أختي الفاضلة
الموضوع هنا ليس بسيطاً، فنحن نتحدث عن أن كل واحد من الصحابة أفضل من كل التابعين، فالصحابة لا يجرحون، كلهم عدول، أما التابعي فقد يجرح، ومهما بلغ من منزلة التعديل فلن يبلغ عدالة الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً، ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه).
ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما كان أفضل وأعدل بني أمية، حكم الشام حوالي 20 سنة كوالي لها، وحكم المسلمين حوالي 20 سنة كخليفة لهم.
وهذا لا يعني أن عمر بن عبد العزيز كان سيئاً (والعياذ بالله من ظلم الناس)، بل كان عادلاً فاضلاً، ومع كل هذا فمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما كان أفضل منه، تماماً كما نقول أن أبا بكر الصديق كان أفضل من عمر الفاروق، فهل هذا يعني طعناً في الفاروق (حاشاه)؟ رضي الله عن صحابة رسول الله أجمعين.
عمر بن عبد العزيز أقام العدل في الدولة الإسلامية، ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما أقام العدل في الدولة الإسلامية وزاد على ذلك (مثلاً) الفتوحات الإسلامية التي قام بها.
والأعمش وإن لم يدرك حكم معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، إلا أنه كان قريب العهد منه، فقد ولد في عهد يزيد بن معاوية رحمه الله ورضي عن أبيه، وأخذ العلم ممن عاصر معاوية رضي الله عنه، فعرف حاله حق المعرفة.
__________________
قال أبو قلابة: إذا حدثت الرجل بالسنة فقال دعنا من هذا وهات كتاب الله، فاعلم أنه ضال. رواه ابن سعد في الطبقات.
|