مسرحية في بحار الظلمات من مشهدين+
أترك لكم التعليق
بحار الأنوار ج29
وقال ابن أبي الحديد في شرحه على نهج البلاغة سألت النقيب أبا جعفر يحيى بن زيد (1)فقلت له: إني لاعجب من علي عليه السلام كيف بقي تلك المدة
الطويلة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ ! وكيف ما اغتيل وفتك به في جوف منزله مع تلظي الاكباد عليه ؟ ! فقال: لولا أنه أرغم أنفه بالتراب، ووضع خده في حضيض الارض، لقتل، ولكنه أخمل نفسه، واشتغل بالعبادة والصلاة والنظر في القرآن، وخرج عن ذلك الزي الاول وذلك الشعار، ونسي السيف، وصار كالفاتك يتوب ويصير سائحا في الارض أو راهبا في الجبال، فلما أطاع القوم الذين ولوا الامر وصار أذل لهم من الحذاء، تركوه وسكتوا عنه، ولم تكن العرب لتقدم عليه إلا بمواطأة من متولي الامر، وباطن في السر منه، فلما لم يكن لولاة الامر باعث وداع إلى قتله وقع الامساك عنه، لولا ذلك لقتل،
(1) في المصدر: زيد بن أبي زيد رحمه الله.
المشهد الثاني
بحارالأنوار ج 29
روي عن سلمان: أن عليا عليه السلام بلغه عن عمر ذكر
[32]
شيعته (1)، فاستقبله في بعض طرقات بساتين المدينة، وفي يد علي عليه السلام قوس عربية. فقال (2): يا عمر، بلغني عنك ذكرك لشيعتي (3). فقال: إربع على ظلعك. فقال (4) عليه السلام: إنك لههنا (5)، ثم رمى بالقوس على الارض (6) فإذا هي ثعبان كالبعير فاغر فاه وقد أقبل نحو عمر ليبتلعه. فصاح عمر: الله الله يا أبا الحسن، لا عدت بعدها في شئ، وجعل يتضرع إليه، فضرب (7) يده إلى الثعبان، فعادت القوس كما كانت، فمر (8) عمر إلى بيته مرعوبا. قال سلمان: فلما كان في الليل دعاني عليه السلام فقال: صر إلى عمر، فانه حمل إليه مال من ناحية المشرق ولم يعلم به أحد، وقد عزم أن يحتبسه، فقل له: يقول لك علي: أخرج (9) إليك مال من ناحية المشرق، ففرقه على من
[33]
جعل لهم، ولا تحبسه فأفضحك. قال سلمان: فاديت إليه الرسالة. فقال: حيرني أمر صاحبك، من أين علم به ؟ فقلت: وهل يخفى عليه مثل هذا ؟ فقال لسلمان: إقبل مني أقول لك، ما علي إلا ساحر، وإني لمشفق عليك منه، والصواب أن تفارقه وتصير في جملتنا. قلت: بئس ما قلت، لكن عليا ورث من أسرار النبوة ما قد رأيت منه( هل كان النبي ساحرا يا أعقاب المجوس لعنكم الله؟) وما هو أكبر منه. قال: ارجع إليه فقل له: السمع والطاعة لامرك. فرجعت إلى علي عليه السلام، فقال عليه السلام: أحدثك بما جرى بينكما ؟ فقلت: أنت أعلم به مني. فتكلم بكل ما جرى بيننا، ثم قال: إن رعب الثعبان في قلبه إلى أن يموت.
………………..
(1) في المصدر: لشيعته. (2) في المصدر: فقال علي. (3) في المصدر: ذكر لشيعتي عنك. (4) في الخرائج: قال علي.. (5) اي انك لتكن ها هنا ولا تبرح. (6) في المصدر: إلى الارض. (7) في الخرائج: فضرب علي، وفي نسخة: بيده. (8) في طبعة الخرائج - لمدرسة الامام المهدي (ع) -: فمضى. (9) قال في القاموس 1 / 185: واخرج: أدى خراجه. وما في المتن يقرأ مبنيا للمفعول، من الخراج، ويحتمل أن يكون من الاخراج بتضمين معنى الحمل ويقوي الثاني ما في المصدر: اخرج ما حمل إليك من ناحية...