عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 2013-05-29, 04:05 AM
youssefnour youssefnour غير متواجد حالياً
عضو منكر للسنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-05-30
المكان: مصر/الأسكندريه
المشاركات: 586
افتراضي

الأخ الكريم الأستاذ فرنك
تحياتي
أنت سألت عن الآية (56) من سورة الأحزاب

أولا : لنتدبر الآية الكريمة ، فإذا إستطعنا أن نصل لمعناها الصحيح أصبح من السهل أن نعرف من تخاطب هذه الآية الكريمة
يقول الله تعالى في سورة الأحزاب :
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)الأحزاب
الآية الكريمة تنقسم إلي أربع أقسام :
1/ صلاة الله على النبي
2/ صلاة الملائكة على النبي
3/ صلاة المؤمنين على النبي
4/ التسليم

وهي آية محكمة، لا يمكن الوصول لمعناها إلا عن طريق سياق الآيات القرآنية في نفس السورة، وأيضا عن طريق الآيات المتشابهة، حتي نصل إلي المعني المطلوب مننا أن ندركه

فإذا ذهبنا إلي سياق الآيات قبل هذه الآية الكريمة لوجدنا الله تعالى يقول :
هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43)الأحزاب
لو لاحظت إن الله تعالي وملائكته يصلون علينا ،،،، " هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ "
تماما مثلما الله وملائكته يصلون على النبي ،،،،،،، "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ "
إذا فصلاة الله وملائكته مشتركه على الرسول والناس
ولكن هناك توضيح موجود في الآية (43) وهو إن صلاة الله تخرج الناس من الظلمات إلي النور (لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ)
فما هو الذي يمكن أن يخرج الناس من الظلمات إلي النور، وبالتالي نفهم منه معني هذه الصلاة لابد إن الله تعالى قد وضح لنا كيف نخرج من الظلمات إلي النور
في سورة إبراهيم يقول الله تعالى :
الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1)
هل لاحظت يا صديقى ما هو الذي يخرج الناس من الظلمات إلي النور، إنه كتاب الله
إذا فصلاة الله على النبي هي (الكتاب) المنزل على النبي، عليه السلام،وهو الكتاب الذي سيخرج الناس من الظلمات إلي النور
إذا ما هي صلاة المؤمنين على رسول الله، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ)
في الواقع إن نهاية الآية توضح المقصود من صلاة المؤمنين على رسول الله وهي جملة (وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)
فالمقصود من (وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) هو التسليم بكل ما سيقوله الرسول لأنه لم يقل (وسلموا سلاما) حتي نفهم منها إنها تحية للرسول، وإنما قال (وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) أي صدقوا بما سيقال لكم من النبي

وجملة (سلموا تسليما) جاءت في آية سورة النساء فتدبر :
فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65)
لو تلاحظ إن هناك أحكام سيصدرها الرسول وعلى الناس أن يسلموا بها
إذا يفهم من صلاة المؤمنين،، إنها نصرة وتأييد النبي والتصديق والتسليم بكل ما يتلوه عليهم من كتاب الله
وأخير يتبقى صلاة الملائكة وهي صلاة نصرة وتأييد للنبي عن طريق إنزال الكتاب عليه ،،و نصرته وتأييده في الحروب ....الخ
إذا فالخطاب جاء أولا لعامة الناس، ثم خص به المؤمنون من المسلمين للتسليم بما أنزل على رسول الله
هذا ما استطعت تدبره من الآية الكريمة
تحياتي وتقبل مرورى ،،،،،
رد مع اقتباس