[Nabil]

تغريدات تاريخية (350) :

إشبيلية الأندلسية والفايكنج:
عندما جاء المسلمون إلى إشبيلية كانت أسوارها الرومانية القديمة قد تهدّمت ولم يحفل الوافدون الجدد بعد تسيّدهم لأرجاء الأندلس ببناء أسوار لإشبيلية . إلى أن قام غُزاة الشمال النورمانديون "الفايكنج" باحتلال أشبيلية لمدة سبعة أيام حيث وقعت معركة تابلادا في إشبيلية في عام 844م/230هـ وواجهت فيه إمارة قرطبة عدد كبير من قراصنة الفايكنج قبل أن يتمكن الأمير الأموي عبدالرحمن بن الحكم من طردهم ، كانت هذه الغزوة المفاجئة بمثابة نهاية لعهود الأمان والاطمئنان وبداية لحقبة طويلة من الجهاد والاستنفار لمقارعة الأعداء . ومن لحظتها عادت العناية إلى بناء الأسوار والتحصينات وأصبحت الأندلس في نضال من أجل البقاء ، أدناه تفاصيل حملة الفايكنج :

خرج الفايكنج وحلوا بـ"أشبونة" ثم أقبلوا إلى قادس إلى شذونة ثم قدموا على إشبيلية فاحتلوا بها احتلالاً ونازلوها نزالاً إلى أن دخلوها قسراً واستأصلوا أهلها قتلاً وأسراً فبقوا بها سبعة أيام ! واتصل الخبر بالأمير عبدالرحمن فقدم على الخيل عيسى بن شهيد الحاجب واتصل المسلمون به اتصال العين بالحاجب وتوجه بالخيل عبدالله ابن كليب وابن رستم وغيرهما من القادة وكتب إلى عمّال الكور في استنفار الناس فحلّوا بقرطبة وأخذ الفايكنج يقتلون الرجال والنساء وكانت بينهم وبين المسلمين ملاحم ثم نهضوا إلى قبطيل ودخلوا قورة على اثني عشر ميلاً من إشبيلية فقتلوا من المسلمين عدداً كثيراً ثم دخلوا إلى طليطلة فنزلوها ليلاً وظهروا بالغداة بموضع يعرف بالنخارين ثم مضوا بمراكبهم واعتركوا مع المسلمين فانهزم المسلمون وقُتل منهم ما لا يُحصى .
ثم عادوا إلى مراكبهم ثم نهضوا إلى شذونة ومنها إلى قادس وذلك بعد أن وجّه الأمير عبدالرحمن القاده فدافعهم ودافعوه ونصبت المجانيق عليهم وتوافدت الأمداد من قرطبة إليهم فانهزم الفايكنج وقُتل منهم نحو من خمسمائة وأصيبت لهم ثلاثون مركب بمن فيها فأمر ابن رستم بإحراقها .
قُتِل في إشبيلية منهم خلق كثير وعلق من الفايكنج بإشبيلية عدد كثير ورفع منهم في جذوع
النخل التي كانت بها وركب سائرهم مراكبهم وساروا إلى لبلة ثم توجهوا منها إلى الأشنون فانقطع خبرهم .

يتبع