ايوب نصر
2018-06-30, 06:01 PM
ان الذاكرة ملكة مستبدة ، تجعلك تنسى الاحداث زمنا ، ثم تجعلها تعيش في ذهنك و فكرك طورا .
مقال كتبته قديما ، و غيب عني في غيابات اوراقي ، ثم لمحت طيفه قبل ايام ، فرفعت لعيني احداث قديمة ، و هذا المقال كتبته تحت عنوان " الاقران اعلم ببعضهم من غيرهم " .
دار نقاش في حصة الجرح و التعديل ، بيني و بين بعض الطلبة حول قاعدة " كلام الاقران يطوى و لا يروى " ، و من انعم الله علي ان جعلني قوي العارضة و من انعمه ايضا ان يسر لي معلما و شيخا حرص على تنمية هذه العارضة، و رافقني حتى استحصدت و اشتد عودي ، و اصبحت مطيقا للنظر و الجدال و استنباط الحجج و بنائها ، فاطلق الله لساني بما قدمته لك في المقال الاول _ و كنت قد كتبته قبل هذا الذي اقصه عليك بسنة تقريبا _ فانقطعت حجتهم امامي ، و لكنهم ظلوا في غيهم سادرين و على باطلهم قائمين ، و هل علي من شيء الا ان :
دعوتـهمُ للصالحات فأعـرضوا ** وقالوا ضَلالا: أنت خِبٌّ مكذَّبُ
و كنت طوال نقاشي معهم ، اقبل بنظري قبل الاستاذ فاجد ابتسامة تملا محياه ، و بعدما فرغت منهم ، وجهت اليه سؤالا ، ظاهره الاسترشاد ، و باطنه من قبله الالغام ، و هذا نصه :
" هل تعديل الاقران بعضهم لبعض يطوى او يروى ؟؟؟"
فقال ، و قد ازداد تبسما ، : طبعا يروى
قلت : قد يكون تعديل بعضهم لبعض لمصلحة بينهما او لعصبية مذهبية او غيرهما مما يحتج به لرد كلام الاقران بعضهم في بعض
قال : لو نظرت في تراجم هؤلاء ، ستعرف ما بلغه الواحد منهم من الدين و التقوى و الفضيلة ، مما يترفع معه عن تزكية احد لعصية مذهبية او مصلحة شخصية .
قلت : و هذا الذي اريده _ بارك الله فيك _ فالدين نفسه و التقوى نفسها التي تمنعهم من تعديل بعضهم البعض لاجل مصلحة شخصية او عصبية مذهبية ، هي نفسها التي تمنعهم من الكلام في بعضهم البعض لاجل مصلحة الشخصية او عصبية مذهبية .
فانظر ، يا صاحبي ، ففي ما قصصته عليك دليل قوي و حجة بالغة ، على ان قاعدة " كلام الاقران يطوى و لا يروى " انما هي استثناء و ليست الاصل ، لان الاصل هو قبول كلام الاقران بعضهم في بعض، الى ان يثبت ان كلامهم لا دليل عليه او مرده الى مصلحة شخصية او نزعة مذهبية .
كتب: السبت 16 شوال 1439 ( 30/06/2018)
مقال كتبته قديما ، و غيب عني في غيابات اوراقي ، ثم لمحت طيفه قبل ايام ، فرفعت لعيني احداث قديمة ، و هذا المقال كتبته تحت عنوان " الاقران اعلم ببعضهم من غيرهم " .
دار نقاش في حصة الجرح و التعديل ، بيني و بين بعض الطلبة حول قاعدة " كلام الاقران يطوى و لا يروى " ، و من انعم الله علي ان جعلني قوي العارضة و من انعمه ايضا ان يسر لي معلما و شيخا حرص على تنمية هذه العارضة، و رافقني حتى استحصدت و اشتد عودي ، و اصبحت مطيقا للنظر و الجدال و استنباط الحجج و بنائها ، فاطلق الله لساني بما قدمته لك في المقال الاول _ و كنت قد كتبته قبل هذا الذي اقصه عليك بسنة تقريبا _ فانقطعت حجتهم امامي ، و لكنهم ظلوا في غيهم سادرين و على باطلهم قائمين ، و هل علي من شيء الا ان :
دعوتـهمُ للصالحات فأعـرضوا ** وقالوا ضَلالا: أنت خِبٌّ مكذَّبُ
و كنت طوال نقاشي معهم ، اقبل بنظري قبل الاستاذ فاجد ابتسامة تملا محياه ، و بعدما فرغت منهم ، وجهت اليه سؤالا ، ظاهره الاسترشاد ، و باطنه من قبله الالغام ، و هذا نصه :
" هل تعديل الاقران بعضهم لبعض يطوى او يروى ؟؟؟"
فقال ، و قد ازداد تبسما ، : طبعا يروى
قلت : قد يكون تعديل بعضهم لبعض لمصلحة بينهما او لعصبية مذهبية او غيرهما مما يحتج به لرد كلام الاقران بعضهم في بعض
قال : لو نظرت في تراجم هؤلاء ، ستعرف ما بلغه الواحد منهم من الدين و التقوى و الفضيلة ، مما يترفع معه عن تزكية احد لعصية مذهبية او مصلحة شخصية .
قلت : و هذا الذي اريده _ بارك الله فيك _ فالدين نفسه و التقوى نفسها التي تمنعهم من تعديل بعضهم البعض لاجل مصلحة شخصية او عصبية مذهبية ، هي نفسها التي تمنعهم من الكلام في بعضهم البعض لاجل مصلحة الشخصية او عصبية مذهبية .
فانظر ، يا صاحبي ، ففي ما قصصته عليك دليل قوي و حجة بالغة ، على ان قاعدة " كلام الاقران يطوى و لا يروى " انما هي استثناء و ليست الاصل ، لان الاصل هو قبول كلام الاقران بعضهم في بعض، الى ان يثبت ان كلامهم لا دليل عليه او مرده الى مصلحة شخصية او نزعة مذهبية .
كتب: السبت 16 شوال 1439 ( 30/06/2018)