حسناتُ صدّام حسين رحمه الله تعالى
في مثل هذا الوقت، ضحّى الصَّفَويّون وأتباعُهم من السياسيّين العراقيين الجدد الذين صنعتهم مُخابرات إيران وأمريكا بالرئيس العراقي الشهيد صدّام حسين. شنقوه في الفجر قبل أن يُتِمَّ اسمَ الله في فمِه. والذي آلمَ قاتِليه أنّه كان عالِيًا في موتِه، صافيًا من الخوفِ، واضحًا في تفاصيل تاريخه، مؤمنًا بالإنسان العربيِّ إذْ يثورُ وإذْ يُحَمْحِمُ، وكانوا هم من حولِه أسفلَ السافلين مرتجفين يجري الماءُ الأصفرُ المتقيِّحُ في سراويلِهم كلّما حدجَ أحدَهم بنظرةٍ، كانوا مُلثَّمين كسارقي الليلِ والمجرمين الجبناء. سرقوا منّا بطلاً وطنيًّا وقوميًّا بجميع المعايير السياسيّة الحديثة، وتفرّغوا لتقطيع العراق إلى إرَبٍ طائفيّة وسياسيّة تحكمها العَمالةُ لإيران والغربِ، والتنكّرُ لتاريخ العراق القوميِّ وعزلُه عن سياقِه العروبيِّ، والتفريطُ في إرثِ بلاد الرافدين الحضاريّ، وتفتيتُ ثرواتِها. *** قد نقبَلُ بأنّ صدّام كان ديكتاتورًا، طاغيةً، مجرمًا. وسنقبلُ بأنّه دخل حروبًا كان يمكنُ تلافيها، وزجّ بجيشه في معارِكَ ربّما كانت خاسرة من البدايةِ، وقد نقبلُ أيضًا بأنّ صدّام لم يسعَ إلى البراغماتيّة السياسيّة في آخر عهده سواء مع بعض الأنظمة العربية التي كانت تناصبُه العِداء أو مع دول الجوار غير العربيّ، وبهذا يكون صدّام قد أخطأ التقديرَ. ولكنّنا سنقول إنّ صدّام كان على حقٍّ في كلّ الذي فعلَ: كان على حقٍّ عندما أراد كسرَ شوكة النظام الإيراني الساعي إلى بسط نفوذه على الأقطار العربية، وكان على حقٍّ عندما خالفَ بعضَ الدول العربية في ظنونِها بجدوى التفاوض مع إسرائيل، وكان على حقٍّ بإحكام قبضتِه على النزعات الطائفيّة التي كانت تتهدّدُ وحدةَ العراق الكبير. *** الشعبُ العراقي ومعه أحرارُ الشعوب العربية انتبهوا الآن إلى الفرق بين سياسة صدّام حسين، وسياسة أمريكا وأتباعها مِن أصحاب ميليشيات التقتيل الذين يحكمون العراق الآن. وهو فرقٌ جعل الناس يتمنّون عودة نظام صدّام حسين، وعودة ديكتاتوريّة صدّام حسين وما فيها من نخوة عربية وإباءٍ وطنيّ وعدالة اجتماعية وازدهار مؤسّسات العلمِ والتربية، ونموّ الناتج الاقتصاديّ المحليّ، وحُرْمةِ المواطنين والوطن. لقد عاشَ صدّامُ بطلاً قوميًّا بكلّ عيوبِ السياسةِ فيه. ومات بطلاً بكلّ حسناتِ الإنسانِ فيه.
|