عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 2011-04-25, 08:14 AM
أزرق أزرق غير متواجد حالياً
عضو نشيط بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-09-07
المكان: أرض الله واسعة
المشاركات: 247
افتراضي

- موقفالإباضيةمن المخالفين لهم:

أ-موقفهم من سائرالمخالفين:

تتسم معاملةالإباضيةلمخالفيهمباللين والمسامحة وجوزوا تزويج المسلمات من مخالفيهم.

وهذا ما يذكره علماءالفرق عنهم، إضافة إلى أن العلماء يذكرون عنهم كذلك أنالإباضيةتعتبر المخالفين لهم من أهل القبلة كفار نعمة غيركاملي الإيمان ولا يحكمون بخروجهم من الملة، إلا أن هذا المدح ليس بالاتفاق بينالعلماء؛ فهناك من يذكر عنالإباضيةأنهم يرون أنمخالفيهم محاربون لله ولرسوله وأنهم يعاملون المخالفين لهم أسوأ المعاملة.

والحقيقة أن القارئ لكتب علماء الفرق يجد أنهم متعارضون في النقل عنهم إلاأن يقال: إن طائفة منالإباضيةمعتدلون وآخرونمتشددون. ولهذا وجد علي يحيى معمر ثغرة في كلام علماء الفرق ليصفهم بالتناقضوالاضطراب في النقل إلى آخر ما أورد من انتقادات لا تسلم له على إطلاقها.

وذلك أنك تجد في بعض كلام علماءالإباضيةأنفسهم الشدة في الحكم على المخالفين لهم ووصفوهم بأنهم الكفار وأنهم من أهل النارما لم يدينوا بالمذهب الإباضي، وتجد آخرين يتسامحون في معاملة المخالفين لهم ويبدوعليهم اللين تجاههم.

وتجد التعصب في حكمهم على مخالفين ظاهراً قوياً منقراءتك لكتاب مقدمة التوحيد لابن جميع، وكتاب الحجة في بيان المحجة في التوحيد بلاتقليد للعيزابي، ورسالة في فرقالإباضيةبالمغربللمارغيني، وكتاب الدليل لأهل العقول للورجلاني، وكذا العقود الفضية، وكشف الغمةالجامع لأخبار الأمة- فإن القارئ لهذه الكتب يجد التشدد تجاه المخالفين قائماً علىأشده كما تشهد بذلك مصادرهم المذكورة.

ومع هذا فإن العلماء و المتقدمينوكثيراً من المتأخرين يذكرون عبارات كثيرة تصفالإباضيةبالتسامح واللين تجاه المخالفين ممن يدعون الإسلامإلا معسكر السلطان فإنه دار بغي وحرابة، ومع ذلك نفى عليّ يحيى معمر أن يكون منمذهبالإباضيةأنهم يرون أن معسكر السلطان معسكر بغيوحرابة، ولكنه-وهو يقسم حكام المسلمين في كتابهالإباضيةبين الفرق الإسلامية- جعل هذا الوصف ينطبق علىالحاكم الذي يخرج عن العدل ولا يطبق أحكام الإسلام كاملة().

ومن خلالالأمثلة الآتية من كلام العلماء حول موقفالإباضيةمنالمخالفين لهم تجد مصداق ما قدمنا إجماله فيما يلي:

1-
اللين والتسامح معالمخالفين:

أ-ما قاله عنهم كتَّاب الفرق.

ب-ما قالوه هم في كتبهم.

أما ما قاله علماء الفرق عنهم:

فمثلاً نجد أن الأشعري يقول: ((وأماالسيف فإن الخوارج جميعاً تقول به وتراه، إلا أنالإباضيةلا ترى اعتراض الناس بالسيف)) ().

وقالأيضاً: ((وجمهورالإباضيةيتولى المحكِّمة كلها إلامن خرج، ويزعمون أن مخالفيهم من أهل الصلاة كفار ليسوا بمشركين)) ().

ثمقال عنهم كذلك: ((وزعموا أن الدار أي دار مخالفيهم- دار توحيد إلا معسكر السلطانفإنه دار كفر يعني عندهم)) ().

إلى أن قال: ((وفي المعركة لا يقتلونالنساء ولا الأطفال على عكس ما يفعله الأزارقة)) ().

أما البغدادي والشهرستاني فيذكران عنالإباضيةأنهم يرون أنمخالفيهم براء من الشرك والإيمان، وأنهم ليسوا مؤمنين ولا مشركين ولكنهم كفار().

وأما ما قالوه هم عن أنفسهم:

فنجد صاحب كتاب الأديان الإباضي وهويعدد آراء الأخنس –زعيم فرقة الأخنسية –يقول: (وجوَّز تزويج نساء أهل الكبائر منقومهم على أصول أهل الاستقامة)) ().

ونجده كذلك يؤكد على أنه لا يجوز منأهل القبلة إلا دماءهم في حالة قيام الحرب بينهم وبينالإباضية().

ويأتي أبو زكريا الجناوني فيؤكد أنهيجوز معاملة المخالفين معاملة حسنة، غير أنه ينبغي أن يدعو إلى ترك ما به ضلوا فإنأصروا ناصبهم إمام المسلمين الحرب حتى يذعنوا للطاعة ولا يحل منهم غير دمائهم().

وهناك نصوص في مسامحةالإباضيةللمخالفين لهممن حسن المعاملة وعدم اغتيالهم أو استعراضهم وتحريم أموالهم.

يذكرها عنهمعلي يحيى معمر مع عزوها إلى قائليها في كتابهالإباضيةبين الفرق الإسلامية، في معرض نقده كلام علماءالفرق عنالإباضية() لا نرى ضرورة للتطويل بنقلهاهنا.

2-
الشدة على المخالفين:

1-
ما يقوله عنهم علماء الفرق:

يقول البغدادي عنهم: ((إنهم يرون أن المخالفين لهم كفار وأجازوا شهادتهموحرموا دماءهم في السر واستحلوها في العلانية... وزعموا أنهم في ذلك محاربون للهولرسوله ولا يدينون دين الحق، وقالوا باستحلال بعض أموالهم دون بعض والذي استحلوهالخيل والسلاح، فأما الذهب والفضة فإنهم يردونها على أصحابها عند الغنيمة().

وقد سبق قول الأشعري عنهم.

((
وقالوا جميعاً: إن الواجب أن يستتيبوامن خالفهم في تنزيل أو تأويل، فإن تاب وإلا قتل، كان ذلك الخلاف فيما يسع جهلهوفيما لا يسع().

2-
ما قالوه هم في كتبهم:

روى الجيطالي الإباضي عنالإمام عبد الوهاب أنه قال: سبعون وجهاً تحل بها الدماء، فأخبرت منها لأبي مرداسبوجهين فقال: من أين هذا من أين هذا؟

وفي كتاب سير المشائخ أن الإمام كانيقول: عندي أربعة وعشرين وجهاً تحل بها دماء أهل القبلة، ولم تكن منهم عند أبيمرداس رحمه الله إلى أربعة أوجه وقد شدد علي فيهم().

ويقول المارغينيمنهم: ((وقالت المشائخ إن هذا الدين الذي دنا به الوهبية منالإباضيةمن المحكِّمة دين المصطفى صلى الله عليه وسلم هوالحق عند الله وهو دين الإسلام، من مات مستقيماً عليه فهو مسلم عند الله، ومن شكفيه فليس على شيء منه، ومن مات على خلافه أو مات على كبيرة موبقة فهو عند الله منالهالكين أصحاب النار)) ().

وقال العيزابي منهم: ((الحمد لله الذي جعلالحق مع واحد في الديانات فنقول معشرالإباضيةالوهابية: الحق ما نحن عليه والباطل ما عليه خصومنا؛ لأن الحق عند الله واحد،ومذهبنا في الفروع صواب يحتمل الخطأ ومذهب مخالفينا خطأً يحتمل الصدق)) ().

ولا يقلُّ الوارجلاني تشدداً عن من سبق، فهو يقول:

فإن قال قائل: هذه أمة أحمد صلى الله عليه وسلم قد قضيتم عليها بالهلاك وبالبدعة والضلال وحكمتمعليها بدخول النار ما خلا أهل مذهبكم. قلنا: إنما قضاه رسول الله صلى الله عليهوسلم-لا نحن- بقوله: حيث يقول: ((ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلهن في النارما خلا واحدة ناجية ...كلهم يدعي تلك الواحدة)) ().

وهناك نصوص كثيرة أخرىفي تزكية مذهبهم وبطلان ما عداه من المذاهب، وأن الله لا يقبل أي دين غير دينالإباضيةوالوهبية عن صاحب العقود الفضية() و السالمي() وجاعدين خميس الخروصي()، وصاحب كشف الغمة()، وصاحب النيل وشفاء العليل() وابنجميع() وغيرهم من علماءالإباضية.

ب-موقفالإباضيةمن الصحابة:

موقفالإباضيةمن الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم:

منالأمور المتفق عليها عند سائر الخوارج الترضي التام والولاء والاحترام للخليفتينالراشدين أبي بكر وعمر رضوان الله عليهما، لم تخرج فرقة منهم عن ذلك.

أمابالنسبة للخليفتين الراشدين الآخرين عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهمافقد هلك الخوارج فيهما وذموهما مما برأهما الله عنه.

والذي يهمنا، أن نشيرهنا إلى رأيالإباضيةفي الصحابة رضوان الله عليهمبإيجاز، تاركين تفصيل الحجج والردود عليها لمقام آخر:

1-
موقفالإباضيةمن عثمان رضي الله عنه:

من الأمور الغريبةجداً أن تجد ممن يدعي الإسلام ويؤمن بالله ورسوله من يقع في بغض الصحابة؛ خصوصاً منشهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة وثبتت بذلك النصوص في حقه.

فعثمانرضي الله عنه صحابي جليل شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة، أما بالنسبةللخوارج فقد تبرءوا منه ومن خلافته، بل وحكموا عليه بالارتداد و العياذ باللهوحاشاه من ذلك.

وفي كتاب كشف الغمة لمؤلف إباضي من السب والشتم لعثمان مالا يوصف، ولم يكتف بالسب والشتم، وإنما اختلق روايات عن بعض الصحابة يسبون فيهاعثمان بزعمه ويحكمون عليه بالكفر()، ولا شك أن هذا بهتان عظيم منه.

ويوجدكذلك كتاب في الأديان() وكتاب آخر اسمه الدليل لأهل العقول() للورجلاني، فيهماأنواع من السباب والشتم لعثمان ومدح لمن قتلوه؛ حيث سماهم فرقة أهل الاستقامة، وهمفي الحقيقة بغاة مارقون لا استقامة لهم إلا على ذلك.

2-
وأما بالنسبةلموقفهم من علي رضي الله عنه: فإنه يتضح موقفهم منه بما جاء في كتاب كشف الغمة تحتعنوان فصل من كتاب الكفاية قوله: فإن قال ما تقولون في علي بن أبي طالب، قلنا له: إن علياً مع المسلمين في منزلة البراءة، وذكر أسباباً- كلها كذب- توجب البراءة منهفي زعم مؤلف هذا الكتاب، منها حربه لأهل النهروان وهو تحامل يشهد بخارجيتهالمذمومة.

وقد ذكر لوريمر عن موقف المطاوعة –جماعة متشددة في الدين- كمايذكر قوله: ((ويعتقد المطوعون أن الخليفة علياً لم يكن مسلماً على الإطلاق؛ بل كانكافراً!!)) ().

كما تأول حفص بن أبي المقدام بعض آيات القرآن على أنهاواردة في علي، وقد كذب حفص().

ومن الجدير بالذكر أن علي يحيى معمرالمدافع القوي عنالإباضيةيزعم أنالإباضيةلا يكفرون أحداً من الصحابة، وأنهم يترضون عن عليرضي الله عنه فهو ينقل عن كتاب وفاء الضمانة بأداء الأمانة مدحاً وثناءً لعلي().

وأورد علي يحيى معمر فصلاً طويلاً بيّن فيه اعتقادالإباضيةفي الصحابة بأنهم يقدرونهم حق قدرهم، ويترضون عنهمويسكتون عما جرى بينهم، ونقل عن أبي إسحاق أطفيش في رده على الأستاذ محمد بن عقيلالعلوي أنه قال له: أما ما زعمت من شتم أهل الاستقامة لأبي الحسن علي وأبنائه فمحضاختلاق.

ونقل عن التعاريتي أيضاً مدحه للصحابة خصوصاً علياً وأبناءه، وكذلكالتندميري الإباضي.

وأخيراً قال علي يحيى معمر: ((ولم يكن يوماً من الأصحابشتم له أو طعن، اللهم من بعض الغلاة، وهم أفذاذ لا يخلو منهم وسط ولا شعب)) ().

وهذه الحقيقة التي اعترف بها أخيراً تجعل ما ملأ به كتابهالإباضيةبين الفرق من الشتائم على كل كتّاب الفرق غيرصحيح، فما الذي يمنع أن يكون نقل هؤلاء العلماء يصدق على أقل تقدير على هؤلاءالأفذاذ الذين أشار إليهم، مع أن ما يذكره علي يحيى معمر لا يتفق مع النصوصالمستفيضة عن علماءالإباضيةفي ذمهم لبعض الصحابة،فهل الورجلاني يُعتبر- على حد التعبير السابق ليحيى معمر- من الغلاة المتشددين، وهومن هو في صفوف الإباضية؟

فهذا الرجل يواصل في كتابه الدليل لأهل العقولتكفيره وشتمه لمعاوية رضي الله عنه ولعمرو بن العاص، بل قد قال زعيمالإباضيةعبد الله بن إباض نفسه في كتابه لعبد الملك عنمعاوية ويزيد وعثمان كما يرويه صاحب كشف الغمة: ((فإنا نُشهد الله وملائكته أنابراء منهم وأعداء لهم بأيدينا وألسنتنا وقلوبنا، نعيش على ذلك ما عشنا، ونموت عليهإذا متنا، ونبعث عليه إذا بعثنا، نحاسب بذلك عند الله)) وكفى بهذا خروجاً.

وصاحب كشف الغمة الجامع لأخبار الأمة يشتم الحسن والحسين رضي الله عنهما،وأوجب البراءة منهما بسبب ولايتهما لأبيهما على ظلمه وغشمه، كما يزعم- كذلك بسببقتلهما عبد الرحمن بن ملجم الذي قتل علي بن ابي طالب رضي الله عنه، وتسليمهما الإمامة لمعاوية، وهي أسباب لا يعتقدها منعرف الصحابة الذين شهد الله ورسوله لهم بالسابقة والفضل، ولكن انقطع عنهم العملفأحب الله أن لا ينقطع عنهم الأجر، وصدق الشاعر حين قال:

وإذا أتتك مذمتيمن ناقص فهي الشهادة لي بأني فاضل

ونفس الموقف الذي وقفه الخوارج عموماً والإباضيةأيضاً من الصحابة السابقين- وقفوه أيضاً منطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام، وأوجب لهما الورجلاني النار()، وقد بشرهماالرسول صلى الله عليه وسلم بالجنة، وهؤلاء يوجبون عليهما النار، فسبحان الله ماأجرأ أهل البدع و الزيغ على شتم خيار الناس بعد نبيهم الذين نصروا الإسلام بأنفسهموأموالهم وأولادهم ومات الرسول صلى الله عليه وسلم وهو راضٍ عنهم!!

قالالنبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفقمثل أحد ذهباً ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه)) ()، وأنه لما يحار فيه الشخص هذاالموقف من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا كان أخص أصحاب محمد صلى اللهعليه وسلم غير مرضيين عند هذه الطوائف من خوارج وشيعة فمن المرضي بعد ذلك؟

7-
عقائدالإباضية:

من الأمورالطبيعية أن تخرج هذه الفرقة وغيرها من الفرق عن المعتقد السليم في بعض القضايا مادامت قد خرجت عن أهل السنة والجماعة وارتكبت التأويل، ولا بد كذلك أن توجد لهاأقوال فقهية تخالف فيها الحق إلى جانب أقوالهم في العقيدة، ولا يسعنا هنا ذكر جميعمبادئ فرقةالإباضيةالعقديّة والفقهية، فهذا له بحثمستقل خصوصاً ما يتعلق بالمسائل الفقهية، فإن دارس الفرق قلما يوجه همه إلى إيضاحهاوتفصيلاتها إلا عند الضرورة.

والذي نود الإشارة إليه هنا أنالإباضيةأفكاراً عقدية وافقوا فيها أهل الحق، وعقائد أخرىجانبوا فيها الصواب.
رد مع اقتباس