عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 2015-11-02, 03:18 PM
! ماضي ! ! ماضي ! غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2011-08-17
المشاركات: 10
افتراضي


القرون الوسطى
كان لاكتشاف رأس الرجاء الصالح، أثرًا سلبيًا على طرق التجارة العالمية مع الشرق الأقصى والهند، فعلى سبيل المثال فإن مدينتي جلفار وخور فكان على الساحل الشرقي لعُمان، أصبحتا مدينتين مهجورتين؛ إذ فقدتا مكانتهما، بعد أن كانا ميناءً بحريًا هامًا وأخذت التقاليد التجارية العربية بالانقراض في المنطقة تدريجيًا، وقد نشأت في الفترة نفسها مراكز بشرية تجارية على ساحل عمان أقامها البرتغاليون، وكذلك قلاع وحصون لضمان السيطرة على ساحل بحر العرب، والتي تطورت لمعارك عسكرية، فعلى سبيل المثال دمرت خور فكان عام 1506 على يد ألفونسو دي ألبوكيرك.
بعد نحو قرنين من شبه السيطرة البرتغالية على المنطقة، توحد شرق الخليج تحت قيادة ناصر بن مرشد مؤسس دولة اليعاربة التي شملت عمان والإمارات وأجزاء كبيرة من شرق أفريقيا وعاصمتها الرستاق، والتي تمكنت من إخراج البرتغاليين من المنطقة وإضعاف نفوذهم فيها، وساهم ذلك في صعود المملكة المتحدة وهولندا الذين أجهزوا الوجود البرتغالي وانفردوا بالسيطرة على المنطقة في معركة بحرية حاسمة عام 1625 بالقرب من بندر عباس. في القرن التاسع عشر، عام 1803 وحسب رسالة تعود لوالي بغداد العثماني أوفدها إلى الصدر الأعظم في إسطنبول، أنّ "قبائل بني ياس - أي نواة سكان الإمارات - انضمت للسعوديين، وكذلك قبائل النعيم وبني قتب والقواسم"، وهو ما يفيد ببسط الدولة السعودية الأولى نفوذها على المنطقة. وبعد قيام الدولة السعودية الثانية كفلت اتفاقية البريمي عام 1853 بين الأمير عبد الله بن فيصل نائباً عن والده الأمير فيصل بن تركي وهلال بن سعيد البوسعيدي نيابةً عن ثويني بن سعيد البوسعيدي، وكان من الشهود على الاتفاقية الشيخ سعيد بن طحنون آل نهيان. بعد القضاء على الدولة السعودية الثانية عام 1891، انتقل الصراع بين الشيخ زايد بن خليفة آل نهيان وقائمام قطر الذي يعتبر ممثل للعثمانيين، وتزايد النفوذ البريطاني في منطقة شرق شبه الجزيرة العربية الذي أدى إلى توقيع اتفاقية حماية بين بريطانيا وكل من شيوخ الساحل والشيخ قاسم آل ثاني - حاكم قطر.

بنو ياس والقواسم:
مع انحلال دولة اليعاربة وانكفاء البرتغاليين، صعد نجم سكان المنطقة في الإدارة، وأهمها حلف من قبائل بني غافر بزعامة القواسم ومركزهم في رأس الخيمة والشارقة، ثم انتشروا نحو مناطق واسعة من شرق الخليج العربي بساحليه الشمالي التابع حاليًا لإيران والجنوبي، وتميزوا بوصفهم قوّة بحرية. والقوة الثانية هم بنو ياس وحلفائهم من القبائل ضمن الحلف الهناوي، وقد أطلق على هذا الحلف اسم "تحالف بني ياس"، وتزعمه آل بوفلاح التي ينحدر منها آل نهيان حكام إمارة أبوظبي، وآل بوفلاسة والتي ينحدر منها آل مكتوم حكام إمارة دبي. في تلك المرحلة لم تتجاوز أعداد سكان المنطقة 72,000 نسمة، وكانت المنطقة تُعرف حتى الخمسينات من القرن العشرين باسم إمارات ساحل عمان؛ أما الإنجليز فكانوا يسمونها «ساحل القراصنة» حتى أبرمت اتفاقية السلام الدائم عام 1853. كان السكان يقطنون في قرى صغيرة متناثرة على ساحل رأس الخيمة والشارقة ودبي وأبوظبي، وبنوا حصونًا لحماية أنفسهم في مناطق التجمع السكاني الرئيسية، أما عماد الاقتصاد فكان صيد السمك واللؤلوء؛ وقد اعتبرت المملكة المتحدة المنطقة جزءًا من إمبراطوريتها التجارية، وهو ما ساهم في اندلاع عدد من المعارك البحرية بين الأسطول البريطاني وأسطول القواسم المكون من 60 سفينة،[40] بكل الأحوال فقد انتهت العلاقة المتوترة مع بريطانيا بالتوقيع على اتفاقية السلام الدائم عام 1853 لتحقيق السلام البحري وفض النزاعات القبلية واستقلال القبائل في إدارة شؤونها الداخلية، وقد عدلت الهدنة عام 1892 التي منحت بريطانيا شؤون الدفاع والعلاقات الخارجية، مع احترام سيادة مشايخ الإمارات المتصالحة أو إمارات الساحل المتصالح، وقد استمر العمل بهذه الاتفاقية حتى 1971، وقد ساعد الاستقرار بعد توقيع اتفاقية التحالف والصداقة مع بريطانيا على تشكّل الإمارات السبعة بالشكل المعروفة عليه اليوم.
عانت البلاد خلال مرحلة 1920 - 1930 من كساد تجاري لاسيّما مع تراجع أهمية اللؤلؤ وبروز اللؤلؤ الصناعي فضلاً عن الضرائب الباهظة التي فرضت عليه في دول التسويق. في عام 1952 اندلع ما يعرف بحرب البريمي، وهي خلاف حدودي بين إمارة أبو ظبي وعمان والمملكة السعودية، قاد الحركة الشيخ صقر بن سلطان آل حمود النعيمي حاكم البرمي آنذاك متحالفًا مع عدة قبائل؛ إلا أن حداثة أسلحة الإنجليز مكنتهم من السيطرة على المنطقة وذلك في أكتوبر 1955، وإنهاء الحرب بترسيم الحدود بين الدول الثلاث. في عام 1962 اكتشف النفط في إمارة أبوظبي وصدرت أول شحنة من النفط الخام في العام نفسه، وغدت إمارة دبي تصدر النفط عام 1969.
رد مع اقتباس