.
سألني رافضي مشرك...
أنتم تؤمنون بنزول الله إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل نزولا فعليا... أليس كذلك...؟
قلت: نعم...
قال: ولكن هذا يستحيل عقلا، إذ أن كل قطعة أرض على الكرة الأرضية لا بد وأن يمر عليها وقت تكون فيه في الثلث الأخير من الليل، أي، أنه يتعين على الله أن يكون على مدار الدقيقة وهو في حالة نزول وصعود من عرشه إلى الكرة الأرضية وبالعكس، وهذا أمر لا يتقبله عقل...
قلت: هل تؤمن بأن الله يرى كل شيء...؟
قال: نعم، بلا شك...
قلت: وأنا أيضا أرى كل شيء... ألست أملك عينان سليمتان قويتان...؟ فبماذا اختلفت إذن رؤيتي عن رؤية الله...؟
قال: ولكن رؤيتك للأشياء لكي تتم لا بد وأن تكون خاضعة إلى قوانين فيزيائية وفسيولوجية كثيرة جدا، في حين أن رؤية الله للأشياء لا يحكمها أي قانون...
قلت: إذن، تريد أن تقول بأن رؤيتي للأشياء مشروطة، ورؤية الله لها غير مشروطة...
قال: نعم، هو كذلك...
قلت: كيف آمنت بأن رؤية الله للأشياء لا يحكمها أي قانون مادي، في حين أنك جعلت نزول الله إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل محكوما بقوانين مادية تجعل من هذا النزول أمرا مستحيلا...؟ أليست من كانت رؤيته للأشياء لا يحكمها أي قانون مادي، تكون حركاته وأفعاله كلها غير خاضعة لأي قانون مادي، وبالتالي لا يمكن عقلنتها...؟
نظر المشرك إلي ولم يجبني، فاستطردت قائلا...
أنت آمنت بأن حركات الجني، وهو مخلوق، لا يحكمها قانون مادي، في حين أنك ترفض أن تؤمن بأن أفعال الله، وهو الخالق، لا يحكمها قانون، وهذا تناقض يتعين عليك حله، فإما أن تصف الجني بأنه إله والله مخلوق، أو تصف الله بأنه إله والجني مخلوق، فماذا تقول...؟
سكت المشرك ولم يرد وهو يواصل النظر إلى، فقلت له: أسأل الله أن يهديك إلى اعتناق دينه الذي ارتضاه لخلقه...
ودعته، ثم تركته غارقا في بحر أفكاره...
.