى في الكتاب الا ما شابه من بعض الكلمات ، فحاولت حجب الشمس بالابهام ، لان الرافعي كان يترك نفسه على سجيتها و يطلق الكلام على عواهنه احيانا ، دون تنميق القول او تحيز الى صنعة ، و التعلق بهذه العلة يعتبر من الطوام ، لان القوم ينظرون فقط لردة الفعل ، و لم ينظروا للجريمة التي انتجت ردة الفعل ، و التي ارتكبت في حق عقيدة امة و لغتها و ادابها و تاريخها الطاعن في القدم .
كتب : الاثنين 8 رجب 1439 ( 26/03/2018)