عرض مشاركة واحدة
  #48  
قديم 2009-08-15, 03:27 AM
صابر عباس صابر عباس غير متواجد حالياً
عضو جاد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-03-20
المشاركات: 431
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

تابع
الجزء الثلاثون
مشاهد الأخرة من القرآن العظيم
وبعض آيات من سورة عبس

ويطرح هذا السؤال

قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ -17 مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ -18 مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ - 19
ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ – 20 ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ -21 ثُمَّ إِذَا شَاء أَنشَرَهُ - 22 كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ - 23

لُعِنَ الإنسان الكافر وعُذِّب, ما أشدَّ كفره بربه!! ألم ير مِن أيِّ شيء خلقه الله أول مرة؟ من نطفة خلقه , فقدَّره أطوارا, ثم بين له طريق الخير والشر, ثم أماته فجعل له مكانًا يُقبر فيه, ثم إذا شاء سبحانه أحياه, وبعثه بعد موته للحساب والجزاء.

فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ -24
أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبًّا -25 ثُمَّ شَقَقْنَا الأرْضَ شَقًّا -26
فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا -27 وَعِنَبًا وَقَضْبًا -28
وَزَيْتُونًا وَنَخْلا -29 وَحَدَائِقَ غُلْبًا -30
وَفَاكِهَةً وَأَبًّا -31 مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ –32

فليتدبر الإنسان: كيف خلق الله طعامه الذي هو قوام حياته؟ أنَّا صببنا الماء على الأرض صَبًّا, ثم شققناها بما أخرجنا منها من نبات شتى, فأنبتنا فيها حبًا, وعنبًا وعلفًا للدواب, وزيتونًا ونخلا وحدائق عظيمة الأشجار, وثمارًا وكلأ تَنْعَمون بها أنتم وأنعامكم

ثم تلفتنا الآيات إلى مصدر الغذاء الذي خلقه الله لنا لنحيا في هذه الدنيا
وكيف تتم الزراعة , حيث يتم حرث الأرض ورمي البذور بدخلها , وتروى
بالماء سواء عن طريق الري بماء الأنهار أو بالأمطار
والصورة الملفتة للنظر هي الأرض الميتة التي تتنزل عليها الأمطار

قال تعالى :
وَتَرَى الأرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ -5 ( الحج )

صورة حية ومثالا للبعث والحياة بعد نزول الماء على الأرض الميتة أمام أعيننا
تتكرر..... وتمر سنين جفاف على الأرض ويكاد تحدث مجاعات ويتضرع المؤمنون لربهم أن ينزل المطر لتعود الحياة إلى الأرض الميتة مرة أخرى.

سبحان الله .. ما أشبه الصورتين , صورة البشر وهم يقبرون ثم يبعثون بإذن الله تعالى ,
وصورة البذور المقبورة إذا نزل عليها الماء, فتنبت بإذن الذي خلقها .

قال تعالى:
وَهُوَ الّذِي يُرْسِلُ الرّيَاحَ بُشْرىً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتّىَ إِذَآ أَقَلّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مّيّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَآءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلّ الثّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى َلَعَلّكُمْ تَذَكّرُونَ - الأعراف 57
وقال تعالى:
وَالّذِي نَزّلَ مِنَ السّمَآءِ مَآءً بِقَدَر ٍفَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مّيْتاً كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ - الزحرف 11

*******

مشاهد تعرض لأول مرة ,
مشهد الإنشغال بالنجاة – والفرار من أقرب الناس.

فَإِذَا جَاءَتْ الصَّاخَّةُ (33) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37)

فإذا جاءت صيحة يوم القيامة التي تصمُّ مِن هولها الأسماع, يوم يفرُّ المرء لهول ذلك اليوم من أخيه, وأمه وأبيه, وزوجه وبنيه. لكل واحد منهم يومئذٍ أمر يشغله ويمنعه من الانشغال بغيره.

******

صورتان لصنفين من البشر , وعلى العاقل أن يختار من الأن إلى أي الصنفين يذهب ؟

وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (39) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (40) تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ (41) أُوْلَئِكَ هُمْ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (42)

وجوه أهل النعيم في ذلك اليوم مستنيرة، مسرورة فرحة, ووجوه أهل الجحيم مظلمة مسودَّة, تغشاها ذلَّة. أولئك الموصوفون بهذا الوصف هم الذين كفروا بنعم الله وكذَّبوا بآياته, وتجرؤوا على محارمه بالفجور والطغيان.

******
نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أهل الجنة.
ونسأله الفردوس الأعلى.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏"‏أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دري في السماء إضاءة، لا يبولون ولا يتغوطون، ولا يتفلون، ولا يتمخطون، أمشاطهم الذهب، وريحهم المسك، ومجامرهم الألوة -عود الطيب- أزواجهم الحورالعين، على خلق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم ستون ذراعاً في السماء‏"‏ ‏(‏‏(‏متفق عليه‏)‏‏)‏‏.

*****
وإلى بقية الجزء إن شاء الله تعالى
رد مع اقتباس