عرض مشاركة واحدة
  #21  
قديم 2008-07-23, 12:47 PM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,419
افتراضي

اقتباس:
ثامنا : يقول الأخ : " ترك السنة جزاؤه افتراق الأمةلا محالة ، بل إن الخلاف سيق فى كل شئ بل فىالمعلوم من الدين بالضرورة ، فحتى الصلاة لم تسلم من اختلاف الكلام حولها من منكري السنة. "
هذا كلام يفيد أن أهل السنة اتفقوا فيما هو معلوم من الدين بالضرورة ، و هذا غير صحيح . و يفيد كلامه أن ترك السنة هو ما ادى إلى الاختلاف ، و لو أخذ بها لما كان هناك اختلاف ، و هذا غير صحيح أيضا ، و يكفي أن احيله إلى أي كتاب من كتب الفقه أو الأصول المقارنة ، ليرى أنهم لم يختلفوا في أمر إلا و لكل واحد منهم حديث أو أثر من السنة يسانده ، بما في ذلك ما هو معلوم من الدين بالضرورة .
أما بشأن اختلاف من ينكرون حجية السنة فهو حاصل موجود ، لاختلاف تفاصيل موقفهم من السنة . فمنهم من ينكرها جملة و تفصيلا دون تمييز ، و هؤلاء هم من قالوا بعض ما أورده الأخ بشأن الصلاة و أنها ثلاث صلوات لا خمس ، و منهم من يميز ، و هؤلاء شأنهم شأن آخر . فأرجو من الأخ أن لا يدعي كما تكرر منه اجماعا لدى السنة حيث لا اجماع .
و لم تختلف الأمة الاختلاف الذي أدى إلى تخلفها إلا لأسباب كثيرة ، منها عدم اكتفائهم بكتاب الله ، فضموا إليه غيره و قالوا أنه وحي و حجة .

يبدو أن المعلوم من الدين بالضرورة أصبحت محل نظر بعد ظهور من يسمون أنفسهم بالقرآنيين ، على كل حال هذا شئ لم أعد أستبعده ، ولا أستنكره ، فما أصبح مؤكداً لدي هو أن منكري السنة ليس عندهم شئ اسمه " معلوم من الدين بالضرورة " فكل يوم يمر عليهم تتناول معاولهم بالهدم شيئاً جديداً من هذا الدين الذى حفظه الله لنا منذ أربعة عشر قرناً من الزمان ، وسيبقى بإذن الله.

ولقد تيقنت من هذا بنفسى ، بعدما طالعت عيناى يوماً ما موقعاً لمنكري السنة ، وفُجعت من هول ما رأيت ، ما كنت أصدق أن أقرأ فى حياتى ما قرأت ، وما قرأته باحتصار على ذلك الموقع - الذى لا أتردد لحظة واحدة فى كفر اصحابه ولو ادعوا ما ادعوا - قرات مقالاً طويلاً عريضاً منمقاً مزخرفاً مدبجاً يخلص فيه صاحبه إلى أن من يقرن شهادة " محمد رسول الله " بشهادة : " لا إله إلا الله " فهو مشرك كافر وخالد فى النار ولن يخرج منه !!!
ويأتى بما يظنه عقله المريض أنه أدلة على هذا !!!!
هذه يا عزيزى طائفة من منكري السنة ، فهل يا ترى سيبقى عند منكري السنة شئ اسمه معلوم من الدين بالضرورة بعد هذا ؟؟؟؟!

أما عن اختلاف العلماء فى الفقه أو التفسير أو أى باب آخر من أبواب العلم بسبب الاعتماد على سنة النبى صلى الله عليه وسلم فى التلقى والاستدلال ، فهذه دعوى عارية من الصحة ، ولا يطلقها غلا من حرمه الله نعمة العلم ، وإن قلت بهذا فيلزمك كذلك أن تتهم القرآن الكريم بأنه هو السبب فى شتات الأمة وتفرقها لأنه حمال وجوه وفيه اختلفت التفاسير بشكل كبير.

لعلك فهمت مقصدى قبل أن أصرح به ألا هو أن القضية لست فى النص ولكن فى الفهم الذى قام على النص. ولو أنك رجعت إلى كتيب فذ لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عنوانه : " رفع الملام عن الأئمة الأعلام " لعلمت لماذا اختلفت أقوال العلماء فى فهم الحديث الشريف ، وأدركت أن المسألة تتركز فى اختلف الاجتهاد فى مسألتى : ثبوت صحة الحديث و وثبت دلالة الحديث.

فقد أورد شيخ افسلام ابن تيمية أسباباً - أظنها عشرة - لاختلاف العلماء فى هذا ، أذكر لك منها الآن:
1- منهم من لم يصله الحديث فأفتى برأيه.
2- منهم من وصله الحديث وظنه صحيحاً وهو ضعيف.
3- منهم من وصله الحديث وظنه ضعيفاً وهو صحيح.
4- منهم من وصله الحديث وعلم صحته ولكنه ظنه منسوخاً أو معارضاً بغيره.
5- منهم من وصله الحديث وتأوله برأى من عنده. أو فهمه على وجه من وجوه اللغة الجائزة.
إلى آخر مثل هذه الأسباب. وإن شئت أن أرسل لك نسخة غلكترونية من هذا الكتيب لفعلت بإذن الله.
وعلى كل حال هو موجود على الشبكة العالمية باسم : رفع الملام عن الأئمة الأعلام ، لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله. فهو مفيد ولم يصنف مثله فى بابه فجزى الله الشيخ خير الجزاء ، أنصحك به فستجد فيه علماً غزيراً.
ولا يخف عليك أن الاختلاف جائز وأقره الله سبحانه وتعالى قدراً والأدلة على هذا كثيرة من القرآن الكريم :
وفى هذا يقول ربنا : ( وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ) [ هود ]
ولعلك تعلم جيداً أن شرع الله عظيم ، ولن يوجد أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم يستطيع أن يحيط به ، فإذا علمنا هذا ، علمنا أنه لابد لكل عالم من خطا يقع فيه ، ثميأتى من يستدرك عليه خطأه فيصححه ،ثميأت هذا المستدرك فيقع فى شئ من الدين فيأتى آخر ويستدرك عليه ويصحح له ، وهكذا ...
فهل نقول أن أخطاء العلماء الناتجة عن الغلط فى الاجتهاد سببها القرآن أو السنة ؟؟!!
وهل نقول أن الخطأ فى بعض المور هو اختلاف على المعلوم من الدين بالضرورة؟؟ إن هذا لشئ عجاب.
__________________
قـلــت :
[LIST][*]
من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )).
[*]
ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )).
[*]
ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )).
[*]
ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ).
[/LIST]
رد مع اقتباس