الشيخ عدنان ابراهيم ومخالفته لصريح القران الكريم في الترضي عن الصحابة
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا
من يهده الله فهو المهتد
ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا
ونشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ونشهد ان محمدا عبده ورسوله
وبعد:
لقد رضي الله تبارك وتعالى عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم اجمعين
فلفظ الاية :"محمد رسول الله والذين معه ... " صريح في كونها تخص من امن برسول الله صلى الله عليه وسلم وعاصره واتبعه وكان في معيته
وهذا يشمل جميع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
مع التفاوت بينهم في مقدار الصحبة
الا ان المتفق عليه هو ان من راى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو لمرة واحدة في حياته وهو مؤمن به فهو صحابي وتشمله هذه الايات الصريحة في ترضي الله تبارك وتعالى عنهم :"رضي الله عنهم ورضوا عنه"
وقد حضر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع في ذي الحجة عام 10 هـ ما يزيد عن مئة الف صحابي كلهم ثقات عدول مرضي عنهم
ومع اتفاقنا على الاختلاف في حفظ كل منهم فمنهم من تفرغ لحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كأبي هريرة رضي الله عنه ومنهم من روى الحديث والحديثين ومنهم من صرح باختلافهم في الحفظ كما قال حذيفة رضي الله عته فكان اعلمنا احفظنا
الا ان اختلافهم في الحفظ لا يعني ابدا سقوط عدالتهم ومنع الاحتجاج بهم فهم كلهم عدول ثقات يتفاوتون في مقدار العلم فمنهم من حفظ ومنهم من نسي ومن حفظ منهم حجة على من لم يحفظ وكان هذا ديدنهم فهم يرجعون في دينهم ودنياهم الى ما سمعوه من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم او ممن سمع من رسول الله عليه الصلاة والسلام فقد رويت نصوص فيها رواية صحابي عن صحابي بل اكثر من ذلك وهذا دليل على ان منهم من حضر خطبة رسول الله ودرسه وموعظته ومنهم من لم يحضر فكان بعضهم يروي عن بعض ويحتج كل واحد منهم بخبر الاخر من غير ان يرده بسبب رواية احد منهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
فتقاوتهم في السماع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفاوتهم بالقدرة على الحفظ وتفاوتهم في الفهم عن الله وعن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يمنع من الاحتجاج بقولهم جميعا على قاعدة رب حامل فقه ليس بفقيه ورب حامل فقه الى من هو افقه منهم فمعلوم ان الصحابة رضوان الله عليهم يتفاوتون في المرتبة فمنهم من اسلم قديما ومنهم من اسلم متأخرا ومنهم من بايع قبل الاخر ومنهم من تفرغ لحفظ السنة ومنهم من انشغل بالعيال والتجارة والفتح الا ان الصحيح فيهم انهم جميعا ثقات وما دار بينهم من اختلاف فمرده الى الله والى الرسول صلى الله عليه وسلم (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ) فمرجعهم في ما اختلفوا فيه هو الى القران الكريم والى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم مما رواه صحابته عنه واختلافهم هنا فيما لم يرد فيه نص ام فيما ورد فيه نص واختلف الصحابة في فهمه على الطريقة التي اوضحها الامام الشافعي في كتابه اصول الفقه من ابواب العلم التي للاختلاف فيها علة وحجة يحتج بها المختلفان في العموم والخصوص والاطلاق والتقييد والابهام والاتفسير والاجمال والتفصيل والاختلاف بين القول والفعل
فلا حجة ابدا لمن يطعن في الصحابة في عدالتهم بسبب او اخر
وقد خرج علينا ويخرج كل يوم من يطلب العلم ثم يستعجل في الترجيحات حتى يصل به الامر الى الطعن ببعض الصحابة رضوان الله عليهم اجمين
ومن يسلك هذا المسلك فقد خالف ترضي الله تبارك وتعالى عنهم وخالف فتح الارض على ايديهم الذي وضحه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله
تستفتحون فيقال هل فيكم من راى رسول الله فتقولون نعم فيفتح لكم
فهذه الامم والبلاد المفتوحة ما فتحت الا بهؤلاء الصحابة رضوان الله عليه فهم قد انشغلوا عن القيل والقال بالعمل الصالح وبهداية العباد الى الله عز وجل
فيخرج علينا هؤلاء ليطعنوا بمن فتح الله تبارك وتعالى على ايديهم قلوب العباد قبل ان يفتح البلاد
|