ايوب نصر
2018-04-10, 09:46 PM
اعرف انك كنت تنتظر ان اتيك بالمقالة الخامسة ، من مقالات " من احاديث الجامعة " ، لكن لم تجر به المقادير ، فقد صرفت عن كتابتها و عن بحث اعمل عليه ، حول البيان ، و الذي توسع بي و تفرع الى الذب عن الرافعي ، و الى الاعجاز في كتاب الاسلام ، و ذلك لما اتصل بي من لمز احدهم للرافعي _ رحمه الله _ ، فوضعت القلم لاحمله مرة اخرى لكن لكتابة هذه المقالة .
هذا شخص يدعي العلم بالادب ، كنت قد قرات له شيئا قبل مدة ، فلم اقم له وزنا ، فاعرضت عنه ، لما كانت كتاباته من نوع قولهم : " نزلت من الحافلة و دخلت الحديقة و اكلت الرمان و طفت بالاشجار و تبسل علينا الشبان ( تبسل لفظ جديد ، له معاني كثيرة و فيه افكار عميقة ، اهديه لصاحبنا ) " ، و تركته لمتابعيه ينفخون فيه ، كنفخهم للفقاقيع ، فاذا انفجرت لم يجدوا شيئا .
قال هذا الشخص : " كُتبي المُفضّلة ليس فيها من يتكلّم بلغة الحريري أو الهمذاني، فهذه اللغة الخشنة لا تستهويني ولا تدهشني ولا تحرّك في داخلي إلا المللَ، فأنا أهتم بالفِكرة أكثر من اهتمامي بألفاظ المؤلّف ولغته، لذلك لا تجدني ( مثلاً) أطربُ للرافعي ولغته في غير كتابين له فقط : (وحي القلم)، و(تحت راية القرآن) ..أما ما سواهما فأجعله بعيدًا عن ناظري في المكتبة !
ملاحظة : هذا ذوقي ولا شأن لي بغيري .."
و هذا كلامه بنصه و حرفه ، لم اغير فيه شيئا و لم انقص منه شيئا .
و قبل رد هذا الكلام ، عندي سؤال لهذا الشخص : هل كتاب انور الجندي معروض للبيع ، حتى يعرف القراء ان الامر لا علاقة له لا بذوق و لا يحزنون ؟؟؟
فصحابنا ، اخذ هذا الراي من مقالة في كتاب المعارك لانور الجندي ثم بدل و غير في الالفاظ ، و لكن هل تعرف لمن هذه المقالة و لمن هذا الراي ؟؟ انه للتالف سلامة موسى ، الذي امضى حياته يهاجم القران و احكامه و يدعو للافرنج ، و يهاجم العربية و اساليبها و يدعو للعامية ، و هذه هي الافكار التي تستهوي صاحبنا ، و حتى لا يتظلم و يبدا في اللطم ، و ينكر ما اقترفه من جرم ، فاننا نكشف له ، و من كلامه ، انه سرق النقد ، فانظر الى قوله " لذلك لا تجدني ( مثلاً) أطربُ للرافعي ولغته في غير كتابين له فقط : (وحي القلم)، و(تحت راية القرآن) ..أما ما سواهما فأجعله بعيدًا عن ناظري في المكتبة ! "
فسلامة موسى ، قرا ثم نقد ، و صحبنا لم يقرا ، و انما جعل الكتب بعيدة عن ناظره ، فكيف قراها و هو قد جعلها بعيدة عن ناظره ؟؟؟ و ان نفترض و على سبيل الجدل لا التسليم انه قرا ، فقد قرا منها مقالة او اثنتين ، ثم جعلها بعيد عن ناظره .
و قد نفث الشيطان في روعه ، انه لا يوجد في متابعيه من يكشف عواره ، و قد صدقه الشيطان في هذا ، و لكنه لم ينفث في روعه انه يوجد في غير متابعيه من يفعل ذلك .
يقول : " فأنا أهتم بالفِكرة أكثر من اهتمامي بألفاظ المؤلّف ولغته "
و اي بلاء نزل بالامة و ادابها و علومها ، على يد هؤلاء الاغمار الكبار في اعمارهم ، الصغار في عقولهم ، و الذي يجهله هذا الاديب الاريب !!! ان الادب لا يقوم الا باللفظ و المعنى ، فاذا كانت الالفاظ تركب على المعاني ، فان المعنى و الافكار لا تتم و تكتمل الا بالالفاظ الدقيق المناسبة لها و الدالة عليها ، و الا فما الفرق بينك و بين الحمار ، الفرق بينكما ليس في العقل ، و الا لكان الاحمق حمارا ، و انما الفرق بينكما هو في البيان ، و البيان لا يكتمل و لا يعتبر بيانا الا بالمعاني و الالفاظ المركبة عليه اولا ، و المرتبة فيما بينها ثانيا ، فاذا زال احد الركنين ، اصبحت حمارا او كالحمار ، و في هذا بيان شاف ، و لن ابسط الكلام هنا ، لان موضع بسطه هو بحثي الذي اعمل عليه .
يقول " لذلك لا تجدني ( مثلاً) أطربُ للرافعي ولغته في غير كتابين له فقط : (وحي القلم)، و(تحت راية القرآن) ..أما ما سواهما فأجعله بعيدًا عن ناظري في المكتبة ! "
تعرف لماذا استثنى وحي القلم ؟؟ لان هذا ايضا سرقه من تقريظ العريان لوحي القلم ، ثم اضاف اليه ( تحت راية القران ) ليخفي سرقته .
و هنا يقصد ما كتبه الرافعي من الرسائل و ما يدور في فلكها من السحاب و الاوراق ، فصاحبنا و تالف سلامة موسى لم يفهما شيئا من كلام الرافعي ، فقالا ان هذه الكتب لا افكار فيها ، و هذا ضرب من الخبل نرده من وجهين :
الاول : ماذا يقصده صاحبنا بالافكار ؟؟ و ما هي حدود الافكار عنده ؟؟؟
و هو ملزم بالجواب ، فانا لا اضيع الوقت في الكتابة حتى لا احصل على جواب .
الثاني : و له علاقة بالاول ، فلتخلص الى الافكار و المعاني الموجودة في كتاب معين ، فهذا يلزم دراسة طبيعة الكتاب و نوعه ، و للتقريب نقول : ان ما يمكن ان تفهمه من كتاب الكاشف للذهبي هو غير ما يمكن ان تفهمه من سير اعلام النبلاء للمصنف نفسه . فالاوراق و الرسائل و السحاب ، نزح فيها صاحبها الى نوع من الكتابة يديرها على موضوع هذه الكتب ، و ليظهر لمن له علم ان هذه الكتب انما كتبت بعد اعمال الفكر و اطالة النظر في المعاني ، هو ان تلك المعاني سكنت فؤاده اخذت بخلجات نفسه و ملكت قلبه ، ثم اخذت تلك المعاني نفسها في اختيار الالفاظ المناسبة لها و الدالة عليها ، و ترتيبها و تأليفها وفق ضرب من التأليف دقيق. و لذلك صعب على التالف سلامة موسى ان ينفذ الى المعاني ، لان التعود على الفوضى يصعب معه استعاب الدقة ، و لهذا جعل صاحبنا كتب الرافعي " بعيدة عن ناظره " ، لانه تعود على " نزلت من الحافلة و دخلت الحديقة و اكلت الرمان و طفت بالاشجار و تبسل علينا الشبان " و غيره من الكلام الذي لا لفظ فيه و لا معنى ،و انما هو كلام يتقممه من هنا و هناك ، و هذه هي الفوضى
اما قوله " ملاحظة : هذا ذوقي ولا شأن لي بغيري .."
فقد وجب تصويب هذه الجملة الى " هذا راي التالف سلامة موسى " ، و لا نقول الا كما قال الاستاذ الامام " العجب من النعم "
و هذه الاسطر من كلام العريان لا اجد لها احسن من هذا الموضوع : " فمن شاء أن يقرأ ما كتب الرافعي ليتذوق أدبه فيأخذ عنه أو يحكم عليه، فليستوثق من نفسه قبلُ، ويستكمل وسائله، فإن اجتمعت له أداته من اللغة والذوق البياني، وأحس إحساس النفس العربية المسلمة فيما تحب وما تكره وما يخطر في أمانيها؛ فذوقه ذوق وحكمه حكم، وإلا فليُسقط الرافعي من عداد من يقرأ لهم, أو فليسقط نفسه من عداد هذه الأمة. "
و اقول معلقا : لقد اسقط سلامة موسى نفسه من عداد الامة ، و ترك لصاحبنا و امثاله ان يسقطوا انفسهم من عداد الامة و ان يسقطوا الرافعي من عداد من يقرؤون لهم
كتب: الثلاثاء 24 رجب 1439 (10/04/2018)
هذا شخص يدعي العلم بالادب ، كنت قد قرات له شيئا قبل مدة ، فلم اقم له وزنا ، فاعرضت عنه ، لما كانت كتاباته من نوع قولهم : " نزلت من الحافلة و دخلت الحديقة و اكلت الرمان و طفت بالاشجار و تبسل علينا الشبان ( تبسل لفظ جديد ، له معاني كثيرة و فيه افكار عميقة ، اهديه لصاحبنا ) " ، و تركته لمتابعيه ينفخون فيه ، كنفخهم للفقاقيع ، فاذا انفجرت لم يجدوا شيئا .
قال هذا الشخص : " كُتبي المُفضّلة ليس فيها من يتكلّم بلغة الحريري أو الهمذاني، فهذه اللغة الخشنة لا تستهويني ولا تدهشني ولا تحرّك في داخلي إلا المللَ، فأنا أهتم بالفِكرة أكثر من اهتمامي بألفاظ المؤلّف ولغته، لذلك لا تجدني ( مثلاً) أطربُ للرافعي ولغته في غير كتابين له فقط : (وحي القلم)، و(تحت راية القرآن) ..أما ما سواهما فأجعله بعيدًا عن ناظري في المكتبة !
ملاحظة : هذا ذوقي ولا شأن لي بغيري .."
و هذا كلامه بنصه و حرفه ، لم اغير فيه شيئا و لم انقص منه شيئا .
و قبل رد هذا الكلام ، عندي سؤال لهذا الشخص : هل كتاب انور الجندي معروض للبيع ، حتى يعرف القراء ان الامر لا علاقة له لا بذوق و لا يحزنون ؟؟؟
فصحابنا ، اخذ هذا الراي من مقالة في كتاب المعارك لانور الجندي ثم بدل و غير في الالفاظ ، و لكن هل تعرف لمن هذه المقالة و لمن هذا الراي ؟؟ انه للتالف سلامة موسى ، الذي امضى حياته يهاجم القران و احكامه و يدعو للافرنج ، و يهاجم العربية و اساليبها و يدعو للعامية ، و هذه هي الافكار التي تستهوي صاحبنا ، و حتى لا يتظلم و يبدا في اللطم ، و ينكر ما اقترفه من جرم ، فاننا نكشف له ، و من كلامه ، انه سرق النقد ، فانظر الى قوله " لذلك لا تجدني ( مثلاً) أطربُ للرافعي ولغته في غير كتابين له فقط : (وحي القلم)، و(تحت راية القرآن) ..أما ما سواهما فأجعله بعيدًا عن ناظري في المكتبة ! "
فسلامة موسى ، قرا ثم نقد ، و صحبنا لم يقرا ، و انما جعل الكتب بعيدة عن ناظره ، فكيف قراها و هو قد جعلها بعيدة عن ناظره ؟؟؟ و ان نفترض و على سبيل الجدل لا التسليم انه قرا ، فقد قرا منها مقالة او اثنتين ، ثم جعلها بعيد عن ناظره .
و قد نفث الشيطان في روعه ، انه لا يوجد في متابعيه من يكشف عواره ، و قد صدقه الشيطان في هذا ، و لكنه لم ينفث في روعه انه يوجد في غير متابعيه من يفعل ذلك .
يقول : " فأنا أهتم بالفِكرة أكثر من اهتمامي بألفاظ المؤلّف ولغته "
و اي بلاء نزل بالامة و ادابها و علومها ، على يد هؤلاء الاغمار الكبار في اعمارهم ، الصغار في عقولهم ، و الذي يجهله هذا الاديب الاريب !!! ان الادب لا يقوم الا باللفظ و المعنى ، فاذا كانت الالفاظ تركب على المعاني ، فان المعنى و الافكار لا تتم و تكتمل الا بالالفاظ الدقيق المناسبة لها و الدالة عليها ، و الا فما الفرق بينك و بين الحمار ، الفرق بينكما ليس في العقل ، و الا لكان الاحمق حمارا ، و انما الفرق بينكما هو في البيان ، و البيان لا يكتمل و لا يعتبر بيانا الا بالمعاني و الالفاظ المركبة عليه اولا ، و المرتبة فيما بينها ثانيا ، فاذا زال احد الركنين ، اصبحت حمارا او كالحمار ، و في هذا بيان شاف ، و لن ابسط الكلام هنا ، لان موضع بسطه هو بحثي الذي اعمل عليه .
يقول " لذلك لا تجدني ( مثلاً) أطربُ للرافعي ولغته في غير كتابين له فقط : (وحي القلم)، و(تحت راية القرآن) ..أما ما سواهما فأجعله بعيدًا عن ناظري في المكتبة ! "
تعرف لماذا استثنى وحي القلم ؟؟ لان هذا ايضا سرقه من تقريظ العريان لوحي القلم ، ثم اضاف اليه ( تحت راية القران ) ليخفي سرقته .
و هنا يقصد ما كتبه الرافعي من الرسائل و ما يدور في فلكها من السحاب و الاوراق ، فصاحبنا و تالف سلامة موسى لم يفهما شيئا من كلام الرافعي ، فقالا ان هذه الكتب لا افكار فيها ، و هذا ضرب من الخبل نرده من وجهين :
الاول : ماذا يقصده صاحبنا بالافكار ؟؟ و ما هي حدود الافكار عنده ؟؟؟
و هو ملزم بالجواب ، فانا لا اضيع الوقت في الكتابة حتى لا احصل على جواب .
الثاني : و له علاقة بالاول ، فلتخلص الى الافكار و المعاني الموجودة في كتاب معين ، فهذا يلزم دراسة طبيعة الكتاب و نوعه ، و للتقريب نقول : ان ما يمكن ان تفهمه من كتاب الكاشف للذهبي هو غير ما يمكن ان تفهمه من سير اعلام النبلاء للمصنف نفسه . فالاوراق و الرسائل و السحاب ، نزح فيها صاحبها الى نوع من الكتابة يديرها على موضوع هذه الكتب ، و ليظهر لمن له علم ان هذه الكتب انما كتبت بعد اعمال الفكر و اطالة النظر في المعاني ، هو ان تلك المعاني سكنت فؤاده اخذت بخلجات نفسه و ملكت قلبه ، ثم اخذت تلك المعاني نفسها في اختيار الالفاظ المناسبة لها و الدالة عليها ، و ترتيبها و تأليفها وفق ضرب من التأليف دقيق. و لذلك صعب على التالف سلامة موسى ان ينفذ الى المعاني ، لان التعود على الفوضى يصعب معه استعاب الدقة ، و لهذا جعل صاحبنا كتب الرافعي " بعيدة عن ناظره " ، لانه تعود على " نزلت من الحافلة و دخلت الحديقة و اكلت الرمان و طفت بالاشجار و تبسل علينا الشبان " و غيره من الكلام الذي لا لفظ فيه و لا معنى ،و انما هو كلام يتقممه من هنا و هناك ، و هذه هي الفوضى
اما قوله " ملاحظة : هذا ذوقي ولا شأن لي بغيري .."
فقد وجب تصويب هذه الجملة الى " هذا راي التالف سلامة موسى " ، و لا نقول الا كما قال الاستاذ الامام " العجب من النعم "
و هذه الاسطر من كلام العريان لا اجد لها احسن من هذا الموضوع : " فمن شاء أن يقرأ ما كتب الرافعي ليتذوق أدبه فيأخذ عنه أو يحكم عليه، فليستوثق من نفسه قبلُ، ويستكمل وسائله، فإن اجتمعت له أداته من اللغة والذوق البياني، وأحس إحساس النفس العربية المسلمة فيما تحب وما تكره وما يخطر في أمانيها؛ فذوقه ذوق وحكمه حكم، وإلا فليُسقط الرافعي من عداد من يقرأ لهم, أو فليسقط نفسه من عداد هذه الأمة. "
و اقول معلقا : لقد اسقط سلامة موسى نفسه من عداد الامة ، و ترك لصاحبنا و امثاله ان يسقطوا انفسهم من عداد الامة و ان يسقطوا الرافعي من عداد من يقرؤون لهم
كتب: الثلاثاء 24 رجب 1439 (10/04/2018)