إذا ما تأملنا جميع المراحل السابقة لعملية إنكار السنة وجدنا أن إنكار السنة لم يكن مقصوداً لذاته. ولم تكن السنة مستهدفة بشكل مباشر ، ولكن هذا جاء تابعاً ولاحقاً لقضية ظهور البدع ، فكلما ظهرت فىالإسلام بدعة ، كان ذلك على حساب سنة ،ومن هنا أُنكرت الكثير من السنن بين الناس.
ولكن أحداً أبداً لم يقل أن السنة ليست حجة فى التشريع ، ولم نجد من يعلو صوته ويقول أن عليكم بالقرآن دون السنة.
ولكن حديثاً ظهر أقوام - كما أخبر عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم - يقولون : عليكم بالقرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه ، وما وجدتم فيه من حرام فحرموه.
وجعل هؤلاء من إنكار السنة قضيتهم وشغلهم الشاغل ، وأصبحت السنة هدفاً مقصوداً فى ذاته بعدما علموا وايقنوا أن السنة هى حصن أمان لهذا الدين ، فما وجدوا شيئاً من السنة إلا ونقضوه ، حتى ما هو معلوم من الدين بالضرورة ، وما أجمعت عليه فرق الأمة قاطبة ، قديماً وحديثاً ، ولنأخذ مثالاً على هذا ، الصلاة ، وهى الركن الثانى من أركان الإسلام ، وهى الركن العملى الأول منه ، وهى التى تفرق بين الإسلام والكفر ، وهى التى يتوقف عليها قبول الأعمال فى الآخرة ، وهى التى تصليها جميع فرق الأمة الثلاث والسبعين ، فى نفس التوقيت وبنفس العدد وبنفس الكيفية.
لم نجد فرقة واحدة من هذه الفرق ، ولم نجد أى مبتدع فى تاريخ هذه الأمة ينكر فروض الصلاة الخمسة ، لم نجد من يتجرأ على إعلان هذا غير منكري السنة المحدثين.
ولم يقتصر الأمر علىالصلاة فحسب بل أنكروا اشياء معلومةمن الدين بالضرورة فىمجال العقائد كذلك ، فأنكروا عذاب القبر ، وأنكروا وجود الجنة والنار ، والمسيح الدجال ، وكل شئ لم يذكر فىالقرآن الكريم على وجه التصريح.
والحق الذى نحن عليه ونؤمن به ، وندين الله به أن من قال أن الصلوات المفروضة ليست خمساً ، أو أنها ليست هى الصبح والظهر والعصر والمغرب والعشاء ، أو أنها ليست بالكيفية التى وصلتنا وبلغتنا عن رسول الله ، لا شك أن من قال هذا فقد كفر كفراً أكبر يخرج به من الملة ، وأنه يستحق الاستتابة مثله فى هذا مثل المرتد سواءً بسواء ، فإن تاب وإلا قتل ردة.
ألم أقل لكم أن إنكار السنة هو القاسم المشترك بين البدعة والكفر !!!!1
|