عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 2024-05-11, 09:59 AM
الرياض5 الرياض5 غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2024-05-08
المشاركات: 2
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ايوب نصر مشاهدة المشاركة
اه لو كنت معي ( في ذكرى وفاة الرافعي )
___________

" لئن لم يكن في موت الرافعي من اثر الا ان تكون فجيعتنا فيه فجيعة العربية و العروبة ، و فجيعة اللغة و الادب و الفن الاسلوبي الاسمى ، بل و فجيعة الاسلام ، لكفى بموته واعظا يعظنا ، و ذذكرى تساورنا عن تلك القرون الماضيات التي ارتحل فيها من امثاله اقلون امتازوا بم امتازوا به من انصقال الطبع و حمية الروح و صفاء القلب و نقاء النفس ."
هكذا قال اسماعيل مظهر و هو ينعي نابغة الادب و الحجة العرب ، الامام مصطفى صادق الرافعي _ رحمهما الله _ ، و قد صدق في قوله ، و ان لم يكن عندي من الثقات ، و لكن انتمائنا لاهل الحديث و هيامنا على منهجهم يفرض علينا قبول قول غير الثقات الذي ثبت عندنا صحته ، و رفض خبر الثقات الذي ظهر لنا غلطه و علته .

اني لازلت اذكر حين القيت الي كتب تهاجم الاسلام و تطعن في العربية و القران ، لاناقشها و ارد عليها ، فجلست في غرفتي وحيدا منعزلا ، كفارس في ساحة الوغى ، لا هو يستطيع الانتصار و لا هو يطيق الانكسار ، و اقبلت بنظري قبل صورة الرافعي ، و قلت في حيرة زائغة و روعة محرقة : اه لو كنت معي !!!! ،: و ساعتها ادركت صدق كلام الاستاذ اسماعيل مظهر .

قال لي حبيب يوما : " لم تفضل الرافعي على شاكر ، و تراث هذا اوسع مجالا من تراث الاخر " فقلت له : " اني كنت اجد اشياء في قلبي و لا اجد سبيلا الى التعبير عنها لما بي من عي و ضعف ، فلما وجدت الرافعي وجدته يعبر عن قلبي و ما يجول في خاطري و خلجات صدري "

انك يا صاحبي اذا قرات الرافعي ، و لم يذهل عقلك و يطش لكلامه فكرك ، فتقف عند جمله تتاملها و تعيدها في خاطرك مرات و مرات ، فلا تحسبن انك تفهم الرافعي و انما تقرأ له فقط ، فكثيرون هم من يقرؤون للرافعي و لا يفهمونه .

ان كتب الرافعي ، و كلامه ، تنتقل بك من ذهول الى ذهول، و من طيش الى طيش ، من روعة بيانه ، و جزالة الفاظه ، و ترتيب افكاره، و دقة معانيه ، و كيف ياتيك بفكرة في صفحة و لا يأتيك ببيانها الا بعد صفحات ، و تجده يذكر لك المبتدا ، ثم يدور بك في ضروب من الكلام قبل اي يذكر لك خبره ، و هذا الاسلوب لا يستطيع احد ان يسلكه الا اذا طاوعته اللغة و اسلمته ناصيتها و مكنته من نفسها ، فتأتي الفاظه معبرة عن معانيه و افكاره متناسقة معها ، و هذا هو الاسلوب نفسه الذي تجده عن فحول العلماء و كبار الادباء ، و من قرا لابن القيم و ابن العربي و اشبابههم يعرف قيمة اسلوب الرافعي ، و هنا يظهر لك صدق اسماعيل مظهر حين قال " لكفى بموته واعظا يعظنا ، و ذكرى تساورنا عن تلك القرون الماضيات التي ارتحل فيها من امثاله اقلون امتازوا بم امتازوا به من انصقال الطبع و حمية الروح و صفاء القلب و نقاء النفس ."

في مثل هذا اليوم قض ذلك الملجأ الذي كان يلجأ اليه المؤمنون حين تمد الزندقة عنقها و تطلق لسانها ، في مثل هذا اليوم انكسر ذلك السيف الذي كان يدفع عن الامة في مستنقعات الغواية و مأزق الضلال ، في مثل هذا اليوم انطفأ ذلك النور الذي كان يضيء لأنسال هذه الامة الطريق الى رفعتها و نضارتها الاولى ، في مثل هذا اليوم خمدت تلك النار التي احرقت بشررها كل متهوك متنطع اراد الذل و الهوان بالامة ، في مثل هذا اليوم رحل كاتب الاسلام الاكبر ، في مثل هذا اليوم مات الرافعي

كتبه : ايوب نصر ، الجمعة 4 رمضان 1440 (10/05/2019)


Thank you for sharing this heartfelt tribute to Al-Rafi’i and his contributions to literature and Islamic scholarship. It's evident from your words that he was a remarkable figure whose wisdom and eloquence continue to inspire awe and admiration.

Reflecting on the impact of Al-Rafi’i's writings and teachings, it's clear that his legacy transcends generations, leaving an indelible mark on those who have had the privilege of engaging with his work. Your personal reflections on the profound effect of his words and the depth of his insights underscore the profound influence he had on his readers and admirers.

Indeed, the loss of such a luminary is keenly felt, yet his teachings and writings remain as a guiding light for those who seek knowledge and wisdom. May his memory continue to be honored, and may his contributions to literature and scholarship serve as a source of inspiration for generations to come.
رد مع اقتباس