عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 2014-01-22, 07:48 PM
أبو حذيفه الانسي أبو حذيفه الانسي غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2014-01-22
المشاركات: 9
افتراضي

خطر الحوثيين وطموحات إيران التوسعية
كانت محافظة صعدة في اليمن الشمالي أقوى محطات تجمع الملكيين الإمامية المحاربين ضد الثوار الجمهورين عام 1962م، واتخذها الحوثيون مجددا مركزا لحركتهم، التي ولدت من رحم حزب الحق الذي أسس عام 1990، بعد أن أوعز بدر الدين الحوثي أحد مرجعيات الزيدية الفقهية، إلى محمد عزان وعبدالكريم جدبانو عام 1992، بتشكيل تنظيم «حركة الشباب المؤمن» بهدف حشد التأييد لحزب الحق في الانتخابات البرلمانية بعد فسح المجال لقيام الأحزاب، افتتحت الحركة مراكز صيفية لتحفيظ القرآن ومحاضرات ثقافية دينية استقطبت آلاف الطلبة، وفسحت الدولة لها المجال على نية إحداث توازن يقابل قوة التجمع اليمني للإصلاح الشافعي المذهب، لكنها تحولت إلى حركة سياسية دينية مسلحة اشتهرت باسم الحوثيين نسبة إلى مؤسسها حسين الحوثي الأب الروحي للجماعة، وقتل بمعركة مع جيش الحكومة عام2004.
سعى الحوثيون لإسقاط حكومة علي صالح بالقوة، فاتهمهم بارتباطهم مع إيران والعمل لإعادة نظام الإمامة، تأثرت الحركة بطروحات بدر الدين الحوثي الذي جنح بأتباعه نحو التطرف، واتهمه فقهاء من الزيدية بينهم مؤسسون من حركة الشباب المؤمن باتباع الجارودية واقتفاء الشيعة الاثني عشرية، وعده محمد بن عبدالعظيم الحوثي وأتباعه «مارقون ملاحدة ليسوا من الزيدية في شيء» وحكم عليهم بالردة والخروج عن «مذهب آل البيت» وأنكرت الحركة خروجها عن المذهب الزيدي، ونفت انتماءها إلى الاثني عشرية واعترفت بمشتركات فقهية بينهما، وعللت اتهامات المعارضين بمحاباة السلطان.
بدأت علاقة الحوثيين بإيران بعد حرب عام 1994 بين أنصار علي صالح ونائبه البيض الذي دعا لانفصال الجنوب ثانية وخسر المعركة وهرب، سافر بدر الدين الحوثي وابنه حسين إلى إيران، وبعد سنوات رجع الابن إلى اليمن مشحونا بالأفكار الصفوية، ومكث والده هناك إلى عام 2002م. واستطاع حسين تنظيم رحلات طلابية جماعية بالعشرات لأنصاره إلى إيران حيث يقيم والده بحجة الدراسة، وهو ما كانت تتمناه إيران لتصدير ثورتها الإسلامية وتحقيق طموحاتها التوسعية منذ 1979م، فاستقبلتهم بحفاوة لتقوم بمساعدة بدر الدين بغسل أدمغتهم وإعادة صياغتها وفقا لخطط متفق عليها مسبقا، وصار الحوثيون يقتفون خطوات حزب الله وزعيمه حسن نصر الله في التبعية لإيران مقابل دعمها التعبوي، حوزات علمية، وخلوات دعوية ورحلات، وجمعيات خدمية وتظاهرات، وتدريب وتسليح للشباب، ومن ثم ترويضهم على التسليم برواية ثورة اليماني الإسلامية تنطلق من قرية كرعة اليمنية بمنطقة خولان قرب صعدة تمهيدا لظهور المهدي، وان اليماني الذي سيكون اسمه حسن أو حسين من أبناء زيد بن علي إشارة إلى حسين بدر الدين الحوثي على بعض الروايات. واستطاعوا تجنيد الشباب من أعمار الخامسة عشرة حتى الخامسة والعشرين، مع إغراءات بالمال وبالسلاح الوارد من إيران بحاويات تقذفها السفن قريبا من الشواطئ اليمنية فيستلمها الحوثيون بعيدا عن رقابة الحكومة، فضلا عن سلاح كانوا يبتاعونه من ضباط فاسدين بسلاح الجيش.
ناهض الحوثيون في اليمن السلفية الوهابية، وألف أعضاؤها مصنفات في نقدهم وتجريحهم والهجوم على مقبل الوادعي أحد أعلام السلفية المؤيد للإصلاح وحليف الإخوان المسلمين. ويحاول الحوثيون إخفاء الطابع المذهبي الطائفي لحركتهم والتمويه بأن ليس لهم طموحات زيدية مذهبية واسعة، واستفادوا من الفقر والجهل والبؤس الذي يعيشه سكان المناطق حول صعدة لإيجاد حركة تمرد مسلحة قادرة على خوض حرب عصابات ضد الحكومة اليمنية التي يتهمونها بالفشل أكثر من كونهم حركة فكرية منظمة. وبالفعل إن معظم المؤيدين لجماعة الحوثيين من القبليين ولا يحملون أهدافاً وطنية أو إنسانية، وإنما شحنوا بالتعاطف الديني وأصبحوا أتباعا مؤدلجين طائفيا وتحزبا جهويا وقبليا، ولديهم الاستعداد للقتال ضد الدولة والمغامرة بأنفسهم في سبيل نصرة الحوثيين من غير وعي يقظ، وهنا مكمن الخطورة حيث بدأ أنصار الحوثيين ارتكاب جرائم بشعة ضد معارضيهم بلغت حد حرق أسر بكاملها، فهل يشكل الحوثيون اليوم خطرا على اليمن؟
رد مع اقتباس