![]() |
[CENTER][B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][FONT=traditional arabic][SIZE=5][COLOR=royalblue][COLOR=indigo]" نزهة في السجن "[/COLOR]
[COLOR=darkgreen]سقطت (بغداد) في يد التتار، فأخذوا يخربون البلاد، ويأسرون العباد، والناس يفرون من أمامهم، وقد سادهم الذعر الشديد وفي هذا الوقت الحالك السواد المدلهم الظلمة ولد تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن تيمية في (حران) بالغرب من دمشق في يوم الاثنين 10 ربيع الأول 661هـ بعد سقوط بغداد في أيدي التتار بست سنوات. [/COLOR] كان ابن تيمية قوي الإيمان، فصيح اللسان، شجاع القلب، غزير العلم، وكان قوة عظمى يحسب لها الأعداء ألف حساب، فازداد الناس تعلقًا به، والتفافًا حوله، وظل يقضي وقته بين التدريس في المساجد، وتبصير الناس بأمور دينهم، وبيان ما أحل الله وحرم، والدفاع عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن أعداءه ومنافسيه كانوا له بالمرصاد، فأوقعوا بينه وبين سلطان مصر والشام (ركن الدين بيبرس) فنقل إلى مصر وتمت محاكمته بحضور القضاة وكبار رجال الدولة، فحكموا عليه بالحبس سنة ونصف في القلعة، ثم أخرجوه من السجن، وعقدوا جلسة مناظرة بينه وبين منافسيه وخصومه،فكسب (ابن تيمية) المناظرة، ورغم ذلك لم يتركه الخصوم فنفي إلى الشام، ثم عاد مرة أخرى إلى مصر وحبس، ثم نقل إلى الإسكندرية حيث حبس هناك ثمانية أشهر . [COLOR=sienna]واستمرت محنته واضطهاده إلى أن عاد إلى القاهرة حيث قرر السلطان (الناصر محمد بن قلاوون) براءته من التهم الموجهة إليه، وأعطاه الحق في عقاب خصومه الذين كانوا السبب في عذابه واضطهاده، لكن الإمام (ابن تيمية) فضل أن يعفو عنهم!! وهكذا تكون شيم الكرام . [/COLOR] [COLOR=darkgreen]وظل (ابن تيمية) في القاهرة ينشر العلم، ويفسر القرآن الكريم، ويدعو المسلمين إلى التمسك بكتاب الله وسنة رسوله، ثم رحل إلى (مشق) بعد أن غاب عنها سبع سنين، وخلال وجوده هناك أفتى في مسألة، فأمره السلطان بأن يغير رأيه فيها، لكنه لم يهتم بأوامر السلطان وتمسك برأيه وقال : (لا يسعني كتمان العلم) فقبضوا عليه وحبسوه ستة أشهر ثم خرج من سجنه ورجع يفتي بما يراه مطابقًا لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. [/COLOR] [COLOR=blue]لكن خصومه انتهزوا فرصة إفتائه في مسألة شد الرحال إلى قبور الأنبياء والصالحين، فقد كان يرى أن تلك الزيارة ليست واجبة على المسلمين، فشنعوا عليه حتى حبس هو وأخوه الذي كان يخدمه، ورغم ذلك لم ينقطع عن التأليف والكتابة، لكنهم منعوه من ذلك، فأرادوا كتمان صوت علمه أيضا، فأخرجوا ما عنده من الحبر والورق، فلم تلن عزيمته ولم تضعف همته وتحداهم، فكان يكتب بالفحم على أوراق مبعثرة هنا وهناك، وكان من أقواله (حبسي خلوة، وقتلي شهادة، ونفيي سياحة) . [/COLOR] وقد توفي (ابن تيمية) عام 728هـ وهو على حاله صابرًا مجاهدًا، مشتغلاً بالعلم، وحضر جنازته أكثر من خمسمائة ألف مسلم، وله مؤلفات كثيرة تجاوزت ثلاثمائة مجلد أغلبها في الفقه وأصوله والتفسير . [COLOR=darkgreen]نفي وسجن وتغريب وتعذيب لم توهن مجتمعة أو متفرقة من عزيمة هذا العالم الكبير ! . [/COLOR] سجنوه ومنعوا القلم والقرطاس عنه فلم ييأس.. بل بحث عن بصيص أمل يومض في ظلام سجنه الجائر, فوجد قطع الفحم فأشعلها بين أصابعه نورًا ينثر ضياءه على قراطيسه البيضاء ! . [COLOR=darkorchid]زُجَّ به بريئًا في عتمة سجن بارد موحش.. فلم يثر أو ينهار أو ييأس, بل قال بكل تفاؤل وأمل (حبسي خلوة، وقتلي شهادة، ونفيي سياحة) فكان عزاؤه لنفسه بهذه الكلمات النورانية أشبه بمشعل متوقد منحه من القوة والصلابة ما جعله يورث لنا هذا الكم الهائل من المؤلفات التي بقيت آثارها في حين لم يبق الزمان آثارًا لكلمات سجانيه وظالميه ! . [/COLOR] * فتأمل أيها القارئ صلابة هذا الشيخ وضياء الأمل الذي منحه له النور الإيماني العجيب في داخله ! .[/COLOR][/SIZE][/FONT][/SIZE][/FONT][/B][/CENTER] |
[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=teal][B][FONT=traditional arabic][SIZE=5][COLOR=blue]وقال[/COLOR][/SIZE][/FONT][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=teal][B][FONT=traditional arabic][SIZE=5][COLOR=blue] [/COLOR][/SIZE][/FONT][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=teal][B][FONT=traditional arabic][SIZE=5] حب الدنيا والمال وطلبـه أصـل كل سيئـة .[/SIZE][/FONT][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][COLOR=teal][B][FONT=traditional arabic][SIZE=5] [/SIZE][/FONT][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER] |
[align=center][/align]نتاااااااااااااابع
|
[align=center][/align][I][COLOR=olive][SIZE=5]
[/SIZE][/COLOR][/I] [I][COLOR=olive][SIZE=5][I][COLOR=olive][SIZE=5]شيخ الإسلام ابن تيمية [/SIZE][/COLOR][/I]من شأن أهل البدع : أنهم يبتدعون أقوالا يجعلونها واجبة في الدين، بل يجعلونها من الإيمان الذي لا بد منه ، ويكفرون من خالفهم فيها، ويستحلون دمه كفعل الخوارج والجهمية والرافضة والمعتزلة وغيرهم. وأهل السنة لا يبتدعون قولا ، ولا يكفرون من اجتهد فأخطأ، وإن كان مخالفا لهم مكفرا لهم مستحلا لدمائهم، كما لم تكفر الصحابة الخوارج، مع تكفيرهم لعثمان وعلي ومن والاهما، واستحلالهم لدماء المسلمين المخالفين لهم . رحمه الله تعالى ورفع درجته في عليين[/SIZE][/COLOR][/I] |
[align=center][/align][CENTER][FONT=traditional arabic][SIZE=5][FONT=traditional arabic][SIZE=6][COLOR=teal][COLOR=red]شيخ الإسلام ابن تيمية[/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT][/SIZE][/FONT]
[FONT=traditional arabic][SIZE=5][FONT=traditional arabic][SIZE=6][COLOR=teal] قال رحمه الله : "وكلما كان اتبع لمحمد كان أعظم توحيداً لله و إخلاصاً له في الدين و إذا بعد عن متابعته نقص من دينه بحسب ذلك فإذا أكثر بعده عنه ظهر فيه من الشرك والبدع مالا يظهر فيمن هو أقرب منه إلى اتباع الرسول " . [/COLOR][/SIZE][/FONT][/SIZE][/FONT] [FONT=traditional arabic][SIZE=5][FONT=traditional arabic][SIZE=6][COLOR=teal] مجموع الفتاوى 17 / 498 . [/COLOR][/SIZE][/FONT][/SIZE][/FONT] [FONT=traditional arabic][SIZE=5][FONT=traditional arabic][SIZE=6][COLOR=teal] وقال رحمه الله : " اللذة والفرحة والسرور وطيب الوقت والنعيم الذي لا يمكن التعبير عنه ، إنما هو في معرفة الله سبحانه وتعالى وتوحيده والإيمان به " [/COLOR][/SIZE][/FONT][/SIZE][/FONT] [FONT=traditional arabic][SIZE=5][FONT=traditional arabic][SIZE=6][COLOR=teal] مجموع الفتاوى 28 / 30 . [/COLOR][/SIZE][/FONT][/SIZE][/FONT] [FONT=traditional arabic][SIZE=5][FONT=traditional arabic][SIZE=6][COLOR=teal] وقال رحمه الله : " من تمام محبة الله ورسوله بغض من حاد الله ورسوله " [/COLOR][/SIZE][/FONT][/SIZE][/FONT] [FONT=traditional arabic][SIZE=5][FONT=traditional arabic][SIZE=6][COLOR=teal] مجموع الفتاوى 8 / 362 .[/COLOR][/SIZE][/FONT][/SIZE][/FONT][/CENTER] |
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][FONT=traditional arabic][SIZE=6][COLOR=darkorchid][COLOR=blue]قال بن القيم رحمه الله[/COLOR]
فالحاسـد عـدو النعـم . - الشيطان أعظم ما يتحكم من الإنسان إذا ملأ بطنه من الطعام - الصبر كما تقدم نوعان : اختياري واضطراري ، والاختياري أكمل من الاضطراري ، فإن الاضطراري يشترك فيه الناس ويتأتى ممن لا يتأتى منه الصبر الاختياري ، ولذلك كان صبر يوسف الصديق عن مطاوعة امرأة العزيز ، وصبره على ما ناله في ذلك من الحبس والمكروه أعظم من صبره على ما ناله من إخوته لما ألقوه في الجب ، وفرقوا بينه وبين أبيه وباعوه بيع العبيد . عدة الصابرين : - الشيطان يأمر بسبعين باباً من أبواب الخير ، إما ليتوصل بها إلى باب واحد من أبواب الشر ، وإما ليفوت بها خيراً أعظم من تلك السبعين باباً وأجل وأفضل . بدائع الفوائد : 1/ 505 - لا شيء أنفـع للقلب من قراءة القرآن بالتدبر والتفكر . مفتاح دار السعادة 1 : 554 - قوله تعالى {[COLOR=deepskyblue] ألهاكم التكاثر[/COLOR] } فكل من شغله وألهاه التكاثر بأمر من الأمور عن الله والدار والآخرة فهو داخل في حكم هذه الآيـة . عدة الصابرين : - ولهذا كان الصبر عن معاصي اللسان والفرج من أصعب أنواع الصبر لشدة الداعي إليهما وسهولتهما . عدة الصابرين : [/COLOR][/SIZE][/FONT][/SIZE][/FONT] |
[align=center][/align][FONT=Arial][SIZE=4][SIZE=4][SIZE=4]
[/SIZE][SIZE=4][COLOR=darkred]ومن خلقه الله للنار لم تزل هداياها تأتيه من الشهوات. *إبن القيم من خلقه الله للجنّة لم تزل هداياها تأتيه من المكاره, *إبن القيم [/COLOR][/SIZE][/SIZE][/SIZE][/FONT] |
[align=center][/align][CENTER][FONT=arial narrow][SIZE=6][COLOR=red]وقال[/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=arial narrow]
[SIZE=6] فمتى كان المال في يدك وليس في قلبك لم يضرك ولو كثر ، ومتى كان في قلبك ضرك ولو لم يكن في يدك منه شيء . مدارج السالكين : 1: [/SIZE][SIZE=6]463[/SIZE][/FONT][/CENTER] |
[align=center][/align] [FONT=Arial][B][SIZE=6][COLOR=red]وقال[/COLOR][/SIZE]
[FONT=arial narrow][SIZE=6] **فـــوائــــد غـــض الــبــصـــــر** قال ابن القيم وفي غض البصــر فوائــد أحدها : تخليـص القلب من ألـــم الحسرة ، فمن أطلق نظره دامت حسرته ثانيا : أنه يورث القلب نوراً وإشراقاً يظهر في العين وفي الوجــه وفي الجوارح ثالثا : أنه يورث صحة الفراســة فإنها من النور وثمراتـــه . رابعا : أنه يورث قــوة القلب وثباتــه وشجاعتـه . خامسا : أنه يفتــح له طرق العلـم وأبوابــه ويسهل عليه أبوابــه سادسا : أنه يخلص القلب من أسـر الشهــوة فإن الأسير أسير الشهوة سابعا : أنه يخلص القلب من سكر الشهوة ورقــــدة الغــفلــة قال بعض السلف : إن الذي يخالف هواه يفرق الشيطان من ظله المرجع : روضة المحبين ص : 94 . .................................................. ....................[/SIZE][/FONT][/B][/FONT] |
[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B][FONT=traditional arabic][SIZE=6][COLOR=#0000ff]وقال ابن القيم -رحمه الله-:[/COLOR][/SIZE][/FONT][/B][/SIZE][/FONT]
[FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B][FONT=traditional arabic][SIZE=6] إن الله سبحانه إذا أراد بعبده خيرًا أنساه رؤية طاعاته ورفعها من قلبه ولسانه، فإذا ابتلى بذنب جعله نصب عينيه، ونسى طاعته وجعل همه كله بذنبه، فلا يزال ذنبه أمامه، إن قام أو قعد، أو غدا أو راح، فيكون هذا عين الرحمة في حقه،[/SIZE][/FONT][/B][/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B][FONT=traditional arabic][SIZE=6] كما قال بعض السلف: إن العبد ليعمل الذنب فيدخل به الجنة، ويعمل الحسنة فيدخل بها النار، قالوا: وكيف ذلك؟ قال: يعمل الخطيئة لا تزال نصب عينيه، كلما ذكرها بكى وندم وتاب واستغفر وتضرّع وأناب إلى الله، وذلّ له وانكسر وعمل لها أعمالاً فتكون سبب الرحمة في حقه، ويعمل الحسنة فلا تزال نصب عينيه يمنّ بها، ويراها، ويعتدّ بها على ربه وعلى الخلق، ويتكبر بها ويتعجب من الناس كيف لا يعظمونه ويكرمونه ويجلونه عليها، فلا تزال هذه الأمور به حتى تقوى عليه آثارها فتدخله النار .[/SIZE][/FONT][/B][/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B][FONT=traditional arabic][SIZE=6] فعلامة السعادة ان تكون حسنات العبد خلف ظهره وسيئاته نصب عينيه وعلامة الشقاوة ان يجعل حسناته نصب عينيه وسيئاته خلف ظهره والله المستعان[/SIZE][/FONT][/B][/SIZE][/FONT] [FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B][FONT=traditional arabic][SIZE=6] مفتاح دار السعادة (1/297)[/SIZE][/FONT][/B][/SIZE][/FONT][/CENTER] |
[align=center][/align][CENTER][B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=Green]قال الإمام بن القيم رحمه الله[/COLOR] ... [COLOR=Blue]فى كتابه عدة الصابيرين [/COLOR]
[COLOR=DarkOrange] بعد كلام متحف نافع ماتع[/COLOR] ......كما قال الصحابة رضى الله عنهم ،ابتلينا بالضراء فصبرنا وابتلينا بالسراء فلم نصبر ، والنعمة بالفقر والمرض وقبض الدنيا وأسبابها ، وأ[/SIZE][/FONT][/B][B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][FONT=Traditional Arabic][B][SIZE=6][COLOR=#ff0000][COLOR=RoyalBlue][U][COLOR=Red]ذ[/COLOR][/U][/COLOR][/COLOR][/SIZE][/B][/FONT]ى الخلق قد يكون أعظم النعمتين ( [COLOR=Blue]أى أعظم من الغنى والشرف والعلو والجاه[/COLOR]) وفرض الشكر عليها أوجب من الشكر على [SIZE=7][I][COLOR=Red]أضادها[/COLOR][/I][/SIZE] . [COLOR=DarkOrchid]قال النبى صلى الله عليه وسلم فى الحديث الصحيح[/COLOR] ([COLOR=Green]أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون إن كان أحدهم ليبتلى بالفقر حتى ما يجد أحدهم إلا عبائته التى يحويها وإن كان أحدهم ليفرح بالبلاء كما يفرح أحدكم بالرخاء[/COLOR] ) رواه بن ماجه وسنده على شرط مسلم و[/SIZE][/FONT][/B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][B]عَنْ [URL="http://library.islamweb.net/hadith/RawyDetails.php?RawyID=4396"][COLOR=#000080] أَبِي هُرَيْرَةَ [/COLOR][/URL] ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " [COLOR=green] لَمْ يَتَكَلَّمْ فِي الْمَهْدِ إِلَّا ثَلَاثَةٌ ، عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ، وَصَاحِبُ جُرَيْجٍ ، وَكَانَ جُرَيْجٌ رَجُلًا عَابِدًا فَاتَّخَذَ صَوْمَعَةً ،..........قال ، وَبَيْنَا صَبِيٌّ يَرْضَعُ مِنْ أُمِّهِ ، فَمَرَّ رَجُلٌ رَاكِبٌ عَلَى دَابَّةٍ فَارِهَةٍ وَشَارَةٍ حَسَنَةٍ ، فَقَالَتْ أُمُّهُ : اللَّهُمَّ اجْعَلِ ابْنِي مِثْلَ هَذَا ، فَتَرَكَ الثَّدْيَ وَأَقْبَلَ إِلَيْهِ فَنَظَرَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ثَدْيِهِ فَجَعَلَ يَرْتَضِعُ ، قَالَ : فَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَحْكِي ارْتِضَاعَهُ بِإِصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ فِي فَمِهِ ، فَجَعَلَ يَمُصُّهَا ، قَالَ : وَمَرُّوا بِجَارِيَةٍ وَهُمْ يَضْرِبُونَهَا وَيَقُولُونَ زَنَيْتِ سَرَقْتِ وَهِيَ ، تَقُولُ : حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ، فَقَالَتْ أُمُّهُ : اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهَا ، فَتَرَكَ الرَّضَاعَ وَنَظَرَ إِلَيْهَا ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا ، فَهُنَاكَ تَرَاجَعَا الْحَدِيثَ ، فَقَالَتْ حَلْقَى مَرَّ رَجُلٌ حَسَنُ الْهَيْئَةِ ، فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ اجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهُ ، فَقُلْتَ : اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ ، وَمَرُّوا بِهَذِهِ الْأَمَةِ وَهُمْ يَضْرِبُونَهَا ، وَيَقُولُونَ : زَنَيْتِ سَرَقْتِ ، فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلِ ابْنِي مِثْلَهَا ، فَقُلْت : اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا ، قَالَ : إِنَّ ذَاكَ الرَّجُلَ كَانَ جَبَّارًا ، فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْنِي مِثْلَهُ ، وَإِنَّ هَذِهِ يَقُولُونَ لَهَا زَنَيْتِ ، وَلَمْ تَزْنِ ، وَسَرَقْتِ ، وَلَمْ تَسْرِقْ ، فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِثْلَهَا "[COLOR=Black]متفق عليه[/COLOR] [/COLOR][/B][/SIZE][/FONT][/CENTER] |
[align=center][/align][CENTER][B][FONT=traditional arabic][SIZE=6][COLOR=teal][COLOR=DarkOrchid]الزهد فى الدنيا وسبب الخطايا هو ...[/COLOR]
لابن القيم رحمه الله .... فى كتابه المتحف عدة الصابرين [/COLOR] [COLOR=blue]قال ...[/COLOR] [/SIZE][/FONT][/B] [COLOR=navy][B][FONT=traditional arabic][SIZE=6]أما توحيد المطلوب أن لا يتعلق طلبه وارادته بغير الله وما يقرب اليه ويدنى منه وأما توحيده فى الطلب أن يستأصل الطلب والارادة نوازع الشهوات وجواذب الهوى وتسكن الارادة فى أقطار النفس فتملأها فلا يدع فيها فضلا لغير الانجذاب الى جانب الحق جل جلاله فتتمحض الارادة له ومتى تمحضت كان الزهد لصاحبها ضرورة فإنه يفرغه لعمارة وقته وجمع قلبه على ماهو بصدده وقطع مواد طمعه اللاتى هى من أفسد شئ للقلب بل اصل المعاصى والفساد والفجور كله من الطمع فالزهد يقطع مواده ويفرغ البال ويملأ القلب ويستحث الجوارح ويذهب الوحشة التى بين العبد وبين ربه ويجلب الانس به ويقوى الرغبة فى ثوابه إن ضعف عن الرغبة فى قربه والدنو منه وذوق حلاوة معرفته ومحبته فالزاهد أروح [/SIZE][/FONT][/B][/COLOR][/CENTER] [LEFT][COLOR=navy][B][FONT=traditional arabic][SIZE=6] [/SIZE][/FONT][/B][/COLOR] [COLOR=navy][B][FONT=traditional arabic][SIZE=6] [/SIZE][/FONT][/B][/COLOR][/LEFT] [CENTER][COLOR=navy][B][FONT=traditional arabic][SIZE=6]الناس بدنا وقلبا فإن كان زهده وفراغه من الدنيا قوة له فى إرادة الله والدار الآخرة بحيث فرغ قلبه لله وجعل حرصه على التقرب إليه وشحه على وقته أن يضيع منه شئ فى غير ما هو أرضى الله وأحب اليه كان من أنعم الناس عيشا واقرهم عينا وأطيبهم نفسا وأفرحهم قلبا فإن الرغبة فى الدنيا تشتت القلب وتبدد الشمل وتطيل الهم والغم والحزن فهى عذاب حاضر يؤدى الى عذاب منتظر أشد منه وتفوت على العبد من النعم اضعاف ما يروم تحصيله بالرغبه فى الدنيا [/SIZE][/FONT][/B][/COLOR] [COLOR=navy][B][FONT=traditional arabic][SIZE=6] [SIZE=7][COLOR=red]وكما أن الرغبة فى الدنيا أصل المعاصى[/COLOR][/SIZE]الظاهرة فهى اصل معاصى القلب من التسخط والحسد والكبر والفخر والخيلاء والتكاثر وهذا كله من امتلاء القلب بها لا من كونها فى اليد وامتلاء القلب بها ينافى الشكر ورأس الشكر تفريغ القلب منها وامتداد المال كامتداد العمر والجاه فخيركم فى الدنيا من طال عمره وحسن عمله فهكذا من امتد ماله وكثر به خيره فنعم المرء وماله وجاهه اما أن يرفعه درجات واما أن يضعه درجات [/SIZE][/FONT][/B][/COLOR][/CENTER] [B][FONT=traditional arabic][SIZE=6] [/SIZE][/FONT][/B] |
[align=center][/align]ما شاء الله رائع جدا
|
بارك الله فيك
|
[align=center][/align][IMG]https://scontent-b-ams.xx.fbcdn.net/hphotos-xap1/t1.0-9/934767_985236961499587_3786667196064986925_n.jpg[/IMG]
|
[B][FONT=Traditional Arabic][SIZE=6][COLOR=#40e0d0]ها قد أتت العشر الأواخر من رمضان
[/COLOR][COLOR=#a52a2a]فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد[/COLOR] في العشر الأواخر من رمضان ، ما لا يجتهد في غيرها مسلم(1175) عن عائشة ومن ذلك انه كان يعتكف فيها ويتحرى ليلة القدر خلالها البخاري (1913) ومسلم(1169) وفي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم " كان إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد مئزره " البخاري (1920) ومسلم (1174) زاد مسلم وجَدَّ وشد مئزره . وقولها " وشد مئزره " كناية عن الاستعداد للعبادة والاجتهاد فيها زيادة على المعتاد ، ومعناه التشمير في العبادات . وقيل هو كناية عن اعتزال النساء وترك الجماع . وقولهم " أحيا الليل " أي استغرقه بالسهر في الصلاة وغيرها . وقد جاء في حديث عائشة الآخر رضي الله عنها : " لا أعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ القران كله في ليلة ولا قام ليلة حتى الصباح ولا صام شهرا كاملا قط غير رمضان" سنن النسائي (1641) فيحمل قولها " أحيا الليل " على أنه يقوم أغلب الليل . أو يكون المعنى أنه يقوم الليل كله لكن يتخلل ذلك العشاء والسحور وغيرهما فيكون المراد أنه يحيي معظم الليل .[/SIZE][/FONT][/B] |
جزاك الله خيرا و شكر سعيك
|
[COLOR="Purple"][SIZE="5"]رحمهم الله رحمة واسعة ...
بارك الله فيك ..[/SIZE][/COLOR] |
جزاكِ الله خيرا أختنا الفاضلة
|
[CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][FONT=traditional arabic][SIZE=6][COLOR=#a52a2a][B]أسباب معينة على ترك المعصية والإصرار عليها [/B][/COLOR][COLOR=#006400][B]للإمام العلامة ابن القيم
[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=traditional arabic][SIZE=6][COLOR=#0000cd][B]قال فى كتابه المتحف [/B][/COLOR][COLOR=#006400][B] [I]عدة الصابرين [/I][/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=traditional arabic][SIZE=6][COLOR=#000000][COLOR=#000000][B]وأما تقوية باعث الدين فإنه يكون بأمور [COLOR=#0000ff]أحدهما[/COLOR] إجلال الله تبارك وتعالى أن يعصى وهو يرى ويسمع ومن قام بقلبه مشهد إجلاله لم يطاوعه قلبه لذلك البتة الثاني مشهد محبته سبحانه فيترك معصيته محبة له فإن المحب لمن يحب مطيع وأفضل الترك ترك المحبين كما أن أفضل الطاعة طاعة المحبين فبين ترك المحب وطاعته وترك من يخاف العذاب وطاعته بون بعيد [COLOR=#0000cd]الثالث [/COLOR]مشهد النعمة والإحسان فإن الكريم لا يقابل بالاساءة من أحسن اليه وانما يفعل هذا لئام الناس فليمنعه مشهد إحسان الله تعالى ونعمته عن معصيته حياء منه أن يكون خير الله وإنعامه نازلا اليه ومخالفاته ومعاصيه وقبائحه صاعدة إلى ربه فملك ينزل بهذا وملك يعرج بذاك فأقبح بها من مقابلة [COLOR=#0000cd]الرابع[/COLOR] مشهد الغضب والانتقام فإن الرب تعالى إذا تمادى العبد في معصيته غضب واذا غضب لم يقم لغضبه شيء فضلا عن هذا العبد الضعيف [COLOR=#0000cd]الخامس[/COLOR] مشهد الفوات وهو ما يفوته بالمعصية من خير الدنيا والآخرة وما يحدث له بها من كل اسم مذموم عقلا وشرعا وعرفا ويزول عنه من الأسماء الممدوحة شرعا وعقلا وعرفا ويكفي في هذا المشهد مشهد فوات الإيمان الذى أدنى مثقال ذرة منه خير من الدنيا وما فيها أضعافا مضاعفة فكيف أن يبيعه بشهوة تذهب لذاتها وتبقى تبعتها تذهب الشهوة وتبقى الشقوة وقد صح عن النبي أنه قال [COLOR=seagreen]لا يزنى الزانى حين يزنى وهو مؤمن[/COLOR] قال بعض الصحابة ينزع منه الإيمان حتى يبقى على رأسه مثل الظلة فإن تاب رجع اليه وقال بعض التابعين ينزع عنه الإيمان كما ينزع القميص فإن تاب لبسه ولهذا روى عن النبي في الحديث الذى رواه البخارى الزناة في التنور عراة لأنهم تعروا من لباس الإيمان وعاد تنور الشهوة الذى كان في قلوبهم تنورا ظاهرا يحمى عليه في النار [/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT][FONT=traditional arabic][SIZE=6] [COLOR=#0000cd][B]السادس[/B][/COLOR][COLOR=#000000][COLOR=#000000][B] مشهد القهر والظفر فان قهر الشهوة والظفر بالشيطان له حلاوة ومسرة وفرحة عند من ذاق ذلك أعظم من الظفر بعدوه من الآدميين وأحلى موقعا وأتم فرحة وأما عاقبته فأحمد عاقبة وهو كعاقبة شرب الدواء النافع الذى أزال داء الجسد وأعاده إلى صحته واعتداله [/B][/COLOR][/COLOR] [COLOR=#0000cd][B]السابع[/B][/COLOR][COLOR=#000000][COLOR=#000000][B] مشهد العوض وهو ما وعد الله سبحانه من تعويض من ترك المحارم لأجله ونهى نفسه عن هواها وليوازنه بين العوض المعوض فأيهما كان أولى بالإيثار اختاره وارتضاه لنفسه [/B][/COLOR][/COLOR] [COLOR=#0000cd][B]الثامن[/B][/COLOR][COLOR=#000000][COLOR=#000000][B] مشهد المعية وهو نوعان معية عامة ومعية خاصة فالعامة اطلاع الرب عليه وكونه بعينه لا تخفي عليه حاله وقد تقدم هذا والمقصود هنا المعية الخاصة كقوله[COLOR=seagreen] ان الله مع الصابرين[/COLOR] وقوله ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون وقوله وان الله لمع المحسنين فهذه المعية الخاصة خير وأنفع في دنياه وآخرته ممن فضى وطره ونيل شهوته على التمام من أول عمره إلى آخره فكيف يؤثر عليها لذة منغصة منكدة في مدة يسيرة من العمر انما هى كأحلام نائم أو كظل زائل [/B][/COLOR][/COLOR] [COLOR=#0000cd][B]التاسع[/B][/COLOR][COLOR=#000000][COLOR=#000000][B] مشهد المغافصة والمعاجلة وهو أن يخاف أن يغافصه الأجل فيأخذه الله على غرة فيحال بينه وبين ما يشتهى من لذات الآخرة فيا لها من حسرة ما أمرها وما أصعبها لكن ما يعرفها الا من جربها وفي بعض الكتب القديمة [COLOR=darkorchid]يامن لا يأمن على نفسه طرفة عين ولا يتم له سرور يوم الحذر الحذر [/COLOR][/B][/COLOR][/COLOR] [COLOR=#000000][COLOR=#000000][B][COLOR=royalblue]العاشر[/COLOR] مشهد البلاء والعافية فان البلاء في الحقيقة ليس الا الذنوب وعواقبها والعافية المطلقة هي الطاعات وعواقبها فأهل البلاء هم أهل المعصية وان عوفيت [/B][/COLOR][/COLOR][COLOR=#000000][COLOR=#000000][B]أبدانهم وأهل العافية هم أهل الطاعة وان مرضت أبدانهم وقال بعض أهل العلم في الأثر المروى إذا رأيتم أهل البلاء فاسألوا الله العافية فإن أهل البلاء المبتلون بمعاصى الله والأعراض والغفلة عنه وهذا وإن كان أعظم البلاء فاللفظ يتناول انواع المبتلين في أبدانهم وأديانهم والله أعلم [/B][/COLOR][/COLOR] [COLOR=#0000cd][B]الحادى عشر[/B][/COLOR][COLOR=#000000][COLOR=#000000][B] أن يعود باعث الدين ودواعيه مصارعة داعى الهوى ومقاومته على التدريج قليلا قليلا حتى يدرك لذة الظفر فتقوى حينئذ همته فإن من ذاق لذة شئ قويت همته في تحصيله والاعتياد لممارسة الأعمال الشاقة تزيد القوى التى تصدر عنها تلك الأعمال ولذلك تجد قوى الحمالين وأرباب الصنائع الشاقة تتزايد بخلاف البزاز والخياط ونحوهما ومن ترك المجاهدة بالكلية ضعف فيه باعث الدين وقوى فيه باعث الشهوة ومتى عود نفسه مخالفة الهوى غلبه متى أراد [/B][/COLOR][/COLOR] [COLOR=#0000cd][B]الثانى عشر[/B][/COLOR][COLOR=#000000][COLOR=#000000][B] كف الباطل عن حديث النفس واذا مرت به الخواطر نفاها ولا يؤويها ويساكنها فإنها تصير أمانى وهى رءوس أموال المفاليس ومتى ساكن الخواطر صارت أمانى ثم تقوى فتصير هموما ثم تقوى فتصير ارادات ثم تقوى فتصير عزما يقترن به المراد فدفع الخاطر الأول أسهل وأيسر من دفع أثر المقدور بعد وقوعه وترك معاودته [/B][/COLOR][/COLOR] [COLOR=#0000cd][B]الثالث عشر[/B][/COLOR][COLOR=#000000][COLOR=#000000][B] قطع العلائق والأسباب التى تدعوه إلى موافقة الهوى وليس المراد أن لا يكون له هوى بل المراد أن يصرف هواه إلى ما ينفعه ويستعمله في تنفيذ مراد الرب تعالى فإن ذلك يدفع عنه شر استعماله في معاصيه فإن كل شيء من الانسان يستعمله لله فإن الله يقيه شر استعماله لنفسه وللشيطان وما لا يستعمله لله استعمله لنفسه وهواه ولا بد فالعلم ان لم يكن لله كان للنفس والهوى والعمل ان لم يكن لله كان للرياء والنفاق والمال ان لم ينفق في طاعة الله أنفق في طاعة الشيطان والهوى والجاه ان لم يستعمله لله استعمله صاحبه في هواه وحظوظه والقوة ان لم يستعملها في أمر الله استعملته في معصيته فمن عود نفسه العمل لله لم يكن عليه أشق من العمل لغيره ومن عود نفسه العمل لهواه وحظه لم يكن عليه أشق من الاخلاص والعمل لله وهذا في جميع أبواب الأعمال فليس شيء أشق[/B][/COLOR][/COLOR][COLOR=#000000][COLOR=#000000][B]على المنفق لله من الإنفاق لغيره وكذا بالعكس [/B][/COLOR][/COLOR][/SIZE][/FONT][B][FONT=traditional arabic][SIZE=6][B][COLOR=#000000]على المنفق لله من الإنفاق لغيره وكذا بالعكس [/COLOR] [COLOR=#000000][COLOR=blue]الرابع عشر[/COLOR] صرف الفكر إلى عجائب آيات الله التى ندب عباده إلى التفكر فيها وهى آياته المتلوة وآياته المجلوة فإذا استولى ذلك على قلبه دفع عنه محاظرة الشيطان ومحادثته ووسواسه وما أعظم غبن من أمكنه أن لا يزال محاظرا للرحمن وكتابه ورسوله والصحابة فرغب عن ذلك إلى محاظرة الشيطان من الانس والجن فلا غبن بعد هذا الغبن والله المستعان [/COLOR] [COLOR=#000000][COLOR=blue]الخامس عشر[/COLOR] التفكر في الدنيا وسرعة زوالها وقرب انقضائها فلا يرضى لنفسه ان يتزود منها إلى دار بقائه وخلوده أخس ما فيها وأقله نفعا إلا ساقط الهمة دنيء المروءة ميت القلب فإن حسرته تشتد إذا عاين حقيقة ما تزوده وتبين له عدم نفعه له فكيف اذا كان ترك تزود ما ينفعه إلى زاد يعذب به ويناله بسببه غاية الألم بل اذا تزود ما ينفعه وترك ما هو أنفع منه له كان ذلك حسرة عليه وغبنا [/COLOR] [COLOR=#000000][COLOR=blue]السادس عشر[/COLOR] تعرضه إلى من القلوب بين أصبعيه وأزمة الأمور بيديه وانتهاء كل شيء اليه على الدوام فلعله أن يصادف أوقات النفحات كما في الأثر المعروف ان لله في أيام دهره نفحات فتعرضوا لنفحاته واسألوا الله أن يستر عوراتكم ويؤمن روعاتكم ولعله في كثرة تعرضه أن يصادف ساعة من الساعات التى لا يسأل الله فيها شيئا الا أعطاه فمن أعطى منشور الدعاء أعطى الاجابة فإنه لو لم يرد اجابته لما ألهمه الدعاء كما قيل [/COLOR] [COLOR=#000000]لو لم ترد نيل ما أرجو وأطلبه ... من جود كفك ما عودتنى الطلبا [/COLOR] [COLOR=#000000]ولا يستوحش من ظاهر الحال فإن الله سبحانه يعامل عبده معاملة من ليس كمثله شيء في أفعاله كما ليس كمثله شيء في صفاته فإنه ما حرمه الا ليعطيه ولا أمرضه الا ليشفيه ولا أفقره الا ليغنيه ولا أماته الا ليحييه وما أخرج أبويه من الجنة الا ليعيدهما اليها على أكمل حال كما قيل يا آدم لا تجزع من قولى لك واخرج منها فلك خلقتها وسأعيدك اليها [/COLOR] [COLOR=#000000]فالرب تعالى ينعم على عبده بابتلائه ويعطيه بحرمانه ويصحبه بسقمه فلا يستوحش عبده من حالة تسوؤه أصلا الا اذا كانت تغضبه عليه وتبعده منه [/COLOR][/B][/SIZE][/FONT][/B][/SIZE][/FONT][INDENT][CENTER][FONT=Traditional Arabic][SIZE=5][B][FONT=traditional arabic][SIZE=6][COLOR=#000000][COLOR=#000000][COLOR=blue]السابع عشر[/COLOR] أن يعلم العبد بأن فيه جاذبين متضادين ومحنته بين الجاذبين [/COLOR][/COLOR] [COLOR=#000000][COLOR=#000000][COLOR=#000000]جاذب يجذبه إلى الرفيق الأعلى من أهل عليين وجاذب يجذبه إلى أسفل سافلين فكلما انقاد مع الجاذب الأعلى صعد درجة حتى ينتهى إلى حيث يليق به من المحل الأعلى وكلما انقاد إلى الجاذب الاسفل نزل درجة حتى ينتهى إلى موضعه من سجين ومتى أراد أن يعلم هل هو مع الرفيق الأعلى أو الأسفل فلينظر أين روحه في هذا العالم فإنها اذا فارقت البدن تكون في الرفيق الأعلى الذى كانت تجذبه اليه في الدنيا فهو أولى بها فالمرء مع من أحب طبعا وعقلا وجزءا وكل مهتم بشئ فهو منجذب اليه وإلى أهله بالطبع وكل امرئ يصبو إلى ما يناسبه وقد قال تعالى قل كل يعمل على شاكلته فالنفوس العلوية تنجذب بذاتها وهمها وأعمالها إلى أعلى والنفوس السافلة إلى اسفل [/COLOR] [COLOR=#000000][COLOR=Blue]الثامن عشر[/COLOR] أن يعلم العبد أن تفريغ المحل شرط لنزول غيث الرحمة وتنقيته من الدغل شرط لكمال الزرع فمتى لم يفرغ المحل لم يصادف غيث الرحمة محلا قابلا ينزل فيه وان فرغه حتى أصابه غيث الرحمة ولكنه لم ينقه من الدغل لم يكن الزرع زرعا كاملا بل ربما غلب الدغل على الزرع فكان الحكم له وهذا كالذى يصلح أرضه ويهيئها لقبول الزرع ويودع فيها البذور وينتظر نزول الغيث فإذا طهر العبد قلبه وفرغه من ارادة السوء وخواطره وبذر فيه بذر الذكر والفكر والمحبة والإخلاص وعرضه لمهاب رياح الرحمة وانتظر نزول غيث الرحمة في أوانه كان جديرا بحصول المغل وكما يقوى الرجاء لنزول الغيث في وقته كذلك يقوى الرجاء لإصابة نفحات الرحمن جل جلاله في الأوقات الفاضلة والأحوال الشريفة ولا سيما اذا اجتمعت الهمم وتساعدت القلوب وعظم الجمع كجمع عرفة وجمع الاستسقاء وجمع أهل الجمعة فإن اجتماع الهمم والأنفاس أسباب نصبها الله تعالى مقتضية لحصول الخير ونزول الرحمة كما نصب سائر الأسباب مقتضية إلى مسبباتها بل هذه الأسباب في حصول الرحمة أقوى من الأسباب الحسية في حصول مسبباتها ولكن العبد بجهله يغلب عليه الشاهد على الغائب الحسن وبظلمه يؤثر ما يحكم به هذا ويقتضيه على ما يحكم به الآخر ويقتضيه ولو فرغ العبد المحل وهيأه وأصلحه لرأى العجائب فإن فضل الله لا يرده الا المانع الذى في العبد فلو زال ذلك المانع[/COLOR] [/COLOR]لسارع اليه الفضل من كل صوب فتأمل حال نهر عظيم يسقى كل أرض يمر عليها فحصل بينه وبين بعض الأرض المعطشة المجدية سكر وسد كثيف فصاحبها يشكو الجدب والنهر إلى جانب أرضه [/COLOR] [COLOR=#000000][COLOR=blue]التاسع عشر[/COLOR] أن يعلم العبد أن الله سبحانه خلقه لبقاء لافناء له ولعز لا ذل معه وأمن لا خوف فيه وغناء لا فقر معه ولذة لا ألم معها وكمال لا نقص فيه وأمتحنه في هذه الدار بالبقاء الذى يسرع اليه الفناء والعز الذى يقارنه الذل ويعقبه الذل والأمن الذى معه الخوف وبعده الخوف وكذلك الغناء واللذة والفرح والسرور والنعيم الذى هنا مشوب بضده لأنه يتعقبه ضده وهو سريع الزوال فغلط أكثر الخلق في هذا المقام إذ طلبوا النعيم والبقاء والعز والملك والجاه في غير محله ففاتهم في محله وأكثرهم لم يظفر بماطليه ! من ذلك والذى ظفر به انما هو متاع قليل والزوال قريب فإنه سريع الزوال عنه والرسل صلوات الله وسلامه عليهم انما جاءوا بالدعوة إلى النعيم المقيم والملك الكبير فمن أجابهم حصل له ألذ ما في الدنيا وأطيبه فكان عيشه فيها أطيب من عيش الملوك فمن دونهم فإن الزهد في الدنيا ملك حاضر والشيطان يحسد المؤمن عليه أعظم حسد فيحرص كل الحرص على أن لا يصل اليه فإن العبد اذا ملك شهوته وغضبه فانقادا معه لداعى الدين فهو الملك حقا لأن صاحب هذا الملك حر والملك المنقاد لشهوته وغضبه عبد شهوته وغضبه فهو مسخر مملوك في زى مالك يقوده زمام الشهوة والغضب كما يقاد البعير فالمغرور المخدوع يقطع نظره على الملك الظاهر الذى صورته ملك وباطنه رق وعلى الشهوة التى أولها لذة وآخرها حسرة والبصير الموفق يعير نظره من الاوائل إلى الأواخر ومن المبادئ إلى العواقب وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم [/COLOR] [COLOR=#000000][COLOR=blue]العشرون [/COLOR]أن لا يغتر العبد باعتقاده أن مجرد العلم بما ذكرنا كاف في حصول المقصود بل لا بد أن يضيف اليه بذل الجهد في استعماله واستفراغ الوسع والطاقة فيه وملاك ذلك الخروج عن العوائد فإنها أعداء الكمال والفلاح فلا أفلح من استمر مع عوائده أبدا ويستعين على الخروج عن العوايد بالهرب عن مظان الفتنة [/COLOR] [COLOR=#000000]والبعد عنها ما أمكنه وقد قال النبي من سمع بالدجال فلينا عنه فما استعين على التخلص من الشر بمثل البعد عن أسبابه ومظانه [/COLOR] [/SIZE][/FONT][/B][COLOR=#000000][FONT=simplified arabic][B][FONT=traditional arabic][SIZE=6]وههنا لطيفة للشيطان لا يتخلص منها الا حاذق وهى أن يظهر له في مظان الشر بعض شيء من الخير ويدعوه إلى تحصيله فإذا قرب منه ألقاه في الشبكة والله اعلم[/SIZE][/FONT][/B][B][FONT=traditional arabic][SIZE=6] [I][SIZE=7][COLOR=darkorchid]يتبع....[/COLOR][/SIZE][/I][/SIZE][/FONT][/B] [/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER] [/INDENT] [CENTER] [/CENTER] [/CENTER] |
الساعة الآن »02:30 AM. |
Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2025 Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة - فقط - لأهل السنة والجماعة