درء دعوى تحكيم العقل و المناهج الغربية على النصوص الشرعية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله و كفى و الصلاة و السلام على النبي المصطفى و على اله و صحبه و من اقتفى
اما بعد ، كثيرا ما اصبحنا نسمع ممن يطلق عليهم لقب " مفكر اسلامي" من ابناء الطابور الخامس من اعداء الاسلام دعوات باطلة تحمل مسميات رنانة كالتجديد الديني و تحديث المفاهيم الدينية ، و رمي ما يسمى " التراث الاسلامي " و الاكتفاء بالعقل و المناهج الغربية كوسيلة ناجعة لفهم النصوص الدينية _ القران و الحديث _
و ستكون لنا وقفة لدرء هذه الدعوى و بيان بطلانها
العقل البشري يتميز بامرين هما القصور و التفاوت
فاما دليل القصور فيتمثل في ان الاعمى لا يستطيع التوصل لمعرفة الالوان بعقله ، و ان حتى غير الاعمى ممن عندهم عمى الالوان لا يستطيعون تمييز الالوان و معرفتها بعقولهم و هذا يعني ان العقل في حاجة الى وسائل حتى يتمكن من الوصول الى حقيقة الاشياء و ماهيتها ، و انه لوحده لا يستطيع ذلك و هذا يدل على قصوره .
و مهما بلغت قدراتنا و ملكتنا العقلية تبقى عقولنا متصفة بالنقص
و اما التفاوت فلو جئنا باية قرانية و جئنا باشخاص ليفسروها بعقولهم فسنحصل على عدد التفاسير بعدد الاشخاص الذين عرضت عليهم
و القران الكريم كلام الله ، وكلام الله صفة من صفاته ، وفيه علمه ، وكيف لأحد منا أن يدعى أنه سوف يحيط بصفات الله ، أو بكلامه أو بعلمه جل في علاه ؟؟؟؟
اذ كيف يمكن لاحد ان يقول ذلك و الله جل في علاه يقول (( و لا يحيطون بشيء من علمه )) ؟؟؟
فعلم الله كامل و العقل قاصر ، و لا يمكن تحكيم ما هو قاصر على ما هو كامل ،
و المناهج الغربية تدخل ضمن الانتاج البشري و لا يمكن لقاصر _ العقل _ ان ينتج كاملا _ المناهج الغربية _ و هنا فان تلك المناهج حتما قاصرة، لان الصانع اكمل من المصنوع ، و المصنوع دائما اقل اكتمالا من الصانع ، ، و مادام العقل قاصر فانه و بالضرورة هذه المناهج قاصرة
و النتيجة فان هذه المناهج قاصرة لانها نتاج قاصر
و كما اشرنا الى ذلك سابقا فانه لا يمكن تحكيم ما هو قاصر على ما هو كامل
و لا احد يستطيع ان يقول ان العقل و تلك المناهج اعم من علم الله او اكمل منه ، و الا سيخالف صريح الاية (( و لا يحيطون بشيء من علمه ))
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6
كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين
العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين
آخر تعديل بواسطة ايوب نصر ، 2018-01-24 الساعة 09:08 PM
|