عرض مشاركة واحدة
  #354  
قديم 2021-01-03, 01:33 PM
Nabil Nabil غير متواجد حالياً
مشرف قسم التاريخ الإسلامى
 
تاريخ التسجيل: 2009-08-07
المشاركات: 3,096
افتراضي رد: تغريدات تاريخية

تغريدات تاريخية (349) :


الحملة الصليبية العجيبة/ عن تغريدات التاريخ الإسلامي
أرسل السلطان الكامل الأيوبي مبعوثاً إلى الإمبراطور فريدريك الثاني يعرض عليه أن يقوم بمساعدته في حربه ضد أخيه المعظَّم عيسى في مقابل أن يسلّمه بيت المقدس وجميع فتوحات عمه صلاح الدين الأيوبي بالساحل الشامي !
وقد أحسن الإمبراطور استقبال مبعوث السلطان واستجاب لعرضه السخي الذي قطع عليه تردده سنوات طويلة حيث كان البابا جريجوري التاسع يستحثّه للنهوض بها دون جدوى وغادر صقلية في يونيو عام 1228م قاصداً الشام ممنياً نفسه بالتتويج في بيت المقدس .
وكانت الحملة التي عُرفت بالحملة الصليبية السادسة من أعجب الحملات العسكرية فلم يتجاوز أفرادها ست مائة فارس يصحبهم أسطول هزيل وكان الإمبراطور الألماني قد جاء إلى الشام في نزهة جميلة مع أفراد حاشيته أو لنقل جاء ليفاوض لا ليحارب !
وعندما وصل إلى عكا وجد الأمور على غير ما تمنى فقد توفي الملك المعظّم عيسى واقتسم الكامل وأخوه الأشرف ممتلكاته وعاد الهدوء في البيت الأيوبي ولم تعد هناك حاجة إلى جهود الإمبراطور فكانت تلك الأخبار قاسية على فرديريك فساء موقفه ولكنه لم يفقد الأمل في تحقيق أمانيه !
فبعث سفارة تطلب من السلطان الكامل الوفاء بما تعهّد به من تسليمه بيت المقدس فزاد الإمبراطور إصراراً على المبالغة في استمالة قلب السلطان وبلغ به الأمر أن كتب للسلطان الكامل في أثناء المفاوضات مايلي :
أنا مملوكك وعتيقك وليس لي عمَّا تأمر به خروج وأنت تعلم أني أكبر ملوك البحر وقد علم البابا والملوك باهتمامي فإن رجعت خائباً انكسرت حربتي بينهم فإن رأى السلطان أن يُنعم عليّ بقبضة البلد والزيارة فسيكون صدقة منه !
أفلحت هذه السياسة مع السلطان الكامل ففرّط فيما لا يملك واستسلم دون قتال وعقد معاهدة عُرفت بمعاهدة "يافا" في فبراير عام 1229م بمقتضاها تقرر الصلح بين الطرفين لمدة عشر سنوات على أن يأخذ الصليبيون بيت المقدس وبيت لحم والناصرة وصيدا !
ونصّت المعاهدة على أن تبقى مدينة القدس على ما هي عليه فلا يجدد سورها وأن يظل الحرم بها بما يضمه من المسجد الأقصى وقبة الصخرة بأيدي المسلمين وتقام فيه الشعائر ولا يدخله الفرنج إلا للزيارة !
أي أنه سلّم القدس بعد أربعين سنة فقط من تحريرها على يد عمه صلاح الدين الأيوبي وبقي الأمر هكذا حتى جاء الملك الصالح نجم الدين أيوب وحرر القدس من دنس الصليبيون في عام 1244م .

يتبع
رد مع اقتباس