عرض مشاركة واحدة
  #143  
قديم 2013-05-08, 11:50 PM
نمر نمر غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2013-02-26
المكان: بلاد الاسلام بلادي
المشاركات: 918
افتراضي

مطلب دعواهم نقص القرآن:

ومنها ما ذكروه في كتبهم الحديثية والكلامية أن عثمان رضي الله عنه نقص من القرآن فإنه كان في سورة (ألم نشرح) بعد قوله تعالى: (ورفعنا لك ذكرك): "وعليا صهرك" فأسقطها بحسد اشتراك الصهرية. قالوا: وكانت سورة الأحزاب مقدار سورة الأنعام فأسقط عثمان منها ما كان في فضل ذوي القربى. قيل أظهروا في هذه الأزمنة سورتين يزعمون أنهما من القرآن الذي أخفاه عثمان كل سورة مقدار جزء وألحقوهما بآخر المصحف سموا إحداهما سورة النورين وأخرى سورة الولاء. يلزم من هذا تكفير الصحابة حتى علي حيث رضوا بذلك. فهي كالتي قبلها في المفاسد وتكذيب قوله تعالى: (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) وقوله: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون). ومن اعتقد عدم صحة حفظه من الإسقاط واعتقد ما ليس منه أنه منه فقد كفر، ويلزم من هذا رفع الوثوق بالقرآن كله وهو يؤدي إلى هدم الدين ويلزمهم عدم الاستدلال به والتعبد بتلاوته لاحتمال التبدل. ما أخبث قول قوم يهدم دينهم. روى البخاري أنه قال ابن عباس ومحمد بن الحنفية: (ما ترك رسول الله إلا ما بين الدفتين).

مطلب السب:

ومنها إيجابهم سب الصحابة لا سيما الخلفاء الثلاثة نعوذ بالله، رووا في كتبهم المعتبرة عندهم عن رجل من أتباع هشام الأحول أنه قال: كنت يوما عند أبي عبد الله جعفر بن محمد فجاءه رجل خياط من شيعته وبيده قميصان فقال: يا ابن رسول الله خطت أحدهما وبكل غرزة إبرة وحدت الله الأكبر وخطت الآخر وبكل غرزة إبرة لعن الأبعد أبي بكر وعمر (رضي الله عنهما) ثم نذرت لك ما أحببته لك منهما فما تحبه خذه وما لا تحبه رده. فقال الصادق، أحب ما تم بلعن أبي بكر وعمر وأردد إليك الذي خيط بذكر الله الأكبر. فانظر على هؤلاء الكذبة الفسقة ماذا ينسبون إلى أهل البيت من القبائح حاشاهم. قال الله تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس فإذا لم يكن أصحاب رسول الله وسطا فمن يكون غيرهم. وقال تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس) فإذا لم يكن أصحابه من خيرهم فمن يكون سواهم وقال: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه أعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم). ومن سب من رضي الله عنه فقد حارب الله ورسوله وقال: (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة). وكيف يُسب من رضي عنه مولاه واصطفاه، وقال تعالى: (محمد رسول الله والذين منعه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود). كيف يجوز سب من يمدحه ربه وقال تعالى: (لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى). ومن وعده سيده الجنة كيف يسب وقال تعالى: (للفقراء الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون وقال في الأنصار: (فأولئك هم المفلحون). والقرآن مشحون من مدح الصحابة رضي الله عنهم فمن سبهم فقد خالف ما أمر الله من إكرامهم، ومن اعتقد السوء فيهم كلهم أو جمهورهم فقد كذب الله تعالى فيما أخبر من كمالهم وفضائلهم ومكذبه كافر. قال رسول الله : (النجوم أمنة السماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون) رواه مسلم. وقد صح عن رسول الله : (خير أمتي قرني ثم الثاني ثم الثالث وخير أمتي أولها وآخرها وفي وسطها الكدر) رواه الحاكم والترمذي، وقد صح عنه أن الله يفتح على الناس ببركة الصحابة، وعن أبي سعيد قال رسول الله : (لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أُحد ذهبا ما أدرك مُد أحدهم أو نصيفه) رواه مسلم وغيره، وعن عمر رضي الله عنه يقول: (لا تسبوا أصحاب محمد فلمقام أحدهم ساعة خير من عمل أحدكم عمره) رواه ابن ماجة، وقد صح عنه أنه قال: (لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم قد وجبت لكم الجنة أو قد غفرت لكم) وقد صح عنه أنه قال: (لا يدخل النار من حضر الحديبية إن شاء الله تعالى). وقد روي عنه بطرق إسناد بعضها رجال الصحيح غير واحد وهو ثقة قال: (لا تسبوا أصحابي. لعن الله من سب أصحابي). وقد روي بأسانيد بعضها حسن عن ابن عباس قال: كنت عند النبي وعنده علي رضي الله عنه فقال النبي ، (يا علي سيكون في أمتي قوم ينتحلون حب أهل البيت لهم نبز يسمون الرافضة قاتلوهم فإنه مشركون). وقد تواتر على النبي ما يدل على كمال الصحابة رضي الله عنهم خصوصا الخلفاء الراشدين فإن ما ذكر في مدح كل واحد مشهور بل متواتر لأن نقلة ذلك أقوام يستحيل تواطؤهم على الكذب ويفيد مجموع أخبارهم العلم اليقيني بكمال الصحابة وفضل الخلفاء. فإذا عرفت أن آيات القرآن تكاثرت في فضلهم والأحاديث المتواترة بمجموعها ناصة على كمالهم فمن اعتقد فسقهم أو فسق مجموعهم وارتدادهم وارتداد معظمهم عن الدين أو اعتقد حقية سبهم وإباحته أو سبهم مع اعتقاد حقية سبهم أو حليته فقد كفر بالله تعالى ورسوله فيما أخبر من فضائلهم وكمالاتهم المسلتزمة لبراءتهم عما يوجب الفسق والارتداد وحقية السب أو إباحته، ومن كذبهما فيما ثبت قطعا صدوره عنهما فقد كفر. والجهل بالمتواتر القاطع ليس بعذر، وتأويله وصرفه من غير دليل معتبر غير مفيد كمن أنكر فرضية الصلوات الخمس جهلا لفرضيتها فإنها بهذا الجهل يصير كافرا. وكذا لو أولها على غير المعنى الذي نعرفه فقد كفر لأن العلم الحاصل من نصوص القرآن والأحاديث الدالة على فضلهم قطعي، ومن خص بعضهم بالسب فإن كان ممن تواتر النقل في فضله وكماله كالخلفاء فإن اعتقد حقية سبه أو إباحته فقد كفر لتكذيبه ما ثبت قطعا عن رسول الله ومكذبه كافر، وإن سبه من غير اعتقاد حقية سبه أو إباحته فقد تفسق لأن سباب المسلم فسوق. وقد حكم بعضٌ فيمن سب الشيخين بالكفر مطلقا والله أعلم، وإن كان ممن لم يتواتر النقل في فضله وكماله فالظاهر أن سابه فاسق إلا أن يسبه من حيث صحبته لرسول الله فإن ذلك كفر. وغالب هؤلاء الرفضة الذين يسبون الصحابة لا سيما الخلفاء يعتقدون حقية سبهم أو إباحته بل وجوبه لأنهم يتقربون بذلك إلى الله تعالى ويرون ذلك من أجل أمور دينهم كما نقل عنهم ما أضل عقول قوم يتقربون إلى الله تعالى بما يوجب لهم خسران الدين والله الحافظ. هذا وإني لا أعتقد كفر من كان عند الله مسلما ولا إسلام من كان عنده كافرا بل أعتقد من كان عنده كافرا كافرا، وما صح عن العلماء من أنه لا يكفر أهل القبلة فمحمول على من لم يكن بدعته مكفرة لأنهم اتفقت كلمتهم على تكفير من كانت بدعته مكفرة ولا شك أن تكذيب رسول الله فيما ثبت عنه قطعا كفر والجهل في مثل ذلك ليس بعذر والله أعلم.

مطلب التقية:
رد مع اقتباس