طالبان و الأضرحة
ذكر الشيخ سميع الله نجيب الله أمير جماعة الدعوة إلى الكتاب و السنة السلفية بكُنَر إن طالبان هدموا ضريحاً للشيعة في مزار الشريف و لكنهم لم يهدموا الضريح المنسوب إلى علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- في مزار الشريف!!.
و أيضاً يوجد في مدينة قندهار ضريحاً لمؤسس أفغانستان الملك دوراني في قلب المدينة،و لا زال موجوداً،و ضريح آخر يزعمون أن به عباءة منسوبة للرسول صلى الله عليه وسلم،و غيرها،إضافة إلى كثير من الأضرحة المنتشرة في أنحاء البلاد،بل و الأعجب من هذا أن كثير من الأفغان اتخذوا قبور قتلى تنظيم القاعدة في الحرب الأخيرة أضرحة يتبركون بها،فأين دعوة بن لادن للتوحيد و العقيدة السليمة وسط هؤلاء القبوريين،عنده أموال كثيرة و رجال كثر،أما كان الأولى أن ينشر العقيدة السليمة في أفغانستان و يعلمهم الدين الصحيح كي ينبذوا هذه البدع و الشرك و الخرافات.
قال الشيخ عبد المالك الجزائري عن أسامة بن لادن( فالشاهد هَا هُناَ أن الرجل لو كان على شيىء من الدين و العقل كان عليه أن يبذل ماله فيما يصلح الأمة و خاصة العلم .
و نحن الذي نريد ، أن نوجه إليه الناس ،اليوم الأمة بحاجة للعلم الشرعي و لو كانوا على شيىء منه ما كانت تتسرب إليهم هذه الأفكار الدخيلة)أهـ.
و قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين في شريط (الحادث العجيب في البلد الحبيب)( ليس في بلادنا –أي السعودية- ولله الحمد قبور يطاف بها وتعبد ،
وليس فيها خمور تباع علناً وتشرب ،
وليس فيها كنائس ظاهرة يعبد فيها غير الله عز و جل ،
وليس فيها مما هو معلوم في كثير من بلاد المسلمين اليوم ،
فهل يليق بناصح لله ورسوله والمؤمنين ، هل يليق به أن ينقل الفتن إلى بلادنا
ألا فليتقوا الله وليقولوا قولاً سديداً وليفعلوا فعلاً حميداً )أهـ.
فلنرى ماذا عن أفغانستان،قد صار قتلى تنظيم القاعدة أولياء عند الأفغان و بنيت على قبورهم أضرحة،ورد في موقع إسلام أونلاين تحت عنوان (إرهابيون عند الأمريكان أولياء عند الأفغان و الباكستان)،و قد جاء في هذا الموضوع( وعندما لقي ستة من هؤلاء العرب الأفغان حتفهم في اشتباك الفرار مع القوات الباكستانية في 20-12-2001 بالمنطقة نفسها هرع القبائليون بقرية "بكزي" لاستخلاص جثثهم من السلطات الباكستانية وتنافس المئات على استحواذ جزء من متروكاتهم للتبرك بها.
……
وحينما أشرقت شمس اليوم التالي على أعلى قمة جبل القرية كانت قبور العرب -الموصومين بالإرهاب عالميا – قد أضحت "د شهيدانو زيارتونا" أي "أضرحة الشهداء"، وقد ازدانت بالأعلام والورود يؤمها الناس للتبرك والدعاء كعادات أهل البلاد التي تخالف السنة والأحكام، و يجتمع على البكاء عندها الشيعة والسنة رغم ما بينهما من خلاف ودماء هناك، وكأن مقتل هؤلاء قد تحول إلى عاشوراء سنية شيعية.
وعندما لقي أحدهم حتفه أثناء فراره من احتجازه بمستشفى قندهار سارع حراس سجنه الأفغان بالتبرك بمتروكاته، بل تمنى أحدهم "رياض محمد" أن يلقي نفس الموتة، أي "شهادت" على حد تعبيره.
ولما دفن 74 قتيلا من العرب وبعض الطالبان في مقبرة جماعية على حواف قندهار أصبحت المنطقة "د شهيدان قبرنا " أي مقبرة الشهداء، وتحولت إلى ساحة لـ "حرب الأضرحة" يقيمها نهاراً الأفغان الذين يعتبرونهم "أولياء الله" ويهدمها ليلاً رجال الأمريكان الذين يرون هؤلاء أولياء للشيطان والإرهاب.
……
ويضيف أسد الله: لقد وجدنا في جيوب الشهداء بعد التفتيش من قبل العلماء المصاحف والسواك والفاكهة الجافة وكسرة الخبز الجاف وكمية من الدولارات، وقد تم تخصيص هذه الدولارات لبناء الضريح عليهم، وأضاف نور الله: وقد تم دفنهم على قمة الجبل كلهم جنب بعض في قرية بكزي إجلالاً لهم، ونصب الناس على قبورهم الأعلام ووضعوا - وما زالوا يضعون - عليها الورد والعقود الجميلة، وبدأ الناس حتى من المناطق البعيدة وخصوصًا النساء يأتون إلى قبورهم، ويدعون لهم ويتضرعون إلى الله، يبكون، ويطلبون من الله قضاء حاجاتهم متوسلين بهؤلاء الشهداء. وينظرون إليهم بأنهم أولياء من أولياء الله، ويرجون أن يتقبل الله دعاءهم.
……
لقد تبرع الجميع بكل ما يستطيع، وتجمع مبلغ كبير. فقام الناس ببناء الأضرحة على الشهداء من الرخام الغالي فيما بعد، وبنوا السور حول القبور، ونصبوا عليها الأعلام ووضعوا عليها الورد والعقود.
وأضاف ثنار: أن الناس قد تنازعوا فيما بينهم على ملابس الشهداء الزائدة وأحذيتهم، فالكل يريد أن يحتفظ بها في بيته للبركة، وذكرى لهؤلاء الشهداء العرب، وأن الناس يأتون إلى قبورهم ويقرؤون القرآن وسورة يس عندها، ويدعون من الله حوائجهم متوسلين بهم رجاءً أن يتقبل الله دعاءهم، كما أن الناس يذبحون لديها الأغنام صدقة لله سبحانه.
و يستطرد قائلاً : أظن أنه لم تبق امرأة في منطقة كرم إيجنسي إلا وجاءت لزيارة قبورهم، مع أن هناك بعض المحذور الشرعي، ولكن حبًا في هؤلاء الشهداء العرب تأتي النساء إلى قبورهم ويدعون لهم ولأنفسهن ويتوسلن بهم إلى الله.
……
وتشتعل حرب الأضرحة في معقل طالبان مدينة قندهار، حيث دفن 78 عربيا هلكوا في القصف الأمريكي على مطار قندهار ودفنوا على حواف المدينة على ضفاف "لويه واله " أي جدول المياه الكبير، وليصبح اسم المنطقة بلغة البشتو (شهيدان قبرنا) أي مقابر الشهداء.
ويقول عبد الباري أحد الزوار الدائمين لهذه المقابر: "إن أهالي المنطقة تلقوا أشلاء جثث 24 من الشهداء العرب وبعض الطالبان، ثم ارتفع عددهم إلى 78 وأضاف: لقد دفنوا في مقابر زينت بالأغلفة والأعلام والوشاحات الملونة، تلك المقابر التي أنشئت خصيصا للعرب، وما لبثت أن تحولت إلى أضرحة ومزارات يأتيها المئات من الناس يوميا".
……
لقد أصبحت هذه المقابر مزارا للعديدين يوميا بعد صلاة الصبح وقبل صلاة العشاء، أما يوم الخميس فيتوجه المئات لزيارة الأضرحة تبركا بها ويوزعون الصدقات على الأطفال والمحتاجين، ويدخل المصلون إلى هذه المقابر ليمارسوا طقوس التبرك بالأولياء - التي اشتهرت عنهم كممارسة أصيلة - فينثرون الحب على المقابر آخذين بحفنة من تراب القبر لمضغه ظنا ببركتها، هذا ويسمى البشتون يوم الخميس بيوم "زيارات"، حيث جرت العادة على أفضلية زيارة القابر والأضرحة فيه.
أما إيمان الناس بما يأتون من طقوس على هذه الأضرحة فيرجع إلى بقايا إجلال للعربي على أنه منتسب للرسول، ويرجع أساسا إلى النظر إلى هؤلاء كشهداء، بل حتى الجنود الذين كانوا يقومون بحراسة هؤلاء المقاتلين في المستشفى قد تنازعوا بقايا ومتروكات أحد الشهداء وهم يأكدون أنهم يشمون منها عطره..عطر الشهادة.
……
ومن اللافت للنظر أن مكانة القتلى العرب وأضرحتهم في الجنوب عند القبائل البشتونية في أفغانستان وباكستان، ولم تتكرر في شمال أفغانستان، حيث هلك العشرات منهم. ويبدو أن السبب هو تورط العرب الأفغان هناك في الحرب الأهلية بقتالهم تحالف الشمال لمصلحة طالبان)أهـ.
أعوذ بالله من هذا الشرك الصريح الواضح البين،الذي لا يقره الشرع و لا يجيزه،حرمات الله تنتهك في وضح النهار و يجهر بالبدع و الشرك و الخرافات،و يتوافد الناس زرافاتٍ ووحداناً لممارسة الشرك،و عبادة القبور،فأين هي دعوة التوحيد?؟،و أين نشر العقيدة السليمة في وسط هؤلاء الجهال?؟،و يأتي بعد هذا مدعي يكفر المملكة العربية السعودية و يزعم أن أفغانستان هي الدولة الإسلامية الوحيدة في العالم،و أنها تمثل الإسلام الصحيح.
و لكننا نقول (إذا كان رب البيت بالدُّف ضاربٌ فما شيمة أهل البيتَ إلا الرقص و الطرب)،فهذا الملا محمد عمر يرتدي عباءة منسوبة للرسول صلى الله عليه وسلم و يتبرك بها و يقول(لولا هذه العباءة لما دخلنا كابول)،و يطوف بها نواحي قندهار،كما ذكر الشيخ سميع الله نجيب الله أمير جماعة الدعوة إلى القرآن و السنة بكُنَر،فالرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن هذا وقال(من علق تميمةً فلا أتم الله له)،وعندما قال له بعض الصحابة حديثي الإسلام(اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط)،قال لهم صلى الله عليه وسلم(الله أكبر إنها السنن،و الله لقد قلتم كما قال قومُ موسى لموسى:اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة)،و ذات أنواط هي شجرة تُعلَّق بها الأسلحة للتبرك.
يتبع بعون الله...
__________________
عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إن أخوفَ ما أخافُ عليكم رجل قرأ القرآن ، حتى إذا رُئِيَتْ بَهْجَتُهُ عليه، وكان ردءاً للإسلام غيره إلى ما شاء الله ، فانسلخ منه، ونبذه وراء ظهره، وسعى على جاره بالسَّيفِ ، ورماه بالشرك))
قال: قلت : يا نبي الله أيهما أولى بالشرك: المرمي أم الرامي؟
قال -صلى الله عليه وسلم-: ((بل الرامي)) رواه ابن حبان في صحيحه(1/281-282رقم81)، والبزار(7/220رقم2793) وحسنه.
|