عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 2010-11-22, 06:10 AM
VAMPIRE2020 VAMPIRE2020 غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-11-22
المكان: EGYPT
المشاركات: 22
افتراضي

سأذكر بأذن الله تحليل مشكله الخير والشر والاجابه على هذا السؤال القديم الدائم الذى رافق الانسان منذ وجوده فى هذه الحياه!

وسأبداء بردود الفلاسفه والعلماء المسلمين حول هذا السؤال..


مشكله الشر...عباس محمود العقاد:

- وهى مشكله المشاكل فى جميع العصور, وليس البحث فبها مقصور على القرن العشرين, ولانظن ان عصرا من العصور يأتى غدا دون ان تعرض هذه المشكله على وجه من
الوجوه, وان يدور فيه السؤال على محور قديم جديد.

والقرن العشرون لم يطراء فيه طارىء من الشر لم يكن معروفا قبلا الى ابعد العصور التى تعيها ذاكره الانسان, الا ان
يكون الطارىء من قبل الضخامه والكثره لا من قبل الشر فى جوهره وطبيعته. فالناس قد عرفوا الحروب والفتن, وعرفوا الاؤبئه والعوارض المتكرره, وعرفوا مظالم وضروب العدوان, وقد ثقل منها ما ثقل فى القرن العشرين وخف منها ما خف,ان كان هناك اختلاف فى اثقال الشر وجرائره. اما ان القرن العشرين عرف نوعا من الشر لم يكن معهودا فيما مضى ! فذلك ما لم يزعمه احد ممن يتحدثون عن شروره. وهى جديده فى قوه فتكها . ولكن الفتك فى ذاته ليس بالشىء الجديد.

ان القرن العشرين قد اضاف الى هذ المشكله اسبابه واساليبه , ولم يضف شرا جديدا اليها بل اضاف اسبابا للسؤال واساليب للجواب..ولازال الباب مفتوحا للسائل والمجيب.


ومن آفات القرن العشرين ان اسباب الشكوى فيه اكثر واعظم من جهتين لا من جهه واحده .


فهى اكثر واعظم لان حروبه الطاحنه شملت الكره الارضيه وعمت اقوياءها وضعفائها , وكادت ان تتلاحق من اوله الى ما بعد منتصفه فى كل سنه ان تستأنف الحروب العالميه
طغيانها وفتكها , بغير امل فى السلام والأمان.

وهى اكثر واعظم لان النفوس فيه تدعى الحقوق وتلح فى المحاسبه وفلم يكن مستغربا فيما مضى ان يداس حق انسان او جماعات من الناس ولم يكن هنالك محاسبه لأصحاب
السلطان على الشرور والمظالم , فلما علم الناس فى القرن العشرين ان لهم حقوقا وان لهم ان يحاسبوا المعتدين على تلك الحقوق , تعاظمت شكواهم من كل كبيره وصغيره ,وتعودوا الشكوى من شرور الحياه كما تعودوا الشكوى من شرور ذوى السلطان.

ولقد كان الناس قديما يسألون : من اين اتى الشر الى العالم والله خالق رحيم قدير


وكانوا يسلمون الجواب ولايلحون فى الحساب , وكان هذا دأبهم فى محاسبه الحاكمين من بنى آدم , فلا جرم ان يقبلون من الحاكم الخالق ما يقبلونه من الحاكم المخلوق.


فلما اقبل القرن العشرون بحروبه واسلحته, اقبل بدعاواه وحقوقه ولجاجته فى المحاسبه والاعتراض. فأذا بمشكله الشر تتفاقم فيه من جانبين كما اسلفنا: جانب الضخامه في
الشرور, وجانب اللجاجه فى المحاسبه والادعاء.

وهذا هو الجديد على المشكله فى القرن العشرين, فالسائلون اكثر سؤالا والمجيبون فيه ليسوا بأقدر على الجواب من سابقيهم فى القرون الغابره , سواء بين الاوروبين او غير
الاوروبيين.

وقد اجيب السؤال كثيرا على السنه المفكرين من امم الغرب منذ نهضوا للسؤال واستشرفوا للجواب .او منذ استقلوا بالفهم والبحث ولم يقنعوا بالتقليد والترديد.


فمن الحلول التى اختارها بعض المفكرين لعلاج مشكله الشر:

ان الشر وهم يزول ولابقاء له مع الخير.


ومنها ان الشر لا وجود له بذاته , وانما هو غياب الخير


ومنها ان الشر تربيه نافعه لبنى أدم , وان تجارب الايام قد بينت للناس ان الشده انفع لهم من الرخاء فى كثير من الاحيان.


ومنها ان الشر ضروره ناجمه من التقاء الخيرات الكثيره فوجود النور مثلا ممكن, ولكنه لابد من النور والظلام والشروق والغروب حين توجد الكواكب وتوجد معها المدارات
والافلاك, وسواءوجود الليل والنهار والشتاء والصيف, والجدب والخصب, او توجد مع النور خيرات غير النور.

ومنها ان الشر خير يوضع فى غير موضعه , ومن يعترض على اسباب الشر كمن يعترض على خلق الماء اعتراضا على فيضان الانهار, او كمن يعترض على خلق الجرثومه
الحيه التى تتألف منها الاجسام اعتراضا على جراثيم الوباء.

ومنها ان حريه الاراده نعمه الهيه , وان حريه الاراده لاتكون الا فى عالم يحدث فيه الخير والشر , وينقاد فيه الانسان الى العمل الصالح غير مكره عليه
ومنها ان الشر هو تمام الخير الذى يوجد معه وينعدم بأنعدامه , فلا معنى للرحمه بغير الالم , ولا معنى للشجاعه بغير الخطر, ولا معنى للكرم بغير الحاجه , ولا معنى للصفح بغير الاسائه , ولا معنى للنجده والبطوله بدون الظلم, ولا معنى للهمه والسعى بغير الحذر من مكروه والشوق الى مأمول.

ومنها ان الفروق بين الاشياء لازمه , ولولاها لم يوجد شىء مستقل عن شىء , ومع وجود الفوارق لامناص من الشكوى , ومن الطلب والفوات


----------


عقائد المفكرين فى القرن العشرين(عباس محمود العقاد)..بتصرف قليل


رد مع اقتباس