رد: العلامة ابن عثيمين: من يحكم بالقوانين الوضعية كافر حتى ولو صلى وصام وتصدق! كيف نرقعها
حياك الله أبا حفص
أنا لا أتحدث عن التأييد لهذه الثورة أو تلك، أنا أتحدث عن أسباب الثورة، وكل الثورات لم يكن لها سبب ديني، ولنأخذ ببعض التفصيل:
1- الثورة التونسية:
قام بن علي بمحاربة المسلمين فأذاقهم صنوفاً من العذاب، ومنعهم من الصلاة في المساجد، وأباح الزنا وحرم تعدد الزوجات، ومع ذلك لم تقم الثورة، لكن حينما انتحر البوعزيزي لشعوره بالاضهاد في لقمة العيش، قامت الثورة التونسية، أو بكلمة أخرى قامت الثورة لأجل الظلم في لقمة العيش ولم تقم لتعدي بن علي على حدود الله.
2- الثورة السورية:
قامت عائلة الأسد (الأب والعم والابن والأخ) وأقرباؤهم بمحاربة كل المظاهر الإسلامية، فمنع حافظ وابنه بشار الصلاة للعسكريين، وقتل حافظ وأخوه رفعت في مدينة حماه ما يقارب 38000 شخص، وقاموا بمجزرة تدمر، وقاموا بمجازر في لبنان، وقام بشار وأخوه ماهر بمجزرة صيدنايا بالإضافة إلى المجازر التي ترتكب اليوم، كما قام رفعت بمنع الحجاب في الشوارع في الثمانينيات الميلادية، ومنعت الدروس الدينية، ولاحقت عائلة الأسد كل من أطلق لحيته، كما منعوا الكتب الدينية، وأفسحوا المجال لكل فكر منحرف ليدلي بدلوه ويمارس طقوسه ولاحقوا المسلمين وسجنوهم، ومع ذلك لم تقم الثورة إلا رداً على أفعال الأجهزة الأمنية، ففي دمشق قامت أجهزة الأمن بمحاولة القبض على شخص فحرره الشعب وهتفوا الشعب السوري ما بينذل، وبعدها بأيام في درعا قامت الأجهزة الأمنية باعتقال مجموعة من الأطفال وعذبتهم فانتفضت درعا لذلك، على الرغم من أن أحداً لم ينتفض لقرارات إغلاق المساجد أو منع الصلاة أو التعليم الديني.
3- الفتنة المصرية:
إذ لا أحب أن أسميها ثورة، إذ قامت بدوافع الغيرة من تونس، وأن الشعب التونسي أزاح طاغية تونس، ومصر شعبها أكثر، ورئيسها أقل طغياناً من طاغية تونس، فلم لا يغير الشعب المصري رئيسه أيضاً؟ خاصة وأن الناس كانوا يقادون إلى ميدان التحرير بشعارات رفع الحد الأدنى للأجور، وتوفير فرص عمل للشباب، ولم يذكر أحد شيئاً عن الدوافع الدينية، أو حتى تفعيل المادة الثانية من الدستور.
4- الثورة الليبية لا أعلم عنها شيء فلا أتحدث عنها.
خلاصة قولي أن هذه الثورات التي استشهدت بها أيها الفاضل لم تقم على أسس دينية، بمعنى أن الشعب يوم قام بالثورة لم يكن يطالب بحكم الله، وهذا مصداق كلام أخي حامل المسك، فالحاكم لم يحكم بشرع الله، والشعب لم يطالب بحكم شرع الله، فلماذا نصب جام غضبنا على الحاكم، ولا نتحدث عن المحكوم؟
__________________
قال أبو قلابة: إذا حدثت الرجل بالسنة فقال دعنا من هذا وهات كتاب الله، فاعلم أنه ضال. رواه ابن سعد في الطبقات.
|