عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 2012-10-02, 06:19 PM
salut salut غير متواجد حالياً
عضو فعال بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-09-29
المشاركات: 89
افتراضي

تابع(عرض أدلة السلفيين))

الدليل السابع عشر :

أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما )) (224) عن عبد الله بن عباس – رضي الله عنهما – أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال :
(( من رأي من أميره شيئاً يكرهه فليصبر ، فإنه من فارق الجمعة شبراً فمات فميتة جاهلية ))
وفي رواية لمسلم : (( من كره من أميره شيئاً ،فليصبر عليه، فإنه ليس أحد من الناس خرج من السلطان شبراً، فمات عليه إلا مات ميتة جاهلية )).
قال ابن أبي جمرة :
(( المراد بالمفارقة السعي في حل عقد البيعة التي حصلت لذلك الأمير ولو بأدنى شيء، فكنى عنها بمقدار الشبر، لأن الأخذ في ذلك يؤول إلي سفك الدماء بغير حق )) ا هـ.
والمراد بالميتة الجاهلية : حالة الموت كموت أهل الجاهلية على ضلال، وليس له إمام مطاع، لأنهم كانوا لا يعرفون ذلك وليس المراد أنه يموت كافراً، بل يموت عاصياًً، قاله الحافظ في (( الفتح )) (225)
الدليل الثامن عشر :
أخرج البخاري ومسلم في (( صحيحيهما )) (226) – أيضا-، عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه - :
أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال : (( إنها ستكون بعدي أثرة وأمور تكرهونها )).
قالوا : يا رسول الله ! فما تأمرنا ؟
قال : تؤدون الحق الذي عليكم، وتسألون الله الذي لكم ))
قوله : (( أثرة )) هي : الإنفراد بالشيء عمن له فيه حق.
وقوله أمور تنكرونها : يعني : من أمور الدين.
وقد أرشدهم النبي
صلى الله عليه وسلم في هذه الحالة – وهي استئثار الأمراء بالأموال وإظهارهم للمخالفات الشرعية ... – إلي المسلك السليم والمعاملة الحسنة التي يبرا صاحبها من الوقوع في الإثم، وهي إعطاء الأمراء الحق الذي كتب لهم علينا ،من الانقياد لهم وعدم الخروج عليهم.
وسؤال الله الحق الذي لنا في بيت المال بتسخير قلوبهم لأدائه أو بتعويضنا عنه.
قال النووي (227) – رحمه الله تعالي – على هذا الحديث :
(( فيه الحث على السمع والطاعة وإن كان المتولي ظالماً عسوفاً، فيعطي حقه من الطاعة، ولا يخرج عليه، ولا يخلع، بل يتضرع إلي الله – تعالي – في كشف أذاه، ودفع شره، وإصلاحه )) انتهى.
وقال ابن علان :
(( فيه الصبر على المقدور والرضي بالقضاء حلوه ومره والتسليم لمراد الرب العليم الحكيم )) (228) ا هـ.
الدليل التاسع عشر :
أخرج البخاري ومسلم في (( صحيحيهما )) (229) – أيضا -، عن أسيد بن حضير أن رجلاً من الأنصار خلا برسول الله
صلى الله عليه وسلم، فقال : ألا تستعملني كما استعملت فلاناً ؟ فقال :
(( إنكم ستلقون بعدي أثرةً فاصبروا حتى تلقوني على الحوض )).
وقد بوب عليه النووي في (( شرح مسلم )) (230)، فقال :
(( باب الأمر بالصبر عند ظلم الولاة واستئثارهم )) ا هـ.
وبوب عليه ابن أبي عاصم في (( السنة ))، فقال :
(( باب ما أمر به النبي
صلى الله عليه وسلم من الصبر عندما يري المرء من الأمور التي يفعلها الولاة )) (231) ا هـ.
الدليل العشرون :
أخرج الإسماعيلي في (( مسند عمر بن الخطاب )) (232) ، عن عمر ابن الخطاب – رضي الله عنه – مرفوعاً، قال :
(( أتاني جبريل، فقال : إن أمتك مفتتنة من بعدك، فقلت : من أين ؟ فقال : من قبل أمرائهم، وقرائهم، يمنع الأمراء الناس الحقوق فيطلبون حقوقهم فيفتنون.
قلت : فكيف يسلم من سلم منهم ؟ قال : بالكف والصبر إن أعطوا الذي لهم أخذوه ،وإن منعوه تركوه
))
قال ابن كثير في مسند الفاروق عمر بن الخطاب )) (233) : (( حديث غريب من هذا الوجه، فإن مسلمة بن على الخشني ضعيف )) ا هـ.
الدليل الواحد والعشرون:
أخرج ابن أبي شيبة في (( المصنف )) (234)، والخلال في (( السنة )) (235) وأبو عمرو الداني في (( الفتن )) (236)، وابن أبي زمنين في (( أصول السنة )) (237) بإسناد جيد عن سويد بن غفلة قال :
قال لي عمر – رضي الله عنه - :
( يا أبا أمية إني لا أدري لعلى لا ألقاك بعد عامي هذا ،فإن أمر عليك عبد حبشي مجدع، فاسمع له وأطع، وإن ضربك فاصبر وإن حرمك فاصبر وإن أراد أمراً ينقض دينك فقل : سمعاً وطاعة، ودمي دون ديني، ولا تفارق الجماعة ))
الدليل الثاني والعشرون :
أخرج أبو عمرو الداني في (( الفتن )) (238)، عن محمد بن المنكدر، قال : لما بويع يزيد بن معاوية ذكر ذلك لابن عمرو فقال : (( إن كان خيراً رضينا وإن كان شراً صبرنا )) .
وأخرجه ابن أبي شيبة (239) وابن أبي زمنين في (( أصول السنة )) (240) .
الدليل السابع :
روي التبريزي في (( النصيحة للراعي والرعية )) (241)، عن كعب الأحبار، أنه قال :
(( السلطان ظل الله في الأرض، فإذا عمل بطاعة الله، كان له الأجر وعليكم الشكر، وإذا عمل بمعصية الله، كان عليه الوزر وعليكم الصبر، ولا يحملنك حبه على أن تدخل في معصية الله ولا بغضة على أن تخرج من طاعته )).
ففي هذه الأحاديث والآثار – وغيرها كثير – وجوب الصبر على جور الأئمة واحتمال الأذى مهم، لما في ذلك من درء المفاسد العظيمة التي تترتب على عدم الصبر عليهم.
يقول ابن أبي العز الحنفي – رحمه الله - :
(( وأما لزوم طاعتهم وإن جاروا لأنه يترتب على الخروج من طاعتهم من المفاسد أضعاف ما يحصل من جورهم بل في الصبر على جورهم تكفير السيئات ومضاعفة الأجور، فإن الله – تعالي – ما سلطهم علينا إلا لفساد أعمالنا والجزاء من جنس العمل، فعلينا الاجتهاد في الاستغفار والتوبة وإصلاح العمل.
قال – تعالي- ( وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ( (242)
قال – تعالي - ( أَوَ لَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ ( (243)
قال – تعالي - : ( مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ ((244)
قال – تعالي - : ( وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ( (245)
فإذا أراد الرعية أن يتخلصوا من ظلم الأمير الظالم، فليتركوا الظلم.
وعن مالك بن دينار أنه جاء في بعض كتب الله :
(( إنا الله مالك الملك، قلوب الملوك بيدي، فمن أطاعني جعلتهم عليه رحمة ومن عصاني جعلتهم عليه نقمة، فلا تشغلوا أنفسكم بسبب الملوك، ولكن توبوا أعطفهم عليكم )) (246) انتهى.
وهذا الأثر الذي ذكره في الإسرائيليات، وقد روي عن النبي
صلى الله عليه وسلم مرفوعاً ،ولا يثبت (247)
وإنما أخرجه ابن أبي شيبة في (0 المصنف )) (248) بسند صحيح إلي مالك بن مغول، قال : كان في زابور داود : إني أنا الله لا إله إلا أنا ... بنحوه.
وقد جزم ابن الجوزي في (( العلل )) (249) أن هذا الكلام الوارد في بعض الكتب السابقة وتبعه على ذلك السخاوي في (( تخريج أحاديث العادلين )) (250) .


يتبع......
--------------------------------------------------------------------------------

212 ) قاله شيخ الإسلام ابن تيمية (( الفتاوى )) : ( 28/179 ).
213 ) (( رفع الأساطين في حكم الاتصال بالسلاطين )) للشوكاني ( ص 81-82 ).
214 ) سورة لقمان الآية 17 .
215 ) سورة الأحقاف، الآية :35
216 ) سورة الطور، الآية : 48 .
217 ) (( بدائع السلك في طبائع الملك )) : ( 1/76 )
218 ) ( ص 38 )، ط. أنصار السنة.
219 ) سورة الأعراف، الآية : 137.
220 ) ينظر المصدر الآتي.
221 ) من كتاب (( آداب الحسن البصري )) لابن الجوزي : ( ص 119 – 120 )
222 ) سورة الشورى، الآية 30.
223 ) انتهي من كلام الآجري في الشريعة : ص ( 37 )
224 ) البخاري : ( 13/5 ) ومسلم ( 3/1477 ).
225 ) (13/7 ) .
226 ) البخارى ( 13/5 ) ،ومسلم : (3/1472 ) .
227 ) في (( شرح مسلم )) : ( 12/232 ) .
228 ) (( دليل الفالحين )) : ( 1/197 ).
229 ) البخاري : ( 13/5 )، ومسلم : ( 3/1474 ).
230 ) ( 12/235 )
231 ) (2/523 ) .
232 ) ذكره الحافظ ابن حجر في (( الفتح )) ( 13 /6 )، وسكت عنه وقد ذكره السيوطي في رسالته : (( ما رواه الأساطين في عدم المجيء إلي السلاطين )) : ( 17-48 ) ،ونسبه إلي الحكيم الترمذي في (( نوادر الاصول )). .
233 ) ( 2/659 )
234 ) ( 12/544 ) .
235 ) ( ص 111 )، وانظر : شرح الإمام الآجري على هذا الأثر في كتابه الشريعة ( ص 40 ) ط. أنصار السنة، و(( كتاب الأموال )) لابن زنجوية : ( 1/76 ).
236 ) (1/403 )
237 ) (( ص 279 )
238 ) (1/404 )
239 ) ( 11/100 ).
240 ) ( ص 280 ).
241 ) (ص 65 )
242 ) سورة الشورى، الآية : 30
243 ) سورة آل عمران، الآية : 165 .
244 ) سورة النساء، الآية 79.
245 ) سورة الأنعام، الآية 129.
246 ) ((شرح العقيدة الطحاوية )) : ( ص 368، ط 3، المكتب الإسلامي.
247 ) ينظر (( مجمع الزوائد )) : ( 5/294 ).
248 ) ( 13/187، 203 ).
249 ) ( 2/768 ).
250 ) ( ص 158 ).


__________________
[align=center][/align]والله لو يمحوا الزمان فضائلا ** ويبيد من طيب الخصال شمائلا
وتغيرت قيم الأنام إلى الردى ** وتبدلت شيم الكرام رذائلا
ورأيت من باع الأصالة يرتدي ** ثوبا غريبا مشمئزا مائلا
سأظل وحدى طول عمري ثابتا ** لا أرتضي للمكرمات بدائلا
[align=center][/align]
رد مع اقتباس