رد: البهايم والسنة
يعتقد الرافضي بان القران ناقص وان السنة ناقصة ولكنها محفوظة عند الامام الحجة وفي نفس الوقت يحتج بروايات كتبها اهل السنة ولهم فيها معاني تختلف عن معنى الرافضة
النسخ كمثال نحن نقول ان هناك ايات كانت في سورة الاحزاب ثم نقلت من مكانها ووزعت في سور القران او نسخت والرافضي لا يقول بالنسخ وفي نفس الوقت يقول بالبداء ولما نقول له البداء يعني ان الله غير رأيه او بدى له مالم يكن يعلم يقول هو النسخ وفي نفس الوقت ينكر النسخ ولن نذهب بك بعيد عن هذا فهذه مكتبتك واقرب كتاب ننقل لك منه
الرئيسة للشبهة في هذا الموضوع مع الإجابة عليها بالشكل الذي يتضح به الموقف تجاه الصياغات الأخرى لها.
وخلاصة هذه الشبهة أن النسخ يستلزم أحد أمرين باطلين: (البدء، أو العبث) لان النسخ إما ان يكون بسبب حكمة ظهرت للناسخ بعد أن كانت خفية لديه، أو يكون لغير مصلحة وحكمة، وكلا هذين الامرين باطل بالنسبة إلى الله سبحانه، ذلك أن تشريع الحكم من الحكيم المطلق وهو الله سبحانه لا بد ان يكون بسبب مصلحة يستهدفها ذلك الحكم فتقتضي تشريعه، حيث إن تشريع الحكم بشكل جزافي يتنافى وحكمة الشارع، وحينئذ فرفع هذا الحكم الثابت لموضوعه بسبب المصلحة، اما ان يكون مع بقاء حاله على ما هو عليه من وجه المصلحة وعلم ناسخة بها، وهذا ينافي حكمة الجاعل وهو العبث نفسه، واما ان يكون من جهة البداء وجهله بواقع المصلحة والحكمة وانكشاف الخلاف لديه على ما هو الغالب في الاحكام والقوانين الوضعية، وعلى كلا الفرضين يكون وقوع النسخ في الشريعة محالا لأنه يستلزم المحال. اما البداء أو العبث، فهما محال على الله لأنهما نقص لا يتصف بهما (1).
النقل من كتاب علوم القرآن - السيد محمد باقر الحكيم - الصفحة ١٩٦
مع ان الله قال : ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها
انكر النسخ ولا تدري ما الذي سيقوله في الانساء
تعرف هناك قصة عن حجا
دخل عنده واحد المهم الراجل هذا ضرط ولكي لا يسمع جحا الصوت صار يضرب برجله
فقال له جحا الصوت اضعته والرائحة ماذا ستفعل بها
وهنا اضاع معنى النسخ لكن الانساء ماذا سيفعل به
انظر تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١ - الصفحة ٢٥٠
وكيف كان فالنسخ لا يوجب زوال نفس الآية من الوجود وبطلان تحققها بل الحكم حيث علق بالوصف وهو الآية والعلامة مع ما يلحق بها من التعليل في الآية بقوله تعالى: ألم تعلم، إلخ أفاد ذلك أن المراد بالنسخ هو اذهاب اثر الآية، من حيث أنها آية، أعني إذهاب كون الشئ آية وعلامة مع حفظ أصله فبالنسخ يزول أثره من تكليف أو غيره مع بقاء أصله وهذا هو المستفاد من اقتران قوله: ننسها بقوله: ما ننسخ، والانساء إفعال من النسيان وهو الا ذهاب عن العلم كما أن النسخ هو الا ذهاب عن العين فيكون المعنى ما نذهب بآية عن العين أو عن العلم نأت بخير منها أو مثلها.
لهذا يسال الرافضي لكونه انكر النسخ اين الايات التي تقولونها وذكرها العلماء مثل اية الرجم للشيخ والشيخة واية الرضاع وغيرها مما نسخ من القران وبقى حكمه لدى اهل السنة
وقد نوه العلماء على هذا من قبل وبينوا حكم النسخ والفرق بينه وبين البداء
الاحكام - الآمدي - ج ٣ - الصفحة ١٠٩
الفصل الثاني في الفرق بين النسخ والبداء واعلم أن البداء عبارة عن الظهور بعد الخفاء.
ومنه يقال: بدا لنا سور المدينة بعد خفائه، وبدا لنا الامر الفلاني، أي ظهر بعد خفائه.
وإليه الإشارة بقوله تعالى: * (وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون) * (39) الزمر: 47) * (بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل) * (6) الانعام: 28) * (وبدا لهم سيئات ما عملوا) * (45) الجاثية: 33) وحيث كان فإن النسخ يتضمن الامر بما نهى عنه، والنهي عما أمر به على حده وظن أن الفعل لا يخرج عن كونه مستلزما لمصلحة أو مفسدة فإن كان مستلزما لمصلحة، فالامر به بعد النهي عنه على الحد الذي نهى عنه إنما يكون لظهور ما كان قد خفي من المصلحة.
وإن كان مستلزما لمفسدة، فالنهي عنه بعد الامر به على الحد الذي أمر به، إنما يكون لظهور ما كان قد خفي من المفسدة، وذلك عين البداء.
ولما خفي الفرق بين البداء والنسخ على اليهود والرافضة، منعت اليهود من النسخ في حق الله تعالى وجوزت الروافض البداء عليه لاعتقادهم جواز النسخ على الله تعالى مع تعذر الفرق عليهم بين النسخ والبداء (1) واعتضدوا في ذلك بما نقلوه عن علي رضي الله عنه، أنه قال: لولا البداء لحدثتكم بما هو كائن إلى يوم القيامة.
ونقلوا عن جعفر الصادق، رضي الله عنه، أنه قال: ما بدا لله تعالى في شئ كما بدا له في إسماعيل، أي في أمره بذبحه. ونقلوا عن موسى (1) بن جعفر أنه قال: البداء ديننا ودين آبائنا في الجاهلية. وتمسكوا أيضا بقوله تعالى: * (يمحو الله ما يشاء، ويثبت) * (13) الرعد: 39) وفي ذلك قال شاعرهم:
ولولا البداء سميته غير هائب * وذكر البدا نعت لمن يتقلب - ولولا البدا ما كان فيه تصرف * وكان كنار دهره يتلهب - وكان كضوء مشرق بطبيعة * وبالله عن ذكر الطبائع يرغب فلزم اليهود على ذلك إنكار تبدل الشرائع، ولزم الروافض على ذلك وصف الباري تعالى بالجهل مع النصوص القطعية والأدلة العقلية الدالة على استحالة ذلك في حقه.
وانه لا يخفى عليه شئ في الأرض ولا في السماء.
|