عرض مشاركة واحدة
  #61  
قديم 2013-04-05, 11:17 PM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 918
افتراضي

"[2]. ثم خرَجَت، فدخَلَتْ على سَوْدة بنت زمعة .

فقالت: ماذا أدخل الله عليكِ من الخير والبركة؟!

قالت: وما ذاك؟ قالت: أرسَلَني رسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم- أخطبك عليه .
قالت: وَدِدتُ، ادخلي إلى أبي، فاذكُرِي ذلك له، وكان شيخًا كبيرًا، قد أدرَكَه السِّنُّ، قد تخَلَّف عن الحج، فدخَلَتْ عليه، فحيَّتْه بتحيَّة الجاهلية .

فقال: مَن هذه؟

قالت: خَوْلة بنت حكيم .

قال: فما شأنُك؟

قالت: أرسَلَني محمَّد بن عبدالله؛ أخطب عليه سودة .

فقال: كفءٌ كريم". وعن أم سلمة- رضي الله تعالى عنها-

قالت: "أتاني أبو سلمة يومًا من عند رسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم- فقال: لقد سَمِعتُ من رسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم- قولاً سُرِرتُ به، قال: ((لا يُصيب أحدًا من المُسْلِمين مصيبةٌ فيسترجع عند مصيبته، ثم يقول: اللَّهم أْجُرْنِي في مصيبتي، واخلُفْ لي خيرًا منها، إلاَّ فُعِل ذلك به)).
قالت أمُّ سلمة: فحفظتُ ذلك منه، فلما تُوفِّي أبو سلمة استرجعتُ، وقلتُ: اللهم أْجُرْني في مصيبتي، واخلف لي خيرًا منه، ثم رجَعْتُ إلى نفسي، فقلتُ: مِن أين لي خيرٌ من أبي سلمة؟ فقالت أمُّ سلمة بعدُ: أبدَلَني الله بأبي سلمة خيرًا منه، رسولَ الله- صلَّى الله عليه وسلَّم"؛ صحيح.

وعن أُمِّ حبيبة بنت أبي سفيان سيِّد قريش، قالت: "ما شَعرت وأنا بأرض الحبَشة إلاَّ برسول النَّجاشي، جارية يقال لها: أبرهة، كانت تقوم على ثيابه ودهْنِه، فاستأذنَتْ علَيَّ، فأذِنتُ لها .

فقالَتْ: إنَّ المَلِك يقول لك: إنَّ رسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم- كتب إلَيَّ أنْ أُزَوِّجَكِه .

فقلتُ: بشَّرَك الله بالخير، وأعطيتُ أبرهة سوارين من فضة، وخدمتين من فضة كانتا علَيَّ، وخواتيمَ مِن فِضَّة كانت في كلِّ أصابع رجلي؛ سُرورًا بما بشَّرَتني به". فلَمَّا علم أبو سفيان قال: "هو الفَحْل لا يُجْدَع أنفه".

وعن زينب بنت جحش- رضي الله تعالى عنها- أنها: "كانت تَفْخَر على أزواج النبي تقول: زَوَّجَكن أهاليكن، وزَوَّجني الله من فوق سبع سموات .

وفي لفْظٍ: كانت تقول: إن الله أنكَحَني في السَّماء"؛ صحيح. وعن ميمونة بنت الحارث- رضي الله تعالى عنها-: "أنه لما انتَهَت إليها خِطْبة رسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم- لها وهي راكبة بعيرًا .

قالت: الجملُ وما عليه لرسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم". • وبعد نُزول آية التَّخْيير لم تَبْق مع النبي- صلَّى الله عليه وسلَّم- من نِسائه إلاَّ مَن اختارت الله ورسوله والدَّار الآخِرةَ، وما رَضِيَتْ إحداهنَّ بالله ورسوله- صلَّى الله عليه وسلَّم- والدار الآخرة بدلاً. فجاء في "تفسير ابن كثير" لقول الله- تعالى-: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلاً * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 28- 29].

قال: "هذا أمْرٌ من الله لرسوله- صلوات الله وسلامه عليه- بأن يُخَيِّر نساءه بين أن يفارقهن، فيَذْهَبن إلى غيره ممن يَحصُل لهنَّ عنده الحياةُ الدُّنيا وزينتها، وبَيْن الصَّبر على ما عنده من ضيق الحال، ولهنَّ عند الله في ذلك الثواب الجزيل، فاختَرْنَ- رضي الله عنهنَّ وأرضاهن- الله ورسولَه والدَّار الآخرة، فجَمَع الله لهنَّ بعد ذلك بين خير الدنيا وسعادة الآخِرة". ثم كان من فضائل عائشة- رضي الله تعالى عنها- أن أقرَأَها جبريلُ السَّلامَ؛

فعَن أمِّ المؤمنين عائشة: "أنَّ النبي- صلَّى الله عليه وسلَّم- قال لها: ((يا عائِشُ، هذا جبريل يُقرئك السَّلام)).
فقلتُ: وعليه السَّلام ورحمة الله وبركاته، تَرى ما لا أرى؛ تريد رسولَ الله- صلَّى الله عليه وسلَّم"؛ "صحيح البخاري". وإن كان النبي- صلَّى الله عليه وسلَّم- ليتعذَّر في مرضه: ((أين أنا اليوم؟ أين أنا غدًا؟))؛ استبطاءً ليومها- رضي الله تعالى عنها- حتىَّ كان يوم رحيله عن الدُّنيا- صلَّى الله عليه وسلَّم-

فتقول أُمُّ المؤمنين عائشة: "إنَّ مِن نِعَم الله عليَّ: أنَّ رسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم- تُوفِّي في بيتي، وفي يومي، وبين سَحْري ونَحْري، وأنَّ الله جمَع بين رِيقِي ورِيقِه عند موته؛ دَخل عليَّ عبدالرحمن، وبيده السِّواك، وأنا مُسْنِدة رسولَ الله- صلَّى الله عليه وسلَّم- فرأيْتُه يَنظر إليه، وعرفتُ أنه يحبُّ السِّواك .

فقلتُ: آخُذُه لك؟ فأشار برأسه أنْ نعَم، فتناولتُه، فاشتدَّ عليه، وقلتُ: أُليِّنُه لك؟ فأشار برأسه أنْ نَعم، فلَيَّنتُه، فأَمَرَّه، وبين يديه ركْوة أو علبة- يَشكُّ عُمر- فيها ماء، فجَعل يُدخِل يديه في الماء، فيمسح بهما وجهه، يقول: ((لا إله إلاَّ الله، إنَّ للموت سَكَرات))، ثم نصب يده .

فجعل يقول: ((اللَّهم في الرَّفيق الأعلى))، حتى قُبِض ومالَتْ يدُه"؛ "صحيح البخاري".

وإنِّي إذْ أَضْرِب عمَّا يقوله المُرْجِفون والمبطلون صفْحًا، أسأل كلَّ مَن كان له ذَرَّة من إنصاف وعقل وضمير: هل يُمكن لمِثْل أمِّ المؤمنين أن يَغزو الحسَدُ قلبَها على آل بيت رسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم- وزوجها سيِّدهم، وهي أحبُّ الناس إليه، ولم يُدانِها في الفضل واحدةٌ من النساء، فضْلاً عن مكانة أبيها من النبي- صلَّى الله عليه وسلَّم؟! وهل يُمكن لمِثْل أُمِّ المؤمنين أن يَغزو الحسدُ قلْبَها على آل البيت، وحالُها معهم كحَال أبيها الصِّدِّيق وهي البَضْعَة منه، فيما رواه عنه شُعبة قال: "لَمَّا مَرِضَت فاطمةُ أتاها أبو بكر الصدِّيق، فاستأذن عليها، فقال عليٌّ: يا فاطمة، هذا أبو بكر يستأذن عليك، فقالت: أتحبُّ أن آذن له؟ قال: نعَم، فأَذِنَت له، فدَخَل عليها يترَضَّاها، فقال: والله، ما ترَكْتُ الدَّار والمال، والأهلَ والعشيرة، إلاَّ ابتغاءَ مرضاة الله ومرضاة رسولِه، ومرضاتِكم أهْلَ البيت، ثم ترَضَّاها حتىَّ رَضِيَت
رد مع اقتباس