عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 2011-01-07, 10:10 AM
ابن النعمان ابن النعمان غير متواجد حالياً
مشرف سابق
 
تاريخ التسجيل: 2011-01-07
المكان: اسيوط
المشاركات: 651
افتراضي

ثانيا : السؤال الذى يبثه الشيطان فيه مغالطة قائمة على التسوية بين أمرين متباينين تبايناً كلياً، ولا يصحّ التسوية بينهما في الحكم .
وهى التسوية بين الخالق والمخلوق التسوية بين الله سبحانه وتعالى والكون بقولهم إن كان لا بد أن يكون للكون بداية فلا بد أيضا أن يكون لله بداية .
فانا حكمى على الكون بالحدوث كان بناء على مشهادتى له والبحث فى صفاته ثم اقرار ما املته على فطرتى ثم عقلى اما بالنسبة للخالق فانا لم ارى الخالق وليس لى ولا لعقلى القدرة على الخوض فى ذاته او صفاته لاستدل منها على شىء يمكن ان اساوى به الخالق على المخلوق من حدوث او بداية لتعاليهم (ذاته وصفاته) عن الادراك فكيف احكم بان له بداية او ان له خالق بلا اى اساس او حيثيات , مع العلم بان الحيثيات التى جعلتنى احكم على الكون بالحدوث هى التى سوف توجب على الاعتراف بوجود محدث له متعالى عن الادراك ومنزه عن صفاته ... الصفات التى اوصلتنى الى هذا الحكم (اى ان هناك مقدمات للحكم على الكون بالحدوث تعتمد على صفاته هذا الامر غير متوفر بالنسبة لله تعالى لكون الله منزه عن صفات الحوادث و لعجز العقل فى نفس الوقت على الاحاطة بكنه ذاته او صفاته , واخيرا اذا افادت هذه المقدمات بوجود خالق للكون يجب ان اقف عند هذه النتيجة ولا اخوض فى اكثر منها فيجب ان يكون هناك مدرك (الكون) وهناك غير مدرك (الله) هناك ممكن الوجود (الكون) وهناك واجب الوجود (الله) هناك ما استطيع الحكم عليه وهناك ما لا استطيع الحكم عليه فلا مجال للتسوية بينهم او القياس).
و فى تشبيه للدكتور مصطفى محمود يقول انت الآن تماماً كالدمية التي تُحرّك بخيوط.. حين تخبرها ان من يحركها يتحرك بحرية ولا يتقيد باي خيط.. ولا يوجد من يتحكم فيه!.. فستنكر ذلك وتقول لك : كيف؟ إني أرى كل ما حولي يتحرك بخيوط.. فلابد أن مُحرِّكي يتحرك بخيوط مثلي.. وهذا منطق أعوج!

رد مع اقتباس