[ايوب نصر]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم يكن منكروا السنة بدعا في طعنهم في الحرم و تشكيكهم في مكان وجوده ، بل سبقهم الى ذلك اقوام كالنصارى و الرافضة ، صحيح ان طرق الطعن تختلف لكن الغاية واحدة الا و هي هدم بيت الله .
لقد خرج علينا هذه الايام شرذمة من منكري السنة براي يقول ان بيت الله الحرام ليس مكانه مكة ، بل ان مكانه يوجد في سيناء _ و لا اعرف كم دفع لهم اليهود مقابل هذه الخدمة _ ، و بعد ان يسلم لهم الناس بهذا سينتقلون الى التشكيك في رسول الله _ صل الله عليه و سلم _ و هل اذا كان فعلا وجدت هذه الشخصية في التاريخ ام انها فقط من الخرافات و الاساطير ؟؟
و هذه وسيلة المستشرقين لهدم الاسلام و التشكيك فيه فبعدما بدؤوا بالشعر الجاهلي و ادعوا انه كتب في العصر الاسلامي ، و ان اولئك الشعراء الجاهليون هم مجرد شخصيات وهمية لا وجود لهم في الواقع و لم يعرفهم التاريخ ، انتقلوا الى الحديث الشريف و قالوا انه مكذوب على رسول الله _ صل الله عليه و سلم _ و انه لم ينطق باي حرف من غير القران _ و هذا ممتنع عقلا _ ، فقد حان الان الدور على بيت الله حرام فقالوا ان مكانه ليس مكة و ان يوجد و ان مكانه غير معروف و يجب البحث عنه ، و بعد حين سيقولون ان شخصية محمد _ صل الله عليه و سلم _ مجرد شخصية وهمية كما قالوا عن طرفة بن العبد و امرؤ القيس و غيرهم
و اصبح ينوب عن المستشرقين في هذه الدعاوي الخبيثة منكروا السنة الذين استقبلهم الغرب في جامعاته و خصص لهم مراكز للابحاث ، فاخذو يطعنوا في الدين باسم الدين . و بما ان منكروا السنة _ و كما يدعون _ يومنون بالقران و بالقران فقط ، فاننا سنناقشهم بالقران و نجعله حكما بيننا
يقول الحق تبارك و تعالى وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ
و هنا اسالهم : هل الله يفرض على عباده شيئا و يخفيه عليهم ؟؟؟ هل تتهمون الله بالعبت ؟؟؟
قد يقول قائل " ان قوله (( من استطاع اليه سبيلا )) تفيد الاستثناء و انه جعله فرضا على من وجد مكانه "
اقول : الاية تقول (( من استطاع اليه سبيلا )) و ليس (( من وجد اليه سبيلا )) ، فالاستطاعة تاتي في القران بمعنى القدرة و لم تاتي بمعنى (( وجد ))
و من امثلة ذلك قزله تعالى في سورة الرحمن (( يا معشر الجن و الانس ان استطعتم ان تنفذوا من اقطار السموات و الارض )) الرحمن
قوله تعالى في سورة المجادلة (( فمن لم يستطع فاطعام ستين مسكينا ))
و قوله تعالى في سورة النساء (( ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم ))
و قوله تعالى في سورة النساء (( ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات ))
ففي هذه الايات جاءت " الاستطاعة " بمعنى القدرة و لم تاتي بمعنى " وجد " و هذا لا يستقيم حتى باللغة العربية التي نزل بها القران (( ان جعلناه قرانا عربيا ))
فهل تتهمون الله بالعبث ؟؟؟ لانه ليس امامهم حل لهذا المازق الا ان يتهموا الله بالعبث او يشككوا في نسبة القران الى الله ، فهل يستطيعون ؟؟؟