يامسلمين يامسلمين
ان تعبدنا في الاصول بغير المذهب الاشعري وفي الفروع بغير المذاهب الاربعة لم يكن لتحزب أو تعصب (يامسلمين يامسلمين أفهموا ) ولا لريب في اجتهاد ائمة تلك المذاهب (يامن يطعنون جهلا افهموا) ولا لعدم عدالتهم وأمانتهم ونزاهتهم وجلالتهم علما وعملا.
لكن الادلة الشرعية أخذت بأعناقنا الى ألاخذ بمذهب ألائمة من اهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة , ومهبط الوحي والتنزيل, فانقطعنا اليهم في فروع الدين وعقائده, ومعارف السنة والكتاب ,وعلوم الاخلاق والسلوك والاداب ,نزولا على حكم الادلة والبراهين,وتعبدا بسنة النبيين والمرسلين,صلى الله عليه واله وعليهم أجمعين.
ولو سمحت لنا الادلة بمخالفة الائمة من آل محمد ,أو تمكنا من تحصيل نية القربة لله سبحانه وتعالى في مقام العمل على مذهب غيرهم لقصصنا أثر الجمهور,وقفونا اِثرهم ,تأكيداً لعقد الولاء , وتوثيقا لعرى الاخاء, لكنها الادلة القطعية تقطع على المؤمن وجهته, وتحول بينه وبين مايروم.
على انه لا دليل للجمهور على رجحان شىء من مذاهبهم ,فضلاً عن وجوبها , وقد نظرنا في ادلة المسلمين نظر الباحث المدقق بكل دقة واستقصاء,فلم نجد فيها ما يمكن القول بدلالته على ذلك الا ماذكر من اجتهاد أربابها وأمانتهم وعدالتهم وجلالتهم .
لكن والكل يعلم أن الاجتهاد والامانة والعدالة والجلالة غير محصورة بهم , فكيف يمكن – والحال هذه- أن تكون مذاهبهم واجبة على سبيل التعين ؟
وما أظن أحدا يجرؤ على القول بتفضيلهم – في علم او عمل – على أئمتنا , وهم أئمة العترة الطاهرة, وسفن نجاة الامة, وباب حطتها , وأمانها من الاختلاف في الدين , وأعلام هدايتها , وثقل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وبقيته في امته , وقد قال صلى الله عليه واله وسلم (( فلا تقدموهم فتهلكوا ,ولا تقصروا عنهم فتهلكوا, ولا تعلموهم فانهم أعلم منكم))
والعجيب من قول أكثر أخواننا السنة أن السلف الصالح دانوا بتلك المذاهب, ورأوها أعدل المذاهب وأفضلها , وأتفقوا على التعبد بها في كل عصر ومصر, كأنهم لا يعلمون بأن الخلف والسلف الصالحين من شيعة آل محمد-وهم نصف المسلمين في المعنى – انما دانوا بمذهب ألائمة من ثقل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم , فلم يجدوا عنه حولا, وأنهم على ذلك من عهد علي وفاطمه الى الآن, حيث لم يكن الشعري ولا واحد من ائمة المذاهب الاربعة ولا آبائهم,كما لايخفى.
أي ان اهل القرون الثلاثة مطلقا لم يدينوا بشيء من تلك المذاهب أصلا,وأين كانت تلك المذاهب عن القرون الثلاثة ؟-وهي خير القرون –وقد ولد الاشعري سنة 270 ومات سنة 330 تقريبا رحمه الله وابن حنبل ولد سنة164 وتوفي سنة 241 والشافعي ولد سنة 150 وتوفي سنة 204 وولد مالك سنة 95 ومات سنة 179 وولد ابو حنيفة سنة 80 وتوفي سنة 150 رحمهم الله اجمعين , والشيعة يدينون بمذهب الائمة من اهل البيت عليهم السلام وأهل البيت أدرى بالذي فيه..وغير الشيعة يعملون بمذاهب العلماء من الصحابة والتابعين. فما الذي أوجب على المسلمين كافة بعد القرون الثلاثة تلك المذاهب دون غيرها التي كان معمول بها من ذي قبل ؟ وما الذي عدل بهم عن أعدال كتاب الله وسفرته وثقل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وعيبتة ,وسفينة نجاة الامة وقادتها وأمانها وباب حطتها.
هذا الحوار دار بين علمين مسلمين كبيرين تفخر بهما الامة الاسلامية وهما السيد الراحل عبد الحسين شرف الدين الموسوي وشيخ الازهر الشريف الحجة الشيخ سليم البشري
والملفت للنظر لكل من يقرأ هذا الحوار في كتاب سمي بالمراجعات يجد الاحترام المتبادل بين هذين العلمين وتواضع احدهما للآخر خدمة للدين ولاظهار الخلق المحمدي الاسلامي الاصيل .فهنيئا لهم وجزاهم الله خيرا
فأين نحن منهم يامسلمون ؟؟؟؟ كفانا تمزيقا وهوانا وذلا
ياأخي المسلم انت تتعبد بقناعتك بأي مذهب تشاء وهذا حقك فأترك أخيك يتعبد حسب قناعتة وحدود عقله
والله هو الحكم العدل يوم القيامة
|