الموضوع
:
هل يرضى بالدنيا إلا من أفسد آخرته؟
عرض مشاركة واحدة
#
1
2021-11-24, 08:13 PM
معاوية فهمي إبراهيم مصطفى
مشرف قسمي العيادة الصحية والمجتمع المسلم
تاريخ التسجيل: 2018-02-05
المشاركات: 2,830
هل يرضى بالدنيا إلا من أفسد آخرته؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
(( هل يرضى بالدنيا إلا من أفسد آخرته؟))
قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
﴿ وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾
[آل عمران: 157].
القتل في سبيل الله أعظم أمنية لأهل الإيمان، وهم عليه أحرص من أهل الدنيا على دنياهم، ولقد كان سلف هذه الأمة يخوضون غمرات الموت، ويقتحمون دروبه، لعلمهم أنه يفضي بهم إلى رضوان الله تعالى، ويبلغهم درج الجنان.
وكان كل واحد منهم يمني نفسه بتلك الرتبة المنيفة، ويتشوف لك المنزلة الشريفة، فإذا لاحت لهم أعلامها طاروا إليها زرافات ووحدانًا؛ ولو كانوا من ذوي الأعذار؛ وهذا عَمْرَو بْنُ الْجَمُوحِ كَانَ رَجُلًا أَعْرَجَ شَدِيدَ الْعَرَجِ، وَكَانَ لَهُ بَنُونَ أَرْبَعَةٌ مِثْلَ الْأُسْدِ، يَشْهَدُونَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَشَاهِدَ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ أَرَادُوا حَبْسَهُ، وَقَالُوا لَهُ: إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ: قَدْ عَذَرَكَ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: إنَّ بَنِيَّ يُرِيدُونَ أَنْ يَحْبِسُونِي عَنْ هَذَا الْوَجْهِ، وَالْخُرُوجِ مَعَك فِيهِ، فو الله إنِّي لَأَرْجُو أَنْ أَطَأَ بِعَرْجَتِي هَذِهِ فِي الْجَنَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَّا أَنْتَ فَقَدْ عَذَرَكَ اللَّهُ فَلَا جِهَادَ عَلَيْكَ، وَقَالَ لِبَنِيهِ: مَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَمْنَعُوهُ، لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَرْزُقَهُ الشَّهَادَةَ فَخَرَجَ مَعَهُ فَقُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ .
وهذا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ كَانَ رَجُلا أَعْمَى، وَكَانَ يقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ أَسْتَطِيعُ الْجِهَادَ لَجَاهَدْتُ.
ومع أنه الله تعالى عذره إلا أنه خرجَ يَوْمَ الْقَادِسِيَّةِ يُقَاتِلُ وَعَلَيْهِ دِرْعٌ له، ومَعَهُ رَايَةٌ سوداء.
وهذا سَعْدُ بْنُ خَيْثَمَةَ يُسَاهِمُ أَبَاهُ فِي الْخُرُوجِ إلى غزوة بَدْرٍ، فَقَالَ سَعْدٌ لِأَبِيهِ: إنّهُ لَوْ كَانَ غَيْرَ الْجَنّةِ آثَرْتُك بِهِ، إنّي لَأَرْجُو الشّهَادَةَ فِي وَجْهِي هَذَا! فَقَالَ خَيْثَمَةُ: آثِرْنِي، وَقِرْ مَعَ نِسَائِك! فَأَبَى سَعْدٌ، فَقَالَ خَيْثَمَةُ: إنّهُ لَا بُدّ لِأَحَدِنَا مِنْ أَنْ يُقِيمَ. فَاسْتَهَمَا، فَخَرَجَ سهمُ سَعْدِ فقتلَ بِبَدْرٍ.
وهل يرضى بالدنيا إلا مَنْ سفه نفسه، أو أفسد آخرته!
ألم يقل اللَّهُ تَعَالَى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ﴾
[التوبة: 38].
وكيف يرضى بالدنيا مَنْ سَمِعَ قَولَ تَعَالَى: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾.
§§§§§§§§§§§§§§§§§
معاوية فهمي إبراهيم مصطفى
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى معاوية فهمي إبراهيم مصطفى
البحث عن المشاركات التي كتبها معاوية فهمي إبراهيم مصطفى